الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شعار(الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق)..الى شعار(الفيدرالية لكردستان العراق والطائفية لجنوب العراق)

عبد العالي الحراك

2009 / 2 / 28
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


شعار جديد تحمله الأحزاب الطائفية والقومية الانعزالية في عراق اليوم,يدعو الى فيدرالية الشمال وهي مطبقة على الارض.. وطائفية الجنوب وهي معلقة على جدران غرف المسؤؤلين,بانتظارالوقت المناسب لأنزالها الى الارض ,منعزلتين عن بعضهما تنهشان بالعراق.
كان الجميع يدعي حمل هذا الشعار(الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق),حتى الاحزاب الكردية العشائرية والقومية تدعي رفعه في يوم من الايام,ثم غيرته ضمنيا الى شعار(الفيدرالية لكردستان والطائفية لجنوب العراق),في ليلة من ليالي الاحتلال المظلمة,عندما دمرت الدولة العراقية والغيت مؤؤسساتها الحامية والراعية لها,وضعفت الحكومة واهتزت الوحدة الوطنية.. كذلك بعض الاحزاب الوطنية العراقية تدعي قرائتها لهذا الشعار في مكان ما..لكني اعتقد بانه شعار(الحزب الشيوعي العراقي) منذ نشأته,او منذ بدأ اشتداد العنف القومي ضد الشعب الكردي,من قبل الحكومات العراقية الشوفينية..انه شعار صميمي وواقعي ومتقدم جدا وصالحا في جميع الفترات ومناسبا ومفيدا لجميع القوميات والاقليات واصحاب المذاهب والديانات..لكن السؤال هو.. هل ما زال هذا الشعارقائما ..ام غيره الحزب الشيوعي العراق الى (الفيدرالية لكردستان العراق وليحصل ما يحصل للعراق) كواحد من المتغيرات الكثيرة في هيكل الحزب وجوهره...الحركة القومية الكردية ترفع شعارا جديدا وتطبق مضمونه( الفيدرالية لكردستان العراق والطائفية لجنوب العراق) يدعو الى الانعزال وليس للانفصال,لان عبرالانعزال سيستمرالنهش في جسم العراق وابتلاع خيراته,ولأن في نيتها بالتعاون مع الحلفاء الطائفيين والاتكاء على الاعداء المحتلين ان تبتلع اراضي اخرى تسميها الان (الاراضي المتنازع عليها),تأمل في ان يتحقق ذلك بتدخل امريكي,كما حصل للكويت عندما استولت على اراضي عراقية جديدة في ام قصر وسفوان بعد غزو صدام للكويت عام 1990وقبوله بنتائج مفاوضات (الخيمة 101) المشؤؤمة في العام 1991..اما الانفصال فيعني الحصارالاقليمي على المنفصل والرفض الدولي وعدم الاعتراف به ووضع الذات الكردية في الزاوية الضيقة والاختناق حتى الموت.. لذلك هم باقوون ولا يهددون حتى بالانفصال كما كانوا ,وانما يهددون بمنح قواعد للامريكان.. ولا يعرف لحد الان هل يتقبل اوباما هذه الهدايا والعطايا الجزيلة...؟ حولوا مدينة كركوك الى ازمة العراق ومشكلته الحاضرة والمستقبلية الدائمية..ضمن هذه الحال اسأل سؤالا عرضيا واقول.. ما هو دور الحزب الشيوعي العراقي ازاء الشعارات الجديدة والازمة الجديدة؟؟ وكيف يفهم تطبيقات الفيدرالية الكردية على ارض الواقع؟ وما هو رده على الممارسات الطائفية في العراق؟؟ فهو لم يحرك ساكنا,ان لم يكن داعما للاحزاب الكردية الحاكمة,رغم العبث بشعاره واستخدامه ضمن النوايا السيئة للقيادات الكردية الحالية, بحيث تحول الحزب نفسه والقيادة الكردية الى جزء اساسي في المشكلة وليس طرفا في حلها, وترك الباب مفتوحا للاحزاب القومية العربية لتدافع عن وحدة العراق وان كان بالشعارات القومية التي لا تقل خطورة عن اية شعرات قومية او طائفية, ففاز صالح المطلك في الفلوجة وغيرها وفازالنجيفي في الموصل وغيرها..اما هو فخرج صفر اليدين وهنا يبرز سؤال اخر.. متى ترعوي قيادة الحزب الشيوعي العراقي من كثرة الاخطاء وتغيرالمسار؟
واخيرا يهدد القادة الاكراد بحرب بين العرب والاكراد في شمال العراق وخول نيجرفان البرزاني باطلاقه بدل السيد مسعود البارزاني,دون ان يعلم بانها حرب ليست في صالحهم.. من هنا يفهم العراقي المنتبه سياسيا,كيف ان القيادة الكردية واطماعها تكون سببا في اشعال النيران وافتعال المشاكل في العراق,محاولة استثمارالوجود الامريكي لصالحها,متمنية طول بقائه اوابديته,حتى ان تحالفاتهم مع الاطراف الطائفية في العراق تقوم لاسباب قومية كردية محظة, ولتحقيق مطامع ايرانية في الجنوب, يخول قادة الاسلام الطائفي في العراق لتحقيقها.. لهذا التقى عبد العزيز الحكيم مع البارزاني والطالباني وغيرهما من قادة الكرد ولأكثر من مرة , لتدارس الوضع الجديد بعد الفشل الذي وقع فيه نتيجة الاحباط الذي اصابه في الانتخابات المحلية الأخيرة. لقد ادت نتائج الانتخابات المحلية الاخيرة الى خلط الاوراق السياسية للاحزاب الحاكمة وتحالفاتها, فبعد ان كانت في الاطر الطائفية والقومية والواضحة وضوح الشمس,في خطواتها واجراآتها الفاشلة..لم تتضح صورتها الان.. فكيف سيتم ترتيبها ولا اساس جديد لديهم لبنائها,خاصة وان الجميع قد تعهد بالقضاء على الطائفية وفسخ عقود تحالفاتها..؟ وكيف سيلتقي الحكيم مع علاوي اذا لم يكن على اساس اضعاف المالكي؟ علما بأن الاخير اقوى منهما مجتمعين,بسبب موقعه السياسي ورئاسته للحكومة,وامساكه بالورقة الوطنية بقوة تفوق قوة احدهما الطائفية التي لا ينفك عنها,والاخر قوته العربية التي لا يدعمها الشعب العراقي ولا يتقبلها ,سبب ابتعاد القادة العرب عنه وعن معاناته لزمن طويل وما زال.. وكيف سيتصرف التيار الصدري مع المالكي الذي قمعه وقص اجنحته؟ ام ستجمعهم الاخوة المذهبية والحنين الى الشيعة والتشيع السياسي؟ على الطريقة العراقية المناقضة لطريقة التشيع السياسي الحكيمية الايرانية...؟
ما زالت العلاقة الجدلية بين احزاب الاسلام السياسي في العراق وايران هي الفاعل الحقيقي على الساحة العراقية,ولم تؤثر عليها نتائج الانتخابات الاخيرة الا قليلا وفي الظاهر, وقد تكون زيارة وزير خارجية ايران الاخيرة للعراق الا لجس النبض,واعادة ترتيبها من جديد,ولمعرفة هل ان المالكي يسير في طريقها ام في الطريق الوطني العراقي الحقيقي؟ هذا ما ستكشف عنه الايام والأشهر القادمة, ولزيارة رفسنجاني القريبة للعراق دور كبير في هذا الاتجاه واستعداد ايران لطرح البديل الجاهز للتدخل بعد الانسحاب الامريكي,في كل الاحوال بصورة مباشرة او غير مباشرة عبر تفاهم واتفاق امريكي ايراني ..اعتقد بأن للشعب العراقي دور كبير في زعزعة اوراق سياسة الاعداء في العراق,سواء كانت الاوراق الامريكية التي تدعمها القيادات الكردية اوالاوراق الايرانية التي تدعمها وتسير وفقها احزاب الاسلام السياسي الطائفية,مهما ادعت عكس ذلك.. وليكن مقياس الشعب العراقي الممارسات العملية للسيد المالكي واية حكومة يقودها في اثبات التوجه الوطني والفعل الوطني ولا يئس كبير في هذا الاتجاه. لقد اعطى الشعب العراقي رأيه في الانتخابات ويحتاج من الاحزاب الوطنية الاقتراب منه (للاخذ بيدها) .. ولم اقل (للاخذ بيده) الى الفعل الجماهيري والحركة بين الناس,من اجل الاطمئنان في المشاركة الفعالة في الانتخابات القادمة,وليس مقاطعتها فأي صوت وطني افضل من عشرات امثاله من العابثين بحقوق الشعب وقد تكون لنسبة الخمسين بالمائة التي قاطعت الانتخابات دورا وطنيا حاسما في الانتخابات العامة القادمة اذا احسن تنظيمها ونزول الاحزاب الوطنية متحالفة الى الساحة معها.. اما من يدعو للمقاطعة ولم يبلغ الى مستوى طرح البديل فهولا يخدم الشعب والوطن في المرحلة الحالية والمراحل القريبة القادمة الى ان يطور نفسه ويثبت وجوده وستراتيجيته الوطنية الواضحة وليس فقط اسلوبه الخلافي وطريقته المتشنجة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مطر صيف ما بلل اللي يمشون
علي السعيد ( 2009 / 2 / 27 - 19:54 )
يا اخي..باعمالهم بدت الناس تشمأز من اسم الانتخابات ,ادعاءهم للوطنية هو مجرد ثوب جديد للخروج من مأزقهم وتفاهتهم .من ساهم في انهيار فكرة المواطنة ؟ الاحزاب الدينية الطائفية يكون خطر وجودها على وحدة الوطن وروح المواطنة .حتى تجربة الانتخابات الحرة النزيهة قد تم وأدها والالتفاف عليها , بالتزوير واستغلال جهل الناس واستغلال المال العام .اما بالنسبة للحكم الذاتي لكردستان ..فهي فكرة قد انتهت لان شهيتهم للتوسع وسرقة العراق وشعبه قد اعمتهم من كل مبدأ .والحزب الشيوعي لا يعبر حتى عن رأيه صم بكم فهو تائه بين استمرار بقائه في المنطقة الخضراء وكسب ود المالكي والحكيم ومن لف حوله . ذكرتنا يا استاذ عبد العال بمبدأ يعتبر الان بعرف المتواجدين في بغداد _اكل الدهر عليه وشرب _. مع التقدير .

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة