الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجال الاسترخاء

سلمان النقاش

2009 / 3 / 2
المجتمع المدني


تطلب التحسن الامني باعتباره المطلب الاول لاعادة تأهيل الدولة العراقية ، حماية مؤسساتها بالدرجة الاساس التي من خلالها تتم عودة الانسان الى تنظيم علاقاته بمختلف اتجاهاتها سواء نحو الدولة او نحو مصالحه الخاصة ،فاستلزمت هذه الحماية مراحل عديدة كانت المرحلة الاهم فيها هو اعادة بناء وتشكيل المؤسسات الامنية وتأهيلها ودخولها التجربة اذ دلت المؤشرات الى نجاحات كبيرة تحققت على الارض اتضحت من خلال الحركة الدائبة والنشطة لمعظم اجهزة الدولة سواء الخدمية منها او غيرها بغض النظر عن مدى وصول هذا الجهاز او ذاك الى اهدافه ، ومن ناحية اخرى اتسعت الرقعة الجغرافية لحركة المواطن وازدادت ساعات بقاءه خارج منزله وقد ترافق ذلك مع تحسن في الوضع المعيشي لشريحة الموظفين الذي كان من نتائجه ازدياد في فاعلية ونشاط السوق المحلية المعتمدة بالدرجة الاساس على الاستيراد لمختلف البضائع ؟!
انه هامش من الاسترخاء بدأ يدرك، وهو مجال خصب لتحقيق مطلب كان يروج له بشكل ملح ليكون اساسا لانطلاقة واثقة لرسم خطوط السير نحو المجتمع المدني الذي طالما انتظرناه، اذ ان هذا الظرف يفسح المجال للجهد الذهني والعمل الذي يستهدف وقت الفراغ لدى المواطن لتغيير قناعاته وما شاب سلوكياته نتيجة الظرف الاستثنائي الذي طال امده منذ اكثر من اربعين عاما وبوتائر متصاعدة كان اخرها المواجهة المرعبة التي هددت حياته وخصوصا في عام 2006 ، والتي جعلت من الطرح الثقافي والادبي والفني لا بل حتى الدعوات التي تطلقها منظمات المجتمع المدني نحو الحقوق المدنية وضرورة التزود بثقافتها لا يحظى باكثر من اللامبالاة واحيانا التهكم والسخرية .. ووجد الكثير ممن يختص في هذا المجال سواء في الحرفة او المستوى المعرفي وكأنه قد تخلف عن ادوات المنافسة او الصراع من اجل البقاء وراح البعض منهم يعيش حالة من التناقض في سلوكياته ادت به الى النكوص دون الاحساس بالتنازل كمرحلة انتظار ..
المستهلك للعمل الابداعي اخذ يتشكل وهو في طريقه للجهوزية ولكن المجال الابداعي والثقافي ما زال يتعكز على المصالح الشخصية حتى ممن يمتلكون فعلا امكانيات الابداع والمبادرة وما زال الضعف في التشخيص والتقدير للنتائج يخضع لمعايير انفعالية وفردية .. الحاجة تلح الان لمشاريع جريئة وشجاعة تستوعب الطاقات المبعثرة والفرصة سانحة وكبيرة للمنظمات الغير الحكومية لتنظيم هذه المشاريع وتفعيل دورها بجدية والمطالبة المسؤولة في تنفيذها ، هذا الظرف يدخل بقوة في المواجهة الحاصلة اليوم بين اعادة تشكيل قيم المجتمع والابقاء على السلوكيات كاسلوب من اساليب الرفض لعملية التغيير .. وحدهم المثقفون قادرون على رسم الخارطة الجديدة ..
نحن نتكلم اليوم عن مواطن يريد ان يستهلك وقته في قراءة ومشاهدة واستجمام وسفر والعاب ، انها صناعة ولها منتج وهي تستدعي اضافة للظرف المتاح مستلزماتها بدءا بالمواد الاولية والامكانيات المالية وانتهاءا بالاستهلاك والدعاية والاعلان لها .
ما فائدة مهرجان للقصة او للشعر او للفلم او العرض التشكيلي او للمسرح الى اخر الابداعات الفنية وهو يعيش ضمن حلقة مقفلة تماما على النخب دون قنوات معدة لتؤثر في حركة الناس ونشاطهم .
آن الاوان لتتحرك قاطرة الابداع ،فهل هناك ما يمنع اصلاح السكة والمحطات ،نعم هناك ما يمنع غير انه مانع يتعلق بالبرنامج الثقافي ومدى جديته وتقدير اهميته .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. اشتباكات واعتقالات خلال احتجاج لمنع توقيف مهاجرين


.. برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والإسكوا: ارتفاع معدل الفقر في




.. لأول مرة منذ بدء الحرب.. الأونروا توزع الدقيق على سكان شمال


.. شهادة محرر بعد تعرضه للتعذيب خلال 60 يوم في سجون الاحتلال




.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار