الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معا لمناهضة التمييز ضد المرأة في يومها العالمي

هيثم المهندس
(Haitham Al Muhands)

2009 / 3 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


في هذا اليوم من كل عام تصدح اصوات التحرريات والتحررين في العالم بـ ( لا للتمييز الجنسي . نعم للمساواة الكاملة والتامة غير المنقوصة بين المرأة والرجل )
ان يوم المرأة العالمي هو يوم الوقوف ضد كل اشكال التمييز بحق المرأة . يوم الوقوف بوجه الفكر الذكوري المقيت والعادات والتقاليد والقوانين القروسطية والتي ترزح تحت نيرها مجتمعاتنا ونحن في القرن الواحد والعشرين . يمر هذا اليوم كل عام وما زالت المرأة تعاني قي كل بقاع الارض من التمييز والقهر والاضطهاد بالرغم من اختلاف مديات ومستويات هذا الاضطهاد من مجتمع لاخر . وبالرغم من وجود مجتمعات قد خطت خطوات جبارة في حصول المرأة عل بعض المكتسبات بفضل النضالات المريرة والتضحيات الجسام للمناضلات والمناضلين في سبيل هذه القضية ، الا ان هناك عشرات اضعاف تلك المجتمعات التي ما تزال المرأة فيه تعاني اشد انواع القمع والعنف والاذلال والتمييز بحقها .في الوقت الذي تحتفل فيها المراة بيومها التاريخي ترى النساء في مجتمعنا يعانين من البؤس والفقر والحرمان من ابسط الحقوق لا لشيء الا لانهن نساء . ان ضعف اوانعدام ابسط المتطلبات الخدمية و الحياتية وانقطاع التيار الكهربائي والبطالة المليونية والامية والفقر والمرض، و ... و الكثير من المشاكل والمعضلات ، يعاني منها المجتمع العراقي بشكل عام والمرأة بشكل خاص . ولكن مايزيد الطين بلة ان المرأة العراقية بالاضافة الى ما ذكرته فانها تعاني من العادات والتقاليد والممارسات والقوانين الرجعية المتعفنة التي سنها النظام السابق من مثل ما يسمى بقانون "غسل العار" الى الجرائم التي قامت بها تشكيلات فدائيي صدام بحق المئات من النساء من ذبح وقتل وتنكيل وكذلك ما سميت "بالحملة الايمانية" وغيرها الكثير، كل هذا قبل الاحتلال و قد عمقتها ورسختها الحكومات المتوالية على الحكم بعد الاحتلال . ان سيطرة الاحزاب الاسلامية والقومية والعشائرية على مقاليد الحكم في البلاد كانت نكسة كبرى على حقوق المرأة ومكتسباتها . فمنذ تشكيل مايسمى بمجلس الحكم من قبل الاحتلال صدر اول قرار مناهض لحقوق المرأة وهو تحويل اليوم العالمي للمرأة في العراق من 8 مارس الى 18 آب ، وهو تاريخ احدى المناسبات الدينية ولكنها ما لبثت ان فشلت في ذلك فشلا ذريعا ولم يتم الاعتراف بهذا القرار من قبل الجماهير. ومن ثم اتفقت تلك القوى السوداء وقامت باصدارالقرار رقم 137 السيء الصيت والذي اضطر المحتل الى الغائه بسبب الاعتراضات الجماهيرة الواسعة ، والمظاهرات التي عمت عموم مدن العراق والمناهضة لهذا القرار، والتي فرضت تراجعا حقيقيا على قوى الاسلام السياسي المناهضة لحقوق المرأة حتى العظم . لكن تلك القوى الظلامية لم تستسلم ودأبت تحاول فرض اجندتها القروسطية ،عن طريق عقد الصفقات مع القوى المؤتلفة معها في الحكم من قومية وعشائرية وكان من احدى نتائج تلك المحاولات هو سن الدستور الرجعي وما يحتويه من مواد اغتصيت بها حقوق النساء ومنها المادة 41 من الدستور والخاص بالاحوال الشخصية الذي جعل المرأة في كل اجزائه مواطن من الدرجة الثانية خصوصا في قضايا الزواج والطلاق والارث و الوصاية بسبب احالة الاحوال الشخصية الى المؤسسات الدينية حسب نص المادة المذكورة، وهذا ما يخالف ابسط مبادىء حقوق الانسان و القوانين الدولية التي تتفق على ان الزواج ارتباط روحي وانساني بين شخصين امراة ورجل على قدم المساواة . كذلك علينا في هذا اليوم من كل عام ان لا ننسى العمليات الاجرامية التي قامت بها المليشات الطائفية والدينية بحق النساء في مدينة البصرة على وجه الخصوص والتي اودت بحياة المئات من النساء لا لجريمة اقترفنها بل كونهن نساء ، فقط . ولكن بالمقابل دأبت القوى التحررية المناصرة لحقوق المرأة بالنضال دون هوادة ضد هذا الدستور برمته على الصعيد العام والمادة المذكورة انفا على الصعيد الخاص وضد كل المصادرات المستمرة لحقوقهن واشكال القمع المختلفة من الحجاب القسري الى كتابة الشعارات المناهضة لحقوق المرأة والمهينة لها على الجدران وحتى احتواءها اكثر العبارات انحطاطا الى الاغتيالات والقتل وغيرها والتي تتفنن في اختراعها تلك الجماعات والاحزاب.
ان اقامة المراسيم والحفلات والتجمعات والندوات والمعارض في هذا اليوم هو شيء مهم للغاية ولكنه غير كافي لوأد المحاولات المتكررة لتلك القوى الظلامية في مصادرة حقوق المرأة . انني اعتقد بان الحل النهائي لقضية المرأة يكمن في دك اركان النظام الراسمالي والغاء نظام العمل المأجور واقامة الحكومة الاشتراكية ولكن الى ان يتحقق هذا الهدف علينا كاشخاص نناصر قضية المرأة وكل من يشترك معنا في هذه المناصرة من التقدميات والتقدميين النضال بلا هوادة ضد كل انواع التمييز والعنف بحق المرأة للحصول على اكبر حد ممكن من الحقوق والمكتسبات .
ان حقوق المرأة في مجتمعنا تكاد تكون مسلوبة بالكامل من حقها في الرفاه والعيش الكريم الى المساواة التامة مع الرجل من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وحق اختيار شريك الحياة وحق الانفصال وحق السفر وحق اختيار العمل وحرية الملبس وحق التحصيل الدراسي والعلمي والامان الاقتصادي وغيرها من الحقوق . لذا يتطلب منا النضال والعمل الدؤوب لالغاء كافة القوانين الرجعية والمتخلفة التي تحتوي على اي حد او مدى من التمييز ضد المرأة . علينا ان نجعل هذا اليوم يوم نضالي ترتعب منه وطاويط الظلام وورثة الكهوف . وكل عام وكل نساءنا ونساء العالم بالف خير والف خطوة نحو الحرية والمساواة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لوحة كوزيت


.. شاعرة كردية الحرية تولد الإبداع




.. اطفال غزة يحلمون بالعودة إلى ديارهم


.. ردينة مكارم المرشحة لعضوية بلدية حمانا




.. المهندسة سهى منيمنة