الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قاسم عبد الأمير عجام في عيد الصابئة

يحيى غازي الأميري

2009 / 4 / 10
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



قتلوك
قتلوك ظلما ً
يا أبن العراق
لسبب يعرفه طيبون العراق
ومحبو العراق ؟
وأنا أقرا خبر شهادتك حزنت كثيراً ... وراح يدور في رأسي مقطع لإحدى الأغنيات التي أحببتها أنت ويحبها اخوة لك من عشاق الكلمة الشريفة والعراق .
تقول الأغنية ... الأغنية ثورية مصرية اللهجة :
( بيحب الناس .. ويكره السكات )
لم يفاجئني خبر شهادتك فأنا أعرف أنك تحمل روحك على كفك من اجل الناس وتكره السكات !
لم تكن لي علاقة شخصية بالفقيد ... كنت اعرف الكثير عن طول باع الفقيد بالثقافة والنقد الأدبي ... إلى ان عرفني به صديقي " صبحي مبارك مال الله " الذي يجاور محله لمحل عملي في سوق الصاغة في خان الشاهبندر ببغداد ... حدث هذا منذ حوالي خمسة سنوات مضت ... أخبرني أن غدائنا سيكون في محل صديقنا العزيز " أبو آوس " ــ صاحب محل صياغة أيضا ً ــ كالعادة، لكن هذه المرة سوف يكون الغداء مع مفاجئة سارة، فكان لقائي بالأستاذ " قاسم عبد الأمير عجام"* حيث الأدب الرفيع والحديث المليح الصريح، الذي يطفح صدقا ً من عينيه الباسمة، ودفء كلماته الممشوقة المرصوفة الرصينة كالدرر المتلألئة!
كان غداء جميل متنوع لذيذ، قد أوصى به أستاذنا مضيفنا " أبو آوس " احتفاء ً بضيفه ... كان الوقت يمر مسرعا ً ... كنت أتمنى ان لا يمر الوقت بسرعة ... فالحديث كان عظيم الفائدة و غاية بالروعة والمتعة !
و أنى أعتقد اعتقادا ً راسخا ً" لا يوهنه " الشك أن الفقيد "قاسم عبد الأمير عجام " كان طاقة إبداعية غنية كبيرة ... لقد أجهر برأيه للجماهير فألتفت حوله وأحبته، لكن القتلة تعقبته لتجفف من قلمه المداد، وتسكت ذلك الصوت الجميل والعقل المبدع .
قبل أيام قلائل من كتابة مقالتي هذه هاتفت ببغداد صديقي صبحي مبارك مال الله ، وذلك بمناسبة عيدنا " عيد الصابئة " وبعد التحية والسلام ... أخبرني صديقي صبحي بتوجع أنه حزين هذا العيد لان صديقه "قاسم عبد الأمير عجام " لم يتصل به بهذه المناسبة " عيد الصابئة " كعادته في كل عام ولم يسمع مرة ثانية صوته !

ليكتب محبو العراق كلماتهم فأنت تستحقها ... أقولها بلا رياء ولا نفاق !
وسيبقى أسمك شامخا ً كنخيل العراق ... يا أبن العراق .

كتبت في السويد 26 ـ 7 ـ 2004
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


* الفقيد "قاسم عبد الأمير عجام" الأديب الناقد ، المهندس الزراعي "ماجستير علوم زراعية ـ وأخر وظيفة له بعد سقوط النظام عين مدير عام الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة في 10 أيار 2004 ، من مواليد الحلة 1945 ، اغتيل في 17 أيار 2004 في الطريق وهو يروم الذهاب لعمله ببغداد فترصده القتلة بين الحلة ـ مشروع المسيب ـ وبغداد.

نشرت في موقع البديل ـ البديل الديمقراطي . بتاريخ 26 ـ 7 ـ 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza