الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ا لعقلانية من سمات المجتمعات المنفتحة

كاظم الحسن

2009 / 3 / 16
المجتمع المدني


الحياة بطبيعتها تتميز بالجدل والتنوع والاختلاف والتلون، ومادامت كذلك، فعلى من يريد لهذه الحياة الاستمرار والديمومة والثراء ان يحترم طبائع الاشياء ونواميس الكون. وهذا الجدل يقودنا الى انفتاح المجتمعات على بعضها واكتساب الخبرات والمعارف الانسانية، وهنا تتقدم العقول والمصالح واحترام الاخر بكل تنوعاته، وقد يكون العمل والانتاج، احد تجليات التقارب بين الافراد والمجتمعات، مما ادى الى نشوء الاسواق والمدن وفائض الانتاج والادخار واقتصاد السوق، الذي يعول عليه كثيرا في التنافس والعرض والطلب وهذا يؤدي بدوره الى التنافس السياسي بحثا عن الاكفأ والاجود والافضل. فالتاجر يبحث عن السلعة الافضل والربح المجزي، بصرف النظر عن هوية المستهلك، بل ان المستهلك يسعىالى اختيار الاحسن من السلع والخدمات اما التاجر فعليه تحمل الخسارة لانها جزء من نظام العمل القائم على
القبول بالربح والخسارة،ان ذلك يخلق العقل القادر على تقبل النقد والمحاسبة والمساءلة على انه جزء من دورة العمل والانتاج والاستهلاك، ليصبح فيما بعد مظهرا من مظاهر الحياة، ويلقي بظلاله على السياسة، فيكون السؤال عن تنفيذ البرامج السياسية ضروريا، فالمعايير هنا الكفاءة والانجاز والامانة والنزاهة وهي تتسق مع مفاهيم العقلانية التي لاتعيش الا في المجتمعات الديمقراطية، لذا من النادر ان تتحارب بينها او تقدم العنف على التسامح او الحرب على السلام او الخسارة على الربح او الخراب على البناء، لانها تحترم الجدل والتنوع والاختلاف وتقدس الحياة، وفي الحياة الكثير من المشتركات الانسانية التي تكون حواجز ومصدات تحمي المجتمعات المفتوحة (من التعصب والحقد والكراهية). وهذه الادران من علامات الفشل والخسارة والجهل والمرض، وما ابتليت امة من الامم بها الا واحالتها الى ركام وخراب ودمار. وما الحروب الاهروب الطغاة من استحقاقات اجتماعية واقتصادية وسياسية وتعويضها بصورة (البطل المنقذ) الوهمية وتدمير الحياة وتبخيس قيمة الانسان في سوق العرض والطلب (للموت المجاني). ولهذا ليس من الغريب ان يصبح ثمن حياة العراقي في سوق الموت، حرب الخليج الاولى، (سيارة كرونا نوع ياباني واصبحت فيما بعد، نوع برازيلي-يالبؤس الانسان) يابخس الاثمان واصبحت بعض اجزاء الانسان تباع في سوق الميدان او الباب الشرقي بابخس الاثمان واصبحت بعض اجزاء الانسان تباع في المزاد العلني مثل (كلى الانسان) بمبالغ زهيدة، هذا هو الحصاد المر للحروب والدكتاتوريات، انها تقتات على اجسادنا جملة ومفردا في سوق الشعارات والمقولات الفارغة في وطن تشيده الجماجم والدم والكلى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد اعتقال المحامية سنية الدهماني بالقوة.. محامو تونس يضربون


.. اعتقالات وإعفاءات في تونس بسبب العلم التونسي




.. تونس– اعتقالات وتوقيف بحق محامين وإعلاميين


.. العالم الليلة | قصف إسرائيلي على شمال غزة.. وترمب يتعهد بطرد




.. ترمب يواصل تصريحاته الصادمة بشأن المهاجرين غير الشرعيين