الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجوه القَائد .. في الانساق والبنى المولدة

مازن لطيف علي

2009 / 2 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كتبت العديد من المؤلفات والبحوث حول شخصية القائد ، وهل انه يولد على سرير حاجة الجماعة إلى رمز تبايعه ، ام ان القائد يصنعه الظرف التاريخي ، في كتابها الصادر حديثاً “و جوه القائد “ تطرح منة خويص سؤالها في العلاقة بين القائد والجماهير ، وهل يضحي القائد بنفسه من اجل ال”هم” أو ال”نحن” ام ان أنها تتقدم إلى واجهة اولياته ؟ الواقع أن التفاف الجماهير حول القائد يغذي نرجسيته وتتضخم اناه بشكل مفرط احياناً .
فهناك دوافع نفسية في تنصيب قائد من قبل مجموعة من الافراد ، يعطي انطباعاً مباشراً عن دافع هذه المجموعة للقيام بهذا الفعل ، وابرز هذه الدوافع شعور الانسان في مواجهة الاخطار المحدقة بها ، وكذلك شعورها بالدونية يدفعها لاختيار فرد تجده يفوقها قدرة على المواجهة ، وتتوفر فيه صفات تجعله قادراً على حمايته.. ترى المؤلفة ان الجماهير وفق ماتوصلت إليه مجمل الدراسات ، ليست سوى شريحة تتعامل مع ماهو ظاهري وسطحي ، وبعيد عن التعقيد وعن العقل وعن المنطق ، فالجماهير محكومة بكل مايحاكي عواطفها وغرائزها بتلك الشعارات العنيفة والحماسية والبسيطة ، ترى الباحثـــــــــــــة ان الهيئة الشخصية اهـــــم دعائـــــم عملية التأثير ، فبواسطتها لايعود التأثيـــر مجــــرد احداث اقتناع او إقناع الجماعة بقضية ما او فكرة ما ، بل تجعله يتجاوز حدود كونه تأثيراً فيغدو سحراً تصعب مقاومتـــــه ، فالقائد الكارزمــــي يتخطى حدود المكان الذي يوجد فيه وتمتد هيبته على شعوب خارجه على نطاق شعبه والوطن المنتمي اليه ، كما ان الهيبة التي تجعل الجماهير مسحورة بالقائد، لاتطال المؤيدين له ، انما تمتد للشريحة المعادية له فالكاريزما فعل السحر على الجماهير وكذلك للأفكار التي يطرحها القائد لها سحرها ايضاً، فالشكل الذي يظهر به القائد أمام الجماهير ، يتسم هو الآخر بدور بارز كما ان اهميته يتزايد شأنها خصوصاً في العصر الحالي ، او بالحرى منذ توفر وسائل الاعلام المرئية تحديداً وتذكر الباحثة امثلة رؤساء دول منها صدام حسين وهتلر وعبد الناصر وستالين .. وترى الباحثة ان القائد هو إنتاج الجماهير ، وهذا يعني ان الافكار في المرحلة التي تختار فيها الجماهير قائدها تكون قد اصبحت في مرحلة البحث عن التطبيق أو آلية تنفيذها ، مما يحسم أمر إعادة إنتاج هذه الافكار للقائد .. والسؤال المطروح يبقى ، من اي مصدر تسللت تلك الافكار إلى الجماهير ومن يقف وراءها ؟ ومن منتجها هل هو فرد محدد ؟أم مجموعة ؟ بمعنى آخر هل هي انتاج فردي أم جماعي ، وإلى أي مرحلة تنتمي ؟
فالعلاقة بين التسلط والرضوخ تساهم في إفرازها بشكل كبير مجتماع العالم الثالث ، يعود إلى بنى هذه المجتمعات السياسية ولاقتصادية منها التي تتسم بالتخلف ، تفرز بنى اجتماعية ونفسية على النسق نفسه ، متفرض بذلك على المجتمع بكل العناصر التي يتشكل منها ، مناخاً عاماً يتسم بالتخلف. فالمجتمعات المتخلفة تتسم ببنى سياسية واقتصادية متخلفة ، فعلى الصعيد السياسي تبرز في هذه المجتمعات سمعة التبعية للخارج ، ووجود أنظمة أوتوقراطية ، أو كما يشاع وصفها بالدكتاتورية ، هذه الانظمة التي يمزيها التفرد في السلطة واستبعاد كل محاولات المشاركة ، لا بل انعدامها ، كما أنها تخضع الناس لما يسمى بالطاعة للسلطة ، وذلك عن طريق استخدام الثواب والعقاب بطريقة ذاتية ، أي وفق ذلك القانون الذي الذي ينتجه الحاكم وفق أهوائه ومزاجه الخاص .. ان تحمل الناس في تلك المجتمعات للاستلاب أمر واقعي وصحيح ، إلا ان ذلك لايعني رضوخاً له مدى الحياة . فهي تتحمل بالفعل وضعية الرضوخ والقهر ، والاســــتبداد ، والظلم، لكن عند تلك الحدود التي تشعر أمامها أن خطراً يهدد وجودها ، فإنها تنتفض وتهب للدفاع عن نفسها مستعملة لذلك كل الوسائل ، ومبيحةً كا أنماط التصرفات ، فتثور كوحش كاسر قابلة الامور رأساً على عقب ، محدثة تغييراً في أوضاعها ، إلا ان طبيعة هذا التغيير ونوعيته هو جوهر المسألة ، فهل ان الجماعات التي ناضلت من أجل التغيير تمكنت بعد تحقيقها لنجاح أهدافها من إحداث تغيير جذري في مجتمعاتها ؟ هل تمكنت من تقويض البنى السابقة وإحلال بنى بديلة حديثة تأخذ بالمجتمع ، وبالأفراد باتجاه مختلف ؟ وإذا كان الامر على هذا النحو وبهذه السهولة ، فكيف يفسر حفاظ تلك المجتمعات على بناها السابقة ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #ترامب يهدي #بايدن أغنية مصورة و النتيجة صادمة! #سوشال_سكاي


.. التطورات بالسودان.. صعوبات تواجه منظمات دولية في إيصال المسا




.. بيني غانتس يهدد بالانسحاب من حكومة الحرب الإسرائيلية


.. صحفيون يوثقون استهداف طاي?رات الاحتلال لهم في رفح




.. مستوطنون ينهبون المساعدات المتجهة لغزة.. وتل أبيب تحقق