الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف ومتي تحول المصريون الي الاسلام وتكلموا العربية ؟؟ (جزء1)

محمد رجب التركي

2009 / 3 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


ان اي واقع لاي شعب او اي قيم او عادات او مشاكل مشكلة يعيشها لا يمكن فهمة من حاضرة ، و أنما من ماضية ... وحتي نتفهم هذا الواقع او تلك الظاهرة ، لابد ومن الضروةرة الرجوع الي الزمن الذي كان سائدا قبل هذا الواقع او الظاهرة او قبل حدوث المشكلة ونتعرف كيف حدثت تلك المشكلة وما الظروف التي ادت الي التغيير حتي يمكننا الوصول الي مانريد فهمة ووضع حل لاي مشكلة
و التاريخ من المواضيع الهامة لأنه الآن أحد ساحات الصراع الطائفي في مصــر، و دول العالم الاسلامي وقد وصل النقاش في بعض الأحيان إلى درجـــات من الحـــدة والجـــدل بعيدة كل البعد عن النقاش العلمي والحــجــج العلمــية، و هـــذه الحدة، مع كل مســاوئها، تعد مؤشــــرا لاهتمام الناس بالقضــيــة، التي اوليها نفس القدر من الاهتمام .
و لنـبـدأ بـطـرح السـؤال التالي: كـيـف تـتـحـول الهـويـة الديـنـيـة لأي شعب او مـنـطـقـة مـن ديـن إلى أي ديـن آخــر، مــن الـمـسـيـحـيـة إلى الإسلام مـثـلا؟
فالتحول الجماعي لعقيدة ما لا يحدث ببراءة وتلقائية او بمفاوضات واتفاقيات
فعندما اراد " اخناتون " فرعون مصر . عمل تحول ديني للمصريين بتوحيد الآلهة في الاله الواحد " آتون " كانت النتيجة حرب اهلية .. وانقسام مصر الي جزءين وعاصمتين احداهما في طيبة – الأقصر والأخري في : تل العمارنة – قرب ملوي
وعندما تحول اهل مكة عن دياناتهم تحولا جماعيا للاسلام . تحولوا لأنهم فوجئوا بالسيوف فوق رقابهم جميعا . بعدما وجدوا محمدا واصحابه فوق رؤوسهم بالسيوف ، ومحمد( صلعم) يقول لهم : ماذا تظنون اني فاعل بكم ؟ ! فهادنوا ورققوا كلامهم وقالوا " خيرا " وتحولوا دينيا كلهم . بحكم السيوف المشهرة فوق رقابهم ! .
وعندما تحولت باقي قبائل العرب عن اديانهم لدين الاسلام . كان التحول بعدما خاض معهم محمد وخليفته الاول من بعده : عشرات الحروب . وكانت الدماء تجري انهارا
التحول عن العقيدة الدينية عند شعوب الشرق بصفة خاصة عار يشبه عار فقدان البنت لبكارتها - بل اشد عارا - أو كزواجها من وراء ظهر ذكور العائلة وبدون رضاهم .. اذ يعد هتك للعرض تراق لاجله الدماء ...
فالشعوب لا تتحول دينيا وبهذة البساطة .. وانما بعد خوض حروب فردية وعائلية و.. دولية أيضا ! ، وضغوط ومأسي ودماء وارواح تهدر وخصام وقطيعة بين العائلات وربما المدن او القري .. وتمضي الحروب والعداوات لسنوات قد تأخذ قرونا حتي يكتمل التحول الديني التام أو شبه التام
فيمكن لكل عاقل . عندما يعرف ما يفعله العراقيون السنة بالعراقيين الصابئة المندائيين أو بالايزيديين او الاشوريين وغيرهم ن الاديان الاخري . من قتل واستحلال أموال وأعراض وحرق معابدو تخيير بين التحول عن العقيدة لصالح الاسلام . أو التهجير من الارض والبلاد أو .. نقول يمكن لكل عاقل أن يفهم كيف تحول اجداد هؤلاء المسلمون وأغلب أهل العراق عن العقيدة السابقة للاسلام من 1400 سنة مضت عندما اعتدي أهل الحجاز البدو علي اهل العراق واحتلوا وطنهم وفرضوا عليهم الاسلام بالسيف والجزية – أي : الضغوط العسكرية والاقتصادية - ... وأكيد منهم من اضطر لقبول الاسلام . وما يحدث بالعراق ينطبق علي غيرها ...
ومن يتابع ما يتعرض له شيعة الحجاز من أهل السنة . من اضطهاد ومحاولة ابعادهم تماما عن أرضهم ووطنهم بسبب الدين ، وصل الي حد محاولة احلال يمنيين من السنة بدلا من الحجازيين الشيعة المواطنين ! – وأكيد منهم من يتعب من ذاك الاضطهاد والاذلال فيتحول طائفيا –
وفي المقابل : من يعرف ما يتعرض له اهل السنة بايران من ابناء وطنهم الشيعة الايرانيين سيعرف كيف يتم التحول الديني اضطراريا . فسوف يستنتج كيف يتم التحول الديني للمجتمع كما للفرد وبعده المجتمع
حتي العقائد التي لا تدعو – أو لا تكاد – تدعو للعنف وتنبذه . ارتكب كهانها الجرائم لأجل نشرها أو لحمايتها من التحول عنها وخير دليل نجدة في محاكم التفتيش للكنيسة الرومانية الكاثوليكية في القرن 15و16 والارهاب الذي مارسته من قتل وحرق وتعذيب مئات الآلاف بعدة دول اوربية
وكذلك بالنسبة للغة فان قبول شعوب ما للتحول للغة المستعمر العقائدي الحجة . ورفض شعوب اخري لتلك اللغة وتمسكها بلغتها ليس بالضرورة دليلا علي حب الشعوب المتحولة اللغة . أو عشقها لتلك اللغة وليس بالضرورة لمناسبة تلك اللغة لهم ولا لقربها بالضرورة من لغتهم ، ولا لانهم أحبوا لغة مستعمرهم حبا من أول نظرة . ولا لأنهم وجدوا في ديانة مستعمرهم ما لبي احتياجات كانت تنقصهم . كما يزعم الزاعمون.......وانما كان لظروف تاريخية يجب البحث في اسبابها
ان العقيدة و لغتها تقودان الشعوب والامم التي تتبعها الي الجهل والتخلف ..وكل محاولات تجميلهما - الدين واللغة - والدفاع عنهما وتبرير خطاياهما القديمة والحديثة . هو تضليل لوعي الشعوب - و لو بدون قصد ، أو بدون وعي ، او لسؤ فهم - . وهو دفاع عن الظلام ، يخدم فساد الحكام ، وكهنة الدين المتحالفين مع كل حاكم
يحيطنا الطبرى علما بأن مصر قد فتحت عام 20 هـ و فتحت الاسكندرية فى عام 25 هـ .. أى أن الوصول الى الاسكندرية قد استغرق خمس سنوات مقاومة مصرية مانعة

خاصة معركة عين شمس التى تحصن فيها المصريون و مع سقوط كل مدينة كان المصريون المقاتلون يرحلون الى المدينة التى تليها ليتابعوا الدفاع عن وطنهم حتى الاسكندرية التى اكتظت بهم و كانت آخر معاقل المقاومة
وبينما كانت المذابح الجماعية و البلاد المشتعلة بالنار من الدلتا حتى الفيوم تشرد آلاف المصريين و بعد أن استتب الأمر للفاتحين فى مصر جلس عمرو بن العاص على منبره يقول : (( لقد قعدت مقعدى هذا و ليس لأحد من قبط مصر على عهد ولا عقد .. إن شئت قتلت و إن شئت بعت و إن شئت خمست .. إلا أهل أنطابلس فإن لهم عهدا أفى به -الذهبى -سيرة أعلام النبلاء -المكتبة التوفيقية -القهرة-ج2-ص493 )) ء
أما الإسكندرية معقل المقاومة الأخير فكان نصيبها أسوأ الجزاء و كانت عروس المتوسط و التى قال فيها عوف بن مالك لأهلها ((ما أحسن مدينتكم يا أهل الأسكندرية -الطبرى ج2-514))
فقد تركها عمرو بن العاص لجنوده بتعبير بن عبد الحكم "أخائذ" .. فكان العربى يضرب رمحه فى أى بيت يعجبه فيصير له (ابن عبد الحكم -طبعة مدبولى ص130)
لكن السؤال مازال مطروحا ..كيف تحول المصريون الي الاسلام ؟؟....اذا كان هناك من هجرة لبعض القبــائل قد اسـتوطنت في مصر وهـــذا الاحتمال ذو مـرجـعـيـة في حـالة مـصـر، لأن بـعـض القـبـائل العـربيـة جـاءت إلى مـصـر واسـتوطنت فيها بعد الغـزو العربي، لكن عــددهـم كـان في حــــدود الآلاف، وهـو عـدد صـغير بالمقارنة بتعـداد سـكـان مـصـر الذي كـان يقدر في ذلك الوقت بالملايين، ومن ثم فهذه الفرضية لا تقدم تفسـيرا للتحول الكبير والجذري للمصريين الي الاسلام .
واذا فرضنا انة يوجد اختلاف في معدل النمو بين المجـتمعين، المسـلم والقبطي، ولا توجد أي مؤشـرات أو مصادر تاريخية تؤكد هذا الأمــر، من ناحية أخرى، كان المسـلمون يحاربون، وبالتالي كان معدل الوفاة أعلى نســـــبيا، وبشـــكل عام لا يوجـــد أي دليل على أن معـــدل النمـــــو في أي مـن المجتمعين كان يختلف اختلافا كبيرا عن الآخر، وبالتالي فاٍن هذه االفرضية ايضا لا تـفـســـر التحـــول الكــبير من المسيحية الي الاسلام .
وهناك من يفترض بزواج الرجال المسـلمين من نسـاء مسـيحيات لينجبوا أطفالا مســـلمين أيضا، لكن عدد هذه الزيجات بالضرورة كانت قليل جدا، بسبب ان العرب كانةا يفتخرون بانتماءاتهم القبلية والعشائرية ومنهنا لا يمكن أن تكون هـــــذه الفرضية هي القادرة على تحويل مـصـر من المسـيحية إلى الإسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هبسطهالك
mahmoud ( 2009 / 3 / 19 - 12:49 )
بمنتهى البساطة جاوب على السؤال الأتى : كيف دخل الإسلام إندونيسيا وغيرها من البلاد التى لم يصلها أى من الجيوش الإسلامية؟
أنا بسألك السؤال ده عشان واضح من المقال إنك عايز تقول إن تحول المصريين للإسلام كان تحت حد السيف. أسالك سؤال تانى طب ليه المسيحيين الموجودين دلوقت متحولوش تحت تهديد السيف هما كمان هما دول بقه أجدع من الخايبين إللى تحولوا
بلاش دى ليه متحولوش لمذهب الرومان إللى كانوا مطلعين عينهم من الإضطهاد بسبب المذهب وليس الدين أليس التحول للمذهب أسهل من تغيير الدين؟ يا ريت بلاش التلميحات عن تحويل المصريين للإسلام قسرا لأنه غير صحيح بالمرة

اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع