الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكلمة الطيبة ليست اثماً

سعد تركي

2009 / 3 / 11
المجتمع المدني


كثيرون منا يستوقفهم الجواب المبهم الذي يأتي عبر باب الدار حين نتساءل (منو) فيأتي جواب فضفاض ومبهم لا يعرّف نكرة ولا يزيل غامضاً(آني)فيكون لزاماً علينا أن نستنجد بذاكرة نعصرها عصراً لنعرف الطارق من خلال صوته, وحين يتجرأ أحدنا ويسأل(انته منو)يأتيه رد قاس على بلادته وغبائه وجهله(شبيك ما عرفتني)!!
وحين يرغب أحد ما لا يعرف اسمك أو كنيتك بمناداتك فأنه يصيح عليك(يولد, أبو الشباب)أن كنت ما زلت فتياً أو (حجي ,عمي ,خالي) ان خط البياض شعرك بيده الباردة..ومن كان متفكهاً من شباب هذه الأيام فأنه لن يبخل عليك بـ(العزيز)..لكن ذات الشخص المنادي حين يرى أجنبياً ويرغب بمناداته فأنه سيجود عليه بـ(مستر)وكأن ابن حيه ومدينته ووطنه لا يستحق ان يطلق عليه لفظ(أستاذ)!!
سألني قبل فترة وجيزة أحد أولادي عن حقيقة ما يراه ويسمعه في المسلسلات التي تُعرض في الفضائيات(خاصة السورية منها واللبنانية)من تبادل للكلمات الرقيقة بين الآباء وابنائهم والأصدقاء والصديقات مع بعضهم بعضاً والجيران فيما بينهم,ويتساءل مستغرباً هل تخلو لهجتنا منها؟!
من الصعب تفهم السبب الذي جعلنا لا نحسن استخدام أفضل ما تختزنه لهجتنا ولغتنا في تعاملنا اليومي فنحن نادراً ما نبدي الأسف حين نخطئ,ولا نستأذن لطلب شيء من أحد,ولا نشكر من قدم لنا خدمة,ولا نخبر أبناءنا أو حبيباتنا وزوجاتنا بمقدار حبنا لهم ولهن,ولا نقول لمن غاب عنا فترة كم اشتقنا اليه,ولا..ولا..وكأن عليهم أن يعرفوا ذلك بمجرد نظرنا اليهم أو بمجرد المصافحة والسلام البارد الجاف!!
من الصعب أن نتفهم السبب الذي يجعلنا قادرين (بصورة لا أظن شعباً أو أمة تملكها) على استخدام هذا الكم الهائل من الألفاظ البشعة المقيتة والمقززة مثل(علس..صك..اعدام..قتل..تفجير..تفخيخ..الخ)بتلقائية وعفوية في أحاديثنا اليومية وكأننا نتحدث عن مشاعر رقيقة وتمنيات طيبة..في حين تتلجلج ألسنتنا وتتعثر ألفاظنا ان(سّولت)لنا أنفسنا أن نٌسمع احداً كلاماً جميلاً رقيقاً,ونشعر أحياناً حين نقوم بذلك أننا متملقون و(لوكية),بل أن بعضنا يشعر في أحيان كثيرة بالخجل والخزي وكأننا اتينا اثماً وجرماً لا يغتفر!!
نبي الرحمة والسلام يدعونا الى افشاء السلام بيننا كي تشيع المحبة والألفة بين الناس ويحثنا على الكلام الطيب لأن الكلمة الطيبة صدقة..واسماع من نتعامل معهم أو نصادفهم الكلمات الطيبة والرقيقة الجميلة يجعل القلوب ترق والمشاعر تشف والتراحم والتواد يتسع بيننا في وقت نحن بمسيس الحاجة الى اشاعة قيم الحب والتسامح والألفة والجمال فيما بيننا.
نسمع طرق الباب ولا نسمع لسؤالنا عمن يطرق الباب سوى(آني)التي تبقي على المجهول مجهولاً وغامضاً وربما مريباً..نتمنى أن يعرّف نفسه لأننا لا نعلم الغيب ولا نمتلك القدرة غالباً على تمييز الأصوات ونسبتها الى أصحابها..عرّفوا عن أنفسكم أصحابنا وجيراننا واخواننا وأحبتنا لنفتح لكم قلوبنا قبل أبوابنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا.. تفاصيل خطة حكومة سوناك للتخلص من أزمة المهاجرين


.. مبادرة شبابية لتخفيف الحر على النازحين في الشمال السوري




.. رغم النزوح والا?عاقة.. فلسطيني في غزة يعلم الأطفال النازحين


.. ألمانيا.. تشديد في سياسة الهجرة وإجراءات لتنفير المهاجرين!




.. ”قرار تاريخي“.. القضاء الفرنسي يصادق على مذكرة اعتقال بشار ا