الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة 0 هل تنسج عدمها بيدها؟

خليل المياح

2009 / 3 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


بداية كان دفاع أفلاطون عن مفهومه النخبوي للعدالة وذلك بجعلها انعكاسا لتوازن أزلي قائم في عالم المثل ، لم يكن بالفعل إلا دفاعا عن توازن اجتماعي وسياسي معين في محاولة لتثبيته وتأييده بإضفاء شرعية الأزل والسماء عليه 0
فقد رأى إلى العبد ليس عبدا في جسده فقط وإنما في روحه ، والى المرأة ككائن ناقص ومهمتها تبدأ وتنتهي بإنجاب الأطفال للدولة التي تقوم برعايتهم !
ويلاحظ بأن الطبقات الحاكمة تبقي المرأة طفيلية ، وبهذه الصفة تكون خاضعة لقوانين الذكور وبالتالي يبقى الفساد وتاريخه من صنع الرجال 000
وكانت العصور والطبقات التي بوسعها أن تخلق مجالا للتمتع بالأحلام هي التي نصبت التماثيل السوداء والبيضاء للأنوثة ! والمعروف أن النساء لم يشكلن قط طبقة منفصلة ، والعقائد التي تعتبر المرأة كجسد وحياة وجمود "كجنس آخر " هي عقائد ذكورية بامتياز !
ومن الزاوية الفلسفية كان " هجياس " آخر ممثلي المدرسة القورينائية يقول : إن اللذة هي الخير الأوحد التي لاتتحقق إلا في النادر ، والسعادة أمنية مستحيلة ، وطلب اللذة عبث بل تناقض 0 لان اللذة تخلف الألم دائما – في أشارة الى العلاقات الذكورية مع النساء في المرحلة العبودية !
وفي العصر الحديث نادى سارتر باستحالة الحب بين الرجل والمرأة لان كلا منهما يرى الحب من زاويته الانوية ومصالحه الأنانية 000
وخلافا لـ سبينوزا الذي قال ان الحرية عموما بالنسبة للمرأة والرجل تحصل إذا حصل تفهم للضرورة في العالم والنفس وكانت مؤسسة الزواج الاجتماعية المنافقة تعاضد الزواج وتبخس قيمة المحبوب والحب مع علمهما بأن الحب الحقيقي مامن شيء يقاومه خلافا لحب المصلحة القائم على الملكية الفردية والأنانية لذا ترى بعضهم يذم المرأة كخط عام للحب فهو يرى ان المرأة لاتسعدك إلا زمن الزفاف ويوم الدفن فقط ، في حين ان المرأة والأنوثة بشكل عام هي طفولة مستمرة والنساء عموما يحملن راية السلام 000
ولو نظرنا الى المرأة بضمير كضمير الرواقي "سنيكا " الذي كان يفحص يوميا ضميره "كمران خلقي " لرأينا قدرها كسمكه وجدت نفسها سجينة في قارورة !
وعموم العلاقة تأتي الى الذهن كعملية الالينة التي تجري في عالم غير حر إذ ان الإنسان والطبيعة كليهما ، كما يراهما "هيجل" يوجد في ظروف اغتراب أي يوجد بوصفه ( شيئا آخر غير ماهو ) 0
ومن الرؤية الفنطازية عن المرأة قول "نابليون" ( ان الطبيعة حكمت على النساء بأن يكن خادعات لنا !)
لكن "لينين" كان يقول : بدون المرأة لايمكن ان تنجح أية حركة شعبية ولا يمكن تحقيق الاشتراكية والمجتمع الشيوعي إلا حيث المساواة مطلقة للجميع !
وعموما نجد أن حياة المرأة مرتكزة على ثورة عاجزة ومساوئها تعكس وضعها الاجتماعي المؤلين ، وقد تراها تسبح في الأحلام بدلا من إجراء المحاكمات العقلية حول مستقبلها ككائن بشري مستلب دوما 00
ويوم تحب المرأة بقوتها لابضعفها أي لا ترتكز على ذاتها ، فستكتشف نفسها في ذلك اليوم وقد أصبح الحب للمرأة كما للرجل ينبوع حياة 000
وبرأي المرأة كان الرجل هو المسؤول عن المصائب فالرجال آلهة ذات وجوه بشرية فهم يحددون الغايات والقيم وبذا اعتدنا رؤية المرأة منذورة للتكرار ومستقبلها بان صورة مطابقة للماضي 0
وبفعل من الترويض السوسيولوجي تعلمت المرأة الرضوخ الارتكاسي لإرادة الذكور فهي زاهدة في النقد والتفحص وإبداء الأحكام !
ومن جهلهن وعجزهن نشأ هذا الاحترام الذي يولينه للرجال وسياسيا نجدهن لايميزن بين حكم الدكتاتور الغاشم وبين الحكم الديمقراطي الشعبي 0 إذ اعتدن على المداهنة وقبول ماهو موجود والرضوخ للواقع والغالبية من النساء لاتؤمن بالحرية لأنهن لم يشعرن بإمكانياتها يوما على مستوى التحقق الفعلي 000
واعتاد الرجال قص جناح المرأة ثم وصمها بعدم القدرة على التحليق ! ولكن من الصحيح القول ان الغالبية منهن يغيب عنها الغاطس الاجتماعي العميق تاريخيا ( الملكية وعلاقاتها )
ويوم تنظر المرأة بعينيها هي لا بعيني رجل أحلامها ستكتشف أنها كانت طوال حياتها مخدوعة وان المجتمع ألذكوري بتقاليده البالية كان واقفا لها بالمرصاد !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ظ…ظ‚ط§ظ„ ط±ط§ط¦ط¹
ظٹط§ط³ظ…ظٹظ† ظٹط­ظٹظ‰ ( 2009 / 3 / 29 - 21:57 )
ط´ظƒط±ط¢ ظ„ظ„ط£ط³طھط§ط° ط®ط§ظ„ط¯ ط¹ظ„ظ‰ ظ‡ط°ط§ ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظ„ ط§ظ„ط¬ظ…ظٹظ„ ط§ظ„ط±ط§ط¦ط¹ . ظˆط£ط¬ظ…ظ„ ظ…ط§ط£ط¹ط¬ط¨ظ†ظٹ ط¨ظ‡ ظ‡ظˆ ظ‡ط°ظ‡ ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط±ط© ط§ظ„ط­ظ‚ظٹظ‚ظٹط© 10% ظˆظ‡ظٹ ( ظˆط£ط¹طھط§ط¯ ط§ظ„ط±ط¬ط§ظ„ ظ‚طµ ط¬ظ†ط§ط­ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ط«ظ… ظˆطµظ…ظ‡ط§ ط¨ط¹ط¯ظ… ط§ظ„ظ‚ط¯ط±ط© ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طھط­ظ„ظٹظ‚ ) . ظ†ط¹ظ… ظ‡ط°ط§ ظ…ط§ط­ط¯ط« ظˆظٹط­ط¯ط« ظ„ظ„ظ…ط±ط£ط© ظٹظ‚ظ…ط¹ظˆظ†ظ‡ط§ ط«ظ… ظٹطھظ‡ظ…ظˆظ†ظ‡ط§ ط¨ط¹ط¯ظ… ظ‚ط¯ط±طھظ‡ط§ ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ط£ط¨ط¯ط§ط¹ . ظ‡ظ„ ظٹظ‚ط¯ط± ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„ط£ط¨ط¯ط§ط¹ ط§ظ„ط£ظ†ط³ط§ظ† ط§ظ„ظ…ظ‚ظ…ظˆط¹ ط§ظ…ط±ط£ط© ظƒط§ظ†طھ ط£ظ… ط±ط¬ظ„ طں ط£ظƒظٹظپ ظ„ط£ . ظ…ظ„ط§ط­ط¸ط©: ط±ط؛ظ… ط±ظˆط¹ط© ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظ„ ط§ظ„ط§ ط£ظ† ظ…ط­طھظˆط§ظ‡ ظ„ط§ظٹط·ط§ط¨ظ‚ ط¹ظ†ظˆط§ظ†ظ‡ . ظ„ط£ظ† ط§ظ„ط¹ظ†ظˆط§ظ† ظٹط¯ظ„ ط¹ظ„ظ‰ ط£ظ† ط§ظ„ظ…ظ‚ط§ظ„ ط³ظٹط¨ظٹظ† ظƒظٹظپ ط£ظ† ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© طھط¹ظ…ظ„ ط¶ط¯ ظ†ظپط³ظ‡ط§ ظˆظ…طµظ„ط­طھظ‡ط§ ظˆظ‡ط°ط§ ظ…ط§ظ„ظ… ظٹط­طµظ„.. ط´ظƒط±ط¢ ظ„ظƒ ظ…ط±ظ‡ ط£ط®ط±ظ‰


2 - ياسمين يحيى
جواد ( 2009 / 3 / 30 - 15:55 )
ياسمين يحيى
شكرآ للأستاذ خالد على هذا المقال الجميل الرائع . وأجمل ماأعجبني به هو هذه العبارة الحقيقية 10% وهي ( وأعتاد الرجال قص جناح المرأة ثم وصمها بعدم القدرة على التحليق ) . نعم هذا ماحدث ويحدث للمرأة يقمعونها ثم يتهمونها بعدم قدرتها على الأبداع . هل يقدر على الأبداع الأنسان المقموع امرأة كانت أم رجل ؟ أكيف لأ . ملاحظة: رغم روعة المقال الا أن محتواه لايطابق عنوانه . لأن العنوان يدل على أن المقال سيبين كيف أن المرأة تعمل ضد نفسها ومصلحتها وهذا مالم يحصل.. شكرآ لك مره أخرى

اخر الافلام

.. نبض أوروبا: قانون إيطالي يسمح لمناهضي الإجهاض بالترويج لأفكا


.. ممرضة مصرية تعالج الأطفال القادمين من غزة تنهار في البكاء




.. عالمة الآثار المصرية د. مونيكا حنا: استرجاع الآثار المصرية س


.. المشاركة تيجان شلهوب




.. المشاركة أمل المدور