الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة القاهرة الاولى

نرمين خفاجى

2009 / 3 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


القاهرة درة المدن القديمة، لا زالت على الرغم من الفقر والفوضى والحزن تناضل ضد الفناء، وتحمل فى قلبها صهيل ثورات قديمة دفنت تحت تلال القهر والنسيان، ولكنها تتذكر الان وهى جالسة على حافة الانفجار اصوات بعيدة لحروب ازقة وحارات عتيقة، تتدفق من أمكنة اختلطت فيها رائحة البهار برائحة العرق والبارود والدماء، الازهر ..المغربلين ..بين القصرين ..الدرب الاحمر..بركة الفيل ..درب الجماميز..،اماكن احتضنت ثورة القاهرة الاولى وخبأت اسرارها داخل سراديب البيوت والجوامع القديمة،واحتفظت بهتافات عصور مضت وتركت صداها داخل الازقة الضيقة،ولا تزال تجاهد من اجل فك طلاسم تاريخ سحيق لملاحم نضالية، تحولت الى وشم يلف جدران تلك المدينة العجيبة ويمنحها هالة من الجلال لا تستطيع محوها فوضى القرن الحالى.
بالامس البعيد تركها المماليك عارية ومستباحة بعد هزيمة سريعة امام جيش الحملة الفرنسية فى موقعة امبابة 1798، تقابل الجيشان وقد استعد الفرنسيين باحدث الاسلحة بينما بدا الجيش المصرى بتسليحه المتخلف وكأنه جاء من ازمنة سحيقة ،فكانت النتيجة 7000 قتيل من جيش مراد بك منهم 5000 مصرى و2000 من المماليك مقابل 300 جندى فرنسى فقط، تقدم الفرنسيون وعبارة نابليون تتردد فى اذانهم "تقدموا ايها الجنود واعلموا ان اربعين قرنا من الزمان تنظر اليكم من فوق قمم هذه الاهرامات ".
بونابرت.. القائد الطموح الذى دانت له ايطاليا وهدد النمسا واكتسح الحلفاء فى اوروبا ولم تقف امامه سوى انجلترا ،فنقل جبهة القتال الى الشرق ،الى مصر،ليقطع الطريق بين انجلترا ومستعمراتها فى الهند .
رأى بونابرت ان مصر الضائعة ما بين جشع وضعف السلاطين العثمانيين وصراعات امراء المماليك يمكن ان تقع بسهولة اسيرة فى قبضته ليبنى على
اساساتها العريقة قاعدة له فى الشرق .
ولكن مع هروب المماليك اصطدمت قوات الحملة بالمقاومة الصلبة خاصة فى الاسكندرية والمنطقة الواقعة بين المنصورة ودمياط وقد برزت فى خضم المقاومة اسماء لزعماء مصريين تحدوا الاحتلال الفرنسى وقاوموه حتى الموت او النفى محمد كريم ..حسن طوبار وكثير غيرهم ممن نسيهم التاريخ .
مصر قبيل الحملة الفرنسية
رقدت مصر فى ظل العثمانيين على نظام اقطاعى مشوه وغير مكتمل الملامح فامام جشع واحتكار السلاطين للزراعة والصناعة والتجارة،كانت تصادر الاراضى والثروات لملء الخزائن السلطانية ،كما كان الامراء المماليك الجدد المجلوبين من قبل السلطان يقومون بطرد المماليك القدامى والاستيلاء على اراضيهم و ثرواتهم مما حال دون تكون طبقة ارستقراطية ثابتة وذات جذور راسخة قادرة على تكوين قشرة صلدة لحماية النظام الاقطاعى ،اما الفلاحين الذين لم يكن لهم سوى حق الانتفاع بالارض مقابل دفع الضرائب المختلفة ،فقد عاشوا تحت ضربات كرابيج المماليك وجباة الضرائب وكوارث الفيضانات ملاحم من الفقر والبؤس والمعاناة والالم ،وصلت بهم فى بعض الاحيان الى اكل الميتة وقشر البطيخ وفى احيان اخرى الى انتفاضات عديدة ميزت الفترة العثمانى وفى حالات اخرى الى الفرار من القرى هربا من الديون والضرائب.
ولم تكن الصناعة والتجارة بأفضل حالا من الزراعة فقد حال جشع السلطان ونهمه لمصادرة ثروات التجار دون ولادة طبقة برجوازية تستطيع ان تعيد تشكيل النظام الاقتصادى والسياسى بمصر،كما انقض نظام الاحتكار السلطانى للصناعات المختلفة على الصناعة المصرية،فاغلقت العديد من الورش والمصانع الخاصة مما ادى الى تآكل الطبقات المتوسطة وخاصة طبقة الصناع ، هذا بالاضافة الى استبداد وفساد حكم المماليك المتعطشين الى مص الثروات من دم الشعب وكنزها قبل الاطاحة بهم.
ادت كل تلك الاوضاع فى معظم الوقت الى اندلاع انتفاضات الفلاحين بالريف واشتعال هبات الحرافيش بالمدن مع انفصال نضالات كل منهما عن الاخر.
وقد سجل لنا المؤرخين القدامى "ابن اياس والمقريزى وابن تغربردى والجبرتى" اخبار ثورات واضطرابات الفترة العثمانية والتى كان اشهرها ثورة الهوارة ضد الاقطاع " 1765 – 1769 " و التى انتهت بانفصال الصعيد عن الحكومة المركزية بداية من المنيا وحتى الشلال فى الجنوب وقد ابتكرت تلك الثورة نظاما شبه جمهورى بزعامة همام الكبير زعيم الهوارة وقامت بتوزيع الاراضى على الفلاحين وذلك حتى استطاع على بك الكبير القضاء عليها .
اما احتجاجات القاهرة فقد كان الازهر دائما مركزها والعلماء والمشايخ هم قوادها واشهر احتجاجات القاهرة قبيل الحملة الفرنسية كانت سنة 1795 والتى كانت قوية بدرجة اجبرت المماليك والوالى العثمانى على التوقيع على "حجة" تلزمهم برفع المظالم والحوادث والمكوس "الضرائب" وبأن يسيروا فى الناس سيرة حسنة ولكن لم يمضى شهر على توقيع الحجة حتى عادت الضرائب والسرقات مرة اخرى فلم تكن الحياة بمصر اثناء حكم مراد بك وابراهيم بك الا حلقة خانقة من السرقة والنهب والعنف والتعذيب والاضطهاد .
كانت تلك هى الحال قبيل وصول الحملة الفرنسية والتى على الرغم من القتل والتدمير قد قذفت بمصر من العصور الوسطى الى العصر الحديث .
الحملة الفرنسية وثورة القاهرة الاولى
بعد احراز الفرنسيين للانتصار تم احتلال القاهرة وقد اعتقد نابليون ان كراهية المصريين للاتراك والمماليك ستؤدى الى الترحيب بالفرنسيين او على الاقل لن يكون هناك اى مقاومة من المصريين للحكم الفرنسى الذى قدم نفسه اليهم على انه المنقذ من جحيم المماليك.
ومع اعلان بونابرت ان غرضه الاول هو "سعادة الشعب المصرى واحترام شعائره الدينية وامواله " بدأ فى مصادرة الاملاك وخاصة البيوت بحجة احتياجهم لها.كما ذكر الجبرتى هدمهم للكثير من المبانى والاثار والمساجد لتحصين القاهرة "وفيه أمروا سكان القلعة بالخروج من منازلهم والنزول الى المدينة ليسكنوا بها فنزلوا وأصعدوا الى القلعة مدافع ركزوها بعدة مواضع وهدموا بها أبنية كثيرة وشرعوا في بناء حيطان وكرانك وأسوار وهدموا أبنية عالية وأعلوا مواضع منخفضة وبنوا على بدنات باب العزب بالرميلة وغيروا معالمها وأبدلوا محاسنها ومحوا ما كان بها من معالم السلاطين وآثار الحكماء والعظماء وما كان في الأبواب العظام من الأسلحة والدرق والبلط والحوادث والحرب الهندية وأكر الفداوية وهدموا قصر يوسف صلاح الدين ومحاسن الملوك والسلاطين ذوات الأركان الشاهقة والأعمدة الباسقة". هذا غير هدم ابواب الحارات مما اثار سخط المصريين ‏ كما قطعوا رواتب الاوقاف الخيرية عن مستحقيها من الفقراء، وقاموا بتفتيش المنازل ومصادرة الخيول والسروج والجمال والابقار والثيران والسلاح او دفع مقابل عنها.‏
بجانب كل تلك الاجراءات دعا بونابرت العلماء والاعيان الى تكوين ديوان من المشايخ والعلماء يختص بالامن العام والتموين والصحة . وعلى الرغم من ان الديوان كان ذو صفة استشارية ولم يكن له فعليا اى سلطة الا انه ساهم فى بلورة قيادة شعبية مصرية متمسكة بحقها فى ادارة البلاد .
وقد عطل نابليون اجتماعات الديوان بعد ان اصطدم به اعضاءه انفسهم معلنين رفضهم هذا الكم الهائل من الضرائب الباهظة وخاصة ضرائب العقارات التى فرضها الفرنسيون والتى ازدادت بعد ان دمر الانجليز اسطولهم فى ابوقير فى محاولة لاعادة بناء اسطولهم مرة اخرى واعادة تمويل جيش الحملة على حساب المصريين وقد اثارت تلك الضرائب سخط المصريين بجميع فئاتهم وطوائفهم . وبذلك نافس الفرنسيون المماليك فى جمع الضرائب وابتكار ضرائب اخرى جديدة مما فجر براكين الغضب الكامنة فى نفوس المصريين.
وجاء الرد سريعا فى" 21 اكتوبر 1798 " عندما انبعث وميض شرارة الغضب .
حكى لنا الجبرتى على صفحات كتابه العظيم عجائب الاثار فى التراجم والاخبار تفاصيل انتفاضة المصريين ضد الفرنسيين ،" فتجمع الكثير من الغوغاء من غير رئيس يسوسهم ولا قائد يقودهم وأصبحوا يوم الأحد متحزبين وعلى الجهاد عازمين وأبرزوا ما كانوا أخفوه من السلاح وآلات الحرب والكفاح وحضر السيد بدر وصحبته حشرات الحسينية وزعر الحارات البرانية ولهم صياح عظيم وهول جسيم" ذهبت تلك الجموع الى بيت القاضى ليخرج معهم الى بونابرت لمطالبته بالغاء الضرائب الجديدة الاانه خاف عاقبة الثورة فرجمه الثائرون بالحجارة والطوب ولم يتمكن من الهرب من ايدى تلك الحشود .
كما احتشد بالأزهر العلماء والجموع الغفيرة وعمت الثورة انحاء القاهرة فى لمح البصر ونظرا لان الفرنسيين لم يتوقعوا قيام المصريين بثورة فقد خرج الجنرال ديبوى "حاكم القاهرة" مع بعض عساكره لتهدئة الاحوال وذهب الى بيت القاضي ففوجىء بكم البشر الهائج فهجم عليه الثوار وقتلوه كما قتل الكثير من فرسانه وسيطر الثوار على معظم مداخل القاهرة "كباب الفتوح وباب النصر والبرقية الى باب زويلة وباب الشعرية وقاموا بهدم مساطب الدكاكين لاستخدام أحجارها كمتاريس تعوق هجوم العدو ،ووقف وراء كل متراس حشد عظيم من الناس،وبعد ان ادرك الفرنسيين اندلاع الثورة بمقتل الجنرال ديبوى بدأ الهجوم على الثوار بأطلاق النار على الناس فى الشوارع وخلف المتاريس فتجمع الثوار فى الازهر ونصبوا المتاريس فى الطرق والحارات والازقة المؤدية اليه لتحصين مركز الثورة،وقد انضم الى صفوف الثوار اهالى القرى المجاورة للقاهرة ،وخلال الاحداث هوجمت دكاكين التجار وسرقت محتوياتها .
وفى اثناء الليل نصب الفرنسيون مدافعهم على جبل المقطم قرب القلعة .
وفى اليوم التالى استمر الثوار فى الهجوم على كتائب الفرنسيين وقد بدأ نابليون خطته فى خنق الثورة بنشر جنوده حول ضواحى القاهرة لمنع اهلها من الانضمام الى صفوف الثوار،ثم ارسل فى طلب مقابلة المشايخ فلم يجيبه احد وعندها وبداية من عصر اليوم الثانى امر نابليون بقصف القاهرة بالمدافع المنصوبة بالقلعة وخاصة الازهر مركز الثورة والاماكن المحيطة به.
وقد وصف الجبرتى فزع المصريين "فلما سقط عليهم ذلك ورأوه ولم يكونوا في عمرهم عاينوه نادوا يا سلام من هذه الآلام يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف وهربوا من كل سوق ودخلوا في الشقوق وتتابع الرمي من القلعة والكيمان حتى تزعزعت الأركان وهدمت في مرورها حيطان الدور وسقطت في بعض القصور ونزلت في البيوت والوكائل وأصمت الآذان بصوتها الهائل فلما عظم هذا الخطب وزاد الحال والكرب ركب المشايخ الى كبير الفرنسيس ليرفع عنهم هذا النازل ويمنع عسكره من الرمي المتراسل " وبعد توسط المشايخ امر نابليون بايقاف القصف وقد استمر الثوار فى الحسينية وما حولها فى المقاومة حتى نفدت ذخيرتهم.
وفى اليوم الثالث دخل الفرنسيون منطقة الازهر التى خربها القصف ومات تحت انقاضها الالاف ،وهدموا المتاريس ودخلوا الجامع الازهر بخيولهم وحطموا كل ما وجدوه فى طريقهم ،ونهبوا البيوت المحيطة بحجة البحث عن الاسلحة،ثم بدأ الانتقام بالقبض على اعداد غفيرة نفذ فيهم جميعا حكم الاعدام وكان بينهم الكثير من النساء وقد اعترف سكرتير نابليون فى مذكراته انه كان يتولى التصديق على احكام الاعدام وبعد تنفيذ الحكم كانت توضع الجثث فى زكائب ويتم اغراقها فى النيل ،وقد اعلن نابليون انه تم القبض على ثمانين شخصا هم قيادات الثورة سجنوا بالقلعة ثم نفذ بهم حكم الاعدام بدون محاكمة.
غلفت المدينة سحابة كئيبة سوداء وتوالت حوادث الاختفاء والتعذيب والقتل وخبأ النيل فى قلبه المئات من شهداء الثورة المصريين البسطاء الذين هبوا للدفاع عن حقهم فى الحياة واعلنوا كراهيتهم للظلم وللاحتلال، وكان من ضمن الضحايا الشيخ عبد الوهاب الشبراوى من اهم علماء الازهر والشيخ سليمان الجوسقى شيخ طائفة العميان وقد قتل من علماء مصر ثلاثة عشر عالما و بلغ عدد ضحايا الثورة ما يقرب من الاربعة الالاف فى مقابل 200 فرنسى بينهم بعض المهندسين الذين استفزوا اثناء تحصينهم مدينة القاهرة مشاعر المصريين بهدمهم للبيوت وخلع الابواب ونبش القبور فقتل اثناء الثورة كبير مهندسى الحملة "تستيفود"الذى كان يعمل برسم خريطة حديثة لمصر وايضا قتل بعض الجراحين والرسام دوبرى .
وقد جاء فى كتب المؤرخين الفرنسيين ان المصريين من اهل الطبقة الوسطى قاموا بحماية علماء الحملة الذين سكنوا فى وسط المصريين بالاحياء القديمة كالناصرية والسيدة زينب حيث كان يوجد المجمع العلمى بقصر حسن بك كاشف "المدرسة السنية الان".
ورغم ان الثورة استمرت ثلاثة ايام فقط وانهزمت امام التفوق العسكرى الفرنسى الا ان صداها قد انتقل من القاهرة الى باقى انحاء مصر وبخاصة القرى المجاورة للقاهرة والتى شاركت فى الثورة بالرجال والسلاح والتى نالت ايضا حظها من القمع بالاعتقال والقتل مثل ما حدث للشيخ سليمان الشواربى شيخ قليوب الذى اعتقل بالقلعة ثم قتل ،كما تم اعتقال بعض الزعماء كرهائن ،ولم تسلم القرى الواقعة على النيل من اذى الفرنسيين فأحرقت قرية كاملة من قرى امبابة بعد تهجير اهلها،بسبب اطلاق تلك القرى الرصاص على السفن الفرنسية،واستمرت المقاومة تصهر الشعب وتمنحه الثقة بقوته التى اهدرت عقود طويلة تحت حكم الاتراك والمماليك حتى جاءت ثورة القاهرة الثانية فى مارس 1800 واستمرت شهر كامل ولم تهنأ الحملة ببقائها فى مصر وظلت تنزف تحت ضربات الانجليز والاتراك والمقاومة المصرية حتى الجلاء فى 1801 اما المجمع العلمى فقد حقق اسمى انتصاراته بتأليفه للكتاب الرائع وصف مصر .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - curse
aly ( 2009 / 3 / 26 - 21:05 )
the egyptians never have good life,in the past they were slaves for the pharoahs after that egypt had been under occupation for 2500 years,lots of nations had cccupied egypt and enslaved the egyptians and made life hell for them,eventully in 1952 came the revolution to improve the condition of the egyptian people,unfortunately the leaders of the revolution were bunch of thieves,corrupt,ignorants and low life bastards,for sixity years and the egyptians were ruled by an iron feast by egyptian presidents who find joy and happiness in torturing their fellow egyptians, somtimes i believe the foreign imperialisom had heart and mercy much better than the animals presidents who completly destroyed egypt in the last 60 years,ther is a heavy curse on egypt


2 - موضوع
سناء ( 2011 / 11 / 23 - 21:20 )
الموضوع شيق واكثر من رائع


3 - aIsSTgfsDyvOkgO
qhsudjlq ( 2011 / 12 / 23 - 12:37 )
vTtulj (a href=-http://ybwtgpfebrzc.com/-)ybwtgpfebrzc(/a), [url=http://aukrefyddzaz.com/]aukrefyddzaz[/url], [link=http://xxmavxqkhgxl.com/]xxmavxqkhgxl[/link], http://edcteretturr.com/

اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل