الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا أخت الشهداء و أم الشهيد

كفاح حسن

2009 / 3 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في رثاء الفقيدة حمري يوسف متي
وداعا أخت الشهداء و أم الشهيد

تفتخر القوش بعوائلها التي رفدت الحركة الوطنية العراقية بوقود ديمومتها و زهوها.فكان منها عائلة المرحوم المعلم يوسف متي، الذي ربى أبنائه على الإرتباط بالوطن وشعبه، دون التمييز مابين مناطقه و أهله. ووفاءا لهذه التربية إستشهد نجليه خالد و تماضر، وتشردت العائلة مابين المخابيء و المهاجر. و توارثت العائلة هذه المباديء التربوية السامية، فأستشهد من الأحفاد زهير إبن الفقيدة حمري.

لقد ودعتنا الفقيدة وسط شقيقاتها و أبنائها و أحفادها.بينما خالد و تماضر و زهير إفتقدناهم و إفتقدتهم أحلامهم في غياهب السجون. و كم أسفت لأنني لم أحضر مراسيم تشييع الفقيدة. فأنا و كل عراقي مدينين لهذه العائلة التي قدمت الغالي من أجل المباديء السامية.

و عندما نقف عند ذكرى الشهداء و الراحلين، و نرى من يجني اليوم في العراق ثمار إنهيار النظام الدكتاتوري، لا نجد نفسنا إلا و نردد صرخة سليمة مراد و هي تندب حض المضحين:

"يامن تعب يامن شقى يامن على الحاضر لقى"

لقد قدم اليسار العراقي خلال قرن من تأريخ العراق المعاصر العديد من التضحيات من أجل قضايا الشعب و الوطن. وكان اليسار مدرسة خرجت عشرات المئات من الساسة و المثقفين و المبدعين. و فقد اليسار كوكبة من الشهداء الذين أضفوا لنضال اليسار العر اقي مصداقية و إحترام.

و عندما نتطلع ـ اليوم ـ بأسف لإنحسار دور اليسار العراقي بشكل يتناقض مع تأريخه و دوره الوطني ، لايمكننا أن نلقي اللوم على عامل و نتناسى العوامل الأخرى.

فإنحسار دور اليسار في العراق يعود إلى إنحسار شامل لدور اليسار في المنطقة، بعد إنهيار التجربة السوفياتية و فشل الأنظمة و الحركات السياسية العربية ، مما ترك الساحة فارغة لنمو التيارات الدينية و القومية. و مما يؤسف له عدم إستطاعة أحزاب اليسار تفهم هذا الإنحسار لغرض إعادة اليسار إلى موقعه التأريخي المعروف.

فقد أثار إنتباهي لجوء بعض المنظمات اليسارية إلى سياسات متطرفة تزيد من سرعة إنحسار اليسار من الساحة. ففي الإنتخابات المحلية الأخيرة التي نظمت في نهاية كانون الثاني من هذا العام، لجأت عدد من منظمات الحزب الشيوعي إلى النزول في الإنتخابات بقوائم منفردة، رافضة التعاون مع القوى اليسارية المحلية، مما أرغم القوى اليسارية الأخرى على النزول بقوائم منفردة. و هذا أدى إلى الخسارة الكارثية لليسار في الإنتخابات.

ففي كربلاء ، توصل اليساريون في الإنتخابات قبل الأخيرة إلى الإتفاق على النزول بقائمة موحدة، نجحوا من خلالها من الحصول على مقعدين في مجلس المحافظة. بينما في الإنتخابات الأخيرة لم يحصل اليسار على أي مقعد، بعدما تفتت أصوات اليسار على عدد كبير من القوائم.

و هنا أتذكر التصرف اليساري الصبياني الذي قام به ساسون دلال في أربعينيات أو خمسينيات القرن الماضي، عندما نظم هجوم على مخفر شرطة ليثبت ثورية المنظمات الحزبية. و ماكان هذا الهجوم إلا ضربة عكسية لمنظمات الحزب التي ألمتها الهجمات الشرسة ضدها.

فإذاكان هذا التصرف صبيانيا آنذاك، لقلة خبرة الكادر الحزبي، فلا يجوز تكراره في الإنتخابات المحلية الماضية، عندما نزلت المنظمات الحزبية بقوائم حزبية منفردة. فتصرف ساسون كان صبيانيا، بينما تصرف هذه المنظمات كان متصابيا، لإنه لم يدرس تجربة اليسار و الحزب الغنية.

و هنانشعر بالخسارة الكبيرة التي تعرض لها اليسار بفقدانه لكوادره المجربة و المبدعة في الإستشهاد أو المرض أو الغربة. حيث إن الكادر المتبقي في ساحة العمل اليومي يفتقد خبرة و مكر الكادر المفقود. و هذا هو عامل مؤثر في تدهور اليسار العراقي.
فلنتعلم من الشهداء الدروس في سبل إنقاذ اليسار..

و إكراما للشهداء و الراحلين، علينا إنقاذ اليسار من أزمته الراهنة.

فالمستقبل لليسار و ليس للقوى الظلامية..


كفاح حسن
كربلاء ـ سوق العلاوي
آذار 2009










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متي 00000سنعلم
جيفارا ( 2009 / 3 / 26 - 22:07 )
أخي ألعزيز قرأة موضوعك عن هذة ألعائلة ألعراقية وقدأثرت أشجاني وعدت ألي ألسنين ألماضيات 0فهذة ألشهيدة هي كوطننا ألشهيد وهي نحن ألذين أصبحنا موميائات 0فأزمة أليسار في ألعراق خصوصآ وألوطن ألعربي ,ألشرق ألاوسط عمومآ هم أليسارين أنفسهم وقياداتهم فلانتهازية تتعلم منهم انتهازيتها 0كانت دائمآ نظرتنا للامور أحادية لم نستفد من تجارب أليسار في ألعالم ك ألحزب ألشيوعي ألفرنسي وألايطالي ولاحتي ألتجربة ألصينية وكانت هناك محاولات لشهيد حسين مروة ولكنها قتلت وهي في ألمهد أخطائنا هي ألتي سمحت بظهور قوى ألظلام هذة لايوجد قائد يساريواحد شجاع ينتقد أخطاء ألمرحلة ألسابقة ف(ألعزيزين)باعوا ألتراث ألنضالي لليسار ألعراقي ألذي كان فخرآ لليسار في ألشرق ألاوسط مع ألحزب ألشيوعي أللايراني 0حتى لانعرف لمن باعو هذا ألارث ألنضالي 0فهم كانو مع من وضد من بلآمس ذبح ألشيوعيون في بشت أشان وأليوم هم وكاكة جلال حلفاء وكاكة جلال كان مضطهد وهو كان حليف لصدام (ونحن كنا لانعلم من أين ولكنا مشينا)يا صديق لاأريدك أ،ن تيأس ولكن هذة هي ألحقيقة لقد علمتنا ألايام و وصلنا للمعرفة ولمعرفة هي روئية ألحقيقة عارية فكما قتل ألحزب ألبوليفي جيفارا قتل ألحزب ألشيوعي ألعراقي( أقصد قيادتة)أليسار ألعراقي 0وآلا كيف أستطاعت هذة ألقوة ألسوداء ألرج

اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس


.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب




.. الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا


.. قصة مبنى هاميلتون التاريخي الذي سيطر عليه الطلبة المحتجون في




.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة