الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خايف أقول اللي في قلبي

عبدالرحمن اللهبي

2009 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أقول لكم: إني أستشعر نارا تحت رماد....إني أرى نارا يطقطق جمرها في صمت كالصمت الذي يسبق الذي يسبق العاصفة.....إن هذه النار اشتعلت منذ زمن بعيد....تخبو هذه النار سنين طوال ثم تعود إذ تجد من يهيأ لها الوقود و ينفخ فيها حتى لن يعود هناك مجال إلا انبعاثها لتأكل الأخضر و اليابس و الخام و الطري و لا تنتهي إلا وقد جنى مشعلوها ما رسموا له على حساب دماء أريقت و أطفال يتموا و نساء تأيموا و مصالح أضيعت و صروح أزيلت وعلماء فقدوا وجيل جاهل مشرد انتشر.
إن الين الذي أنزله الله لم يكن قط لخدمة فئة و لا وقف على فئة ....أنزل الله عز وجل الدين و أرسل به الرسل و وهب للمخلوق عقلا يميز الخير من الشر, بين الله للمخلوق طريق الخير و طريق الشر في كل كتاب أنزل و كل رسالة نشرت......يبعد الناس عن الطريق القويم فيرسل الله عز وجل رسولا يعيدهم الى جادة الصواب.
إن الإنسان أناني بطبعه يعمل على تحوير الدين الى منفعة شخصية يحوره و يعمل على قصر الناس عليه إما بالإقناع السفسطائي والتلاعب بالألفاظ وتحوير المفهوم الى مفهوم يتوافق معه.
لقد انقسمت جميع الأديان الى شعب و ذاقوا ويلات الحروب و ذاقوا مرها و شقاءها , عاد كثير من الأديان الى رشدهم و ضبطوا المناكفات و ترك لكل صاحب توجه في دين من الأديان حرية الحركة و إبداء الرأي و من حق الناس قبول ما أرادوا ورفض ما أرادوا.
بقي من بين أمم الأرض المسلمون فقط....بالرغم من مرور 1400 عاما إلا ان الخلاف الأول الذي نشب حال وفاة سيدي رسول الله عليه أزكى سلام لا زال متوقف عند تلك اللحظة و التي انقسم الناس فيها الى فريقين لم يمت فيها خليفة من الخلفاء ميتة طبيعية إلا أبو بكر رضي الله عنه أما من خلفوه فقد ماتوا قتلا وغيلة حتى انتزع معاوية بن أبي سفيان الولاية وحول الحكم الى مملكة وراثية وبدأ منذ ذلك التاريخ حكم الناس بالنار و الحديد و السيف فانطلقت الفرق تتكون ولكن خفية وتحت الأرض وبدأ انتشار الحديث الموضوع عن سيدي رسول الله عليه أزكى سلام.
يقال لنا أن تاريخ الدولة الإسلامية تاريخ عظيم.....أنا على يقين أن الله عز وجل لم يبعث الرسل لإقامة دول....الله عز وجل بعث الرسل عليهم السلام لنشر دعوة خير. توفى سيدي محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام و ما وضع حدودا جغرافية لدعوته و لا أمر بالفتوحات و لكن أمر بالدعوة و قتال من يمنع هذه الدعوة بالقوة و سماهم القرآن الكريم الذين يصدون عن سبيل الله. كذاك كان سيدي عيسى بم مريم عليه السلام وموسى عليه السلام و الرسل و الأنبياء كافة. لقد نهبت الأديان من كنهها و استخدمت الى وسائل استعباد و تركيع وقهر .
إن ما أراه الآن في محيطنا كدول عربية و إسلامية هو نار توقد لحرب ضروس سوف تنطلق بين المذهب السني و أهله و المذهب الشيعي و أهله.
إن الدين لله يمارس كل إنسان عبادته بما بلائمه ,
إن إثارة النعرات و إشعال الفتن خدمة لمصالح آنية أو خدمة لقوى خارجية لن يخرج منها الفريقان إلا بالخسران و البوار و يصبحوا لقمة سائغة لغيرهم من الأمم وهم قد أصبحوا و ليسوا في حاجة الى مزيد.
إن غدا عندما تنبعث الفتنة لن تجد من يطفئها و تلك لعمري جناية ما بعدها جناية على الدين و الأجيال ولن يغفر الله عز وجل لكل من انساق و راءها.
إن السنة في مناطق الشيعة مظلومين و إن الشيعة في مناطق السنة مظلومين.
إني أرى غدا مظلما أسود إلا أن يتداركنا الله عز وجل برحمته و يخرج من الأمة عقلاء لا يسوقهم الهوى و لا تتلاعب بهم المصالح ولا يشترون به ثمنا قليلا و الله من وراء القصد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على


.. 174-Al-Baqarah




.. 176--Al-Baqarah


.. 177-Al-Baqarah




.. 178--Al-Baqarah