الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسكوت عنه في ثنائية السلطة والفنان

ضياء الاسدي

2009 / 3 / 12
المجتمع المدني


ظلت العلاقة بين السلطة والفنانين يسودها الكثير من الشكوك والريب لاسيما في بلد مثل العراق ظلّ رازحاً لعقود من المركزية في تكميم الافواه ورسم ملامح المبدع دونما رغبة منه، ولو استقصينا حقيقة الامر في متوالية السلطة والفنان لوجدنا انها ثنائية تسير على نحو مغاير في كيل الاتهامات لكل منهما للآخر وتحميله وزر ما ينوء به كاهلهم من النقد وعدم الرضا وحتى التبعية..

ومن اجل الدخول الى لجة هذا الصدام نستقرئ آراء بعض من الفنانين.
الفنانة عواطف السلمان تقول:
”ثنائية السلطة والممثل، الممثل مرآة عاكسة او اشبه ما يكون جهاز ”سونار “ للتشخيص وان لا يكون الممثل بهلواناً او تابعاً وان لا يكون عديم الانتماء، انا بتقديري اذا الممثل امتلك انتماءه الحقيقي للأرض والناس سيكون مؤثراً جداً.
* التضاد بين ثنائية السلطة والممثل هل هو صحي بتقديرك؟
- ليكن هذا التضاد، الممثل في احيان كثيرة يلقي اللوم على السلطة او القائمين على مؤسساتهم الفنية، لكن لو اردنا ان نكون منصفين نتساءل ماذا قدم الممثل؟
* السلطة ماذا قدمت للمثل سوى راتب بسيط لايكاد ان يسد الرمق؟
- لا ننسى امراً مهماً وهو يجب ان لا نقارن انفسنا بأي مكان آخر، لأن بلدنا لا يشبه بلداً آخر، والممثل لا يشبه اي ممثل آخر، ممثلنا معطاء وتحمل الكثير ولكن هذا ايضاً لا ينطبق على الجميع، هناك الممثل الذي يرتدي الاقنعة وهناك نماذج من الفنانين عملت بالسابق وتراهم الآن يصفقون للوضع الجديد بينما هناك من عمل بالسابق وقال كلمة حق او صمت. الآن الفنان اصبحت لديه طموحات انسانية مثل السكن والراتب وحياة بسيطة يجب توفيرها ولكن هذا ليس سبباً ان اقف بالضد من السلطة والعنها، علي ان اتمكن من ادواتي وان احترم رسالتي الفنية واحترم اسمي وكذلك انتمائي للارض واعود واؤكد على احترام الفنان لانتمائه ولجمهوره فعندما يقدم الفنان على عمل يسيء به الى بيته وينقل تلك الاساءة عبر الفضائيات الى المتلقي العربي الذي سيرى صوراً مشوهة ومهينة للبيت العراقي فكيف سيكون موقف ذلك الفنان الذي اجبرته الظروف المادية السيئة على تقبل تلك الادوار المسيئة؟
* حسب اعتقادك من يسحب من الى ساحته الفنان ام السلطة؟
- على السياسي ان يكسب الفنان وعلى الفنان ان يدير عنق السياسي لما يقدمه ولما يدعو له وحينما يدعو الفنان الى مشروع كبير لا اعتقد ان السلطة عند ذاك ستخذلني لكن حينما اقف استجدي على باب السلطة تراني انموذجاً سيئاً ولا تكن لي الاحترام وقال زملاؤنا الفنانون ان فلانا اعطانا وفلانا لم يعطنا؟ هذه مسألة معيبة، وانا دائماً اقول ولا اتجنى على احد، ذهب البعث وبقيت الكثير من اخلاقياته.
الفنان عبد جعفر النجار اجمل حديثه عن جدلية العلاقة بين الفنان والسلطة قائلاً:-
”لديّ قناعة خاصة وهي يجب ان يكون الفنان معارضا لأية سلطة سواء اكانت ديمقراطية او دكتاتورية ومعارضة الفنان هي رائعة وايجابية فهي معارضة بالاغنية واللوحة والمسرح اي انها معارضة تقويمية حتى وان كان هذا الفنان مقتنعاً بالسلطة. لكن يجب ان يبقى دائماً هو الخط الذي ينتقد كل الاشياء السلبية والاخطاء التي تقترفها السلطة ويحاول تشخيصها والاشارة اليها وهذا هو دور الفنان الرئيس.
* كيف تقرأ حرية الفنان في التعبير والنقد بين مرحلة الدكتاتورية وما بعدها؟
- في زمن الدكتاتورية كانت جميع الاشياء مركزية وتحتم عليك مراجعتها في كل صغيرة وكبيرة وساهم الفنانون الى حد كبير في هشاشة الوضع ابان تلك الفترة لكن في الوضع الراهن يجب ان يكون الفنان الآن له خصوصية واقصد بتلك الخصوصية هي ايجاد ميزانية عامة خاصة بالمؤسسات الفنية من اجل توفير العيش الرغيد للفنان وبالتالي يستطيع ذلك الفنان من العمل بابداع حتى لا يتقرب الى السلطة ويكون بوقاً لها من اجل الحصول على لقمة الخبز.
* لكن هناك بالمقابل من رفض الانصياع للسلطة وكان مناوئاً لها؟ كيف تنظر الى موقف كهذا؟
- اعطني اسماً واحداً لم ينزلف الى السلطة السابقة حتى اكنّ له احتراماً واجلالاً قبل ان اجيبك على السؤال؟ * هناك الكثير من الاسماء مثل خليل شوقي وزينب وناهدة الرماح وغيرهم.. هؤلاء فنانون مناضلون وينتمون الى جهات سياسية معينة وانا اقصد الفنان المستقل وانا لا اريد ان اسقط النضال التاريخي للفنانين لكن ليس هكذا يقال الامر بأن بعض الفنانين عانوا شظف العيش ولم يعملوا لصالح السلطة وانا اؤكد لك ان هؤلاء الفنانين لو كانت لديهم فرصة سانحة للعمل لعملوا، وهناك عشرات الاسماء لا اود ذكرها لكن لا بد من القول ان الفنان العراقي بدأت مظلوميته منذ ان وجد الدستور العراقي وحتى الآن ويعتقد البعض الكثير ان الفنان العراقي يعيش في ترف حقيقي لكن الحقيقة تماماً عكس ذلك فالفنان العراقي ظل يقاتل حتى يستطيع تأمين لقمة عيشه فأنا اتألم عندما ارى حاتم سلمان او سليمة خضير او سهام السبتي من الاسماء العظيمة التي عملت معي في المسرح العراقي رأيتهم بعد انتهاء العرض يذهبون الى منازلهم بسيارات اجرة!! فأذا كان هؤلاء العمالقة لا يملكون سيارة او بيت فماذا افعل انا عبد جعفر النجار الذي اتيت بعدهم بعقود من السنين!؟
* وهل هذا بسبب السياسي؟
- بالتأكيد، فالسياسي يريد ان يستحوذ على الفنان ويصبح رغيف الخبز بيده ويعطيه متى ما شاء الى الفنان وبالتالي سيسلطون قراراتهم على رقبة الفنان هذا بالسابق، اما بعد سقوط النظام اصبح هناك تحول الى الحرية والديمقراطية وكل الاشياء تأخذ منحياتها الحقيقية وان كانت بطيئة لكن هناك تأسيساً حقيقياً وبالتالي لا يمكن تأسيس دولة حديثة من دون فنانين ومثقفين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا


.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3




.. Saudi Arabia’s authorities must immediately and unconditiona


.. اعتقال 300 شخص في جامعة كولومبيا الأمريكية من المؤيدين للفلس




.. ماذا أضافت زيارة بلينكن السابعة لإسرائيل لصفقة التبادل وملف