الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن العربى بين الحلم وكابوس اليقظه

عبد العزيز الخاطر

2009 / 3 / 21
المجتمع المدني


"اختلاف الليل والنهار ينسى"
1
بين المواطن ووطنه فى اى بقعة من العالم علاقه لايمكن حصرها ضمن ابعاد محدده ,ووشائج فيها من التداخل ما يجعل من احدهما يسكن جوف الاخر. حلم المواطن العربى امكانية تحققه قائمه ماديا وهو فى ذاته لايتعدى الحلم الانسانى فى اى مكان من العالم ,كرامه ,حريه ,عداله,مساواه بمعاييرها الانسانيه طبعا,ومع ذلك كلما اراد هذا المواطن ان يستيقظ ليعيشه حقيقه لم يجد سوى الامس يعتاده ثانية, فلذلك ان يشقى المواطن العربى لايعنى بالضروره ان يعيش مدعقا فى الفقر ولكنه قد يسير بلا هدى ولابصيره شعورا منه بانه مستقبله قد سرق منه,ثمة من يمسك بيديه يسحبه سحبا الى اين هو لايدرى,ان يشقى المواطن العربى يعنى انه قد يمسى على علم ليصبح على علم اخر,شعوره بانه صفر على الشمال هو قمة الشقاء والانهاك,ان يشقى المواطن يعنى انه اخر من يعلم ليس بما يدور حوله ولكن حتى بمصيره وبما قد يؤول اليه حاله, يشقى المواطن عندما يشعر بان الجغرافيا قد خذلته وضاقت به وبان وطنه قد مل منه ويريد فكاكه يتعب كثيرا عندما يشعر بان غده قد استبيح وان ظنونه قد ذهبت ادراج الريح.لقد اعتقد ان زمن الشقاء قد ولى بلارجعه بعد الاستقلال وحمل الاوائل عنه ذلك العناء وتلك المشقه ليوفروا له الاستقرار والاطمئنان, كيف له ان يتصور غير ذلك والامم المتحده تقول من خلال احصائياتها انه فى مقدمة دول العالم الاعلى نصيبا ودخلا من الناتج الاجمالى على المستوى العالمى, ايكذب واقعه ويصدق الاحصائيات, ثمة خلل , كيف يشقى وميزانية بلدانه تظهر ارقاما تاريخيه لم يسبق ان تحققت,ايهما يصدق واقعه او ما يقوله المسؤولين. البحث عن الصدق اصبح ديدنه وشغله الشاغل لكثرة مايسع ومايشاع عن وضعه ومستقبله, اصبح يشك حتى البيانات الرسميه هل حقا وصل سعر برميا النفط الي هذه الارقام الخياليه لايرى لذلك انعكاسا على حالته ووضعه وبعد انخفاضه عليه ان يتحمل التبعات.كيف له ان يصدق ان الثروه تفرز فاقه وضيقا فى الرزق,لم يعد يتكلم عن المستقبل كما كان انه الان يتشبث بالحاضر كى لايذهب بمكتسباته وبتعب السنين, كيف ضاقت الارض به حتى غدت موضعا , وشح به الزمن حتى بداغريبا بين حواريه واهله . كيف امست تلك الاحلام خبرا وحديثا من احاديث الجوى, لقد نسج ظهور النفط حلما تنامى وكبر فى جزء من عالمنا العربى زاده اكتشاف الغاز وغيره من الثروات الطبيعيه والبشريه ثقة وتاكيدا بان الحلم فى طريقه الى التحقق لينسجم والبيانات العالميه والاحصائيات الدوليه ولكن الواقع لايزال يحكى قصة احلام غد مستباح. نداء من القلب ان تعيدوا الى المواطن العربى وطنه المستباح, نداء من القلب ان لاتجعلوه يشقى اكثر من ذلك فقد اعيته السنين.خسارة الوطن اكبر حيث لاوطن دون مواطن وان اكتست ارضه بغثاء كغثاء السيل.
2
فى عالمنا العربى من محيطه الى خليجه كم من الداخلين الى المناصب والاخذين بنا صيتها خرجوا منها ممتلىء الجيوب, وقليل جدا من رجع بالراتب فقط, ان عدم وجود ضمان اجتماعى حقيقى وعدم شعور بمواطنه حقيقيه , يجعل من الكرسى غنيمه مابعدها غنيمه وفرصه لاتفوت خاصة فى غياب المساءله وفقدان الرقيب. نفتقد الى الكثير من التشريعات الضامنه لوجود جهاز ادارى مستقر وقادر وفعال بل نفتقد اساسا للسلطه التشريعيه المنتخبه.ثمة ترابط حقيقى بين اقرار الدستور وايجاد السلطه التشريعيه لم تظهر بوادره بعد لدينا مما يجعل الامر مفارقه. عانت كثير من الدول من قضية استغلال المنصب او الكرسى لامور لاتخدم الوطن ولا المواطن. حتى ان مطلب كشف الذمه الماليه اصبح مطلبا ملحا وضروريا لمن قد يتبوأ منصبا هاما تنفيذيا كان ام تشريعيا.
ضرورة الحد من النظره الى المنصب وكأنه مغنما وبصاحبه وكأن ليله القدر قد انشقت وتبدت اليه يجب ان تتوقف انها قضيه ايمانيه فكريه فى المقام الاول. واقعنا المؤسف يدفع بالقيم الى التلاشى وبالمبادىءحتى يساورها الشك فى ثباتها.ينادى البعض بان كرسى السلطه اوالمنصب اشبه بكرسى الحلاق لكثرت مرتاديه وجالسيه ولكن فى حالات كثيره يكون الحلاق قد اختفى او ربما اخذته غفلة من الزمن فنسى مبدأ التغيير الذى تقوم عليه مهنته فيتملك الجالس على الكرسى شعورا بانه قد امتلكه وبان الدنيا لايمكنها الاستمرار وهو بعيدا عنه . الاداره العربيه عموما لابد لها من الالتزام بمبدأ التغيير وهو مبدأ من الصعب ان يستقر فى الاذهان طالما اعتبر المنصب غنيمه والكرسي فرصه ما بعدها فر صه ,,,,,,,,,, وياروح ما بعدك روح

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع