الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


“It’s ok ….” لعبة ُ الحياة !

كولالة نوري

2009 / 3 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



كنت أحدث صديقة لبنانية شاعرة وكاتبة كيف يمكن أن تؤثر جملة معينة في اتخاذ قرار أو تغيير مزاج 180 درجة ،حين تكون تلك الجملة هي التي كنا نبحث عنها رغم مرورها قربنا دون أن نعيرها بالا، . لكن لكيفية قول الجملة المرجوة التأثير الحقيقي وأنت في قمة الفقدان والخيبة وان تكون آتية من قلب تحسه بفراسة روحك الفطرية بأنه قلب قوي وبشرايين صالت وجالت في محن وأينعت تلك الجملة بهذه القوة رغم تداولها. قد يقولها شخص نعرفه أو قد يكون مجهولا تماما كأن نلتقي به في مطار أو محطة قطار بوقت قليل على انطلاق الرحلة .
سكوت هاملتون * Scoot Hamilton واحد من هؤلاء الذين صادفتهم وألهموني ودخل ضمن قائمة الرموز الذين علموني القوة لالتقاط الفرح في عملي والحياة مع أخطائها التي قد تحدث أو المعوقات والصعوبات التي ترافقه حتى لو أنهيت العمل ولم يكن بمستوى الطموح الذي بدأت به .تعرفت على سكوت هاملتون في تلفزيون روسيا الرياضي وأنا اقلب القنوات للبحث عن لعبة التنس الأرضي التي كنت أمارسها سابقا واخرج خاسرة معظم الأحيان ! أو التزحلق على( الجليد) التي اعشقها ولم أمارسها أبدا .!
. .تعليقات المعلق الرياضي بنبراته المفعمة كانت تشدني بين الفينة والأخرى لاختلس النظر للشاشة ثم ارجع لعملي على الكومبيوتر وفي ذروة انشغالي ودون أن ارفع راسي كان المعلق يذكر بان( خامل-طون) كذا و(خاملطون )كيت ...وكنت ابتسم مع مفارقة اللغات حيث أبجدية اللغة الروسية خالية من حرف الهاء ولكن حرف الخاء موجود كما في العربية ، ,والروس يلفظون الهاء خاءا ،. وكنت ابتسم وأقول يا للمسكين لقد حولوه إلى طن من الخمول !..ولكثرة حماسة المعلق مع هاملتون قلت لأرى من يكون هذا الخامل-طون وعرفت مدى بعد هذا الشخص عن الخمول والعجز وانه بطل ومبدع في مجال لعبته(التزحلق على الجليد) .كنت أرى روحه تطير وابتسامة محلقة حوله وبالتالي مؤثرا على الجمهور الذي كان ينصت إلى رقصة روحه بإجلال وبصيحات الإعجاب كنت أرى متعته بلعبته وليس احتراف ساقين ماهرتين في الحركات الصعبة .ولكن ما ألهمني به بالتحديد هو حين كان يراقب بتركيز وصمت غير منفعل وعينين عميقتين مدركتين (كان رائعا فقط وجميلا )كان مولعا كي يعرف نتيجة الحكام ولكن الرضا عن نفسه كان يغطي كل ذلك والمتعة كانت لم تزل تترنح على قسماته كان متأكدا بأنه عمل الأقصى لأقصى ما يستطيعه. ثم أتت النتيجة ليس كما يستحق أو ليست الدرجة الكاملة والتي هي10 .كان يرد بلطف وهدوء على هياج وصيحات الاستنكار من الجمهور على النتيجة وضد الحكام وبابتسامة عفوية: “It’s ok ….it’s ok” " لا باس ...لا باس " طريقة قوله لتلك الجملة البسيطة كانت آسرة . وبنفس الابتسامة والهدوء توجه بصوته نحو احد الحكام الذي أعطى اقل الدرجات مقارنة ببقية الحكام : "إنني أسامحك" . ولم أكن أريد أكثر من هذه الجملة
بالاحرى إتقانها مثله حين احتاجها بقوة وأن أقولها بأيمان يوازي إيمان هاملتون انه وبالتحديد السلام مع ألذات. حين أردت الكتابة أردت فقط أن اعرف بعض المعلومات الشخصية عنه لأضيفها فكانت المعلومات عنه أكدت استجابتي الفطرية لما ذكرته عنه كانت سيرة حياته مفاجأة لي و مثيرة للعواطف*((ولد في 28 آب 1958 في أوهايو الأمريكية ،بعد ست أسابيع من ولادته تم تبنيه وفي السنتين من عمره أصيب بمرض غامض توقف فيه عن النمو ،وفي السنوات الستة التي تلت كانت والدته تنقله من طبيب إلى طبيب ومن مستشفى إلى مستشفى يوميا. في التاسعة من عمره `أخذته أخته الكبرى( التي كانت هي الأخرى متبناة ) للتزحلق وقرر أن يبدأ دون معونة بالتزحلق كانت بدايته قوية وكمعجزة ومن يومها صحته بدأت بالتحسن وفي الثالثة عشر دخل تدريب مكثف وكان على والدته أن تعمل بجهد فائق لتدبر له المصاريف على الرغم من أن تعليقات بعض الحكام كانت ضده تماما كون حجمه صغيرا وهزيلا مقارنة بأقرانه في العمر.في عام 1981بدأت انتصاراته الكبرى نال المركز الأول على مستوى الولايات وبطولة العالم أيضا في نفس العام وتوالت الكثير من المركز الأولى في بطولات متفرقة قال في أحدى حوارا ته، إصراره على النجاح كان من أسبابه إصراره على ألا يخيب ظن والدته وألا يذهب جهودها من اجله هباء . وفي عام 1997 أصيب بالسرطان واجري له عملية جراحية ناجحة وعاد بقوة ونشاط إلى التزحلق .متزوج ألان ولديه ولدين .))
بعض المقتطفات من حوارا ته :" العجز الوحيد في الحياة هو الموقف السيئ "،." الشدائد ، والمثابرة جميعها تكوّنك . يمكن أن يوفر لك قيمة واحترام ألذات و التي لا تقدّر بثمن." "دائما حاول أن تحافظ على التسامح بصورتها الكاملة دائما علينا أن نبذل جهدا لإعطاء الناس أكثر مما كانوا يتوقعون”
لنستغل ما لدينا من قدرات الآن ولنفكر لنكون أحسن، أكثر من تركيزنا على ما فقدناه لنتعلم لعبة هاملتون في تعامله مع عجزه الأول ومع حكمته، لان هذا ما نحتاجه ألان ودائما. ومع أخطائنا التي نتعلم منها ومن أخطاء الآخرين أيضا بحقنا والذين لا يدركون بأننا حين نقول لهم" لا بأس" ليس لأننا استسلمنا بل لأننا ندرك تماما بأننا عرضنا لأنفسنا أولا وللآخرين أقصى ما لدينا في لعبة الحياة.

[email protected]
يرجى عدم إعادة نشر المقالة دون إذن الكاتبة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة متفاقمة للفلسطينيين وتعثر التهدئة بسبب مواقف نتنياهو 


.. مصرع المئات بعد فيضانات مدمرة في أفغانستان ?




.. مشاهد لنسف الجيش الإسرائيلي بقايا مطار ياسر عرفات الدولي شرق


.. حزب الله: هاجمنا 3 أهداف إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة وثك




.. يوم ملتهب في غزة.. قصف إسرائيلي شمالا وجنوبا والهجمات تصل إل