الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكو ... كوكو...

شامل عبد العزيز

2009 / 3 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه المقالة للاستاذ صلاح الساير ( كاتب كويتي) .. بحثتُ عن الاسم في موقع الحوار المتمدن فلم أجد له مقالات منشورة على الموقع مع العلم أن موقع الحوار يسمح بنشر مقالات الغير .. أتمنى أن تنال رضى بعض القراء .. ولعلي أكون موفقاً في الاختيار ..
سيداتي . آنساتي . سادتي. أكتب عن ال ( كوكو .. كوكو) أو الاستيقاظ الذي حان موعده في لحظة النهوض من مخدع الوهم والاغتسال من الارجاس الفكرية .. حان وقت جرد الذات وجلدها .. حان وقت الصحوة الحقيقية بعد أطول ليل مر على بشر ففي الوقت الذي تصالحت فيه البشرية أجمعها مع العصر .. بقينا نحن .. دون العالمين .. نعصر البداوة في العصر الحديث .. وتعصى مجتمعاتنا العربية على الحداثة .. سنوات طويلة طافت على مدائننا نمضغ الوهم ونلوكه كما يمضغ ( القات) أهل اليمن .. سنوات مرت في سمواتنا نحن أشباه بشر .. نعيش واقعاً إفتراضياً لاواقعاً حقيقياً .. معيشاً تقدمت الامم جميعها .. أما نحن ( ياساتر) فنتراجع من نكوص الى أنكص منه ومن تقهقر الى أقهر منه ومن ليل الى أنيل منه ومن شهاب الدين الى أشهب منه ..شيدنا دور العلم فملاناها بالجهل .. أقمنا الادارات والمديريات فحشدنا فيها تنابلة السلطان .. نشرنا الصحف فاستكتبنا الحَبارين المرتزقة ..افتتحنا المؤسسات وسلمنا مفاتيحها للفاسدين . تلفزنا الفضاء فأتخمناه دجلاً وشعوذة وعويلاً . أشهرنا الاتحادات والنقابات ونصبنا فيها النصابين والموظفين الاغبياء.. جعلنا من فلسطين قضيتنا الاولى فتدهورت أحوالنا وأحوال الفلسطينيين .. أذعنا البلاغ رقم واحد فاكتشفنا انه البلاء رقم واحد الذي جر وراءه سيل البلاءات.. أقمنا البرلمانات وأنتخبنا لها حفنة من البصمجية .. وزعنا المخافر وعهدنا الامن الى وحوش بشرية.. جحفلنا الجيوش وجوقلناها من أجل البلطجة على بعض . كمثل زعران الحواري .. أقمنا من الشعر ديواناً لنا فكتبنا أتفه الاشعار وأحطها قيمة إنسانية .. أستمعنا للموسيقين العرب فادركنا أن أفضل مؤلفاتهم مسروقة .. ملطوشة .. أنتظمت البشرية في طوابير الحضارة وجلست على مقاعد الدرس الديمقراطي أما نحن فلانزال نتشيطن بنزق ومروق وبله .. تلاميذ مشاغبين هوايتهم قفز أسوار المدرسة والتسكع على أرصفة الحياة .. اتفقنا مع أفضل مصنع للسيارات بغرض تجميع سيارة عربية في بلادنا العربية فأنتجنا أسوء السيارات وأسانا الى الاسم التجاري المحترم .. عبثنا بالديمقراطية فافرغناها من محتواها وقُمنا بتعريبها الى ( شورى).. صادرنا الحريات التي وفرها لنا المستعمر فقلنا.. لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.. استوردنا الرأسمالية والاشتراكية فشوهنا النظريات الاقتصادية التي اجتهد لوضعها المفكرون المحترمون ..غيرنا أسماء المدن والدول والبشر فأمسى كوفي أنان ( عنان) وتوكيو ( طوكيو) وبي نزير بوتو ( بي نظير) وكرزاي ( قرضاي) وواشنتن ( واشنطن) .. أضعنا العمر بالاوهام .. وتعريب الطب .. فتخلفنا وأختلفنا عن الاخرين في الوقت الذي لم نتفق على لغو واحدة فبعضنا يكتب الانجليزية والبعض الاخر يكتب الانكليزية .. فساعة بالكاف وساعة بالجيم ..أما الساعة البريتانية ( البريطانية) الشهيرة فتدق عند بعضنا بغ بن وتدق عند بعضنا الاخر بج بن فتدور الروؤس العربية مع بندول الساعة ..
يحلق علماء الامم المتقدمة في الفضاء الخارجي يميطون اللثام عن اسراره .. ويحلق علماؤنا المعممون في عالم الهذرلوجي والمحسنات البديعية .. وفي غرف البالتوك على الانترنيت يدور مزاد يومي يقوم فيه المسلمون والمسيحيون والسنَة والشيعة بالمزايدة على أسم الله ...حدث ذلك بعد أن أضحت السماء في بلادنا كمثل السوبر ماركت كل يفتش فيها على هواه.. تسلمنا عواصمنا من المستعمر نظيفة منظمة فعثنا فيها فساداً . و لطخناها بالاتربة والقاذورات والادخنة والابخرة ودمامة المعمار فتحولت نظافتها الى وساخة وتبدلت اناقتها الاوربية الى فوضى عربية عارمة .. حتى الافلام السينمائية ( العربية) القديمة التي أنتجها ومنتجها الاوربيون الذين أسسوا السينما في منطقتنا أفضل من الافلام العربية الحديثة رغم التطور الذي لحق بصناعة السينما في العالم ..
وعندما أطلقت الدول المتقدمة ( الستلايت ) تسابقت كل شعوب الارض لبث إبداعاتها الفنية الى جميع أنحاء المعمورة عبر هذا الوسيط المدهش الا نحن الذين حولنا أجهزة التلفزيون العربية الى مساجد ومخافر وصيدليلت ومدارس ومنابر للوعظ وحلبات للعض والرض ونقلنا خناقاتنا الرخيصة واتجاهاتنا المتعاكسة من الارض الى الفضاء ... قرابة نصف قرن من الزمان اندلقت هدراً خارج وعاء العمر بلا طائل وكاننا ايتام خدَج سفهاء قصرَ مات أبونا ( بخروج الاستعمار) فلم يحسن التصرف بالميراث .. رغم الانهار الجارية في الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة ورغم النفوط الثقيلة والايادي المتثاقلة والافواه المتثائبة .. رغم كل هذا وذاك وذياك . ضعنا .. وصعنا . وجعنا وتسولنا الخبز ( واخزياه) من الدول الكبرى نرد به غائلة الجوع عن عيالنا حتى جاء اليوم الذي صاح فيه الديك ( كوكو .. كوكو) يهزهز ذيله المزدان بالوان الطيف العراقي .. ديك يؤذن من فوق برج بابل حيث الارض التي خرجت من بين نهريها أول حضارة في التاريخ وأبتكر أهلها الدولاب واخترعوا اول أشكال الكتابة واول محراث للزراعة واول تقويم للزمن .. واليوم يكتب فيها شهادة اول ديمقراطية حقيقية في المنطقة ..هناك في العراق حيث العراقيون اليوم يشاركون المحتل والمحرر الامريكي بكتابة طبعة جديدة من التاريخ العربي .. طبعة منقحة ومزيدة في ورشة حضارية عملاقة مقامة الان في ارض الرافدين .. ورشة مهمتها إعادة هيكلة الذهنية العربية التلفيقية المسحورة .. ورشة تعمل على إعادة صياغة الاقتصاد والسياسة والمجتمع وطرائق التفكير لدينا .. ورشة مهمتها الاذان لكن هذه المرة ليست في مالطا بل بين ظهرانينا ..
ياسادة العرب .. فهل تسمعون .. كوكو .. كوكو..
تنويه : هل سوف تتحقق نبؤءة الاستاذ صلاح الساير ؟؟ ناقل الكفر ليس بكافر..
أتمنى أن تكون الردود في حدود الموضوع ومناقشة الفكرة وليس الاتهامات والطعن . فأنا لست سياسياً في العراق ولست موظفاً في الدولة ولست حزبياً ولااعمل في المنطقة الخضراء ولااعيش خارجها... كما أنني لاأنتمي الى طائفة الاغلبية..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفيد
جحا القبطي ( 2009 / 3 / 1 - 21:24 )
إختيار لموضوع شائق ومفيد شكرا لك إستاذ شامل


2 - شكرا
عيساوي ( 2009 / 3 / 2 - 00:14 )
شكرا لنقل الموضوع

تحية لكم وللمفكر العميق الاستاذ الساير


3 - لو أزاحوا ؟
المنسي القانع ( 2009 / 3 / 2 - 00:20 )
صباح الخير عزيزي شامل ----
هل حقاً سيطلع الصباح ---- أم أن الكوكو سيبح من الصياح ؟
وإذا (إذا أداة شرط غير جازمة) إستيقظ العراقي هل سيقوم من فراشه ؟
أم انه سيقول لإمرأته -كومي شوفي منو على الباب- وطبعاً سيسترخي ويتثائب وقد
يأخذ تعسيلة كسراً للنعاس .
أخي شامل هؤلاء أشك هم أبناء أُولئك الذين إخترعوا الدولاب (العجلة) والتي أعبرها أهم إختراع في تاريخ البشرية على الاطلاق قدمه السومريون ومعه إخترعوا الكتابة ومعهما إخترعوا الآلهة وقصة الخليقة فدفعوا البشرية دفعات عظيمة بالعجلة ولم ينسوا الموقف (البريك) فوضعوا ألإلاه .
لن أصدق ان الكوكو أيقظ العراق حتى تختفي العمائم والعبي والخمار والدشداشة الميني .
وإلّا فسوف يبقى الديك يزعق --- ولا شيء مما تتمناه يتحقق
حبي واحترامي


4 - جميل
مصرى وبس ( 2009 / 3 / 2 - 05:30 )
مقال جميل جدا وإختيار موفق وحلو, وأجمل منه تعليق المنسى القانع الذى أصاب وياللأسف كبد الحقيقة...


5 - شكرا
Masry ( 2009 / 3 / 2 - 16:06 )
شكرا للأخ شامل لاختيارك الموفق وللكاتب أقول باللهجه المصريه يسلم فمك يا أخي ورجاء لا تنقطع عن الكتابه فأسلوبك جميل وموضوعك في الصميم نحن فى انتظار المزيد وتحياتى لكما


6 - will come
issa ( 2009 / 3 / 2 - 16:21 )
the Sun of new life will rise despite the dark darkness of Arab world,


7 - شكرا للاستاذين
المتابع ( 2009 / 3 / 2 - 18:18 )
شكرا للاستاذ شامل التفاتك للمقال كان موفقا الى حد بعيد وشكرا للسيد الساير فبناء الحضارة والانسان كان دائما يحتاج الى الصوت الحر المبدع والشجاع نتمنى ان تكون نبوءتك في محلها


8 - الى الجميع السادة المحترمين
شامل عبد العزيز ( 2009 / 3 / 2 - 18:36 )
شكراً جزيلاً أحبائي أتمنى لكم المواصلة ودمتم . محبتي وتقديري بدون إستثناء ولعلي أستطيع المواصلة في أختيار المواضيع التي اراها من وجهة نظري انها مفيدة وقد يراها غيري عكس ذلك . اما ياسيد المنسي القانع فقد قرأت تعليقك على موضوع الدكتور القمني وحصول التباس من قبل الحارث السوري ارجو ان ينتبه اليه اما بالنسبة لك فهذا اخر العهد معك مع الحوار فهذا لايجوز واختلاف الاراء لايفسد للود قضية وارجو ان تكون اكثر سعة صدر وان لاتحرمنا من تعليقاتك

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني