الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟ (3) و هل الذكر المحفوظ هو القرآن؟

محيي هادي

2009 / 2 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كنت قد كتبت في الحلقة الاولى من (هل القرآن هو الذكر المحفوظ؟) بأن القرآن قد تم تـاليفه في عدة مراحل تتوزع بين السماوية و الأرضية، الخيالية و االحقيقية، الإلهية و الانسانية. و قد سارت هذه المراحل عبر العديد من الاعوام و القرون.
و لهذا يمكن لقارئ القرآن أن يتساءل، و هو يقرأ الآيات التي وصلت إلى يده عبر تلك المراحل و الأزمنة العديدة:
هل أن هذه الآيات، التي وصلت إليه و سميت بعدئذ بالقرآنية، قد وصلت سالمة بدون أن يضيع منها شيئا أو يضاف إليها شيئا آخرا؟
إن جواب المتدينين على ذلك هو: صحة و كمال القرآن و قوته. و هم بذلك يكررون و يعتمدون على الآية القرآنية التاسعة من سورة الحجر القائلة:
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"

عند قراءة هذه الآية نجد هناك عدة استفسارات، أضع قسما منها في ثلاث نقاط:
1) النقطة الأولى:
من هم الذين يتكلمون بـ "نحن" و يقولون عن أنفسهم أنهم الذين نزلوا الذكر و أنهم هم الذين له حافظون؟
هل هو الله، هنا؟ الشخص الأول الذي يتكلم بصيغة المثنى أو الجمع. أم يوجد معه آخرون؟

2) النقطة الثانية: و إلى من تعود "له". هل تعود إلى الذكر؟ أم إلى شخص أو شيء آخر؟

3) النقطة الثالثة:
ما تعني كلمة الذكر؟
هل هي الآيات القرآنية، التي جمعها المسلمون الآوائل و وضعوها في "مجلد" واحد، اتفقوا على تسميته بـ "القرآن"؟
أم أن هذه الكلمة تعني شيئا آخرا؟
**

إن القرآن لم يكتبه الله، و بهذا فإنه يختلف عما تقوله الاسطورة التوراتية عن اللوحتين اللتين أعطاهما الله للنبي موسى، التي فيهما الاوامر العشرة، إذ أن الله هو الذي قد كتبهما باصبع من نار.
و كذلك فإن القرآن لم يكتبه النبي محمد مثلما قام موسى بكتابة التوراة، و خاصة سفر التكوين، كما تقول الاسطورة التوراتية، فالنبي محمد، كما تقول الكتب التاريخية الاسلامية، كان أميا و كان يلقن أصحابه بالآيات القرآنية، كما ذكرت في موضوع سابق، و لم يكتبها.
و لكن هناك قول يذكر بأن النبي محمد كان يعرف الكتابة و أنه كتب، مثلا، رسالة إلى هرقل الروم و قد وصلتني عن طريق الإيميل من أحد الاسلامويين هذه الرسالة، كما و أني حصلت على مثلها قبل عدة سنوات في إحدى المرات التي زرت فيها إحدى الدول العربية.
و هنا يمكن طرح سؤالين هما:
1) إذا كان النبي محمد يعرف الكتابة، فما هي حكمته في عدم كتابة القرآن بيده؟
2) و إذا كانت له حكمة في عدم كتابة القرآن بيده، فما هي الحكمة بكتابة القرآن بواسطة صحابته؟

و يمكن للقارئ أن يجد أيضا قَـرائينا مترجمة إلى لغات أوروبية تذكر أن مؤلف القرآن هو محمد. و ينزعج المسلمون، الذين يقولون بأن الله منزل القرآن، عند رؤيتهم اسم محمد كمؤلف للقرآن.

* إن صيغة القول بالجمع موجودة في الكثير من الآيات القرآنية. و صيغة الجمع هذه توحي بأن مُنزّلي و حفطة و كتبة القرآن هم أكثر من واحد. فهل منزل القرآن يجمع نفسه مع الحافظين ليصبحوا أكثر من واحد؟ أم أن المنزل و الحافظ هو واحد يتكلم بصيغة الجمع؟

لنرى بعض الآيات التي تتكلم بصيغة الجمع.
- إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ.
- إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ.
- إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإْسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا.
- إ ِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ.
- هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ.
- وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَآئِلُون إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ.
- يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ.
- لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ.
- إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.
- قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُون.
- وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ.
- إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ.
- وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ.
- إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ.
- نَحْنُ أَعْلَم بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيد.
- وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ.
- خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ.

* و من الآيات التي كتبت عن الله بصيغة المفرد، الشخص الأول، أعطي هذه الأمثلة:
- وَ أَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمَ.
- نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
- وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ.

* و يتكلم القرآن، في آياته، عن الله بصيغة الشخص الثالث، مثلا:
- قل هو الله أحد.
- الحمد لله....
- لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
***

و حين البحث عما تعنيه كلمة "الذكر" نجد أن مفسري القرآن يقدمون أكثر من معنى لهذه الكلمة:

* ففي معرض تفسيره للآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" يقول ابن كثير:
- وَهُوَ الْقُرْآن وَهُوَ الْحَافِظ لَهُ مِنْ التَّغْيِير وَالتَّبْدِيل.
- وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَادَ الضَّمِير فِي قَوْله تَعَالَى " لَهُ لَحَافِظُونَ " عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَقَوْلِهِ "وَاَللَّه يَعْصِمك مِنْ النَّاس " وَالْمَعْنَى الأَوَّل أَوْلَى وَهُوَ ظَاهِر السِّيَاق.

أما تفسير الجلالين فيذكر:
- الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْر وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} يَقُول تَعَالَى ذِكْره: {إِنَّا نَحْنُ نَزَلْنَا الذِّكْر} وَهُوَ الْقُرْآن.
لكن الجلالين يذكران تفسيرا آخرا أيضا، و هو:
-"وَقِيلَ: الْهَاء فِي قَوْله: {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} مِنْ ذِكْر مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَعْنَى: وَإِنَّا لِمُحَمَّدٍ حَافِظُونَ مِمَّنْ أَرَادَهُ بِسُوءٍ مِنْ أَعْدَائِهِ.

و يؤكد القرطبي أيضا التفسير الثاني للجلالين ، فيكتب:
- "وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " أَيْ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ"

و بهذا نجد أن هاء "له" يفسرها بعضهم بأنها تعود للذكر مرة و مرة أخرى تعود إلى النبي محمد.

* يعرض ابن كثير و هو يفسر كلمات الآية "ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ" "
- أَيْ هَذَا الَّذِي قَصَصْنَا عَلَيْك يَا مُحَمَّد فِي أَمْر عِيسَى وَمَبْدَأ مِيلاده وَكَيْفِيَّة أَمْره هُوَ مِمَّا قَالَهُ تَعَالَى وَأَوْحَاهُ إِلَيْك وَنَزَّلَهُ عَلَيْك مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَلا مِرْيَة فِيهِ وَلا شَكّ"

أما الطبري فله هذا التفسير في هذه الآية، إذ يذكر:
- "يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ذَلِكَ هَذِهِ الأَنْبَاء الَّتِي أَنْبَأَ بِهَا نَبِيّه عَنْ عِيسَى وَأُمّه مَرْيَم، وَأُمّهَا حَنَّة، وَزَكَرِيَّا وَابْنه يَحْيَى، وَمَا قَصَّ مِنْ أَمْر الْحَوَارِيِّينَ، وَالْيَهُود مِنْ بَنَى إِسْرَائِيل. نَتْلُوهَا عَلَيْك يَا مُحَمَّد"

و ذكر أن "و الذكر" يَعْنِي:
- وَالْقُرْآن. و عَنْ اِبْن عَبَّاس ذكر قَوْله: {وَالذِّكْر}: الْقُرْآن الْحَكِيم الَّذِي قَدْ كَمُلَ فِي حِكْمَته.

أما تفسير الطبري فيذكر:
- " ذَلِكَ" الْمَذْكُور مِنْ أَمْر عِيسَى.
- "نَتْلُوهُ" نَقُصّهُ "عَلَيْك" يَا مُحَمَّد "مِنْ الآيَات" حَال مِنْ الْهَاء فِي نَتْلُوهُ وَعَامِله مَا فِي ذَلِكَ مِنْ مَعْنَى الإِشَارَة
- "وَالذِّكْر الْحَكِيم" الْمُحْكَم أَيْ الْقُرْآن.

و نجد هنا فرق بين ما يراد بـه بـ "الآيات" و ما يُراد بـ "الذكر الحكيم".

* في تفسيره للآية "وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" ذكر ابن كثير أن:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ. أَيْ اِسْأَلُوا أَهْل الْعِلْم مِنْ الامَم كَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَسَائِر الطَّوَائِف".

و هنا نجد "الذكر" يعني: "العلم" الذي تحمله أمم كاليهود و النصارى و سائر الطوائف. و أترك للقارئ البحث عن "سائر الطوائف".

أما في تفسير الجلالين يمكننا أن نقرأ:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الذِّكْر" هم: "الْعُلَمَاء بِالتَّوْرَاةِ وَالانْجِيل".
و هكذا نجد أن الذكر يعني التوراة و كذلك الانجيل أيضا، و لم يحدد التفسير هنا القرآن.

و ذهب الطبري في هذا الاتجاه أيضا فذكر:
- "فَاسْأَلُوا أَهْل الْكُتُب مِنْ التَّوْرَاة وَالإِنْجِيل مَا كَانُوا يُخْبِرُوكُمْ عَنْهُمْ !"

و كذلك ذهب القرطبي، مرة، في نفس الاتجاه فقال:
- "يُرِيد أَهْل التَّوْرَاة وَالإِنْجِيل الَّذِينَ آمَنُوا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم".
و مرة أخرى غير إتجاه معنى الذكر فكتب:
- "وَقَالَ اِبْن زَيْد: أَرَادَ بِالذِّكْرِ الْقُرْآن; أَيْ فَاسْأَلُوا الْمُؤْمِنِينَ الْعَالِمِينَ مِنْ أَهْل الْقُرْآن; قَالَ جَابِر الْجُعْفِيّ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة قَالَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ نَحْنُ أَهْل الذِّكْر.

* عند تفسيره لكلمات الآية " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور مِنْ بَعْد الذِّكْر" كتب ابن كثير:
- أن سعيد بن جبير قال: الزَّبُور: التَّوْرَاة وَالاِنْجِيل وَالْقُرْآن.
- و أن مُجَاهِد َقَالَ: الزَّبُور الْكِتَاب.
- وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَالشَّعْبِيّ وَالْحَسَن وَقَتَادَة وَغَيْر وَاحِد: الزَّبُور الَّذِي أُنْزِلَ عَلَى دَاوُد وَالذِّكْر التَّوْرَاة.
- وَعَنْ اِبْن عَبَّاس الذِّكْر الْقُرْآن.
- وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر الذِّكْر الَّذِي فِي السَّمَاء.
- وَقَالَ مُجَاهِد الزَّبُور الْكُتُب بَعْد الذِّكْر وَالذِّكْر أُمّ الْكِتَاب عِنْد اللَّه وَاخْتَارَ ذَلِكَ اِبْن جَرِير.
- وَ قَالَ زَيْد بْن أَسْلَم هُوَ الْكِتَاب الاوَّل.
- وَقَالَ الثَّوْرِيّ هُوَ اللَّوْح الْمَحْفُوظ.
- وَقَالَ عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن أَسْلَم: الزَّبُور الْكُتُب الَّتِي أُنْزِلَتْ عَلَى الأَنْبِيَاء وَالذِّكْر أُمّ الْكِتَاب الَّذِي يُكْتَب فِيهِ الأَشْيَاء قَبْل ذَلِكَ.
- وَقَالَ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس: أَخْبَرَ اللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى فِي التَّوْرَاة وَالزَّبُور وَسَابِق عِلْمه قَبْل أَنْ تَكُون السَّمَوَات وَالاَرْض أَنْ يُورِث أُمَّة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الارْض وَيُدْخِلهُمْ الْجَنَّة وَهُمْ الصَّالِحُونَ.

إذا كان اعتراض للمسلمين على أن إله اليهود قد وعد يهوده بأرض كنعان، بعد حلم حلمه النبي ابراهيم، ثم جاء بعدئذ موسى ليؤكد بحروبه ذلك، فإن اعتراضهم لا معنى له خاصة و إن الله قد وعد المسلمبن، "قبل أن تكون السموات و الأرض" بأن الأرض ستكون لـ "صالحيهم"

و كُتب في تفسير الجلالين أن الذكر هو:
- " أُمّ الْكِتَاب الَّذِي عِنْد اللَّه".

و أعطى الطبري تفسيره فذكر:
- "اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي الْمَعْنِيّ بِالزَّبُورِ وَالذِّكْر فِي هَذَا الْمَوْضِع، فَقَالَ بَعْضهمْ: عَنَى بِالزَّبُورِ: كُتُب الأَنْبِيَاء كُلّهَا الَّتِي أَنْزَلَهَا اللَّه عَلَيْهِمْ، وَعَنَى بِالذِّكْرِ: أُمّ الْكِتَاب الَّتِي عِنْده فِي السَّمَاء".
و كتب عن سعيد بن جبير أن: "قَوْله: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُور} قَالَ: قَرَأَهَا الْأَعْمَش: " الزُّبُر" قَالَ: الزَّبُور، وَالتَّوْرَاة، وَالإِنْجِيل، وَالْقُرْآن; {مِنْ بَعْد الذِّكْر} قَالَ: الذِّكْر الَّذِي فِي السَّمَاء.

إذن إن الذكر هنا لا يعني الزبور و لا التوراة و لا الإنجيل و لا القرآن بل هو شيء ما في السماء.

و أعطى القرطبي تفسيرا آخرا فذكر:
- "الزَّبُور وَالْكِتَاب وَاحِد. وَلِذَلِكَ جَازَ أَنْ يُقَال لِلتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل زَبُور. زَبَرْت أَيْ كَتَبْت وَجَمْعه زُبُر. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر: " الزَّبُور": " التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن."
و ذكر عن الذكر أنه: "التَّوْرَاة الْمُنَزَّلَة عَلَى مُوسَى" .
**

يقول بعض المسلمين أن التوراة الحالية و الانجيل هي كتب مزورة، و هم على الرغم من قولهم بأن التوراة و الانجيل "الأصيلان" هما ذكر نزلهما الله إلا أنهم يذكرون بأن اليهود و النصارى قد زوروهما. إن كان هذا القول صحيحا فإن مثل هؤلاء المسلمين يخالفون بهذا الآية القائلة "وإنا له لحافظون". و نجد أن هناك من المسلمين من يقول أن الله حفظ التوراة و الانجيل بالقرآن.
و عجبا لمثل هذين القولين!! ففي في الوقت الذي به يعطي المسلمون لله كل المقدرة في الحفظ يسحبون منه قدرته كي يحفظ توراته و إنجيله.
إن مثل هؤلاء المسلمين يجعلون الله يعمل على ذوقهم و يُسخّرونه كيفما يشاءون.
**

محيي هادي-أسبانيا
23/02/2009









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحدى بسيط
talal ( 2009 / 2 / 26 - 20:06 )
مع احترامى وتقديرى للكاتب كانسان له الحريه فيما يقول ويفكر
لكنى اطرح عليه تحديا بسيطا فان نفذت به فالقران كما تقول وان لم تسطع اترك لك ولعقلك ان يستنتج مايريد فالله الهادى والتحدى بسيط حاول ان تغير حرفا بسيطا فى القران الكريم فى دوله شيلى القصيه او فى دوله موزانبيق ثم انظر هل يكتشف ذلك ام انك تنفذ بفعلتك؟
عندها ستعرف ان القران محفوظ من النقص والزود فلم يستطع مسليمه الكذاب قبل الف واربعمائه الف سنه من تغييره وتاليفه على مايهوى وبعده الكثير.


2 - مع قصص نجيب محفوظ
العقل زينة ( 2009 / 2 / 26 - 20:55 )
مع إحترامي وتقديري للكاتب وأتحداه أن يحاول تغيير حرفا واحدا من أحرف قصص نجيب محفوظ والمترجمة لعدة لغات لأنه سيكتشف تزويره وتحريفه عن الأصل ومع جزيل شكري لمجهوداته في كشف وتعرية إدعاءات اللوح الذي حفظوه


3 - زينة talal
عيساوي ( 2009 / 2 / 26 - 22:54 )
انا اعرف بان السيد الكاتب ليس له وقت ولا ولع بالتحديات، اما انا: فلي
ارجو من حضراتكم ان تترجموا لي كلمة -انكحوا- للغة التشيلية والموزمبيقية، لكني اقول لكم ممكن تترجموها للانكليزية فمن المؤكد ستكون اسهل عليكم

هل القارئ الانكليزي يقرأ هذه الترجمة فيلقي الشهادتين ام يطلق قهقهة ملئ شدقيه؟؟

تعرفون حضراتكم بان القرآن الكريم نزل من غير تنقيط ولاتشكيل وهذا تم بعد مدة طويلة من انزاله...هاكم: احتل، ارسل، قتل، ارسل بعث،وغيرها. هل هذه : إحْتَلَّ ،أُحتُلَّ، إختَلَّ.. هل ارسل هي: أَرْسَلَ، أُرْسِلَ، أًرْسِلْ.. هل قتل هي: قَتَلَ، قُتِلَ، قَتْلْ...وهكذا
اعتقد بان حضرتك ستقول بان وضع الحركات والنقاط سيكون من سياق الجملة، اقول لك ومَن قال لك بان هذا -الاله- اراد بالجملة ان تكون بهذا السياق، الذي فهم السياق هو الانسان الذي نَقَّطَ وليس هذا الاله الذي ارسل
وقِسْ على هذا...بالمناسبة هل هي: قِسْ او قَسْ؟ ستقول بانها: قِسْ، كيف عرفتَ؟ انت فهمتها هكذا من سياق الجملة، لكن ماادراك انه لم تكن في قلبي امورا اريد ان ارمز اليها بكتابتي لكلمة: قَسْ!!، انتَ فسّرت حسب فهمك للسياق لكنك لم تكن في فكري وقلبي انا.

ملحوظة صغيرة للاخوان المعلقان: لماذا اغلب ردود -المدافع- المسلم يكون بالتحدي؟


4 - عجبا
ashraf ( 2009 / 2 / 26 - 23:39 )
رأيت أن التعليقين اللذا تصديا للموضوع لم يردا بموضوعية على ما جاء بكلمات الكاتب وملاحظاته وتفسيراته .
وهذى هى الحال دائما شخص يفكر والف يكفروالثنان بذات الحروف
التحدى أن ترد بالعلم لا باللم . التحدى ان ترد على كل نقطة بمرجعيتها كما قام بها الكاتب
وشكرا لأصحاب التعليقات والكاتب


5 - توضيح
العقل زينة ( 2009 / 2 / 27 - 09:09 )
شكرا سيد أشرف وشكرا سيد عيساوي وقد وضحتا ببساطة ما كنت أقصده


6 - تحريف القرآن
رياض الحبيّب ( 2009 / 2 / 27 - 10:54 )
هل يعلم السادة الأفاضل من أصحاب التحديات بأنّ لدى السّنّة أدلّة دامغة على تحريف القرآن من لدن الشّيعة وبأنّ لدى الشّيعة أدلّة دامغة على تحريف القرآن من لدن السّنّة؟ وهل يعلمون بأنّ حرْق عثمان المصاحف لدليلٌ قاطع على أنّ إله الإسلام لم يحفظ كلامه من النقص والتحريف والضياع؟ وهل يعلمون بأنّ موضوع الناسخ والمنسوخ دليل قاطع على أنّ الإله المذكور يغيّر رأيه بين ليلة وضحاها فكم من سورة نُسِختِ - البارحة- بحسب ردّ محمّد على بعض سائليه لأنّ محمّداً قد أُنسيها؟ ولماذا أتى ذلك الإلهُ بخير منها أو مثلها؟ علماً أنّ القرآن أسوأ كتاب على الأرض من وجهة نظري المتواضعة. ر ح


7 - العقل زينة حبيبي
عيساوي ( 2009 / 2 / 27 - 11:14 )
فهمت من تعليقك بانك لاتؤمن بما كُتبَ، اما الكلمات الاخيرة فانها ناقضت الاولى حيث تبيّن بانك مع ما كُتب

انا اخذت منك الشطر الاول وكتبت الرد

احترامي لشخصك الكريم

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah