الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خلعت كل شيئ واختفت

أمنية طلعت

2009 / 3 / 14
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


قابلتها صدفة بعد مرور ثلاث سنوات من اختفائها المتعمد، كانت أخبار تمردها غير المتوقع هي آخر ما أعرفه عنها. جلسات النميمة النسائية والذكورية اجتمعت عليها، فلقد خلعت زوجها وخلعت حجابها وقدمت استقالتها من وزارة التربية والتعليم وتركت منزل حضانة أطفالها، ثم "فص ملح وداب". صديقة العمر التي أعرفها ربما منذ وعيت على الدنيا والتي كانت تشير إليها أمي كنموذج للفتاة المثالية وتطالبني أن أقلد ولو جزء بسيط من سلوكها، فهي مطيعة بعماء، هادئة حد السكون، تحمل ابتسامة دائمة كنت أراها وحدي بلا معنى، تمشي دوماً وتحت إبطها كراسة رسم وفي حقيبتها ألوان عديدة، رغم ذلك التحقت بكلية البنات مثلما رغب أهلها، وقبلت بأن تتم خطبتها على رجل يكبرها بخمسة عشر عاماً فقط لأن أهلها يرون فيه زوجا مثالياً. أنجبت ثلاثة أبناء تماماً كما حدد زوجها لنفسه، واكتفت بالعمل كمدرسة رياضيات في أحد المدارس الإعدادية حيث رفضت ترقيتها كمدرسة ثانوي، بناء على إيمان زوجها بأن التدريس للمرحلة الثانوية أمر مرهق.
تعودت أن أحبها نظراً لأنها واحدة من صديقات العمر، لكني دوماً كنت أتعجب من سلوكها في الحياة، خاصة وأنها لم تعترض ولو مرة واحدة على أي شيئ يدور حولها، تجلس بجمالها الطاغي علينا جميعاً، في سكون مشابه للموت، وربما تضحك على واحدة من تعليقاتنا على الرجال خاصة بعدما تزوجنا وأصبحت لدى كل واحدة منا قائمة اعتراضات تطاول السماء ضد زوجها وضد الزواج بشكل عام، لكنها أبداً لا تعترض ولا تستنكر أو حتى تشجب أي تصرف من تصرفات زوجها، رغم أننا جميعاً كنا نراه رجلاً كريهاً.
صديقتي التي التقيتها صدفة، تحولت مائة وثمانين درجة حتى أنني لم أعرفها، بل أقبلت هي علي فاتحة ذراعيها ومندهشة لأنني أنظر لها باستغراب، حيث كانت تظن دوماً أنني الوحيدة التي كنت أفهم داخلها جيداً. قصت علي أسباب انفجارها المكبوت سنين طويلة، فلقد أصيب زوجها بمرض السرطان ولازمته طوال فترة مرضه بجلد وصبر أربعة سنوات كاملة من العذاب في مواجهة هذا المرض القاتل، لكنه وبمجرد أن أتم الله شفاؤه، تزوج عليها مبرراً الأمر بأنه يمارس حقه الإلهي وأنها لن ينقصها أي شيئ. أكدت لي أنها لم تحزن بل على العكس، كانت تخاف من أن تغير تجربة المرض القاسية سلوكه السيئ معها منذ أول يوم زواج وتجد نفسها مضطرة إلى حبه، لكنها أفاقت على حقيقة ضياع 30 عاماً من عمرها دون أن تفعل شيئ واحد تحبه، فقررت أن تفعل ما تريده فقط، وبالفعل درست الديكور وهي الآن تعمل في هذا المجال وحققت نجاحاً سريعا فيه، وتعيش أيامها بسعادة مع أطفالها الثلاثة، وعندما سألتها عن موقفها من الرجال وحاجاتها الطبيعية بعد الطلاق، قالت لي ساخرة " أنا مختونة أصلاً وعمري ما حسيت بأي متعة في الجنس".










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما ملكت إيمانكم
العقل زينة ( 2009 / 3 / 13 - 20:08 )
معذرة سيدتي.... أليست صديقتك هذة قد تزوجت علي سنة وإنكحوا ما طاب مثني وثلاث و.........ماملكت أيمانكم فلماذا إذن التذمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - الي الأمام ياحفيدات كليو باترا ؟
Yasin Idris ( 2009 / 3 / 13 - 21:46 )
رائعة أنت في سردك البسيط والانساني المؤثر والمعبر بدقةمتناهية في معانات المرأة في المجتمع الرجولي إنها لحظات المخاض التأريخي لولادة الفجر الجديد فالي الأمام ياحفيدات كليو باترا نحو الحرية والانعتاق من مجتمع الأغلال والسعير ومجتمع فأنكحوا ماطاب لكم من النساء مثني وثلاث الي مجتمع جديد تقلب فيه الموازين والمفاهيم وتصبح فيه المرأة شريكة فعلية للرجل وتصاغ فيه القوانين الوضعية لصالح الانسان كإنسان بغض النظر عن

جنسه وعرقه ودينه وطبقته الاجتماعية
سواء كان ذكراأم أنثي

ياسين ادريس
كاتب وناشط إنساني


3 - A parable for all victims to stand up to their tormenters
A Reader ( 2009 / 3 / 13 - 23:58 )
She shouldn’t complain of injustice, to which she needn’t have subjected herself; more often than not, it’s the passiveness, and indolence of the victim, that encourage aggression. At any rate, congratulations for her belated awakening, and may this story be a lesson for all oppressed (who needn’t be women) to rise against their oppressors (who aren’t all men).


4 - Your friend is sad consequence of female circumcision
Talal Alrubaie ( 2009 / 3 / 14 - 00:44 )
I think that the bad behavior of your friend’s husband was used, and possibly even encouraged, by your friend to justify her dislike or indifference to sex, dislike resulting from her circumcision. Hence, she apparently needed a husband who would not love her, since his love would make her vulnerable to love him back. But to love him back, she would have needed to be intimate with him, but how could she since she cannot enjoy sex? Her circumcision caused her aversion to sex (and erotic love) and inclination to have a husband treating her badly.
She did not complain about her husband while meeting you, because she did not want to change the status quo; she did not want to admit to you and, more importantly, to herself that she did not enjoy sex; she was possibly blaming herself for this and feels ashamed (an example of the victim blaming herself instead of blaming the aggressor). Possibly, she was also protesting unconsciously against all men or society by her rejecting the opportunity of having an enjoyable sex. She deprived herself of sexual joy in order to deprive her husband


5 - مثنى وثلاث وما ملكت
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 3 / 14 - 09:11 )
تنجب اطفاله وتاتمر بامره ومايريده وتقف جنبه في محنته ولا تخونه وتصبح ممرضه له رجل يكبرها بخمسة عشر سنه ثم يتزوج عليها وحجته مثنى وثلاث وما ملكت ------ ياللقباحه واشر الذي يتملك هكذا رجل

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير