الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما قلَّ.. ودل....!؟

ملداء نصره

2009 / 3 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المفترض أن يكون الدين عبارة عن صلة وصل بين الإنسان المؤمن والله لا أكثر ولا أقل.!
وأن يكون رافعة له نحو نقاوة الروح فيرتقي درجات الإنسانية واحدة بعد أخرى.!
وأن يذكِّره دوماً بأن الإيمان والتقرّب من الله هو بالفعل الحسن، والعمل الصالح، والمحبة.!
ولكن الذي حدث وما زال يحدث أنه على مر السنين عمل رجال الدين على تسخير الأديان لمآرب و أهداف أخرى.!؟ وقد تطلَّب منهم ذلك تغذية مشاعر التعصب، والكراهية، والإقصاء وغير ذلك من عوامل الفرقة..!؟ وهكذا لم يعد هناك اعتراف بالآخر، ولا احترام لوجوده ولمعتقداته المختلفة سواء كان الآخر من دين مختلف أو من طائفة مذهبية مختلفة ضمن الدين نفسه.
لقد نحت هذه الظاهرة نحو العنف منذ البداية وهي تزداد عنفاً هذه الأيام ولو تمعنّا في الأسباب الفعلية للحروب أو الخلافات فسنجد أن العنصر الأساسي من مسبباتها والذريعة الكبرى التي تمَّ التلطي خلفها كان الدين.
إن هذه الظاهرة تتفشى أكثر فأكثر في أيامنا هذه مع أننا نعيش عصر التقدم العلمي، والمعرفي، والتقني، وكأن الناس أغلقوا عقولهم على الأفكار والمعتقدات الصدئة التي ورثوها حتى بتنا نظن أن العلم بات سراباً في ديار العرب فخلال الأعوام الأربعة الماضية وحتى يومنا هذا ما أقرأه من مواضيع ومقالات وأبحاث لا يخلوا من لهجة عدائية وتصفوية دينية مهما كان الموضوع المثار , وكأن الدفاع عن جودة وصدق وقوة الدين أو الطائفة لا تتم إلا من خلال الإساءة لبقية الأديان ومعتنقيها.! إنه في الوقت الذي يجب أن يقتصر فيه الدين على كونه سمة روحية تدفع الإنسان نحو الأمام نجده عكس ذلك..!
لقد لعب الإعلام دوراً كبيراً في هذه الظاهرة من خلال القنوات الدينية والإخبارية التي تعمل على تجييش الناس خدمة لأصحابها ولأنظمة حكم وراثية تجد في هذا المسعى ديمومة لها...!؟
أتساءل: أحقاً لا يشعر الناس الذين يلتمسون إيماناً صادقاً بان الإيمان الحقيقي يتجلى بالصلة الروحية التي تقرَّبهم من الله دون الاتكال على رجال دين يجعلون من الدين مرآة تعكس أرائهم الخاصة وآراء الحكام الذين يعملون في كنفهم..!؟ إن إدراك المؤمن شأن روحي من المفترض أن لا تزعزعه النصوص والفتاوى والترهات.!؟
صحيح أنه تمَّ تسييس الأديان منذ زمن طويل فصارت جزءاً من منظومة الصراعات السياسية والاقتصادية حيث فقدت بريقها الروحي الذي يرتقي بالبشرية إنسانياً ولكن ما حصل بات مشكلة الناس قبل أن تكون مشكلة الإعلام والقنوات التلفزيونية والمشايخ فالناس هم الملامون في انسياقهم الأعمى خلف ما يسمعونه فالله ميِّز الإنسان بالعقل بينما نجد الكثيرين ينصاعون إلى ما تأمره به عقول الآخرين من دون التوقف للتدقيق والتمعن فيما قلَّ ودل..!؟
نعم لقد حان الوقت للخروج من سراديب الجهل والطاعة العمياء إلى رحاب العقل فهل يفعل العاقلون...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - forward always, backwards never.
Ali Daryusi ( 2009 / 3 / 22 - 10:48 )
very good

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-