الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بناء دولة المؤسسات.... من أولويات الاصلاح السياسي

كاظم الحسن

2009 / 3 / 3
المجتمع المدني


يتبادر الى الذهن اهمية الاعتراف بوجود الازمات القائمة، عند الحديث عن اي اصلاح سواء كان سياسيا اواجتماعيا اواقتصاديا، في هذا الحقل او ذاك وهي لحظة المصارحة والمكاشفة والشفافية .

ومنها تبدأ رحلة الاصلاح والبناء والتعامل مع الوقائع على اساس ان من يعمل يخطأ والمهم هو الاستفادة من الدروس والعبر التي تمر بها الدول ولذلك قيل عنها مجتمعات تاريخية حيث انها غالبا ماتضع اليات لمنع تكرار ما حدث من ازمات وحروب وهذا يجعلها تعيش لحظة الحاضر والمستقبل وتصبح هذه التقاليد في عنق المؤسسات وليس الفرد الذي حول اوروبا الى حرائق في القرن الماضي.

وعليه فان البلاد التي تبغي التقدم والنهوض والتطور لابد ان تسيرالى شاطئ الامن والسلام والاستقراروحماية حقوق المواطنين وحرية التعبير والرأي والتداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات.
وهذا يتطلب ان تكون القيادة السياسية للبلاد متجاوزة لأزماتها الداخلية ومغلبة الحلول الدستورية والسلمية في التنافس والصراعات المشروعة وساعية الى خلق روح من الثقة والمودة بين اطراف العملية السياسية لتذليل العقبات والعراقيل التي تعترضها. لاسيما ان الفوز في الانتخابات السابقة اواللاحقة لا تعني نهاية المطاف وهذا يحمل القوى والكتل السياسية مسؤولية بناء دولة المؤسسات التي تجعل القانون هو المرجع في حسم النزاعات والازمات الناشئة من التطورات الطبيعية التي تلازم العملية السياسية في حراكها الدائم والمستمر تحت الشمس حيث الجديد دائما ولا دائم الا التغيير. مفهوم الاصلاح يرتبط بشكل وثيق بالانظمة الديمقراطية التي تجدد نفسها دائما وكل تجديد هو بالضرورة اصلا ح لما تقادم عليه الزمن وهذا يجعل العملية السياسية في حالة نضارة وحيوية مستمرة قادرة على مواجهة التحديات والازمات وتجاوزها بل اننا نستطيع القول ان كل نظام ديمقراطي بطبيعته لايقف متفرجا اومتجمدا امام المعضلات التي تداهمه لان الدورة الانتخابية لاترحم المسؤول او السياسي العاجز..
وعليه فان الديمقراطية ترتبط بالدورة الاقتصادية الانتاجية وليست الريعية لان قيم العمل تصنع وعياً طبقياً من شأنه ان يزيد اواصر وتماسك ابناء الشعب ويغذي روح المواطنة ما يؤدي الى انصراف الجميع الى تحقيق مصالحهم المشروعة والعمل باتساق مع بعضهم البعض وهذا يشجع على الخلق والابداع والنجاح وزرع روح الثقة بين الجميع.
لذلك تبدو هذه المجتمعات قوية وقادرة على الوصول لاهدافها التي تتصل بالانسان العادي على العكس من المجتمعات التي تحكمها الانظمة المستبدة التي تبدد طاقة الفرد والمجتمع في صراع الكل ضد الكل وما يصيب نسيج المجتمع من تآكل وتفتت الى الحد الذي تبدو تلك المجتمعات كأعجاز نخل خاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
اياد محمد العراقي ( 2009 / 3 / 3 - 17:41 )
غريب امرهذا القائد الضرورة الجديد(نوري المالكي)فبعد قرب انتهاء الدوره الانتخابيه الحالية وكونه رئيسا للحكومة وقبله (الجعفري الشفاف جدا جدا)هاهو يؤكد على ضرورة بناء دولة المؤسسات فكيف بنا مستقبلا وقد منحتم رتبا عسكريه لاناس لايحملون مايؤهلهم من التحصيل الدراسي ناهيك عن هيكلية الوزارات التابعه لاحزابكم وهذه الفوضى الاداريه في المحافظات ومجالسها
واهنئكم سيدي (المالكي) على تفننكم في اصدار تشريعات تضمن لاولاد اولادكم عيشا مترفا بحقوقكم التقاعديه دون ان تعتبروا بما حصل للنظام البائد,وخير وسام تشرفتم بحمله اهمالكم لابناء العراق واولهم مظفر النواب

اخر الافلام

.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي


.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين




.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد


.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين




.. تصريحات ترمب السلبية ضد المهاجرين غير الشرعيين تجذب أصواتا ا