الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحجاب والكنيسة والحريق.

أيمن رمزي نخلة

2009 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


• سؤال 1: ما هي وضعية الحجاب في معظم الأحاديث اليومية لرجل الشارع المصري؟

افتح أية جريدة ورقية أو إلكترونية أو أي كتاب إسلامي، ستجد الموضوع الأهم والأبرز والأكثر سخونة هو موضوع الحجاب. قف في أي تجمع بشري ـ متعلمين أو أميين ـ في أي مكان، ستجد أن الموضوع الأكثر حديثاً هو الحجاب.
افتح أي موضوع للنقاش، حتى لو زيادة أسعار لحوم الأبقار المستوردة، سيأخذك الحديث مع محدثك إلى الحجاب.
أي جريمة تتم الآن على أرض مصر المحروسة، تجد نهايات تحليلات وتبريرات رجل الشارع كالآتي: الجريمة حدثت نتيجة لعدم ارتداء المجني عليها للحجاب!!! حتى لو كان الجاني والمجني عليهما من الرجال.
تم اختزال آيات القرآن الكريمة المباركة المحفوظة في الصدور إلى بضع آيات الحجاب. أغلب الأحاديث الشريفة ـ المستخدمة ـ لحضرة نبي الإسلام تدور حول الحجاب، حتى لو كانت مدسوسة أو كاذبة أو ربما مؤلفة مِن قِبَلْ العامة.

لا يمكن نقل كل تفاصيل صورة الحجاب على لسان معظم الأحاديث اليومية لرجل الشارع المصري، لأن هذا الموضوع يمثل كرات الدم الحمراء التي تسري في شرايينه، ومصدر حياته الأخروية وهو الموضوع العلكة الذي يتغيب ويُغيب به. ما مِن أسرة ولا بيت، إلا وتجد الحجاب هو سيد الكلام المفضل، حتى لو كان الصراع الفلسطيني الفلسطيني بين حماس وفتح، فسبب مصائب القضاء والقدر عليهما هو تخليهما عن الحجاب.

• سؤال 2: ما هو وضع الكنيسة في معظم الأحياء المصرية الشعبية؟

يُفهم من الإنجيل المقدس أن معني الكنيسة هي جماعة المؤمنين بالسيد المسيح. هذه الجماعة هي الكنيسة الحقيقية، إنه المعنى الروحي لجسد السيد المسيح، سواء اجتمعوا في منزل أحدهم أو على الرصيف، أو في مكان تم تخصيصه لتذكر مجيء السيد المسيح إلى عالمنا، وتأكيد على رسالة الحياة الأرقى والأفضل للإنسان الفرد.
لكن هذه الأيام تم تغيير المعنى الإنجيلي ـ نسبة إلى الإنجيل ـ للكنيسة وأصبح الواقع التطبيقي للكنيسة هو مجموعة الحوائط التي تضم مقاعد خشبية، وستائر مزركشة، وصور ملونة، وبخور وأواني وغيرها مِن الأدوات المُكَّملة لممارسة حِفنة مِن الطقوس والشعائر والعبادات المكررة الرتيبة سواء بلغة مفهومة أو بلغة غير مفهومة، في النهاية يتم تقيؤ مجموعة جُمل محفوظة بحركات "ميكانيكية" بطريقة أو بأخرى.

والحقيقة ليس هناك فرق بين أي مِن الكنائس الموجودة في الأحياء المصرية الراقية الغنية والأخرى الموجودة في الأحياء الشعبية المصرية الفقيرة، فغالبية هذه الكنائس تؤدي هذه الطقوس تماما كما تؤديها بقية الكنائس في الأحياء الأخرى.

العامل المشترك بين أغلبية هذه الكنائس بكل مذاهبها، وطوائفها، ومللها، ونحلها هو التصارع والتناطح على استقطاب أكبر "كم" مِن العابدين الروتينيين التقليديين المنسوخين المستنسخين مِن السادة المرددين لكثير مِن الشعائر والطقوس عديمة الجدوى لإنسان هذا العصر. ومخرجات هذه الشعائر والطقوس والممارسات هي مزيد مِن التناطح بين أتباع هذه الكنائس والمجتمع ومزيد مِن التكفير والتدين الظاهري الذي ينتج عنه مزيد مِن الكائنات "المستنسخة" المجتمعية الغير ناضجة التي تتحرك في المجتمع المصري مِن منطلق أن هذا ليس وطنها، بل مضطهدين أو منتظرين وطن حلم سماوي في إطار تغييبي بالعظات الأخروية والغيبيات الروحية وغيبوبة الكثير مِن الوعاظ.

• سؤال 3: ماذا حدث الأسبوع الماضي في منطقة الشرابية، إحدى المناطق المصرية الفقيرة الممثلة تمثيلاً حقيقياً لأغلب البيئات والأحياء المصرية؟

اندلع حريق كبير جداً في حي الشرابية. الحريق أكل الأخضر واليابس لآلاف البيوت المصنوعة مِن الأخشاب والصفيح لعشرات الآلاف مِن الأُسر التي تعيش تحت خط الفقر، وليس مَن يفتقد مذلتهم. ناهيك عن كبار بُراز رافعي شعارات "الدولة تخطط مِن أجل تنمية المناطق العشوائية". حي الشرابية، يا سادة، أحد أحياء قلب القاهرة، عاصمة جمهورية مصر العربية.

يا سادة، يا كرام، حي الشرابية هذا مِن الأحياء الممتلئة بالكنائس مِن كل الأنواع والأصناف والمذاهب، بجانب المساجد والجوامع وأركان الصلاة في كل زاوية وحارة وشارع وناصية.
أغلب البنات الصغيرات والسيدات المسلمات محجبات، غصباً عنهن مِن ذكور العائلة أو برضائهن نتيجة لتغييب الواعظين والإعلاميين ومؤولي النصوص ومُغيبي الرعية. وأغلب مئات السيدات المسيحيات، في هذه المنطقة، يترددن على الكنائس هرباً مِن مشاكلهن الاجتماعية أو طمعاً في "كسرة خبز جافة".
يمارس المترددون على هذه الكنائس الطقوس والشعائر الدينية المكررة والمعادة وبنفس الطريقة الميكانيكية وهم مستنسخون مِن المرددين وراءهم.

• السؤال الضائع: ماذا أفادت منطقة الشرابية الفقيرة المُعدمة من ارتداء معظم البنات والسيدات المسلمات للحجاب، وذهاب معظم السيدات المسيحيات للكنائس؟
• السؤال المنسي: ما فائدة التمسك بقشور الدين ـ أي دين ـ لرقي الإنسان في الأماكن المنسية مِن المخططين وواضعي السياسات والاستراتجيات؟
• ماذا أفاد التدين الظاهري المتمثل في التحجب والتنقب والتخمر وممارسة الشعائر الكنسية للإنسان المطحون المُذل؟
• هل رقي الإنسانية بلبس الحجاب؟ وهل رسالة السيد المسيح مِن أجل رقي الإنسان هي مجموعة مِن الطقوس والممارسات الكنسية داخل جدران مزركشة وسط بيوت محترقة مصنوعة مِن أسوءا الخامات الوضيعة؟؟؟
• هل تصبح للنساء قيمة عندما يمارس رجالهن ذكورتهم عليهن بتحجيبهن؟ وهل دور الكنيسة ـ جماعة المؤمنين بالسيد المسيح ـ هي ممارسة شعائر وطقوس لا تؤدي إلى تقدم الإنسان، أعظم مخلوقات الله؟ بل بالحري تُغيبه عن واقعه المرير.

يا سادة، هل حريق الشرابية فضح حقيقة الحجاب، والكنيسة المحجبة؟

مع أسفي وعزائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أحييك
جميل ( 2009 / 4 / 3 - 09:16 )
تحية واجبه لك
فعلاً نحن الأقباط تعلمنا من اخوتنا المسلمين التدين المظهرى فقط
نرجوا من المسيح أن ينير عقولنا وعقول اخوتنا المسلمين
تحية لك
جميل


2 - اشكرك
عيساوي ( 2009 / 4 / 3 - 10:30 )
رائع هو فكرك ورائع هو طرحك

كم اتمنى من -قادة- الكنيسة ( مجموعة الحوائط التي تضم مقاعد خشبية) ان يصحوا ويعترفوا ويجددوا
وكم اتمنى من المنتمين المترددين على الكنيسة (مجموعة الحوائط التي تضم مقاعد خشبية) ان ينتبهوا لهذه الحقيقة ويبدأوا بقراءة ودراسة الانجيل لان -كلمة المسيح- هي التي تعطي الحياة وليست المجموعة هذه.

كل الاحترام والاعتزاز لشخصك

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية


.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة تتحدث عن عناية الإسلام بتربية ال




.. 76-Al-Aanaam


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تتربّص للاحتلال بكم




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تخوض أول اشتباك مع قوات الاح