الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس للكورد أصدقاء غير الجبال

صلاح الدين بلال

2009 / 3 / 13
القضية الكردية


لليوم الرابع عشر يواصل المضربون عن الطعام في مدينة برلين الألمانية من الكورد / السوريين / ساعيين إلى إيصال صوتهم للرأي العام الألماني , والرأي العام العالمي والكوردي, بهدف إيقاف تنفيذ الاتفاق ( ألمصالحي ) بين وزارة الداخلية الألمانية وبين وزارة الإرهاب والقمع للنظام السوري , أكرادنا المقهورين في وطنهم الأم والمشتتين في جهات الأرض الأربع هم ضحايا وقرابين دائمون على موائد الاتفاقيات والمصالح والمؤامرات والدسائس بين الدول والأنظمة, فمن يوم 23 من شباط الفائت والمضربين عن الطعام ما زالوا أمام مقر وزارة الداخلية الألمانية يواصلون إضرابهم واحتجاجهم بإصرار كبير لعرض قضيتهم الإنسانية و لفضح وإيقاف قرار الترحيل عن سبعة الآلاف من المواطنين الكورد السوريين .
حتى هذه اللحظة لم تبدي السلطات الألمانية أي تجاوب مع المضربين ولم تحاور القائمين عليهم, ولا حتى الاستماع لقضيتهم , مما قد يعني إن نية ترحيلهم وبحسب بعض الصحف الألمانية وبعض السياسيين الألمان قد اتخذ ولم يبقى إلا التنفيذ, في وقت أوضح البعض أن القرار قد نفذ بالبعض وقد رحلوا قسرا إلى سوريا, وأن الأخبار التي وصلت عنهم تؤكد إن النظام السوري يعمل على تأهيل مواطنتيهم التي تناسوها في غربتهم عبر أقبية الأجهزة الأمنية, وانتزاع التوبة والرضا عن ضلالهم, ومنحهم وثيقة مواطنة من الدرجة العاشرة بكل فخر واعتزاز على أرصفة الطرق والمدن الكوردية التي تعاني من الإهمال والتجويع الممنهج من قبل النظام السوري بحق المناطق الكوردية وبحق/ المزرعة / التي تسمى سوريا من شمالها إلى جنوبها .

قرار الترحيل وصفه بعض الحقوقيين بأجراء مخالف للقانون الدولي الخاص بحماية حقوق اللاجئين, وأكدوا أنه يحمل في طياته استهتاراً فاضحاً لمعاناة الشعب الكوردي, ويساعد على منح النظام تغطية سياسية لجبروت قمعه وإرهابه المتصاعد على رقاب شعبه السوري بكرده وعربه وقومياته الأخرى, ويتجاهل القرار ما قد يؤول إليه أوضاع اللاجئين بحال ترحيلهم إلى سوريا قسرا, وما قد ينتظرهم من مصير مجهول في ظل حالة الاعتقالات العشوائية والملاحقات وحظر الاحتفالات الوطنية والقومية وقمع المسيرات الصامتة في المناطق الكوردية, وفي استمرار حالات القمع الوحشي بحق الناشطين السياسيين والمثقفين وأصحاب الرأي والإعلاميين, واعتقال المواطنين وتحطيم إضلاعهم وتشويه أجسادهم في زنزانات المخابرات التابعة للنظام, كما حصل قبل أيام قليلة, وقبل التحضيرات التي تقوم بها الأحزاب والجماهير الكوردية للأحتفال بالعيد القومي للشعب الكوردي, وأحياء الذكرى السنوية الخامسة لشهداء الانتفاضة بالمناطق الكوردية عام 2004 التي هبت شرارتها في القامشلي وانتشرت إلى كافة المناطق الكوردية والمدن في سوريا .
هذا الهوس الأمني والعنف المتزايد بحق المواطنين والناشطين والمثقفين الكورد يأتي في أطار سياسة كسر إرادة المقاومة المتصاعدة بين أبناء الشعب الكوردي , كل ذلك يحدث والسلطات الألمانية مصرة على تنفيذ اتفاقها المشئوم مع النظام السوري .
على الحكومة الألمانية مراجعة مواقفها وإيقاف تنفيذ الاتفاقية ضد اللاجئين الكورد السوريين, التي قد تجلب العار على ديمقراطيتها ومصداقيتها , فمصالح الشعوب تبقى ومصالح الأنظمة زائلة .
وعلى الشعب الألماني والإعلام في ألمانيا ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية والأحزاب السياسية الألمانية, الوقوف إلى جانب المضربين عن الطعام لليوم الرابع عشر على الأرصفة المواجهة لمقر وزارة الداخلية الألمانية في برلين, والاستماع إلى محنتهم ومعاناة الشعب الكوردي, والى حالة الإحباط الذي يعيشه الشعب السوري في ظل قانون الطوارئ المعمول به منذ 46 عاما من قبل النظام الانقلابي في سوريا, وعلى هذه المنظمات الألمانية الدفاع عن روح وثوابت الديمقراطية التي قامت وتأسست عليها ثقافة الحوار والبناء والتعايش للدولة الألمانية الاتحادية والتي عادت إليها وحدتها وقيام الاتحاد الأوروبي الكبير .
يبقى أخيراً أن أحي كل المضربين عن الطعام واشد على أيديهم فرداً فرداً وألتمس وأقبل روحهم المقاومة, وأبارك كل الأخوة الداعمين والمشرفين و المؤيدين والمتضامنين معهم, وأرفع صوتي معهم أحتجاجا على الأتفاقية الموقعة بين الحكومة الألمانية والنظام السوري لترحيل اللاجئين إلى سوريا .
وأنادي فيكم وعبركم يا أحفاد كاوا وميديا لأستنهاض التاريخ والمستقبل , ففي مثل هذا الشهر الآذاري العظيم اندلعت ثورة ديرسم, وثورة الشيخ سعيد البيراني, وثورة نوري ديرسمي, وفي مثل هذا الشهر من ربيع آذار قامت انتفاضة البارزانيين وسقط الشهيد سيلمان آدي وقامت انتفاضة قامشلو .
وأنتم في إصراركم في افتراش الأرض وألتحاف السماء البرليني البارد والماطر, تحيون كل هذه الأنتفاضات والثورات في ذاكرتنا, وتعيدون ألينا بعضاً من عزتنا وكرامتنا وحقوقنا المهدورة والمقموعة في جمهورية الصمت والعار والخوف, والمنسية في بلاد بسمارك وغونترغراس وغوته وهرمان هيسه العظماء , لكم كلكم الحب وكل المساندة والتأييد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم للكورد اصدقاء
سوري فينيقي ( 2009 / 3 / 12 - 20:23 )
عزيزي صلاح
تحية طيبة
الكردي كالحجل هاديء شريف
جميل وحسن المعشر
يحاول الجميع اصطياده
لن يحمي الكردي الا صبره
فجبال كوردستان المقدسة تتسع لكل كردي
ولا تتوقع من احد ان يقدم يد العون للكورد
لان الضمائر ماتت منذ فجر التاريخ
والعقول اقفلت منذ قبل ان يخلق الانسان
اني معكم ومع كل حق كوردي

اخر الافلام

.. لم يتضمن عقوبة الإعدام.. قانون جديد في العراق يجرّم المثلية


.. غانتس: لا تفويض لاستمرار عمل الحكومة إذا منع وزراء فيها صفقة




.. شبكات | الأمم المتحدة تغلق قضية وتعلق 3 في الاتهامات الإسرائ


.. هيئة البث الإسرائيلية: الحكومة تدرس بقلق احتمال إصدار -العدل




.. الأمم المتحدة: هجوم -الدعم السريع- على الفاشر يهدد حياة 800