الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المناضل الشيوعي السوري فارس مراد ....شهيداٌ

أحمد الزعتر

2009 / 3 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


من يرى كل هذا الانهيار الفظيع والمفجع الذي اصاب المجتمع السوري ، ومن يلمس النتائج الكارثية التي وصل اليها من دمار للبنية التحتية المادية وللقيم الوطنية والروحية ، بعد اربعين عاما من الحركة التصحيحية التي قادها وزير الدفاع السوري ، وزير هزيمة حزيران . ينحني إجلالاٌ وتواضعاٌ أمام الهامات التي رفعت سبابتها عالياٌ في وجه الديكتاتورية الأسدية المجرمة ، هذه الهامات التي دفعت ثمن مواقفها سجوناٌ وإغتيالاٌ وتشريداٌ وأقبية تعذيب ومشانق ، ولم تنحني ولم تهادن وتنظر بقرف إلى ذاك اليسار الذي صافح القتلة والمجرمين وبات بوقاٌ رخيصا ٌ لهم ، يبحث في جمل مجتزأة من النظريات ليبرر اشتراكه مع الديكتاتور في جبهة الخزي والعار ليكون شاهد زور على المجزرة التي حلت بالمجتمع السوري وليكون عنواناٌ للدعارة السياسية بأرخص تجلياتها .
من هذه الهامات النبيلة المناضل فارس مراد الذي أسس ورفاقه الأحرار عام 1974 المنظمة الشيوعية العربية ، كانت الغالبية منهم طلاباٌ جامعيين ، في فترة ذروة العمل اليساري في الجامعات ، كان النضال ضد الامبريالية الامريكية في المنطقة متوازياٌ مع النضال ضد الانظمة التابعة ، وكان البعد القومي العربي متوازياٌ مع النضال الأممي ، وكان النضال في وجه الديكتاتورية الأسدية المجرمة متوازياٌ مع النضال من اجل التحرر والعدالة الإجتماعية .
في قمة التناغم الأسدي مع الامبريالية الامريكية بشخص كسينجر ، وتسليم الاسد مهمة اجتياح لبنان من قبل امريكا ، تم اعتقال اعضاء المنظمة ، فمنهم من أستشهد أثناء اعتقاله وهو الطالب في كلية الطب الشهيد زهير شقير ، ومنهم من تم إعدامه وهم الشهداء غياث شيحة ، علي الغضبان ، علي الحوراني ، محمد خير نايف ، وليد عدوان . وتم اعتقال الباقي وكان منهم الشهيد فارس مراد الذي واجه التعذيب الوحشي بصلابة نادرة ، بقي في السجن مدة 29 عاماٌ ، لم يتراجع عن الطريق والفكر الذي اختاره ، ظل شامخاٌ كالسنديان ، وعندما زارته أمه في احد المرات ونقلت له وصية من احد ضباط الامن بتقديم طلب استرحام للقتلة الطغاة للافراج عنه ، قال لها لن أقدم هذا الطلب لا الان، ولا بعد عشر سنوات، ولا بعد خمسين سنة ، أي نموذج هذا للصلابة الثورية والايمان الذي لا يتزعزع بالنضال من اجل سورية حرة كريمة .
خرج من السجن عام 2004 ، ويشعر بالخجل ، عندما يقول على الرغم من انني اعطيت من عمري 29 عاما في السجن ، ولكن غيري أعطى دمه وحياته قرباناٌ للوطن ، كان متابعاٌ للحراك السياسي في سورية فتراه في محاكمات المناضلين ضد الديكتاتورية ، يزور عائلات المعتقلين ، بقي يعمل ويناضل حتى اخر لحظة من العمر .
لم يكتفي المجرمون بسجنه المدة الطويلة ، فقد منعوه ايضاٌ من السفر الى الخارج للعلاج ، يريدونه بلا حياة لكي ترتاح غرائزهم الحيوانية ، ولكننا ننشد ونقول انه السنبلة التي ستملأ الوادي سنابل .
ننحني امام جسدك صامتين ومعاهدين على متابعة المسيرة لكي تكتحل عيوننا برؤوية سوريا بلا فساد وبلا استبداد .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب


.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال




.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل


.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني




.. The First Intifada - To Your Left: Palestine | الانتفاضة الأ