الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القراءة.. افضل الاسلحة لمناهضة الاستبداد

كاظم الحسن

2009 / 3 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


القراءة بطبيعتها تمثل سلطة معرفية وفي المجتمعات المغلقة ذات النظام الشمولي الاحادي، تعتبر تهديدا للسلطة الاحادية التي تفكر نيابة عن الجميع وتلغي عقل الانسان لكي تستولي على جسده وروحه وتصادر حقوقه بطبيعة الحال. فالكلمة المكتوبة من شأنها تطوير الفكر وتقدم الانسان لأنها هي الناطقة الرسمية باسم العقل على حد تعبير الكاتب الفرنسي (ريجيس دوبريه) ومن خلال القراءة تنمي ثقافة النقد والمساءلة والمحاسبة وليس ثقافة السمع والطاعة التي تكبل الانسان وتعطل جوهرة الانسان الا وهي العقل.
وعندما سئل فولتير عن من سيقود الجنس البشري حيث اجاب (الذين يعرفون كيف يقرأون). وهذه بداهة تشير الى المجتمعات الديمقراطية التي تنمي حرية الفكر والتعبير وتسمح بوجود سلطات اخرى بموازاتها ولا ترى ذلك تهديدا لها بل قوة للفرد والمجتمع والدولة. ولهذا السبب يرى احد الباحثين ان المعركة من اجل الديمقراطية هي بالضرورة معركة من اجل القراءة لأنها تتيح للأفراد الاطلاع على افكار ورؤى وتجارب مختلفة وبذلك تعدهم للتعايش بسلام رغم اختلاف افكارهم وممارساتهم ناهيك عن كون الديمقراطية عامل استقرار نفسي واحدى ضمانات الصحة الانفعالية وهذا ما اكده الطب النفسي.
والهوة الواسعة بين مجتمعاتنا والبلدان المتقدمة يمكن تلمس واحداً من اسبابها الرئيسة هو ضعف انتشار الكتاب هنا. وحسب احصائيات اليونسكو: يقدر عدد ما ينشر من الكتب في العالم العربي بـ (35 كتابا) لكل مليون نسمة وتصل هذه النسبة الى (558 كتابا) في اوربا لكل مليون نسمة. يقول الباحث هشام شرابي (لابد من الانتباه الى دور القراءة في تحرير الفكر والى الهم الاساسي لأي نظام يبغي حماية نفسه من التآويلات او التفسيرات النقدية التي تؤدي الى الادراك والفهم وهكذا يتم تحرير الفكر وفقا لهذا التسلسل القراءة (التأويل) الفهم النقد. ويرى احد الخبراء في هذا المجال ان فهم النص يستند الى عشرين بالمائة من المعلومات التي تنقلها العين اما الثمانون بالمائة الباقية من المعلومات فترد من القارئ نفسه وقد يعقب على النص اثناء قراءته ويسجل على هامش الصفحات بعض الملاحظات والتساؤلات التي تكشف وكأنه يحاور النص. وفي عالم الانظمة البوليسية تشكل القراءة اخطر انواع التهديدات لوجودها القائم على التضليل والخداع، والتزييف، ولهذا انها تحكم رقابتها وقيودها وسطوتها على الاعلام ولا تسمح الا بما يخدم بقاءها. ومن هنا نرى تشددها على السفر وتضييقها على المعلومة والكتاب. ولو اخذنا نظام البعث انموذجا نرى انه لم يسمح في فترة الثمانينيات من القرن الماضي الا للكتب التي تمجد الدكتاتور او الكتب الادبية ومن الكتب التي انتشرت في ذلك الوقت وبكثرة: مختارات كيم ايل سونع. مختارات ماو وكذلك مؤلفات ستالين والقائمة تطول!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهة مضحكة بين اللهجة السعودية واللهجة السودانية مع فهد سا


.. مع بدء عملية رفح.. لماذا ستتجه مصر لمحكمة العدل الدولية؟ | #




.. معارك -كسر عظم- بالفاشر والفاو.. وقصف جوي بالخرطوم والأبيض


.. خاركيف تحت النيران الروسية.. وبريطانيا تحاكي حربا مع روسيا |




.. نشرة إيجاز - القسام: قصفنا 8 دبابات ميركافا في جباليا