الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفهوم -المصالحه - واثامه على الشعوب

عبد العزيز الخاطر

2009 / 4 / 1
المجتمع المدني


اجنده خاصه
مفهوم" المصالحه" واثامه على الشعوب
فى مفارقه معاكسه لحركة التطور التاريخى الذى تمر به الشعوب قاطبة حيث يتولد النظام من رحم الشعوب ويستمد الياته ومكوناته وشرايين حياته من بنيتها الاساسيه وجيناتها الطبيعيه, نرى النظام العربى على غير ذلك تماما. اولوياته تسبق اولويات الشعوب , شروط بقائه مقدمة على شروط بقاءها واستمرارها حتى مفرداته هى من تخضع لها الرقاب وان كانت ليست بذات علاقه ولااهميه بل ولا وجود لها اساسا بين الشعوب حيث الامر على شاكلة اخرى.على الكثره ان تتلاءم ومطالب القله فى مخالفه واضحه لاهم بنود الدستور الديمقراطى اللازم لقيام دوله المواطنه المدنيه, سنترك الحديث عن اليات هذا النظام النشاز وسنأتى فقط على البعد الثقافى اللغوى فى احد اجزاءه ومفرداته وهى لفظه "المصالحه" التى لاتترك الاذن العربيه برهة من التردد عليها وطرق طبلتها حتى اصاب هذه الاذن الصمم من جراء ذلك.اين يمكن تموضع هذه الكلمه او المفهوم داخل الشعوب العربيه وما علاقتها به؟ وهل تنازعت الشعوب لكى تتصالح ؟ ولم تحتاجه الانظمه بل بعض الافراد فيها ولاتحتاجه الشعوب وعليها تحمل تبعاته رغم ذلك اليس فى الامر مفارقه وتساؤل حول قيام الدوله ومشروعيتها فى عالمنا العربى؟لو استطعنا قياس الوقت والزمن والثمن ايضا الذى تستنزفه هذه اللفظه او المفهوم جريا للحصول عليه وهو مفهوم اصلا سراب لايفتأ حتى يغيب اذا ما اقترن بالحاله الفرديه ومزاجيتها ورؤيتها الضيقه لاادركنا عظم الخساره وفداحه الخطب الذى تتحمله الشعوب والمجتمعات العربيه. منذ ما يزيد على العقد والامة تسعىوتهرول لتمسك بالمصالحه وتستنفر كل قواها وميزانياتها لذلك وما ان تتحقق حتى تظهر من بعد وزاوية اخرى. هل سمعتم بمصالحه بين النظام الانكليزى والنظام الفرنسى مثلا داخل البيت الاوروبى ام النظام الامريكى والكندى داخل الحظيره الامريكيه الشماليه؟ بل بين الانظمه الامريكيه الجنوبيه الاقل تقدما لاتحظى المصالحه بمفهومها العربى المثبط والمجحف باى وجود . مفهوم غريب نستعيره من ذاكرتنا التاريخيه ذاكرة داحس والغبراء دلالة عن عدم نضجنا وتخلفنا العقلى وتشوه وعينا حتى اصبح خليطا من الدين والسياسه وعقلية الغنيمه والاستئثار رغم امتلاكنا لثروات الدنيا لكنها لم تخلق وعيا حقيقا دون انصهار ما قبله وتحلله وتحوله الى وعى مغاير يجعل من الانظمه مولودا حقيقا اصيلا لشعوبها. ثمة دلائل يمكن لى ان اسوقها هنا استدلالا على بقاء هذا المفهوم " المصالحه" مزمنا فى الذاكره العربيه وسيبقى كذلك حتى يأتى الله امرا كان مفعولا .
اولا:تحول النظام العربى الى طبقه وهو اصلا طبقيا منذ العصور الاولى الى ان ازدياد الثروه حوله الى طبقيه حاده متكوره حول ذاتها ومتأصله داخل شرايين المجتمع كله.
ثانيا:غياب الزعامه ذات الرؤيه الشموليه المتصالح حولها والمتفق عليها حول الامر الى مصالحات جزئيه قصيره حيث تعدد المراكز والرؤوس.
ثالثا:عدم وجود المشروع العربى الواضح كما كان فى السابق جعل الانظمه العربيه عرضه للاستقطاب من دول المشاريع القائمه والواضحه فتراها بالتالى اقل مناعه وهشاشه حيث لاتملك مشروعا تلتف حوله وتؤمن به.
رابعا: عدم مسايره العصر بامتلاك مقوماته السياسيه"الانظمه الديمقراطيه", او العسكريه" اسلحه ردع حقيقيه" بما فيها السلاح النووى, او الاقتصاديه" التكتلات والاقتصادات المشتركه" جعل الانظمه زائغة البصر خائفة من مجرد حتى الاختلاف
خامسا: عدم تطابق بعض الانظمه مع مقدرات وامكانيات شعوبها جعل من هذه الامكانيات مهدوره وغير مستغله وبالتالى تضيع ورقه تفاوضيه حاسمه فى يد الامه حول قضاياها المصيريه. ويجعل من هذه الانظمه عرضه للنقد والاختلاف مما يستوجب المصالحات بين الفينه والاخرى.
سادسا: العمل عل اصباغ نوع من القدسيه على النظام بطريقه تدريجيه ومع مرور الوقت ونظرا لطول فتره النظام العربى كل على حده مقارنه بالدول الاخرى ينتهى الامر بوجود هاله قدسيه كامله ومتأصله حوله تمنعه من الاعتراف بارتكاب اية الاخطاء او حتى قبول النصيحه حتى ولو اورد الامه مدارك حتفها وانتحارها.فاكثر ما يمكن بالتالى ان يقدمه حول التصالح مع نظرائه والبطش بمخالفيه داخليا.

هذه فى اعتقادى بعض الامور التى جعلت من شيوع مفهوم " المصالحه" وبقاؤه مستمرا عل حساب مفاهيم العصر المعاشه وجعل الامه تفرغ من حمى مصالحه لتبدأ الاستعداد لمصالح اخرى والحبل على الجرار فتسعد الانظمه لتشقى الشعوب معادله قائمه ومستمره كمن يمشى على رأسه وقدماه الى فوق هذه حال الامه طالما ظل هذا المفهوم شغلها الشاغل وديدن امين جامعتها يهرول وراءه من قطر الى اخر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع