الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية إسلامستان الكبري2

سهام فوزي

2009 / 4 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تعليقا علي مقالتي المنشورة بالأمس بعنوان جمهورية اسلامستان الكبري وردتني عبر الإيميل العديد من التعليقات الغاضبه والتي تتلخص أغلبها بأن ما حذرت منه من إمكانية إقامة جمهورية إسلامستان الكبري هو مجرد حلم لن يتحقق ولكن الغرض من دعوتي كان ان اطالب بمزيد من القمع الذي يوجه لهذه الجماعات ، كما اتهمتني هذه التعليقات باني اكتب عما لا أفهمه والقي الإتهامات جزافا وان هذه الجمهورية ان تم إقامتها فسينتشر العدل وسيشعر الجميع بالسعاده .وليسمح لي القراء الفاضل الذين كتبوا إلي أن أرد من هنا من الحوار المتمدن وأبدأ الرد بأن أؤكد علي اني بصفه عامه لا استهدف بما أكتب فئة محدده أو أسعي أن أنال التصفيق كما اتهمت من قبل أحد القراء الأفاضل ولكني أكتب من أجل أن أساهم في إلقاء الضوء علي بعض الأمور التي أري أنها تؤثر في حياتنا أجمعين ، أما عن كوني أكتب وأنا لا أعلم فليسمح لي القارئ الكريم أن أوضح أمرا شخصيا فأنا حاصله علي درجة الماجستير في العلوم السياسية وفي طور الإعداد للدكتوراه في ذات العلم وهو ما يعطيني ولو قدرا يسيرا من المعلومات التي تساعدني أن الم بظروف نشأة هذه الجماعات وأساليبها التي تستخدمها وما تسعي إلي أن تحققه ، أما عن أن هذه الجماعات لا تهدف أو لا تقدر علي إقامة الدولة الإسلامية التي حذرت منها فاختلف مع هذا الراي جملة وتفصيلا ،فهذه الجماعات تتسم بالتنظيم الشديد والتخطيط الجيد والتدرج في تطبيق أهدافها وأي قارئ لأهداف هذه الجماعات سيري أن الهدف الرئيسي لهذه الجماعات هو إقامة الدولة الإسلامية العادلة والقادره والتي تطبق أهداف الشريعة الإسلامية كمصدر وحيد للتشريع وفي سبيل تحقيق هذا الهدف فتلك الجماعات تنفذ مجموعه من الأهداف المرحليه التي تمهد وتخدم الهدف الرئيسي المنشود وهو الوصول إلي الحكم وهو هدف أي حزب سياسي لا يمكنه أن ينكره وإلا تحول إلي أي شيئ اخر وليس الحزب إذا الهدف موجود وإن كانت الظروف حاليا لا تسمح بتحقيقه ولكن هذا لا يعني أن الجماعات ستتخلي عن هذا الهدف ولكنها تؤجله وتستكمل انجاز باقي الأهداف التي ستساعد في تغيير الاوضاع السائده في المجتمع وجعله أكثر تقبلا لهذه الجمهورية.
والسؤال الذي أتمني أن أجد له إجابه ويشغلني منذ الامس وهو هل هذه الجمهورية فعلا ستكون هي الجمهورية الفاضله التي ستحقق العداله والسعاده لجميع مواطنيها؟أي سعاده وأساس فكر هذه الجماعات قائم علي التطرف والتشدد الذي سيرجعنا قرونا إلي الوراء ففي مجال الديمقراطيه وحقوق الإنسان ترفض هذه الجماعات تماما كل ما يتعلق بالديمقراطيه جملة وتفصيلا ويرون أنها بدعة والمتابع لشئون هذه الجماعات يري أنها في تعاملاتها الداخليه ترفض تماما إستخدام الديمقراطيه أو الحوار فالأوامر تأتي من القيادات العليا أو القائد أو المرشد العام وعلي الباقي أن ينفذوا بدون إعتراض ومن يعارض فسيعاقب ويفصل ويقمع وبالتأكيد مادام هذا هو النهج السائد في تعامل الجماعات مع أعضائها فستطبق هذا الأمر بشده علي باقي أعضاء المجتمع أن أستطاعت الوصول إلي الحكم ،وتري هذه الجماعات أن حقوق الأنسان هي بدعة غربيه لا يجب الإلتفات لها بل يجب محاربتها حتي لا تنتشر الفتنه وينتشر الفساد ومن هذا المنطلق فتلك الجماعات لا تقبل بحرية الدين أو المعتقد أو الرأي أو التفكير مما سينسف كل الانجازات الضئيله التي حققناها كعرب فالكتب يجب أن تراقب وأن يسمح فقط بالكتب والصحف التي تروج لأفكار الجماعه وقراءة ما عدا ذلك يعد مفسده تستوجب البتر والكتب الدينية المسموح بها لدي تلك الجماعات هي الكتب المستمده من أفكار ابن تيميه وغيره من أئمة التطرف ،ابن تيميه الذي لم يكتسب شهره ولم يسمع عنه أحد الا بعدما أخذت هذه الجماعات ومن قبلهم محمد بن عبدالوهاب مؤسس التطرف الحقيقي في منطقتنا هذا الفكر وآمنت به وعملت علي تطبيقه وهذا الفكر قائم علي التحريم تحريم كل شيئ فالحرام هو القاعده والحلال هو الإستثناء وهذا الفكر قائم علي تكفير الآخر الذي يتبني ويعتنق دينا ومذهبا مخالفا لمذهب ودين الجماعه إذا ماذا يجب علينا أن نفعل مع أتباع الديانات الأخري ووالمذاهب الأخري الذين يعيشون معنا في ذات المجتمع الرد موجود لدي تلك الجماعات أولا الإستتابه ومن ثم القتل لمن يرفض علي الرغم أن الدين كفل حرية الدين والمعتقد ولكن تلك الجماعات استطاعت أن تروج لأفكار مختلفه استمدتها من قدرتها علي ايجاد بعض التفسيرات التي تؤكد علي اهمية استئصال الآخر وعدم قبول التعايش معه وهذا ما زرعته تلك الجماعات في نفوس أتباعها ومريديها وجعلته أساس تعامله مع الآخر ونظره واحده لحوادث العنف والتطرف الطائفي ترينا مدي تغلغل هذا الفكر في حياتنا فالكثيرون الآن أصبحوا ينظرون للآخر علي أنه عدو لا يجب التعامل معه ولا الإحتكاك به وللأسف إن هذا الفكر يروج له علي منابر المساجد ويكتسب طابعا دينيا بل ويروج له علي أنه جهاد يوصل صاحبه للجنه وهذا ما أدي إلي نشوء حركه مضاده من الديانات الأخري تحمل نفس الطابع العنيف مما أدي إلي إنقسام المجتمع وتطرفه وحدوث المواجهات بين أبنائه الين عاشوا فترات طويله قبل ذلك إخوانا وأصدقاء كل هذا حدث بسبب إنتشار الفكر المتطرف في مجتمعاتنا وأصبح له أتباع ومريدون يطبقونه بلا تفكير فماذا سيحدث لنا إن إستطاعت هذه الجماعات الوصول إلي الحكم وأصبحت هي الجهه الوحيده التي تشرع وتنفذ ؟ماذا سيحدث لأبناء الديانات والمذاهب الأخري؟بل وماذا سيحدث لمن يرفض أفكار تلك الجماعات ويحاربها هل سيقتلون هل سيطردون من بلادهم لا أعلم ولكن أعلم بأن ما سينتظرهم لن يحقق لهم سوي التعاسه والألم والإضطهاد
أما المرأة ففي ظل تلك الجماعات فستصبح أي شيئ ولكنها لن تصبح إنسانا ففي ظل تلك الجماعات يجب علي المرأة ان تتشح بالسواد وأن تصبح خيمه متحركه وأذكر هنا وصف سمعته يوما وأضحكني ولكنه ضحكا كالبكاء بأن المراة في بعض المجتمعات لا تعرف إن كانت مقبله أم مدبره لأنها متشحه بالسواد من رأسها وحتي أخمص قدميها وبالتأكيد المكان الوحيد الذي يسمح للمراة بالتواجد فيه في ظل تلك الجماعات هو المنزل الذي لا يجب أن تخرج منه إلا للضرورة والضرورة القصوي التي يحددها وليها ولابد أم يصاحبها الولي أو من ينوب عنه في خروجها من المنزل وفي ظل حكم هذه الجماعات فالتعدد في الزوجات هو القاعده فهذا هو الشرع الذي يجب تطبيقه وهو الأمر الذي يجب علي المرأة التقيه أن تطيعه وفي ظل هذه الجماعات فالرجل هو من يحتفظ بحق القوامه ولذلك فيجب أن يتحكم حتي في عدد حبيبات الهواء الذي تتنفسه المرأة وعليها واجب الطاعة وعليها أن تقبل أن يصبح الرجل هو المتصرف في كل شئونها حتي ميراثها الشخصي فالشرع الذي تعرفه تلك الجماعات هو من يقول ذلك ،كما أن الشرع الذي تزعم هذه الجماعات تطبيقه ولا تفهم غيره يري أن المراة مخلوق ناقص وأعوج ينبغي أن يقوم بالعصا والضرب والإهانه وهذا هو حق الرجل الذي لا يجب أن يراجع فيه ، أما عمل المرأة والتعليم فهو أيضا للضرورة التي يجب أن يستاذن وليها فيها ولا يحق لها أن تعترض فهي ليست إنسانا له حقوق بل هي أي شيئ وعليها ان تعي هذا الأمر ولا تحاول أن تسترشد باي اراء عقلانيه أو بما يسمي الاعلان العالمي لحقوق الإنسان فتلك بدع من عمل الشيطان وكفر بين لا يدانيه كفرا الا بدعه ان للمراة الحق في الحب وإختيار شريك الحياة
تلك هي بعض من ملامح الجمهورية التي تريد تلك الجماعات تطبيقها لكي تقتل ما تبقي فينا من إحساس بالانسانيه والحضاره ومن يدعي بان هذا هو لسائد في بعض دول العالم ويري ان حتي في الغرب هناك الاتجاهات والأحزاب الدينية فاطالبه ان يراجع افكار تلك الاحزاب فهذه الاحزاب تسمح في عضويتها بغير المسيحيين وتقبل بتعدد الآراء ولا تقمع حرية الراي والتفكير ولا تفرض كتبا بعينها ولا تحرم ولا تحلل ففي الغرب يفصلون بين الدين والدولة الدن هناك هو علاقه خاصه بين الله والفرد ولا يحق لأحد أن يتدخل فيها ولا أنيحاسب الفرد علي ما يؤمن به ، الاحزاب المسيحيه في الغرب لا تري أن علاج الأمراض يكون باللجوء إلي المشايخ ويحرمون الطب الحديث خاصه في مجال الأمراض النفسيه ولا يلجأون لمدعين الدين ليعالجوها بالضرب وكل الدجل الذي يمارس باسم الدين ،الاحزاب المسيحيه لمن يقارن بينها وبين الجماعات الإسلامية لاتري أن المراة مخلوق يحتاج الي الوصايه والتاديب والقمع الاحزاب المسيحيه لا تنظر الي نوتع أو جنس المنتمين إليها وانما تنظر إلي أفكارهم ومدي قدرتهم علي الإسهام في المجتمعات التي ينتمون اليها هذا هو الفارق بين الأحزاب المسيحيه والجماعات الإسلامية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاحزاب الدينيـــة
كنعـــان ايرميا ( 2009 / 4 / 6 - 21:43 )
الاحزاب الدينية الاسلامية لاتومن بالوطن والحدود الدولية وانما بمفهوم دار سلام ودار حرب وهذا يعني نشــــــر الفوضـى والخــــراب في النظام الدولي خاصة اذا اتخذ الاخرين الاقوياء مبدا المقابلة بالمثــــل وهو مقبول دوليا وحسب شرعة الامم المتحدة وفي حال تطبيقة يعني باختصار اقر ا على الدول الفقيـــرة الســــلام وحسب علمي المتواضع ان الشريعة الاسلامية لاتحدد مدة خكم الخليفة ولاطرق انتقال السلطة ولاينكر احدا ان ثلاثة من الخلفاء الراشدين قتلوا بيد المسلمين وحتى اليهود تخلواعن شرائع وقوانين توراتهم لفضائل المدنية الحديثة في اساليب الحكم رغم دولتهم القائمة تحية تقدير


2 - لم عدم نشر التعليق؟
عديد نصار ( 2009 / 4 / 6 - 23:19 )
قلت و أكرر ..مع التمني بنشر التعليق
دعونا نقرأ قراءة مادية و لا ننجرف مع الخيال. لم يكن من حظ لقوى الدين السياسي من الصهيونية إلى الشيعية السياسية إلى الوهابية السياسية و غيرها لولا الفعل المادي لقوى النظام الرأسمالي. مشكلتنا هي مع قوى النظام الرأسمالي و أدواته. و علينا أن ندرك أن ما ينتج عن وجود الاسلام السياسي لا يستمر و ليس له من مستقبل إلا في ظل النظام الرأسمالي العالمي.
لا يمكن أن نتخلص من أية رجعية طالما هي نتاج ذلك النظام. كل الرجعيات مهما كانت هي من نتاج هذا النظام.


3 - الاسلام او العداله
Zagal ( 2009 / 4 / 7 - 05:07 )
اكثر واحد ناقش هذا الموضوع هو استاذنا سيد القمنى ... لدرجة انه تم تهديده من قبل الجماعات حتى يبتعد عن هذا الموضوع ... لانه سيكشف نيتهم الخبيثه لقلب نظام الحكم والرجوع لعصور الظلام والتخلف ..
-

لله جل جلاله شان فى خلقه
فلما تحشرون انفسكم بين الناس وبينه ...!!!

فدين الدوله معناه ان يستفيد اتباع الدين الرسمى على حساب الذين لايؤمنون بالاسلام والعداله تصبح مجرد اشاعه ... - وهذا هو مايفعله المتدينون الجهلاء


4 - سيدتي الفاضلة
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 7 - 13:39 )
شكراً جزيلاً لمداخلتك . أتمنى لك الاستمرار وخاصة التحذير المطلوب الذي على الجميع أن يكون حذراً منه لان ما جاء في المقالة يكشف الاهداف التي يسعى اليها أصحاب الاسلام السياسي أتمنى لك الحصول على الدكتوراة وبدرجة امتياز . مع وافر الاحترام والتقدير

اخر الافلام

.. شاهد: المسيحيون الأرثوذوكس يحتفلون بـ-سبت النور- في روسيا


.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4




.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا


.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة




.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه