الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يصبها الدور

أمنية طلعت

2009 / 4 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



فجأة وبدون مقدمات، تحول وجه زميلتي في العمل التي تجاوزت الثلاثين من عمرها دون زواج، إلى اللون الرمادي، إضافة إلى الكثير من الشرود وعدم التركيز ومن ثم الوقوع في الأخطاء التي بدأت تلفت انتباه الرؤساء. تعودت دائما أن لا أحشر أنفي فيما لا يخصني لكنني أمتلك آذاناً صاغية إذا ما لجأت إلى قلبي صديقة، لذا عندما انتهيت من حاجتي في الحمام النسائي وخرجت كي أغسل يداي كانت زميلتي تدخن سيجارة ضد القانون في الحمام وتنفث دخانها بحزن شديد، داعبتها بأنني سأبلغ الشرطة ليلقوا القبض عليها لأنها مخالفة، فلم أتلق منها سوى " ربما كان عقاب الشرطة أكثر هوناً على هذا الخطأ بينما أنتظر مصيري المؤلم على أكبر الخطايا"، بالطبع فهمت ما تعنيه ولأن مثل تلك المواضيع خاصة جداً حرصت أن لا تسترسل معي في البوح التفصيلي، وقلت لها كلمة واحدة " هوني عليك فأنت لم تفعلي سوى أن لبيت أمرأً طبيعياً خلقنا جميعاً به، والذلل مرة واحدة بعد أكثر من خمسة عشر عاماً منذ أدركت تلك الحاجة ليس بالأمر الكبير"، عندما نظرت لي بعينين أشبه بمن خرج لتوه من بين أمواج كادت تبتلعه، تساءلت ربما لرغبة منها في تأكيد ما سمعت " ماذا تقولين"، فأجبتها " لو كنت رجلاُ لذهبت الآن على أقرب مقهى للتباهي بذكورتك أمام حشد الأصدقاء، ولنظر لك المجتمع نظرة إعجاب، هل تعتقدين بعد ذلك أن لهذا الأمر علاقة بالله أم بالرجال؟" ثم أضفت " الله يا عزيزي كان واضحاً في مثل تلك الأمور ومجتمعنا لم يعط للمرأة الفرصة كي تتقدم لخطبة الرجل الذي يعجبها وبالتالي تظل فرصة زواجها مرهونة بالحظ دائما وأنت لم يصبك الدور حتى الآن فما الذي يمكنك أن تفعليه؟" وأمام ذهولها أكملت " عندما تخطئين مرة فالأمر ليس بالكبير، إنسي ما حدث وأكملي مشوارك، أنت لديك مسئولية عمل هام عليك أن تنجزيه، فلا تضيعي وقتك في لوم نفسك على شيئ هو في النهاية ليس بالخطير".
صديقتي تلك لم تكن الأولى ولا الأخيرة التي تقع في تلك الحيرة، فالمرأة عندما تتجاوز الثلاثين دون زواج تكون من السهل أن تقع فريسة للكلام المنمق الذي ينثره أي رجل عليها خاصة عندما يغلفه بكلمات الزواج، وعندما يختفي لا يبقى للفتاة الثلاثينية سوى البكاء والانهيار. عزيزاتي لا تضعن أنفسكن موضع الفريسة فقط لأنكن وصلتن لعمر حدده مجتمع -يحابي الرجل- لزواج الفتاة، بل لا تنتظرن ما لايأتي وكن واضحات تماماً مع أي رجل تقابلنه، فالكلام عن الزواج كثير، لكن الزواج نفسه لا يحدث إلا إذا رغب الرجل فعلاً، وهذه الرغبة الفعلية لا يمكن لأي امرأة أن تدركها لأنها رغبة باطنية لا يقولها الرجل بل يفعلها دون مقدمات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وين المشكلة؟
جهاد علاونه ( 2009 / 3 / 31 - 21:10 )
أعتقد إنه ما في عند صديقتنا جميعاً أي مشكلة إلا مشكلة أنه لا توجد مشكلة .

والجريمة أنه لا توجد جريمة ...والمصيبة أنه لا توجد مصيبة


2 - الحر
الحر العاقل ( 2009 / 4 / 1 - 00:28 )
أتمنى أن تكون هناك فى الدوله المنكوبه العربيه والإسلاميه حريه وعداله ومساواه بين الرجل والمراه تماما وأيضا مساواه وعداله ممارسه الجنس لو حدث ذلك فسوف يتطور البشر هناك


3 - حق واجب
ماريو أنور ( 2009 / 4 / 1 - 02:25 )
المشكلة الرئيسية سيدتى فى مجتمع رفض المراة من البداية حتى النهاية ..... من حق المرأة كما من حق الرجل التعايش فى مساواة ليست لفظية أنما ايضاً واقعية .... ولكن مع الاسف الشديد نحن مزلنا نضع العفه فى اشياء باليه .... متناسيين قيمة المرأة الحقيقة على المستوى الانسانى


4 - عندما انتهيت من حاجتي في الحمام وخرجت كي أغسل يداي؟
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 4 / 1 - 08:38 )
عندما انتهيت من حاجتي في الحمام النسائي وخرجت كي أغسل يداي /.كم كانت ثقيلة هده الجملة يا أمنية ،بل تفتقد للكثير من النعومة و الرقة والأنوثة.مساواة المرأة مع الرجل لا يعني أن تصبح رجلا


5 - إلى أبو هاجر
هالة ( 2009 / 4 / 1 - 10:35 )
وما الثقيل في الكلمة يا أبو هاجر...المرأة تاكل وتشرب وتقضي حاجتها وتقضي وطرها أيضاً ، اعتراضك نوع من أنواع تعليب المرأة في سوليفان فهي الرقيقة الناعمة البسكوتة ، وهي ليست إلا انسان لديه خشونه ونعومة وكل شيئ ومش معنى ان الكاتبة استخدمت تلك العبارة أنها تتساوى بخشونة الرجل ولكنه إقرار لواقع يا عزيزي فماذا يفعل الانسان داخل الحمام سوى قضاء حاجته أم أنك تعتقد أننا النساء لدينا إجراء بيولوجي مختلف للتخلص من فضلاتنا ...عجيبة واللهي


6 - Excellent!
Alyaa Gad ( 2009 / 4 / 1 - 12:24 )
What a brilliant article! Well done Omneya.


7 - إلى هالة
أبو هاجر: الجزائر ( 2009 / 4 / 1 - 12:33 )
عزيزتي هالة المحترمة ،أنا سعيد جدا بردك الحاد. أنا ضد تعليب المرأة لأن ذلك ضد الكرامة الإنسانية، لأن الإنسان قيمة مطلقة في هذا الوجود لكنني أطالب، وسأستعمل نفس عباراتك الجميلة، أن تكون المرأة ناعمة رقيقة وبخاصة بسكوتة ،لأن الأنوثة قيمة أنسانية كبرى يجب ان تحافظ عليها المرأة،بل قوة المرأة في نعومتها ،وذروة قوتها لما يحمر وجهها من الخجل.ولك ألف تحية من الجزائر


8 - سيبكو من العبارة و فكروا في المقال
سمير ( 2009 / 4 / 1 - 13:22 )
دي مشكلة كبيرة جدا في وطنا العربي المحروم، المقال حزين بجد يا امنية ، ده تعذيب فعلا للرجل و المراة علي حد السواء حرمان من غريزة اساسية زي الجنس شيء خطير جدا و بيهدد الامن القومي العربي كله


9 - مرة أخري وين المشكلة
العقل زينة ( 2009 / 4 / 1 - 15:57 )
مرة أخري وين المشكلة؟؟؟؟؟؟

اخر الافلام

.. نساء فلسطين عندما تصبح الأرض هي القضية


.. مشاهد تدمير منطقة الزيتون وحي الصبرة بعد انسحاب القوات الإسر




.. رائدة في علم المحيطات حققت نقلة نوعية في علوم الأرض


.. موريتانيا.. دعوة لإقرار قوانين تحمي المرأة من العنف




.. القومى للمرأة يطالب شركات خدمات النقل بالتطبيقات بوضع معايير