الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقوق المرأة متى يحين أوانها ؟

صبيحة شبر

2009 / 3 / 15
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



ناضلت المرأة العربية ، وما زالت من اجل نيل حقوقها كاملة ، تلك التي نصت عليها الأديان ، والدساتير ، والقوانين الدولية ، وان كانت المرأة في أقطار العالم ،استطاعت أن تحقق ما أرادته من نضالها الطويل ، فان المرأة العربية ما زالت تعاني ، وهذه المعاناة تجعلها تتأخر في ميادين كثيرة ، ولعل الحرمان من الحقوق ، لايقتصر على النساء في العالم العربي ، فهناك الرجل أيضا محروم ، من اغلب الحقوق ،التي يتمتع بها بنو جنسه في أقطار المعمورة ، وهذا الحرمان يعود إلى أسباب سياسية واقتصادية ، واجتماعية ، وعدم القدرة على التمتع بما وهبنا الله من خيرات ، وعدم توزيع الثروات توزيعا عادلا ، يتناسب مع كفاءات الإنسان ومدى نشاطه ، وإخلاصه في عمله ، والإنسان المثابر النشيط ، يجد نفسه محروما ، من الكثير من الحقوق ، رغم تعبه الطويل وكفاحه المستمر ، ومهما قلنا عن معاناة الرجال في عامنا العربي ، فان المرأة، تتحمل النصيب الأكبر من الحرمان ، لأنها أولا امرأة، ما زالت ترزح تحت كم هائل، من العادات والتقاليد البالية ، التي تغمط حق النساء حقوقهن ، بوصفهن من بني البشر ، بالإضافة الى نظرة المجتمع المتدنية الى المرأة العربية ، فإنها تتحمل الكثير من الأعباء ، والتي لا تدع لها وقتا كي تطور إمكاناتها ، وتصقل مواهبها ، وتزيد من معارفها ، لان العالم يتطور باستمرار ، ومن يقف مكانه ، يجد نفسه في آخر سلم التطور...
كيف يمكن ان تصل المرأة العربية إلى حقوقها؟ ، وهل يمكنها ذلك مفردة ، أم لابد من تعاون القوى التقدمية جميعا، من جل الوصول الى هذا الهدف ، وما هي تلك الحقوق، التي تناضل من اجلها النساء العربيات ؟ إنها حق التمتع بالحياة والجمال والعمل ، والقدرة على اختيار الزوج ، والرغبة في الطلاق، ان وجدت ان أحلامها في زواج سعيد ، بددها الواقع التعس ، وان محاولاتها للخروج بحل ،باتت في طريق مسدود ، كما ان الحصول على حق التعليم والتخصص فيه ، والسفر والتمتع بالصحة الجسدية والنفسية، يعتبر من ضمن الحقوق، التي تناضل للوصول إليها المرأة العربية ، كما ان التمتع بثمار العمل والجهد فيه يعتبر حقا طبيعيا للمرأة، التي اثبت الحال أنها لا يمكنها التمتع بما تحصل عليه من راتب ، نتيجة جهودها الكبيرة في مضمار العمل المهني ، وان راتبها ذاك يذهب إلى منفعة الأسرة ، رغبة في رفع مستواها الاقتصادي ، وكثير من النساء العربيات ليس لهن دخل خاص ، ولا يمكنهن ان يكون لهن ملكية خاصة ، وان جميع ما تكسبه يجب أن تنفقه على الأسرة ، متناسين ان التمتع بثمرة العمل حق ، نصت عليه الأديان ، في الوقت الذي يمكن للرجل ان يقول هذه ملكيتي الخاصة ، كما انه من حق المرأة ان تحصل على العناية الطبية اللازمة ، وان يعتنى يها في سن التقاعد، التي يجب ان تضمنها القوانين المنضمة للعمل والداعية لها ،
الكثير من النساء العربيات يبقين عاملات، رغم كبر سنهن ، واحتياجهن الى الراحة والعناية ، تطالبها الأسرة بكل الأعمال،التي كانت تقوم بها في فترة الصبا والشباب، والقوة الهاربة ، فهي بالإضافة الى العمل خارج المنزل ، لابد ان تقوم بكل ما يطلبه المنزل، من عناية وتنظيف، وطبخ وغسل ملابس ، وكأن المرأة آلة، لا تتعب ، وليس من حقها المطالبة بالراحة ، وان كانت الأعمال المهنية، يتمتع القائمون بها بحق التقاعد ، فان الأشغال المنزلية لاحق فيها بالراحة ، فالزوج والأولاد، يطالبون بان تكون المرأة عاملة طوال الحياة ، تجري لتلبية الطلبات ، بلا كلمة حب جميلة ،تبدد عنها وحشة الحياة، التي تقضيها على الدوام وحيدة ، رغم ان الكثير من حولها، يزعم انه معها في السراء والضراء ، ولكن حين الجد ، يبحث الجميع عن مسراتهم الشخصية، تاركين الأم آو الزوجة وحدها وكأنها نوعا من أثاث المنزل
إن أخطأ الأولاد ، اتهمها الجميع، أنها مقصرة في التربية ، لم تقم بواجبها من النصح والإرشاد رغم إنها قد تنفق وقتا اكبر، مما ينفق زوجها في المهنة ، وان أصاب الأولاد ، توجهت كلمات الاستحسان إلى الرجل ، لأنه المحسن دائما والراعي ، وان ابتعد الزوج عن أسرته الى امرأة أخرى ، توجهت للزوجة أصابع الاتهام ، إنها فرطت بحب الزوج وجعلته يبتعد ، وانه لولا خيبتها ما فضل عليها أخرى ..
ان صرفت هي من تعبها على الأسرة ، نسب المعروف الى الرجل ، لأنه من العيب جدا كما يزعمون ان تذكر من الأمر شيئا ، لأنها من واجبات الزوج في مجتمعنا الشرقي ، وان ساعدت الزوجة فيجب ان يكون سرا ..
وكما ان التعميم ليس جيدا في هذه الأمور ، إلا ان اغلب النساء العاملات لا يتمتعن بالحياة ، ويجدن ان سنوات العمر تولي سريعا، دون ان يحققن شيئا جميلا
فأين يكمن الحل ؟
لابد من تضافر الجهود ، لتغيير هذا الواقع المظلم ، الذي تعيشه النساء العربيات ، وان تشرع القوانين للوصول إلى حقوقها
وان تتغير نظرة المجتمع إليها ، بتغيير وسائل الإعلام، التي نجدها تحرص على إظهار المرأة وكأن لا هم لها إلا الشكل الأنيق الجميل ، الخالي من المضمون ، والمرأة العربية ليست كما تصورها وسائل الإعلام ، بل هي إنسانة ، حريصة على إنسانيتها ، تناضل بكل قوتها من اجل الوصول الى حقوقها التي لا تتعارض أبدا مع الإنسانية والعدالة والحق

صبيحة شبر
14 مارس 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التطور المجتمعي وحقوق المرأة
ناهده محمد علي ( 2009 / 3 / 15 - 10:21 )
الكاتبة العزيزة صبيحة .. قرأت مقالك الجميل حول حقوق المرأة وأعجبني إصرارك على توضيح الوجه الإيجابي لنضال المرأة العربية لنيل حقوقها , والحقيقة كما تعلمين أن إنجاز هذه الحقوق لن يُحقق بنضال المرأة وحدها ولا بمعاضدة الرجل لها , فهو الآخر يقع تحت طاحونة التخلف الحضاري والقيمي وبؤس القاعدة المادية وهشاشتها والتي يفتح تطورها آفاق التغيير , خاصة في العلاقة بين الرجل والمرأة .. مع إحترامي وإعتزازي
ناهده محمد علي
بغداد


2 - عندما يلغى التشريع الأسلامي تنال المرأة العربية حقوقها.
ياسمين يحيى ( 2009 / 3 / 15 - 11:20 )
شكرآ للأستاذة صبيحة على هذا المقال الرائع . وأحب أن أضيف بأن السبب الأول والأخير في عدم نيل المرأة العربية لحقوقها هو الدين الاسلامي المعمول بقوانينه في أغلب الدول العربية . ومتى ماكان الدين الأسلامي مطبق أكثر في بلد عربي ما تجدين حقوق المرأة مسلوبه أكثر ومثال ذالك (السعودية ) فحتى حقها بقيادة سيارتها مسلوب والسبب هو تطبيق الشريعة الأسلامية بحذافيرها . وأيضآ أفغانستان التي يحكمها طالبان هي من تحرم المرأة من العلم والدراسة والسبب أيضآ الشريعة الأرهابية . أذن الأسلام هو سبب حرمان المرأة من حقوقها وأنسانيتها . وأنصح جميع من يطالب بحقوق المرأة بأن لا يمدح الأسلام او يبرأه لأن هذا ضد حقوق المرأة التي تبدأ بألغاء الأسلام وشريعته الظالمة للمرأة. وشكرآ للأستاذة صبيحة.


3 - الى ياسمين
زيدان محمود ( 2009 / 3 / 15 - 17:12 )
شكرا للاستاذة صبيحة على هذا الطرح واود ان اؤكد الى الست ياسمين يحيى ماياتي
اولا: ان حقوق المراة في الدين الاسلامي جاءت بتراتبية معروفة ، فالمراة المسلمة وفق الاسلام من حقها
العيش الكريم ، واختيار الرجل المناسب لقضاء بقية العمر معه ، ونم حقها تولي المناصب ومن ابرزها القضاء ، ومن حقها حتى عدم ارضاع ولدها واستجلاب مرضعة وخادمة الى البيت ان ارادت او كانت تعيش في مثل هذا المستوى قبل زراجها ، من حق المراة المسلمة ان تبقى على اسمها وعشيرتها بعد الزواج دون ان يختفي بالزواج كما في الغرب،ومن حقها كذلك قيادة السيارة حالها حال الرجل
من حق المراة المسلمة ان تكون استاذة جامعية او معلمة امدرسة او اي شيئ يحق فيه للرجل ،ومن حق المراة المسلمة ان ترفض زجها حين يؤذيها وتطلب منه الطلاق وتستطيع ان تخلع زوجها ببساطة بطلب يقدم للمحكمة حالها حال الرجل ، ياسيدتي ان الاسلام منح للمراة حق العصمة ان ارادت فهي تملك كما الرجل حق تطليق الزوج كما يفعل ، ان المراة في الاسلام مكرمة جدا
يقول الباري عز وجل (ياايها الناس انا خلقناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ..)صدق الله العظيم
هنا القران اشار الى ان الله تعالى خلق الناس من ذكر وانثى ومن شعوب وقبائل للتعارف وقال تعالى ان اكرمكم ع


4 - ط§ظ„ظ‰ ظ‡ط¯ظٹظ„ ط§ظ„ط³ط§ط¹ط¯ظٹ
ظٹط§ط³ظ…ظٹظ† ظٹط­ظٹظ‰ ( 2009 / 3 / 15 - 19:52 )
ط£ط®طھ ظ‡ط¯ظٹظ„ ط£ط´ظƒط±ظƒ ط¹ظ„ظ‰ ظ…ط­ط§ظˆظ„طھظƒظٹ ط§ظ„ظپط§ط´ظ„ط© ظپظٹ طھط­ط³ظٹظ† ظˆط¬ظ‡ ط§ظ„ط£ط³ظ„ط§ظ… .. ظˆط§ظ†ط§ ط£ط·ظ„ط¨ ظ…ظ†ظƒ ظ†ظپط³ ط§ظ„ط·ظ„ط¨ ط¨ط£ظ† طھظ‚ط±ط£ظٹ ط­ظ‚ظˆظ‚ظƒ ظپظٹ ط§ظ„ط£ط³ظ„ط§ظ… ط¬ظٹط¯ط¢ ظˆظپطھط´ظٹ ط¹ظ„ظ‰ ط£ظ†ط³ط§ظ†ظٹطھظƒ ظپظٹظ‡ ظپط£ظ† ظˆط¬ط¯طھظٹظ‡ظ…ط§ ط£طھظ…ظ†ظ‰ ط£ظ† طھط®ط¨ط±ظٹظ†ظٹ . (ط£ظ† ظˆط¬ط¯طھظٹظ‡ظ…ط§) ط¨ط¯ظ„ط¢ ظ…ظ† ط£ظ† طھط¹ظٹط¯ظٹ ظ‡ط°ظ‡ ط§ظ„ط£ط³ط·ظˆط§ظ†ط© ط§ظ„طھظٹ ط´ط¨ط¹ظ†ط§ ظ…ظ†ظ‡ط§ ظˆط£ظ†طھظ‡طھ طµظ„ط§ط­ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ظ†ط³ط¨ط© ظ„ظٹ . ظˆط§ظ…ط§ ظ…ظپظ‡ظˆظ…ظٹ ظ„ظ„ط­ط±ظٹط© ط§ظ„طھظٹ ظ„ط§طھط¹ط±ظپظٹظ† ط¹ظ†ظ‡ط§ ط³ظˆظ‰ ط£ظ†ظ‡ط§ طھط³ظƒط¹ ظˆط²ظ†ط§ ظˆط§ظ†ط§ ظ„ط§ ط£ظ„ظˆظ…ظƒ ط¹ظ„ظ‰ ظ‡ط°ط§ ط§ظ„طھظپظƒظٹط± ظ„ط£ظ† ظ‡ط°ط§ ظ…ط§ط£ظپظ‡ظ…ظˆظƒظٹ ط£ظٹط§ظ‡ ظˆط§ظ†ط§ ظƒظ†طھ ظƒط°ط§ظ„ظƒ ط£ط­ظ…ظ„ ظ†ظپط³ ظ‡ط°ظ‡ ط§ظ„طµظˆط±ظ‡ . ط§ظ„ط­ط±ظٹط© ظپظٹ ظ…ظپظ‡ظˆظ…ظٹ ظ‡ظٹ ط£ظ† ط§ظ…ظ„ظƒ ظ†ظپط³ظٹ ظˆط¬ط³ط¯ظٹ ظ…ط«ظ„ ط§ظ„ط±ط¬ظ„ طھظ…ط§ظ…ط¢ ظˆظ„ظٹط³ ط£ظ† ط£ظƒظˆظ† ظ…طھط¹ط© ظ„ظ‡ ظˆط§ظ„ط¹ظˆط¨ظ‡ ط¹ظ†ط¯ظ‡ ظ…ط«ظ„ ظ…ط§طµظˆط±طھظٹ ط­ط§ظ„ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ظپظٹ ط§ظ„ط؛ط±ط¨ ظˆط§ظ„طµط­ظٹط­ ظ‡ظˆ ظ‡ط°ط§ ط­ط§ظ„ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط© ط§ظ„ط؛ط±ط¨ظٹط© ظ„ط£ظ† ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ظپظٹ ط§ظ„ط؛ط±ط¨ ط­ط±ط© ظ†ظپط³ظ‡ط§ ظˆط§ظ„ط¹ط±ط¨ظٹط

اخر الافلام

.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي


.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب




.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار