الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلبجة المدينة الشهيدة

بدرخان السندي

2009 / 3 / 17
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


تمر اليوم ذكرى الابادة الجماعية لمدينة حلبجة الشهيدة اذ قصفها النظام البائد بالغازات السامة ذلك السلاح الممنوع دوليا فكيف باستعماله مع ابناء الوطن الواحد؟ لقد هزت هذه الجريمة الشنعاء ضمير العالم اجمع بعد ان حاول النظام البائد بشتى السبل ان يعتم اعلاميا على ذلك ولكن خفايا العمل الوحشي تسرب شيئا فشيئا حتى اصبحت حديث الانسانية جمعاء.
الاف من المدنيين العزل بما في ذلك الاطفال الرضع لم يسلموا من هذا السلاح الكيمياوي الذي احال المدينة الى مقبرة صامتة تعج شوارعها ودورها بالجثث.
ان العمل الوحشي هذا والذي هو واحد وليس كل ما اقترف بحق شعب كوردستان من فنون الابادة دليل على مدى تجذر الحقد ازاء الكورد والرغبة العارمة في ابادتهم ومحق وجودهم لقد ادرك الكورد من خلال الاعمال الوحشية التي عوملوا بها زيف العبارات التي يسوقها لهم هذا وذاك تارة باسم الانسانية واخرى باسم الدين، فلو عدنا الى ادبيات النظم السياسية المتعاقبة على ظلم العراق لوجدناها (بليغة) جدا في وصف حبها للكورد وحرصها عليهم ولكن ما ان استطاع واحد من تلك النظم ان يضرب ضربته بعد ان يستقوي ويثبت قدميه في الحكم حتى تجده قد انقلب على الكورد واستهلك كل طاقات وحشيته في حرق الحرث والنسل ومحاولة ابادة بذرة الكورد وهو يعبر عن مكنوناته واعماقه وما يستقر فيها من شوفينية مريضة وفي هذا كانت لنا دروس تعلمنا من خلالها الكثير .
ان حجم الجريمة في حلبجة وكل الجرائم الاخرى لم يستفد منها اعداء الكورد ولا الدكتاتور انما ورغم عمق الالم والمأساة عادت تلك الاعمال الهمجية على الكورد والقضية الكوردية بالنفع الكبير، فما من ماكنة اعلامية كانت لتستطيع ان تقدم ما قدمته حلبجة الشهيدة الى الامة الكوردية من تعريف بالقضية الكوردية عالميا... وما قدمته مأسي الانفال بعد ان كشفت في وسائل الاعلام العالمية هول ما شهدته كوردستان على ايدي البغاة.
اننا اذ نستذكر اليوم هذه الذكرى الاليمة فاننا نحيي ارواح الشهداء رجالا ونساءً واطفالا وشيباً، ونستمد من هذه المذبحة التي ستبقى ابداً تعاتب الظلم الانساني، كل معاني القوة والاصرار على تحقيق كامل اهدافنا في التصدي لكل انواع التعسف والقهر والنضال من اجل تكريس حقوقنا الكوردستانية العادلة، ومن اجل بناء مجتمع مدني يحترم حقوق الانسان ومن اجل عراق عامر بالحب والود والتماسك يداً بيد لبناء عراق افضل واسعد.
المجد والخلود لشهداء حلبجة الراقدة في ضمير الانسانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا