الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستراتيجية الجديدة للاسلام السياسي

سمير عادل

2004 / 4 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لابد من القول ان امريكا لم تقض على الارهاب بأحتلالها للعراق. وهذا ما تعترف به حتى ساسة البيت الابيض. فمضى على اعلان انتهاء الحرب من قبل بوش في العراق عاما كاملا، والعمليات الارهابية تشتد وتيرتها. وبقعة الارهاب تتسع في العالم ويتحول العراق الى محل لتصفية الحساب بين الارهابيين. امريكا من جهة والاسلام السياسي من جهة اخرى. وبالرغم من تبجح بوش في خطاباته الاخيرة ضمن حملته الانتخابية لرئاسة جديدة، بان العراق مفتاح الى الشرق الاوسط، كرمزا للحرية والديمقراطية. الا ان الاحداث الاخيرة بينت ان العراق اصبح مفتاحا لفتح الابواب لجذب الارهابيين من الشرق الاوسط.
ان امريكا اعلنت بانها انتصرت في حربها على العراق باسقاط نظام صدام حسين. الا ان الامور تسير من سوء الى اسوء منها، حيث الحرب مشتعلة باشكال اخرى وارهاب الالة العسكرية الامريكية ما زالت تقتنص حياة الابرياء في المدن العراقية دون رادع وما زالت تسرق النوم من عيون الاطفال، هذا اذا ما لم تفتت جثثهم بأسلحتها الفتاكة. لكن العملية لن تنته هنا. حيث ان الطرف المتصارع وهو قوى الاسلام السياسي لم تنجح في مقارعة امريكا عسكريا في العراق. واذا ما نجحت تلك القوى المدعومة من قبل امريكا في محاربة القوات السوفيتية في افغانستان والانتصار عليها في النهاية والحاق خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفها. فأنها لن تتمكن باتباع نفس الاستراتيجية في مجابهة القوات الامريكية والحاق نفس حجم الخسائر التي كانت تلحقها بالقوات السوفيتية. فليس امام قوى الاسلام السياسي الا الحاق الهزيمة السياسية بأمريكا في العراق وتوريطها بسلسلة من المشاكل والمعضلات واهمها اشعال حربا اهلية قومية وطائفية. ولا يحتاج المرء الى عدد من الشهادات الجامعية للحمقى من المحلليين السياسيين كي يتوصل الى فهم استراتيجية هذه القوى في العراق. ولا ايضا الى صياغة جديدة لنظرية المؤامرة المنتشره حتى لدى السذج ممن يدعون ان لهم باعا طويل في السياسة ومفادها ان امريكا هي التي وراء تفجيرات كربلاء والكاظمية وفنادق بغداد والامم المتحدة..الخ التي راحت ضحيتها مئات من الابرياء. وسواء كان التسجيل الصوتي الاخير الذي يقال انه لابي مصعب الزرقاوي او لم يكن، حيث يهدد فيه الشيعة لتعاون احزابها مع امريكا، فأن تنظيم القاعدة الذراع العسكري للاسلام السياسي، يعمل بخطى دؤوبة في اشعال حربا اهلية في العراق تكون محتواها حربا طائفية تبغي من ورائها غرق امريكا في مستنقع العراق الذي سيكون لا قرار له.
وتؤكد الجمهورية الاسلامية في ايران على نفس استراتيجية تنظيم القاعدة، حيث تستخدم نفوذها داخل الاحزاب الشيعية لادامة الفوضى السياسية في العراق اكثر مدة ممكنة للاستفادة من عامل الوقت. وليس جماعة الصدر الا احدى ادواتها في تنفيذ سياستها في العراق. اذ ليس عبثا ان يستقبل مقتدى الصدر عندما زار ايران مؤخرا من قبل ما يسمى بالمتشددين المعادين لامريكا من خامنئي ومحتشمي ورفسجاني..بينما لا يستقبل عبد العزيز الحكيم غير خاتمي واصحابه ممن يسمونهم بالاصلاحيين، المعروف بالتيار المهادن لامريكا. وكل من يراقب دور مقتدى الصدر خلال ستة اشهر مضت يكتشف السيناريو الذي صاغته الجمهورية الاسلامية له. فتارة يعلن عن حكومة، يدرك اي مرء بأنها لا تعدو اكثر من مهزلة سياسية. واخرى يعلن عن تأسيس الجيش المهدى، الذي احتار في تمويله ففكر في احتلال المراقد في كربلاء للحصول على اموال الزكاة وتبرعات الزوار. والاخيرة التي ستودي بمستقبله السياسي عندما اعلن مقاومة امريكا. فمن كثر ما يشعر بتورطه في مواقفه الاخيرة راح يدلي بتصريحات متناقضة هو واتباعه. فمرة يعلن عن اتحاده مع حماس وحزب الله واخرى يدعو الى التهدئة ومن ثم يعلن الاعتكاف ثم لينتهي به الى انتقاله الى النجف ثم الاعتصام .. وفي الحقيقة انه لا يعدو اكثر من العوبة بيد الجمهورية الاسلامية في ايران لتعميق الفوضى السياسية والحاق المزيد من الدمار بجماهير العراق التي تعني تعميق ازمة امريكا وتوريطها اكثر فأكثر في العراق. و اصبح تعميم قتل المدنيين اكثر ما يمكن بحجة ومن غير حجة، احدى الحلقات الرئيسة من استراتيجية الاسلام السياسي. اذا كان المتعارف عليه قتل المدنيين من العدو. اما الجديد هنا هو تعميم القتل في كلا الطرفين. فهي نفس الاستراتجية التي اتبعها النظام البعثي الفاشي عندما كان فدائي صدام وجنوده يتحصنون في المناطق الاهلة بالسكان. ها هي العملية تتكرر من قبل اتباع مقتدى الصدر وبقايا البعث والاسلاميين في مدينة الثورة والشعلة ..في بغداد والناصرية والفلوجة والرمادي. ومن جهة اخرى لا تبالي القوة العسكرية الامريكية البربرية في طحن المدنيين. ان هذا الشكل من المقاومة لا يجد رواجا ولن يجد سوقا الا عند الذين مصابين بفيروس العمى العقلي والانساني الذي يسمى "معاداة امريكا". وان هذه الاستراتيجية محل ادانة وشجب كل من يحمل ادنى مشاعر انسانية.
لقد قال عزيزنا الراحل منصور حكمت ان مجابهة الارهاب والارهابيين هي مهمتنا نحن، في اليوم التالي لجريمة نيويوريك وواشنطن المعروف بأحداث الحادي عشر من ايلول. ونحن نقول لجماهير العراق ان الالتفاف حول سياسة الحزب الشيوعي العمالي هو الذي تصل بكم الى بر الامان.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية تواصل التصدي لكل محاولات الت




.. 78-Al-Aanaam


.. نشر خريطة تظهر أهداف محتملة في إيران قد تضربها إسرائيل بينها




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف الكريوت شمال