الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلام والمفاهيم الحديثة ..

شامل عبد العزيز

2009 / 2 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقرأ كثيراً من المقالات التي تتحدث عن الاسلام وتربطه بجملة من المفاهيم الحديثة وهي مفاهيم شرعنها الانسان عبر تطور الحياة ووصل اليها بعد طول عناء وتجربة إضافة الى انها مفاهيم وضعية ..
قديماً كتبوا عن الاسلام والاشتراكية بعد أن ظهر مفهوم الاشتراكية في مجتمعاتنا وأنتسب الى الاشتراكية الملايين وقالوا هولاء الكُتاب المسلمين أن الاسلام فيه اشتراكية ويحقق العدالة الاجتماعية والمساواة ويقضي على الفقر وقد فاتهم في حينه أن النظام الاقتصادي في الاسلام اذا صح التعبير تميل مفاهيمه الى الاقتصاد الرأسمالي وليس الاشتراكي بالاضافة الى أن القصائد تغنت بذلك وقال امير الشعراء احمد شوقي في إحدى قصائده : الاشتراكيون أنت إمامهم ..... يقصد النبي محمد ... وحالياً يكتبون عن الاسلام والديقراطية ويقولون أن الاسلام فيه ديمقراطية وحرية وعدم إكراه وغيرها الكثير...
الذي يُحدد المعنى لاي مفهوم من المفاهيم هو التعريف ... مثال :
الاشتراكية : هي مجموعة اهداف سياسية وإجتماعية واخلاقية ( إحدى التعاريف).
الديمقراطية : إنها من الشعب وبالشعب ومن أجل الشعب ( إبراهام لنكولن).
الاسلام : هو الدين الذي أنزله الله على النبي محمد جملة وتفصيلاً ( تعريف المسلمين).
هل محاولة هولاء السادة الذين يكتبون عن الاسلام وربطه بالمفاهيم الحديثة ناتج عن حقيقة واقعية وملموسة وهي أن الاسلام اشتراكي .. ديمقراطي .. نظام حر .. إنتخابات.. مساواة .. حقوق إنسان .. مشاركة المرأة... أم أن هولاء السادة أُسقط في أيديهم من جراء تخلف المجتمعات الاسلامية عموماً والعربية خصوصاً فحاولوا جاهدين القيام بذلك ... أم أن هناك أسباب أخرى لدى هولاء السادة وهو عدم الوعي الحقيقي لما يؤمنون به ومايكتبون حوله..
الاسلام جملة من النصوص وردت في القرآن والسنة وكل شيء لم يرد في هذين المصدرين الرئيسين ولم يجمع عليه الصحابة ثم لايقاس عليه يعتبر من غير الاسلام والاسلام منه براء وبالتسلسل اعلاه نصل الى أن مصادر التشريع في الاسلام هي :
1. الكتاب ( القرآن) . 2. السُنة ( الاحاديث النبوية الصحيحة) 3. إجماع الصحابة( الاتفاق على حكم واقعة من الوقائع بانه حكم شرعي).4 .القياس ( الحاق فرع بأصل).
فهل تعريف الديمقراطية يتطابق مع مفاهيم الاسلام ولايتعارض مع مصادرالتشريع؟
في الديمقراطية : فترة محددة للحاكم لاتتجاوز 8 سنوات على دورتين ( إن لم تختلف قليلاً في بعض البلدان بالنسبة لعدد السنين)... فهل في الاسلام ( وهذا أهم ركن ) فترة محددة للحاكم وأين نجدها في مصادر التشريع وهل هناك حاكم اختاره الشعب أم أن هناك فئة تُسمى أهل الحل والعقد ( تقتصر على بعض الاشخاص) اختاروا حاكم واحد في فترة ما.. ثم بعد ذلك أصبح الحكم وراثياً ( ملك عضوض وجبرياً) والى الان ومن المحتمل الى الابد...
هل هناك في الاسلام يجوز للمرأة أن تكون الحاكم ؟؟ وأين ومتى حدث ذلك ؟ هل يستطيع احدا من المسلمين أن يخالف الحديث الذي يقول ( لن يُفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة )حتى وأن تماشينا مع أهل القرآن الذين يرفضون الاحاديث النبوية فأين نجد دور المرأة في الحكم على إمتداد 14 قرناً علماً أن من يخالف ماورد في مصادر التشريع يُعتبر آثم يستحق اللعنة والعذاب ....
في الديمقراطية اذا أساء الحاكم فالويل له من الشعب الذي اختاره...
في الاسلام أين حكامنا المسلمين الذين اختارتهم شعوبهم ؟؟ وهل اذا وصلوا الى السلطة يستطيع احداً أن يخلعهم عدا السيد ملك الموت طبعاً؟
هل هناك حاكم وعلى امتداد 14 قرناً جلس على كرسي الحكم وألتفت الى شعبه ؟؟ أقرؤا التاريخ وانظروا ماذا فعلوا بشعوبهم ؟؟ انظروا حجم المؤمرات والقتل والاستبداد والاستعباد؟؟ انظروا ماذا فعلوا بالمخالفين ؟؟ انظروا ماذا فعلوا باخوانهم واولاد عمومتهم ؟ انظروا ماذا فعلوا بالاقربين من أولي الارحام ؟؟ عند ذلك سوف نستطيع أن نقول هل كانوا فعلاً ديمقراطيين أم كانوا جبابرة فاسدين ؟؟
ليست المسألة بالاماني أو إتباع رأي أو هوى حتى يأتي احداً ويقول أن الاسلام هو الاشتراكية وهو الديمقراطية ناهيك عن أن كل هذه المفاهيم هي كفر بواح ماأنزل الله بها من سلطان ومن يؤمن بها فان ماؤاه جهنم وبئس المصير مع هامان وفرعون وقارون حتى وأن كان من أقرباء امير المؤمنين....
أن الياس الذي تملك هولاء السادة هو الذي جعلهم يُحاولون بحسن النية ( ولو أن حسن النية لايكفي) تحسين صورة الاسلام وجعله يتماشى مع متطلبات العصر بالاقوال فقط دون افعال تُذكر...
الاسلام نظام يقوم على ماورد في مصادر التشريع فقط وكل شيء خارج عن المصادر يعتبر مرفوض وزندقة ... هذا هو الاسلام وليس غيره .. مهما حاولنا أن نربط ماضينا بحاضرنا بهذه الطريقة فان الجهود ذهبت وستذهب سُدى ...
أن الاحباط هو الذي دفع هولاء السادة لكتابة هكذا مواضيع خاصة وأنهم يرؤن العالم الاخر كيف يعيش ..
هولاء السادة لم يستطيعوا أن يُصارحوا أنفسهم اولاً وقراءهم ثانياً بان زمن الاسلام كان لوقته وقد مضى وأن العصر الحديث له مفاهيم أخرى ...
هولاء السادة يعيشون تناقضاً بين إيمانهم وبين مايتمنونه على أرض الواقع ...
لاتنفع هكذا محاولات ابداً فمثلماً أنتهت فكرة أن الاسلام هو الاشتراكية فان فكرة الاسلام هو الديمقراطية سوف تنتهي ايضا عندما تظهر مفاهيم اخرى وهكذا دواليك...
أن الاسلام في واد والديمقراطية في واد أخر..
أنهما خطأن مستقيمان لايلتقيان...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يمكن للمسلمين التقدّم
rema bassam ( 2009 / 2 / 23 - 21:02 )
نعم لا يمكن لهم التقدم تحت مظلة الإسلام.فمن ينادي بالتطور والحريات هو منافق ويخدع نفسه وغيرة .فلا القرآن و لا الحديث يصلحان لمتطلبات عصرنا الحديث.هناكَ آيات قتال , ايات جهاد المطالبة بغزو ما يسمونهم الكفار في عقر دارهم .هذه الايات يتم تجاهلها من قبل البعض من هؤلاء. هناك احاديث قتل المرتد بالعشرات من يؤمن بها اكثر ممن ينكرونها من المسلمين.صدقت يا سيدي شامل الديمقراطية بواد والاسلام بواد لا يمكن يلتقيان ابدا. ...وانتّ يا سيدي بنظر الاسلاميين كفرت بسبب هالمقاله,فهذه حريتهم, التكفير لديهم مساحة كبيرة من - حرية التكفير - الذي اصبح اسهل من شرب الماء - استاذ شامل .. شكرا لك على كل ما تكتبه. الف شكر عزيزي


2 - الديمقراطية والاسلام ولحوم المعلبات
علي السعيد ( 2009 / 2 / 23 - 21:29 )
قبل أشهر أقر اخوان مسلمي مصر بالديمقراطية وضرورة التوجه لدراستها وتبنيها..!!وقدم السيد القمني دراسة بهذا االخصوص سفه من تلك التوجهات الازدواجية وعقيدتهم ..!! شكرا استاذ شامل على اهتمامك بتلك المواضيع التي تمس حياة الناس قاطبة .اما بالنسبة لوعاظ الدين فكان لي مشهد...في احد مساجد دول الخليج كان الامام في خطبة الجمعة ينصح المصلين بتاثير الاطعمه المعلبة وضرورة مقاطعتها ,لاسباب منها انها تقليد من دول الكفر واليهود , لاتنطبق عليها احكام الشرع الاسلامي , فيها من السموم تكفي لو تعاطاها الانسان ان تهلكه... الخ . كنت في بيتي جالسا ومسترخيا , أصغيت اليه لمعرفة وجهة نظر اصحاب الدين بهذا الموضوع . في نفس اليوم عصرا جالست صاحب بقالة تحت البناية التي اسكنها وإذا برجل دين معمم يدخل البقالة لشراء احتياجاته ..أخذ سلة التسوق وملاها بالكثير من المعلبات , ومنها لحوم واسماك وخضروات , رأيته يقترب من صديقي , صاحب البقالة,ويهمس في اذنه ثم دفع سعر مشترياته وخرج . في هذه الاثناء وجدت صديقي قد دخل في صمت مع ابتسامه وحركة من يديه تدل على الاستغراب ,سالته ماالموضوع ياأبا صكر ؟ اجابني بانه اليوم كان موجودا في المسجد وتلا هذا الشيخ عليهم خطبة رنانة حماسية مع الانذار والوعود ..!! الان يهمس في اذني يرجوا مني أن لاابو


3 - عندما تسأل المسلم
اسماعيل حمد الجبوري ( 2009 / 2 / 23 - 23:29 )
عندما تسأل المسلم ماذا قدم الاسلام للمسلمين لمدة اكثر من الف واربعمائة سنة. التخلف والفقر والمهانة فيجيبك بالكليشة الجاهزة العيب ليس في الاسلام وانما العيب في الناس الذين يطبقونه لانهم لايطبقون الاسلام الاصيل اسلام النبي محمدوثم الاسلام دين تسامح وعدالة واخلاق سامية لاتتوفر في كل الاديان وغيرها من الخرابيط ويعتبر عصر محمد والخلفاء الراشدين هو العصر الذهبي وعندما توضح له عن حروب محمد وانهار الدم التي سالت بحق الناس الذين يرفضون دينه فيرفضها ويبررها على اساس هذا امر من الله لنشر الدعوة الاسلامية وهذه تشويهات الصهيونية واليهود والنصارى للاسلام وعندما تساله وكيف كان عصرا ذهبيا و3 من الخلفاء من اربعة ماتوا قتلا . الا هذا دليل على انه لم يكون هناك عصر ذهبي وانما هناك ظلم وخلافات وحروب . ولكن المسلم مبرمج ومغسول الدماغ وواللاوعي عنده يرفض اي شئ يخالف ماتبرمج عليه منذ صغره. فلو تجلب له كل الادلة فهو مقدما يرفضها نتيجة البرمجة.وماذا يقول رجل الدين فهو يصدق حتى لوكان كذبا. ومقتنع ان رجل الدين وحده يفهم القران والسنة لاغيره .


4 - ما هو الدليل علي ديمقراطية الإسلام
العقل زينة ( 2009 / 2 / 24 - 10:09 )
ليس هناك دليل واحد وواحد فقط سيان في عصور الخلافة أو في عصرنا الحالي علي صحة إدعاء المسلميين بديمقراطية شريعتهم و عقائدهم وقبولهم التعايش مع الآخر وسماحهم للمسلم أن يعلن التحول عن عقيدة الإسلام دون مخاطر علي حياته؟


5 - أحبائي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 2 / 24 - 12:04 )
شكراً جزيلاً لكافة أصحاب التعليقات وابدأ من الانسة ريما بسام وأقول : أن الاديان نصوص جاهزة يستحيل على أي شخص أن يأتي بما يُخالفها ويُعتبر منتسب الى ذاك الدين ولذلك حاول بعض الكُتاب الاسلاميين أن يُسايروا موجة المفاهيم الحديثة عن طريق تفسير بعض الايات والاحاديث بانها صالحة لكل زمان ومكان فهي ديمقراطية وإشتراكية وغيرها ولكن هذا بحد ذاته عند فقهاء المسلمين يُعتبر مخالف للنصوص الشرعية فكل مفهوم مهما حاولوا أن يُفسروه على أنه من الدين فهو باطل.الاستاذ علي السعيد أتمنى أن تُذكرنا بكل ماتشاهدوه وتضرب لنا الامثال ففيها الشي الكثير بوركت سيدي .الاستاذ اسماعيل . حتى الفترة التي يعتبرها المسلمين انها فترة ذهبية لم تخلوا من مشاكل جمة ولايمكن أن نختار 30 سنة أو 40 سنة من 14 قرناً حتى نقول ان الاسلام كان كذا وكذا .العقل زينة ( لاأعرف ماذا أقول) سيدي أو سيدتي مسألة بديهية ليس هناك دليل وإنما حاولوا هولاء السادة وكما جاء في المقالة أن يجدوا تقارباً بين مفاهيم العصر ومفاهيم الدين . الاديان مسألة نعتبرها فردية فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر أما مسالة أن الدين يحتوي كل الايدلوجيات والمصطلحات العصرية والتي هي من اختراع البشرية فهي بعيدة عن الواقع وابتعاد عن المنطق الصحيح . محبتي ومودتي للجميع


6 - أي دين؟
مختار ( 2009 / 2 / 24 - 16:42 )
الدين ظل دائما كالعجينة بين ادي رجال الدين، يكيفونه كما يشاؤون وحسب الظروف والمصالح وموزاين القوى، مع ذلك نجد بعض الفروق بين الدين الرسمي والإسلام السياسي والدين التصوفي:
الدين الرسمي تأقلم مع كل الأنظمة السياسية، هو اشتراكي في الأنظمة العربية التي تبنت نهجا اشتراكيا حيث تمكن رجال الدين من انتقاء الأحاديث التي تمجد الملكية المشاعة( الناس شركا في ثلاثة: الماء والكلأ والنار)، وهو مع الطبقات العاملة (أعطوا الأجير أجره...) كما وجدوا فيه الديمقراطية والعدالة والمساواة وحرية المرأة والعلوم المختلفة ووو... وهو نظام هجين لا شكل له، لأن أغنياءه ليسوا رأسماليين بأتم معنى الكلمة وفقراؤه ليسوا طبقات عاملة واعية.
أما الإسلام السياسي فقد حاول أن يتقدم للناس كبديل لكل منجزات الحضارة الغربية لكنه وقع في تناقض مضحك بدعوته إلى الأخذ بالتقنيات الغربية ورفضه للأفكار التي هي بمثابة الروح لهذه المبتكرات، بحجة أن في تراثنا ما هو أفضل منها.
الإسلام التصوفي هو أقرب ممارسة دينية يمكن أن تتلاءم مع الحداثة والعلمانية، لأنه يركز خاصة على الجانب الروحي الشخصي وعلى قدر كبير من التسامح.
مأساتنا ليست في الإفراط في التدين بل في افتقار الناس إلى معرفة حقيقية بالدين وتاريخ الحكم الإسلامي الذي يقدم للناس في

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني