الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهجرة المليونية.. درس وعبرة

ماجد محمد مصطفى

2009 / 4 / 4
القضية الكردية


ملاحم الشعوب عديدة وتبقى ابد الدهر في الذاكرة.. فالشعوب الحية لا تموت ابدا بل يتجدد نضالها بطرق اخرى
ففي مثل هذا الايام سطر الشعب الكوردي اروع صفحة من نضاله المشرف المشروع صوب تحقيق حقوقه المشروعة والتي تشكل بالضرورة طموح وغاية المناضلين والتقدميين والمثقفين صوب العدالة والانسانية..فمن خلال مسيرة مليونية صوب الفيافي والجبال في ظروف بالغة القسوة استطاع الشعب الكوردي كسب
عطف العالم وتأييده بقرار دولي هو 688 الصادر عن مجلس الامن في الخامس من ابريل عام 1991 الداعي الى الزام النظام المقبور الكف عن مطاردة الكورد الذين رفضوا سياساته الهوجاء وحروبه الفاشلة كلها.. مع احترام حقوق الانسان العراقي تلك الحقوق التي كانت منتهكة لسنوات عجاف طويلة ابان حكم ابشع دكتاتورية وجدت على الارض.
شكل القرار 688 نواة لعدة قرارات لاحقة نحو تحجيم النظام البائد ولو طبق بنود القرار المذكور بحذافيره لكان كافيا لاسقاط النظام دون الحاجة الى عمليات عسكرية مباشرة حيث جاء بمبادرة فرنسية تبعه قرار انشاء منطقة الطيران العراقي في الشمال والجنوب مما ساعد النازحين العودة الى ديارها وتحقيق اهداف الهجرة المليونية العفوية التي كانت نقطة انطلاق جديدة للاحزاب الكوردية لكي تشكل ادرة كوردية تحظى بتأييد الدول والمناصرين للانسانية اينما وجدوا.
وحيث كانت الانتفاضة الكوردية نتيجة تداعيات حرب تحرير الكويت وبنوع من التخطيط من قبل القيادة الكوردية ناهيك عن غضب الشعب وانتفاضة الجنوب العراقي كانت الهجرة المليونية تعبيرا عفويا صادقا ردا للدكتاتورية باختيار الموت في الجبال وسط الثلوج والبرد على الاستسلام والخنوع .. حيث شاهد العالم عبر التلفاز مسيرة قل نظيرها لنساء واطفال وكبار السن اودت بحياة العشرات منهم بتسأولات هل يعقل ذلك فقد تركوا ديارهم بمحض ارادتهم في فصل تاريخي اخر نحو فضح حقيقة النظام المقيت الذي وصل الى الحكم بقطار امريكي ومباركة عربية لهاثا وراء الشعارات القومية بكتاب واقلام اثمة تجنت على الحقائق بل حتى على مبادئها في غمرة التهليل والتطبيل جريا وراء قيادات لم تستطع تقييم الحقائق بموضوعية فانجرفت وراء سياسات خاطئة وحروب ثبت التاريخ او بالتاريخ والوقائع انها حروب فاشلة.
فقد اوضحت الهجرة المليونية بان الشعوب قادرة على تقرير مصيرها بعيدا عن السياسة والسياسات التي كبلت الطموحات الكوردية منذ تدشينه النضال قبل اكثر من قرن وعشرات الاعوام نحو تحقيق حقوقه المشروع بضمنها انشاء كيان كوردي مستقل اسوة بشعوب ودول العالم حيث يعتبر الكورد اكبر قومية لا تمتلك دولة خاصة بهم وما يعني ذلك النضال الدؤوب لكل الشرفاء والمناضلين صوب الحقوق الانسانية المشروعة لكل البشر..
ونتيجة الاوضاع المزدرية للنازحين بادرت ايران الاسلامية وتركيا الى فتح معابر لامدادهم بالحاجيات الحياتية الاساسية كما القت الطائرات المساعدات الانسانية من الجو حيث اودت حمولة بعضها الى موت اعداد منهم في مشاهد مؤثرة وماساوية..
وكما يحمل خزين الذاكرة الكوردية الكثير الكثير من دروس وعبر تلك الملحمة البطولية التي اودت بحياة اطفال ورضع ونساء صوب الحرية.. والدرس الاخر للاحزاب الكوردية وقياداتها التي تدين لنضال ابطال الهجرة المليونية فلولا الهجرة المليونية لما توفرت الاجواء لتشكيل الادارة الكوردية فهي مدينة للشعب بكل ما انجزتها خلال الاعوام اللاحقة من ثروات هي ملك الشعب اساسا وابطاله وبالاخص اطفال ونساء وشباب وشيوخ الهجرة المليونية.. وقدرهم في المضي لتحقيق طموحاتهم الحتمية رغم العراقيل الذاتية والتصريحات المخيبة غير المنطقية تاريخيا المخزية.
تحية لشهداء الهجرة المليونية ولسائر شهداء الكورد وكوردستان










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آلاف المجريين يتظاهرون في بودابست دعما لرئيس الوزراء أوربان


.. إسرائيل وافقت على قبول 33 محتجزا حيا أو ميتا في المرحلة الأو




.. مظاهرات لعدة أيام ضد المهاجرين الجزائريين في جزر مايوركا الإ


.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يتظاهرون في باريس بفرنسا




.. فوضى عارمة في شوارع تل أبيب بسبب احتجاجات أهالي الأسرى