الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابعاد 3200 إمام وخطيب يعتنقون أفكار مغلوطة ...

شامل عبد العزيز

2009 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بناءاً على التغييرات الأخيرة ألتي قام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية والتي طالت أسماء شخصيات دينية معروفة بغية إصلاح المؤسسات الدينية حسب تصريحات المسئولين في المملكة ونتيجة كتابات بعض الأخوة هذه الأيام حول نفس الموضوع أحببنا أن نشاركهم فنقول:
صرح وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ لصحيفة عكاظ في 25/3/2009 أنه تم إبعاد 3200 خطيب وإمام من منسوبي المساجد خلال الخمس سنوات الماضية يعتنقون أفكاراً مغلوطة ( المغلوطة في نظر السيد الوزير أن هولاء الخطباء كانوا من المناصرين والمؤيدين لأعمال تنظيم القاعدة)..
تصريح السيد الوزير جاء في محاضرة ألقاها لمنسوبي قوات الأمن الخاصة في الرياض ..
أفكار مغلوطة :إن المذهب الحنبلي أحد المذاهب الإسلامية الأربعة هو المذهب السائد والطاغي الذي تتبناه المملكة عندما دعا إليه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تحالفه مع مؤسس المملكة السعودية الأولى وذلك قبل أكثر من 3 قرون .
بعد أحداث عام 1990 وعند دخول العراق مدينة الكويت حدث انشقاق في المؤسسة الدينية السعودية بسبب فتوى شرعية حول : هل يجوز شرعاً دخول القوات الأمريكية إلى الأراضي السعودية وضرب العراق انطلاقاً من أراضيها ؟
ذهب قسم من العلماء إلى الجواز وخاصة علماء المؤسسات الدينية عبد العزيز بن باز ومن وافقه وهم كانوا أعلى سلطة دينية في حينه . في حين اعترض على هذه الفتوى علماء آخرين . سفر الحوالي مثلاً ..
من جراء هذا الانشقاق نستطيع أن نقول أن السلفية الجهادية هي ألتي انشقت عن السلفية الإصلاحية ( الوهابية) . الأولى تحمل السلاح ( تنظيم القاعدة وما ينبثق عنها في البلاد الإسلامية) والثانية ترفض السلاح ( الوهابية).
السلفية الجهادية والتي عانى منها العالم وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر عموماً والسعودية خصوصاً ( من حق المملكة الدفاع عن أمن وسلامة بلادها ) . ترفع شعار ( جاهلية المجتمعات وتكفير الحكام) وهي عبارة عن نتاج السلفية الإصلاحية ممزوجة بالقطبية ( أفكار سيد قطب المستمدة من أبي الأعلى المودودي). والذي رفع شعار ( الحاكمية لله) . وهو نفس الشعار الذي رفعه الخوارج في معركة صفين بين علي ومعاوية .. حالياً السلفية الإصلاحية تطلق على الجهاديين خوارج العصر ..
يقول السيد الوزير : إن أصحاب الفكر الضال هم خوارج العصر احتضنتهم خلايا إرهابية واستغلتهم بدعوى الجهاد في أفغانستان وغيرها ولكنهم كانوا بعيدين عن مواجهة الاحتلال كما كان بعضهم يدعي وجندوا هناك ثم عادوا إلى المملكة مقتنعين بما أملي عليهم من خطط لتوسيع مايسمونه بقاعدة الجهاد ..
كلام جميل .. ولكن السلفية الإصلاحية بالرغم من تصديها للسلفية الجهادية حفاظاً على المملكة وتعاونها مع باقي الدول في هذا الباب فانها سوف لن تستطيع أن تستمر بمشروعها الإصلاحي ولسبب بسيط جداً ألا وهو الاشتراك في غالبية المفاهيم الإسلامية حول مفهوم الأخر ( الكافر) فإذا مارفضت السلفية الإصلاحية مفاهيم السلفية الجهادية في حمل السلاح فإنها تشترك معها في تعليم الكراهية للأخر ووصفهم بأحفاد القردة والخنازير وأن المشركين نجس وعباد الصليب ولا تبدؤاهم بالسلام وأضطروهم إلى أضيق الطرق ولا يجوز مشاركتهم في أعيادهم أو احتفالاتهم ولا يجوز تهنئتهم والقائمة تطول ..
السيد الوزير قدم نصف الحل ألا وهو التصدي لحملة السلاح ولكنه لم يقدم جواباً لحملة الأفكار الذين يؤمنون بمفهوم الأخر كما ورد أعلاه وهذا تعليم في الصغر لانستطيع محوه بسهولة خاصة إذا ما علمنا كيف هي طريقة التدريس في مدارس المملكة . .
يقول السيد الوزير : إن وزارته أطلقت خلال السنوات الخمس الماضية حملة لتصحيح المفاهيم الشرعية لمنسوبي المساجد في كافة مناطق المملكة ..
ما هو هذا التصحيح للمفاهيم الشرعية ؟ العبارة مبهمة وغير واضحة ؟ من يستطيع أن يصحح مفهوم من هو الكافر عند المسلمين ؟ من يستطيع تصحيح مفهوم من هو الرافضي ؟ علماً أن المنطقة الشرقية يسكنها الأخوة الشيعة وهم سعوديين ولكن من الدرجة الثانية إذا صح التعبير وهناك حملات إعلامية من قبل الدعاة ضدهم معروفة للجميع ؟ من يستطيع تصحيح مفهوم الديمقراطية والعلمانية والليبرالية وهي جميعها مفاهيم كفر والحاد نسمعها ونقراها يومياً ..
يستمر السيد الوزير : إلى أنه طرأت على المجتمع السعودي خلال العقدين الماضيين مشاكل فكرية تصدت لعلاجها عدة جهات منها وزارته ...
العقدين الذي قصدهما السيد الوزير هو ما تناولناه في بداية المقالة ( جاهلية المجتمعات وتكفير الحكام) والانشقاق الذي حدث جراء الحكم الشرعي حول ضرب العراق من داخل الأراضي السعودية ..
الشيء الايجابي الذي أورده السيد الوزير ( أن هناك مشكلة تكمن في صعوبة التطبيق والتغيير لمن هم على رأس العمل حالياً ومنذ سنوات طويلة )
هذا اعتراف بأن هناك مفاهيم قد تغلغلت في المجتمع السعودي ويعمل رجال المؤسسات الدينية على تطبيقها دون سيطرة من قبل الحكومة أو بالأحرى بموافقة الحكومة بغض الطرف عن هولاء المتنفذين ..
نحنُ نعتقد أن الإصلاحات الأخيرة التي طالت بعض رجال المؤسسات الدينية لابد من تكثيفها وخصوصا للهيئة التي هي أعلى سلطة ( ما يسمى بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بتطبيق المبادئ الاسلامية في الشوارع من ضرب للناس وكبس البيوت والمقاهي والأماكن العامة بحجة المخالفات الشرعية والتي ضاق منها الشعب السعودي وخصوصاً المرأة .).
يستمر السيد الوزير : لذلك كان هناك تركيز أكثر على النشىء الجديد ..
نحن نتمنى للسيد الوزير الموفقية في مسعاه ولكن لابد من التركيز على أن تكون المفاهيم التي تُعطى للنشىء الجديد مفاهيم خالية من النظرة الدونية للأخر وعدم زرع تعاليم الحقد والكراهية تجاه المخالف ومحاولة أتباع طريقة تعليم جديدة وبعكسه سوف يكون الحل والإصلاح غير مجدي .
أي بمعنى أخر لابد للمؤسسة التعليمية من تقديم بديل طيب عن البدائل القديمة والتي يحاولون ألان تنحية أصحابها عن المواقع الرئيسية ..
فهل سوف يتمكنون من ذلك ؟؟ لاندري ولكننا نتمنى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خاتمة موفقة
مختار ( 2009 / 4 / 4 - 22:19 )
هل يمكن اعتبار إجاراءات الحكومة السعودية من قبيل مسايرة الوضع العالمي والخضوع للضغوط الغربية في محاربة الإرهاب؟ أم هو فرز حقيقي يجري في هذا البلد بين قوى الجمود وقوى الحداثة؟
أعتقد أن هناك قوى برجوازية ولبرالية في السعودية وفي كل الأنظمة العربية ويمكنها إذا أرادت أن تفعل الكثير لدفع هذه المنطقة نحو الحداثة والديمقراطية. الطرق الثورية التي يدعو إليها الإسلاميون وحتى البعض من القوميين واليساريي المتحالفين معهم للإطاحة بهذه الأنظمة محفوفة بالمخاطر ويمكن أن تعيدنا إلى الوراء أكثر عبر أنظمة أكثر إيغالا في الرجعية والقمع.
صحيح أن الأنظمة العربية تتحمل مسؤولية كبيرة عن هذا التخلف ولكن الشعوب أكثر تخلفا منها بكثير ولو أتيحت لها الفرصة لاختارت حكاما أسوأ مما هو كائن. يمكن عبر تضافر كل الجهود الديمقراطية أن تتحالف قوى واسعة داخل الأنظمة وخارجها لإلحاق الهزيمة بقوى الماضي والاستبداد. في الجزائر عندما خير الشعب بين الأحزاب الديمقراطية والأحزاب الأصولية التي كانت تكفر الديمقراطية اختاروا هذه الأخيرة لأنها الأقرب في خطابها الغوغائي إلى الغوغاء، وكان ما كان


2 - قليل العدد
فايز محمد ( 2009 / 4 / 4 - 22:55 )
العدد قليل صدقوني هناك الالاف من الائمة لا يزتالون على راس العمل بفتواهم ومكانتهم بين بعض طلاب العلم ممن يكفرون ويرهبون حتى ابناء الوطن من الليبراليين وغيرهم .العدد قليل كما قلت المملكة ستمر بمحنة ومشكلة اكبر من السابق ستكون حرب اهليه بين الجهاديين وممن يسمون انفسهم شيوخ او مشايخ معتدلين ومرتهم.هذي نتيجة التعصب لعقد طويلة وتبني اراء وفتاوى تكفر الاخرين.ونعيش طيلة حياتنا نرى الاخرين كفار يستحقون الجهاد لاخضاعهم تحت حكمنا.


3 - ذر الرماد
عدنان عباس سكراني ( 2009 / 4 / 5 - 12:00 )
السلطه في السعوديه قائمه على اساس ديني ملكي واي اختلال في هذين المفهومين هو خط احمر لا يمكن تجاوزه بالنسبه لها اما التكلم عن اصلاحات فهو لذر الرماد في العيون وارضاء الصت الغربي الذي يرتفع بين حين واخر للقيام باصلاحات في المؤسسه الدينيه والحكومه


4 - تعقيب خاص
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 5 - 16:48 )
الاستاذ مختار . تحية وتقدير : دائماً وكما قلت لك سابقاً أن تعليقاتك لها من الاهمية الشيء الكثير . أكثر من مرة قرأتُ أن الحكام هم السبب ولكن ملاحظاتك الشخصية أنك تقرن السبب بالشعوب وهذا هو الحق طبعاً وحتى أصل معك إلى توضيح أكثر أقول والشيء بالشيء يذكر .. في يوتيوب التمدن هناك مقابلة مع الدكتور طارق حجي لمدة ثمانية دقائق ومن على قناة دريم الفضائية المصرية أورد الدكتور مقولة مهمة ... مشكلتنا من الأتباع وليس من الدعاة . وقال أن الدعاة قليليين مقارنة مع الأتباع وكيف يتبعهم هذا الكم الهائل دون دراية وتدقيق وتحقيق لما يقولونه . أعود وأقول كيف الشعوب تتبع الاصوليين وتترك الديمقراطيين . هنا المشكلة وهي عويصة وهناك عدة أسباب التعليم أولها وعدم الوعي الحقيقي لمجريات الامور بصورة صحيحة مع التراكمات التي ورثناها وهي الحجر التي تقف ايضا في الطريق وبصورة كبيرة .. محبتي


5 - شكراً سادتي
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 5 - 16:52 )
الاستاذ فايز حتى لو كان العدد قليل كما تفضلت إلا أنها خطوة وهي بسيطة إذا رافقتها خطوات أخرى من الممكن أن يتحول التشاؤم لديك إلى تفاؤل وأتمنى ذلك .. الاستاذ عدنان عندما يقترب الخطر إلى الخط الاحمر الملكي من الممكن أن يتبدل الأمر على حساب الديني .. شكراً للمتابعة أتمنى لكما الخير

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني