الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-النبوة- عند الفلاسفة المسلمين

صفاء بطاينة

2009 / 3 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




في كتابه النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية, أبرز الكاتب حين مروة نزعات الفلاسفة الإسلاميين نحو تفسير الظواهر تفسيرا ماديا. ومن تلك الظواهر النبوة. لقد خالف كثير من الفلاسفة المسمين مفهوم النبوة كما هو في الإيديولوجية الإسلامية الرسمية ومن هؤلاء:

الفارابي

يقسم الفارابي العلم بالأشياء إلى:

1 – علم يكون بالقوة الناطقة (القوة الفكرية التي بها تكون الفكرة والرؤية والتأمل والاستنباط). وهذه المعرفة هي معرفة الفيلسوف وهي أعلى مراتب المعرفة.

2- علم يكون بالمتخيلة التي هي مصدر الإلهام والوحي والنبوة. والمعرفة التي تكون بالمتخيلة هي أعلى من المعرفة الحسية واقل من المعرفة الفلسفية.

3- علم يكون بالإحساس.

وكل إنسان عنده جميع هذه القوى المعرفية ويتدرج الناس ومعارفهم حسب استخدامها.
ينفي الفارابي الوحي بمفهومة الديني اللاهوتي, فهو يرى أن منشأ الوحي هو مخيلة الإنسان - غير منفصلة عن الموجودات الحسية. والنبوة هي أكمل المراتب التي يبلغها الإنسان بقوته المتخيلة. وهذه المرتبة ليست وقفا على فرد أو فئة من الناس بل يستطيع أن يبلغها كل إنسان.
و بناء على ذلك فإن النبي يرى رؤيته النبوية بواسطة المخيلة. وهي عملية يمكن لأي إنسان أن يمارسها. وهذا موقف ينزل بالنبي إلى منازل البشر الآخرين دون امتياز خاص من حيث المعرفة.

كما يرى الفارابي أن المعرفة الحاصلة عن طريق القوة الناطقة, أي معرفة الفيلسوف, هي أعلى من معرفة المخيلة ومن المعرفة الحسية كليهما. أي ان الفارابي يضع الفيلسوف فوق النبي من حيث المعرفة. بل من حيث الكمال البشري أيضا. فالفارابي يرى ان كمال الإنسان وسعادته منوطان بالمعرفة التي تؤديها القوة الناطقة أي الفلسفة, لا في المعرفة التي تؤديها المتخيلة, أي معرفة النبي, أي الشريعة. ( إذن فهو يرى إخضاع الشريعة للفلسفة وليس العكس).

ابن سينا

لا يختلف ابن سينا عن الفارابي في هذه المسالة. فكلاهما يعتبران النبوة والوحي من أشكال المعرفة البشرية تصدر عن درجة رفيعة من درجات الإدراك البشري, وترتبط بالأساس المشترك للمعرفة عند كل إنسان.
وابن سينا كالفارابي يرجع بلوغ مرتبة النبوة إلى (المتخيلة) أي القوة الادراكية الباطنة الموجودة عند كل إنسان ولكن استخدامها وقوتها تختلف من شخص لآخر. وهذا يعني ان مفهوم النبوة في الفلسفة السينوية يختلف ايضا عن مفهومها الإسلامي العام.


أبو بكر الرازي:

كان لأبي بكر الرازي موقف سلبي من النبي والمعجزات. والرازي وضع فلسفته على أساس من تجاربه العلمية في الطب والكيمياء خصوصا, فاتجه اتجاها فلسفيا ماديا حتى وصفه معاصروه بالملحد.


السهروردي

تقوم المعرفة عند السهروردي على الإشراق الغيبي وليس على المعرفة الحسية أو العقلية. ولا مكان للنبوة في نظامه الاشراقي ولم يذكر أي وظيفة للنبي في سلسلة الوسائط الاشراقية بين الله والعالم.
يتساوى عند السهروردي مكان الأنبياء مع مكان الحكماء. فالأنبياء والحكماء عنده هم من وصل إلى أعلى مقامات ومراتب المعرفة. وقد ذكر السهروردي أن من القلة الواصلين إلى هذا المقام حكوا ذلك عن أنفسهم وهم: أفلاطون وهرمس وكبار الحكماء كأنباذوقليدس وفيثاغورس وصاحب هذه الشريعة (يعني النبي).
فصاحب الشريعة لا يزيد عن كونه واحدا ممن حكوا عن أنفسهم إنهم وصلوا إلى ذلك المقام ولا يتميز عنهم بشيء.

قتل السهروردي بعد أن حوكم كم قبل الفقهاء الذين وجهوا إليه تهمة القول في مؤلفاته بأن الله قادر على أن يخلق نبيا بعد محمد ولم ينكر السهروردي التهمة. وذلك يعني القول بانتهاء نبوة محمد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - With Respect
issa ( 2009 / 3 / 13 - 10:04 )
Safaa carry on . you are brave person with my complete support and respect

اخر الافلام

.. بعد أنباء سقوط طائرة الرئيس الإيراني.. المرشد الأعلى: لا تعط


.. عالم دين شيعي: حتى القانون الألهي لا يمكن أن يعتبره الجميع م




.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah