الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجتمع المدني بين المعايير الذاتية والموضوعية

كاظم الحسن

2009 / 4 / 5
المجتمع المدني


ثمار المجتمع المدني لم تصل الى مرحلة النضج والقطاف الى يعد انهيار الفاشية والنازية،وفي منطقة الشرق المشبعة بثقافة اقصائية واحادية سواء كانت دينية ام قومية متطرفةاويسارية،كانت ترى صورة المجتمع المدني ،بدعة او مؤامرةغربيةاوعبر مفهوم كارل ماركس(المجتمع المدني مفهوم برجوازي لان الحديث عنه يحولدون الصراع الطبقي ) وبما ان الرأسمالية اعلى مراحل الاستعمارحسب توصيف لينين يصبح وليدها المجتمع المدني في تعارض مع مفهوم الاشتراكية لتي تعول على الصراع الطبقي.
وسوف تشهد المجتمعات الرأسماليةلاحقا تطورا لافتا للنظرمن خلال المؤسساتوالمنظمات اللا حكومية والتجمعات المدنية،مما ادى الى نشوء مجتمع الرفاهيةوالوفرة واسهم في دمج البروليتارية في النظام الرأسمالي ؤالتي كانت محط انظاروامال الاحزاب الشيوعية في تغيير النظام السياسي في اوروبا الغربية.
ولقد تنازعت في الشرق الاوسط ،الافكار النازية والقومية واليسرية والدينية ولم تكنالليبرالية لها موطئ قدم في ارض يتناسل فيها الاستبداد ويتكاثر بصورة مرعبة ومخيفة.
لذا تأخرت ثقافة حقوق الانسان والحريات واحترام الرأي الاخر والاقرار بحق المعارضة في الوجود وتداول السلطة وسيادة القانون.
ومن خلال تعريف توماس هوبز،للمجتمع :(هو المجتمع القائم على التعاقد) تصبحالعشيرة والطائفة والقبيلة،والتي تتكون بصيغة الانتماء القسري او القدري،خارج تصنيفات المجتمع المدني والتي تعتمد على التشكيلات الحرة والتطوعية وغير المفروضة من اية جهة اخرى سوى حاجة المجتمع لسياسي لها لتشكل الدورة السياسية الخصبة والمثمرة له.
وربما فهم البعض( تعريف هيغل)للمجتمع المدني بصورة مغلوطة : انه الفضاء بين الدولة والعائلة ، وبما ان هذا الفضاء يشكل لدينا (الطائفة والقيبلة) تصبح هذه المكونات هي الاساس،حسب اعتقادهم .
ان مفهوم هيغل للمجتمع المدني ينبع من تطور المجتمع من الحالة الطبيعية من الحالةالطبيعية الى مرحلة التعاقد . بل ان جون لوك يرى ان الحاكم المطلق لايتفق مع طبيعة المجتمع المدني، ومكونات ماقبل الدولة الحديثة تؤدي بطبيعة انتماءاتها الضيقة الى الاستبداد وتغيب عنها مفاهيم المواطنة والمساواة والعدالة ،وهذه الاسس ذات اهمية بالغة لبناءمجتمع الديمقراطية.
بل ان البعض تختلط عليه المفاهيم فيعتبر ان المصطلحات تنطوي على ذاتية اجتماعية،وهذا الالتباس يؤدي الى التشكك ببعض المفاهيم الكونية التي اخذتشرعيتها من خلال اتساع قاعدتها الدولية،وهذا يعود الى التصورات الاستشراقية ذات (العرقية المركزية الاوربية) والتي ترى الاطراف غير على التعاطي مع الديمقراطية ، وانها خلقت هكذا،ممايعطي شرعية وهمية لانظمة الاستبداد.
ان المجتمع المدني هو وليد العصر الصناعي ،وقد تكون مراحل تطوره الجنينية قد مرت بعهود سابقة الاان نضجه وتكامله حدث في هذا العصر ،ولذا من الغريب ان يحاول البعض اقحام هذه المفاهيم بحقب سابقة ،وتوشيحها بمصطلحات دينية لاتتسق لاتتسق بأية حال مع تاريخية وظرفية التعدد والتنوع واحترام الاخر.
ان من يعتقد بمركزية تاريخ فهو لايختلف عن الاوربي بمركزيته وشموليته ،وعليه لابد من التعامل مع المصطلحات بعلمية ومهنية وليس من خلال ما نرغب ونتمنى ونحب ونقع في فخ الذاتية ونتضخم حول( الانا) بحيث تحجب عنا رؤية انفسنا اوالاخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - كوريا الشمالية تعرب عن دعمها الكا


.. حديث السوشال | في الأردن.. معلمة تصفع طفلاً من ذوي الاحتياجا




.. مشاهد لاكتظاظ مدينة دير البلح بالسكان النازحين من رفح


.. تونس: متظاهرون يطالبون بتحديد موعد للانتخابات الرئاسية وإطلا




.. الجيش الإسرائيلي يخلي مراكز الإيواء من النازحين الفلسطينيين