الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا ندافع عن البشير؟!

زارا مستو

2009 / 3 / 10
المجتمع المدني


لا شك أن شعوب المنطقة العربية ترعرعت في أحضان ثقافة السيف والغزو والقتل والإلغاء, ولا تزال غالبية هذه الشعوب- فإن لم نقل كلها - تنهل من فكر القبيلة والخليفة و قائد الضرورة , ومن هنا علينا أن ننصر أخانا ظالماً أو مظلوماً , وكلّ ما يصرح به الغريب هو عدوان ومؤامرةٌ , ولو كان ما ينطق به الغريب هو الحقّ .
لقد تعودت الشعوب العربية أن تسكت على كل ما يفعله القائد الملهم العظيم , بل علينا أن نبارك ونهلهل ونزغرد له , فأبصمنا له بدمائنا وأعطيناه كلّ شيء, ووكّلناه على أمرنا, فعاهدناه أن يكون سرمدياً أبدياً , فهو عنّا يفكّر , وعنّا يشرّع وينفّذ , فهو الوطن والوطن هو , وهو الشعب والشعب هو , فهو المؤسسة والديمقراطية , وهو البسملة , وهو البداية والنهاية , من خيراته نأكل ونلبس, فهو الذي يمنح وهو الذي يعطي , فهو عنّا يسطّر التاريخ ويرسم الجغرافية , فهو خليفة الله على الأرض , فهو لا يخطئ , وإن أخطأ فنحن السبب, وإذا أباد آلاف من الناس فهو على حقّ, وإذا اغتصب فهو على حقّ , وإذا كنّا جائعين عراة فبوجوده نغدو مالكين كلّ شيء وننسى آلامنا , فناقده عدوّ الله وشيطان أخرس, ولذا علينا أن ندافع عن القائد الملهم عمر البشير, ونحارب كلّ من يقول له لا , بل فسنفديه بروحنا ودمائنا , بل سنجعل الوطن فداء له , سنقول للعالم كلّه ألف لا , لا لقوانينكم , لا لشرائعكم , لن نتخلّى عن قائد الضرورة .
لماذا يريدون أن ينتقموا من القائد المفدّى البشير؟ لأنه حامي العروبة والدين ! لأنه حامي الحمم ! لأنه رمز الأمة !
إنها لمؤامرة ضد الوطن والقائد ! إنهم لطامعون بالوطن وخيراته ! فالجماجم التي يقولون عنها كذبة , الجوع كذبة , العنصرية كذبة المقابر الجماعية كذبة , اضطهاد طائفة دينية كذبة, اضطهاد الشعب كذبة , ومحاولة إبادة عرق كذبة ,الأحكام العرفية كذبة , هي كذبة نفسها التي فعلوها مع القائد المفدّى صدام حسين , فلم يكن المفدّى ديكتاتوراً, ولا قاتلاً , ولم يبد شعبه بالغازات الكيماويّة , رحمه الله , كان بطلاً من أبطال الأمة , نعم إنهم يتأمرون على رموز الأمة وأبطالها الشجعان ! نعم القرار لسابقة خطيرة لأن القرار يمسّ حرية الطغاة .
نعم , أيها السادة هذه هي ثقافتنا التي تربينا عليها وترعرعنا في أحضانها , إذاً, لا تستغربوا إذا دافعنا عن هؤلاء القادة الطغاة , فمنّا مجبرٌ أن يدافع ويهلهل ويزغرد بسبب لقمة العيش, أو حتى لا يلقَ حتفه , ومنّا لا يزال يعيش في عمق عزلته , ولا يدرك ما يجري من حوله بسبب العزلة المفروضة من قبل هؤلاء الطغاة , لكنّنا في الوقت نفسه حتى نكون أكثر موضوعية وإنصافاً علينا الاّ ننظر إلى القادة كلّهم بالنظرة نفسها ونحمّلهم المسؤولية ذاتها, فمنهم فعلاً من استطاع أن يخدم الوطن والمواطن ولو بشكل نسبي , ومنهم من لا يزال مستمراً في الاضطهاد , ويسلط على رقاب الشعل بالقبضة الحديدية , وبهذا الشكل تستمرّ الحكاية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المهم أن يكون المهرج
سردار أمد ( 2009 / 3 / 9 - 20:07 )
لا أعرف لماذا كلما خرج قاتل او دكتاتور يتحول في نهايات أيامه إلى رمز للعروبة والإسلام، فعلاً من شدة عروبته وإسلامه، لا مشكلة عنده لو طرد لجان المساعدات الغذائية والدوائية لشعبه الجائع ولا مشكلة لوعانى هذا الشعب من أقسى أنواع الحرمان، المهم ان يكون المهرج رمز الإسلام والمسلمون وزبانيته بخير، لو أن هذا المهرج تكلم للإعلام عن الدولة والديمقراطية والشفافية لما كان رمزاً للشرف في هذا الشرق البائس، لكن بما انه لوح بعصاه على شاشات التلفاز، فقد دخل القلوب وهذه الزعرنات والتفاهات من علامات الشرف والنبوة في الشرق التعيس، فعلا العقل نعمة كبيرة. مشكور سيد زارا على المقال


2 - يلوح بعصاه البشير--شيئ مقزز
sara ( 2009 / 3 / 10 - 14:13 )
نفسي اعرف لماذا يلوح بعصاه في وجوه الجماهير الا يستحي اتلك حركات اناس متحضرين او رئيس دولة يقود شعبا فعلا هو يعبر عن راع جلف يقود قطيعا ضعيفا لا يفقه شيئ مع احترامي للشعب السوداني سواء المثقف منه او المغيب او المخدر وويل للمنافقين

اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق