الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى أحداث القامشلي

مروان علي

2009 / 3 / 21
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


سوريا لكل السوريين
تصادف في هذه الايام الذكرى الخامسة لاحداث القامشلي الاليمة التي هزت سوريا من اقصى الشمال الى أقصى الجنوب وادت الى سقوط أكثر من خمسين قتيلا في مواجهات دامية استمرت عدة أيام بين أجهزة الامن السورية والمواطنين الأكراد في القامشلي .

واتسعت دائرة الاحتجاج والمواجهة خلال تلك الاحداث لتشمل كل المناطق الكردية بما في ذلك الأكراد الذين يقطنون في العاصمة السورية دمشق وفي بيوت الصفيح على اطرافها الشاسعة

وامتد الرفض الكردي السوري لماجرى خصوصا من ناحية الاستخدام المفرط والمرفوض طبعا للقوة وللذخيرة الحية في مواجهة المواطنين العزل والابرياء من جانب أجهزة الامن والمخابرات حتى الى الدول الاوربية التي اربكت السفارات السورية التي كانت هدفا للمتظاهرين الاكراد .

بعد خمس سنوات على تلك الاحداث الاليمة ( الانتفاضة الكردية كما تؤكد الاحزاب الكردية) لابد من اعادة معاينة لما جرى والبحث عن جوهر الازمة والمشكلة في علاقة النظام السوري باكراده والعلاقة بين النظام والشعب السوري بشكل عام، اذ هل يعقل ان تتسبب مباراة رياضية( المبارة التي فجرت فتيل الاحداث كانت بين فريق الجهاد وفريق الفتوة القادم من دير الزور ) في تفجير ازمة كادت ان تعصف بالوحدة الوطنية ولو الشكلية والتي يتباهى بها السوريون جميعا وعلى مختلف انتماءآتهم القومية والدينية والمذهبية .

لقد كشفت احداث 12 آذار 2004 عن عمق المشكلات التي تواجه سوريا داخليا رغم محاولة أبواق السلطة التقليل من شانها واعتباركل شيء على افضل مايرام وان هناك التفافا شعبيا حول القيادة الحكيمة وان البيت




السوري في افضل حالاته ( والامن مستتب ) وهو فعلا كذلك ولكن فقط في تقارير الرفاق الحزبيين و ملفات الاجهزة الامنية .


لكن الواقع يقول غير ذلك ويكذب تقارير الرفاق والمخابرات ويؤكد ان الوحدة الوطنية في خطر وان جوهر الخطورة هذه تأتي اولا من غياب الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة وغياب قانون الاحزاب وهيمنة حزب البعث الحاكم على كل شيء وغياب الصحافة الحرة هذا من طرف ومن الطرف الاخر تهميش المواطنين الاكراد السوريين وحرمانهم من أبسط حقوقهم الانسانية

فالمناطق الكردية الكبرى مثل القامشلي وعفرين وعين العرب تعاني من اهمال فظيع وتهميش متعمد من قبل السلطات وتُحكم بقبضة مخابراتية فظيعة لدرجة ان الكردي الذي يريد اقامة عرس يحتاج الى موافقة كل الفروع الامنية المعروفة
ومن الناحية التعليمية هناك نقص في المدارس والخدمات والمعاهد وسنويا يفصل مئآت الطلبة الاكراد حصرا من الجامعات والمعاهد بحجة " خطر على أمن الدولة " والسؤال الذي يتبادر الى ذهن كل سوري عرف قسوة تلك الاجهزة الامنية الرهيبة : كيف يمكن لطالب كردي اعزل لايملك غير قلمه ان يهدد امن دولة بوليسية بكل معنى الكلمة .

ومن الناحية الثقافية تحظر تماما الثقافة الكردية في سورية ، رغم محالات غض النظر عن اقامة بعض النشاطات الثقافية خصوصا بعد احداث 12 آذار لتنفيس الاحتقان الكردي
فاللغة الكردية محظورة في الدوائر الرسمية ، بالاضافة الى استمرار سياسات التعريب في المناطق الكردية وتغيير اسماء القرى الكردية ومنع الاكراد من اطلاق الاسماء الكردية على المواليد الجدد ومصادرة الاراضي واصدار المراسيم التي تستهدف الاكراد ومناطقهم حصرا


كما تعاني المناطق الكردية ازياد عدد العاطلين عن العمل وغياب فرص العمل لدى جيل الشباب وغياب البنية التحتية لمعالجة هذه المشكلة سواء من حيث اقامة الشركات والمعامل فرغم ان المناطق الكردية هي من اخصب المناطق الزراعية في سورية فان اغلب المعامل والمصانع التي تستخدم المنتجات الزراعية تتركز في الداخل او في المناطق العربية حصرا رغم ان ذلك يكلف الدولة سنويا مئآت الملايين من الليرات ولكن يبدو ان الغاية من ذلك سياسية ولاعلاقة لها بالخطط الاقتصادية وعملية الانتاج وتطويره .
الوضع الكردي في سورية ليس بذلك التعقيد كما في العراق او ايران او تركيا ، لان انتماء الكردي السوري الى سورية (تعددية ديمقراطية حرة) نهائي وابدي ولذلك علاقة بعوامل تاريخية وجغرافية ودينية وثقافية من المستحيل تجاوزها ،وان الخطوة الاولى تكون في الاعتراف الرسمي والدستوري بالشعب الكردي كقومية سورية ثانية والغاء نتاج الاحصاء العنصري البغيض ورفع الغبن والظلم عن كاهل الشعب الكردي وتعويض المتضررين الاكراد من السياسات الشوفينية على مر العقود واعادة الأراضي المصادرة الى اصحابها والغاء المراسيم العنصرية التي تستهدف الاكراد حصرا والعمل على تطوير الثقافة الكردية كجزء من الثقافة السورية الجديدة والاعتراف الرسمي بالحركة السياسية للأكراد السوريين واطلاق جميع المعتقلين السياسيين بماء فيهم الاكراد طبعا .

أحداث القامشلي كانت مؤلمة للجميع للعرب وللأكراد وللنظام طبعا ولابد من التضامن والنظر الى المستقبل ووضع الوحدة الوطنية وحمايتها وترسيخها في اول الاولويات ولن يكون ذلك الا بسورية ديمقراطية حرة تكون لكل السوريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس