الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول البيان الشيعي الجديد تأملات وطنية يساريه في الصراع الطائفي السني الشيعي

هادي العلي

2009 / 3 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الخلاف الطائفي (الشيعي السني) خلاف سياسي في مرحلة تاريخيه في القرن الأول الهجري تسود فيها العلاقات القبلية فكان يدور حول شكل النظام الدستوري للمسلمين بعد ظهور الدولة ، وهل الحكم في هذه العائلة أو تلك؟ وفق مقاييس ذلك الزمان, فكانت تدور حول ايهم اكثر استحقاقا الصحاب ام العائلة الوريثه للرسول, وهل يتحدد ذلك كله بالشورة والبيعة له من الصحابه المتقدمين , فاندلع الخلاف بين أصحابه وعائلته حول خلافته على رأس الدين الإسلامي، ثمّ على رأس الدولة ثم الإمبراطورية الإسلامية... فهو ليس صراعا طبقيا رغم انه لصفوف الطبقات تأثيرا بارزا عليه حيث تلتف الصفوف الفقيرة حول معارضة السلطات والطبقة الحاكمة حتما تعبيرا عن رفضها , كما تذهب صفوف الطفيليين للالتفاف حول سلطة وطبقة الحاكم
..لقد تطور الخلاف هل ملكيا وراثيا أم اماميا وراثيا وهل نظام عسكريا أم مدنيا هل دينيا أم نصف ديني ثم حسم ذلك عندما آلت الصراعات إلى حكم عائلة قرشيه ملكيه هي العائلة الأموية كنظام نصف ديني نصف مدني تلاه حكم عائلة قرشية ملكية هي العائلة العباسية , جوبهت ايضا من عائلة الرسول الاقرب أي من قبل العلويين , كما ثار الموالي أي الوافدون على الإسلام من الدول المفتوحة المغزوّة، وأغلبهم من الإمبراطورية الفارسية في العهد الاول الاموي ثم الثاني العباسي في خضم المنافسة الطبقية وليس الصراع الطبقي.. وان دور الفرس المتميز من بين اقوام الموالي هو بسبب ما تمتلكه صفوف الطبقة السائدة من الفرس من تراث وتاريخ حكم وهيمنه على المنطقة قبل الإسلام.. هكذا وجدوا هؤلاء الموالي أنفسهم ينضمّون إلى أشياع عليّ , وأضحى المذهب الشيعيّ يحمل شحنات شرائع تلك الأقوام الغير عربيه القديمة فضلا عن الشحنات الاجتماعية والسياسية، ان انتشار الشيعة بين الفقراء نابع من معارضة طبقية بطابع ديني إسلامي مناهض للسلطات والطبقات الحاكمة السنية في تلك الحقبة التاريخية أما موقف السلطات والطبقات الحاكمة الفارسية فينبع من المنافسة القومية الحادة ولكن بطابع إسلامي بالضرورة إذ لا يمكن الارتداد عن الإسلام فتحولت إيران من المذهب السني إلى المذهب الشيعي كطريق مناسب مما خلق هذا التعاطف معها من قبل الشيعة العرب الذي استغلته تلك السلطات والطبقات الحاكمة أبشع استغلال فأدخلت تقاليدها وقيمها التراثية ومتخيلاتها الدينية القديمة في شرائع و طقوس الشيعة , فالمعصومية هي شكل من أشكال تناسخ الأرواح , وانتظار المهدي الإمام الثاني عشر الباقي الوحيد المؤهّل للهيمنة هو أيضا انعكاس لعقيدة مجوسية زرادشتية اثنا عشرية معروفة وتم تكريس شعائر وطقوس عميقة كالبكاء و اللطم والتطبير وزيارة مراقد الرموز الدينية للتشفع بها فلهذه الشعائر والطقوس شأن عظيم في خلق الحواجز النفسية مع المذهب الآخر.. السني
وقد تطور ذلك الخلاف في العصور الوسطى وفي ظل الأنظمة الديكتاتورية السنية المستبدة والطبقات الحاكمه إلى خلاف فقهي ديني وعاطفي مع تداخله مع الصراعات القومية الجيوسياسية التي ذكرناها ....حتى العصر الحديث حيث تجاوزه الزمن وفَقَدَ مبرر وجوده لولا تجدده باطماع وطموحات ايران في العصر الحديث ,نعم هم ادخلوا لمذهب الشيعة إنّ التاريخ غير مكتمل ولن يكتمل – غير قابل للاكتمال- وزرعوا الخرافات والأساطير اولا ، ثم اخترعوا ولاية الفقيه تمهيدا لعودة هذا الإمام المختفي بين السماء والأرض، ان الخلاف الحقيقي انتهى ولم يبق منه سوى بعض الرواسب والمخلفات البسيطة التي لا تشكل مادة جدية للخلاف فضلا عن التناحر بين المسلمين. وهو على أية حال ليس خلافا عقديا جذريا ولا خالدا إلى يوم القيامة. بل آن له ان يدفن في مقابر التاريخ. ان المسلم ملزم بالعقيدة الإسلامية الواردة في القرآن الكريم، وفيما عدا ذلك فان كل شيء ظني واجتهادي ومختلف فيه..فالخلاف ليس كالخلاف العقيدي البروتستاني الكاثوليكي ورغم ذلك يصر من له غايات الهيمنة على العالم ان يدعي بجهل وتجاهل للحقائق بشكل مقصود ان الخلاف مزمن لا ينتهي ...ان الاستبداد والتسلط هو سبب بقاء هذا التناحر الطائفي فهو لن يزول الا بزوال الاستبداد والتسلط فعند ذلك لا تستطيع ايران او غير ايران خلط المياه للتصيد فيها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عين ألصواب
جيفارا ( 2009 / 3 / 16 - 20:31 )
ألاخ هادي 00000قرأة موضوعك وكان تحليلك جدآصائب وموفق هذا ألحقيقة تؤكد أ نك تمتلك رؤيا حقيقة وصادقة لهذا ألموضوع
ألبسيط وألمعقد في نفس ألوقت وتؤكد أيضا ألقرائة ألدقيقة وألعلمية لتأريخ هذة ألقضية 00نتمنى منك يأخ أنتتحفنا دائمآ بمثل هذة ألمواضيع ألشيقة ألتي تجمعنا دائمآ0000 وتقبل فائق حبي وأحترامي


2 - لو أن
ابو العلا العباسي ( 2009 / 3 / 17 - 12:08 )
اوؤيد السيد الكاتب بما جاء به وياحبذا لو استفدنا من اعادة قراءة التاريخ بشكل موضوعي لنوظف هذا الخلاف الوهمي من مترسبات الماضي ونعود الىصدر الاسلام وروح العدالة والمساواة والابتعاد عن روح الجاهلية وأن روح التسامح الرائعة في الاسلام كفيلة باحتواء كل الاراء والاجتهادات التي تصب في خدمة الانسانية

اخر الافلام

.. هل الأديان والأساطير موجودة في داخلنا قبل ظهورها في الواقع ؟


.. الأب الروحي لـAI جيفري هنتون يحذر: الذكاء الاصطناعي سيتغلب ع




.. استهداف المقاومة الإسلامية بمسيّرة موقع بياض بليدا التابع لل


.. 52-An-Nisa




.. 53-An-Nisa