الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري

سليم محسن نجم العبوده

2009 / 4 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري
في هذا المقال نريد ان نتكلم عن العرب كمجتمع بشري متميز بصفاته وخصائصه عن باقي المجتمعات البشرية وكذلك عن العرب كأنظمة حاكمة ومدى التفاعل ما بين الحاكم والمحكوم ومدى تأثر الفكر العربي بتوالي التاريخي للأحداث التي مر بها العالم العربي . وانعكاس تلك المعطيات على الشخصية العربية السياسية ومدى الجدوى الحقيقية من انتظار موقف عربي حقيقي موحد بعيد عن كل اعتبارات المصالح الفؤية الضيقة .
وعلى الرغم من ان مصطلحي "التسامي و السلوك ألقسري" هما من المصطلحات التي يستخدمها علم النفس البشري الا أني أؤمن بحقيقة مفادها ان المجتمع الدولي محكوم بذات المعايير و الثوابت التي تحكم المجتمع البشري وتحدد انفعالاته وتغيراته وهذا الاعتقاد مبني على حقيقة مفادها ان الدولة وهي ذلك الكيان المحدد جغرافيا وبيئيا وتقنيا هي في الحقيقة انصهار كل أفراد المجتمع باختلاف انتمائاتهم وعقائدهم في جسد واحد اجتماعي سياسي اقتصادي تمثله الدولة ويقوده نظامها . ولذلك فان الدولة الحديثة يكمن جوهرها في مجموعة القوانين والمعتقدات والموسوسات اللازمة لإيجاد القوة واستعمالها فيتم تعزيز وتنظيم الدولة داخليا بهدف زيادة قوتها خارجيا فمن خلال سياستها الاقتصادية والتجنيد الإجباري امتلكت الدولة الحديثة القابلية على تعبئة الثروة و خدمات مواطنيها لتعزيز قوتها و مصالحها وتوجيهها باتجاه معين .
ولغرض توضيح الفكرة نعرج على تعريف " التسامي " كما يعرفه علم النفس على انه بعض الدوافع التي لا يمكن كبتها كليا كالدوافع الجنسية والعدوانية وفي الوقت نفسه التعبير عنها مرفوض اجتماعيا ولذلك تحبط تلك الدوافع حيث يأتي دور حيلة التسامي لإشباع الإحباط بطريقة غير مباشرة للتنفيس عن ضغوط التوترات الناتجة عنها عن طريق القيام بسلوك مقبول كالإعمال الفنية و ممارسة الرياضة والتسامي مقارنة مع بقية الحيل اللاشعورية يظهر انه الأكثر سلامة و أمنا والأقل ضررا على الشخص ومجتمعه . . إما " السلوك ألقسري " فيعني وجود دوافع لا شعورية لا يعرف المريض هويتها او أسبابها تلح علية و تطلب إشباعها وتنفيذها و اذا امتنع او تردد في تحقيقها ينتج عن ذلك توتر انفعالي داخلي يجبر المريض على تنفيذ ذلك السلوك فينخفض توتره ويرتاح نفسيا . و هذان التعريفان لا يحتاجان سوى الى تحريف بسيط كي يتطابق او يتحول من ظاهرة سلوك بشري الى سلوك دولي .
ويؤكد السلوك الذي تسلكه الدول العربية حاليا وتاريخ الشرق الأوسط و التأثيرات الهامة في طرق التجارة على العلاقات الدولية فمنذ زمن أقدم الإمبراطوريات في هذه المنطقة أدى تغير السيطرة على طريق القوافل في أسيا الى قيام سلسلة متلاحقة من الإمبراطوريات وحتى في عهد روما مركز الجاذبية الاقتصادية للإمبراطورية في شرق البحر الأبيض المتوسط وقد عاشت الإمبراطورية البيزنطية و الرومانية اللاحقة لمدة إلف سنة بعد انهيار الامبراطوريه الرومانية الشرقية وقد استمرت بالسيطرة لحين بروز الأتراك لكن بعد تطورا لنمو الاقتصادي الأوربي واكتشاف العالم الجديد أدى الى تدهور الشرق الأوسط واقتسامه بين المنافسين على التوسع والثروة بعد ان استطاعوا القضاء تدريجيا على الأتراك .. ان طوال تلك الفترة الزمنية والعرب لم يستطيعوا الإمساك بزمام الأمور وقيادة أنفسهم بل انه حتى بعد ظهور الإسلام و قيام الدولة العربية الإسلامية لم يكن يحكم المناطق العربية حكام من نفس تلك المناطق لكن غالبا ما كانوا الولاة والخلفاء هم من الوافدين والمستقدمين من مناطق عربية او حتى أجنبية أخرى ولذلك تجد عمر بن العاص واليا لمصر الحجاج واليا على العراق فيما ما كان معاوية بن أبي سفيان واليا على الشام و عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة في حين كان البرامكة حكام بغداد والموثرين في قرار الخلافة العباسية الى ان تم اجتثاثهم من قبل هارون الرشيد وغيرهم كثير ممن حكم بغير مجتمعه ..وهذا ما عزز بل جذر في النفس العربية بصورة عامة وفي نفس الحاكم العربي صفة الخضوع والتبعية للأخر بل انه ان لم يجد من يتبعه يخلق طاغوت بكلنا يديه كي يولي أمره إلية . ان الاحتلال الأوربي للوطن العربي خلق "بيروقراطيات " متنافسة على الأرض العربية الا ان تلك البيروقراطيات لم تكن دينية بقد ما كانت قبلية او طائفية . و لذلك فان نفس الحاكم العربي تكون مدفوعة باللاشعور الى التبعية ولذلك فهم في القمم العربية المنعقدة يحاولون ان يجملوا هذا الواقع المخزي بالتسامي والتظاهر بالكمال والحكمة والتعاون الا ان التجدر في التبعية سواء كانت مباشرة او غير مباشرة تدفعهم قسرا سواء طلب منهم ذلك ام لم يطلب اتخاذ قرارات في مجملها مهادنة الى اسرائيل وإضعاف للواقع العربي و مجاملة القوى الخارجية .
ربما يكون من المضحك ان أقول ان الحكام العرب بحاجة حقيقية الى جلسات علاج نفسية تهدف الى تنقية نفوسهم من مرض " التسامي والسلوك ألقسري " علهم يتخذوا قرارا أجابيا تاريخا واحدا بحق هذه الأمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يُحطم رياضيو أولمبياد باريس كل الأرقام القياسية بفضل بدلا


.. إسرائيل تقرع طبول الحرب في رفح بعد تعثر محادثات التهدئة| #ال




.. نازحون من شرقي رفح يتحدثون عن معاناتهم بعد قرار إسرائيلي ترح


.. أطماع إيران تتوسع لتعبر الحدود نحو السودان| #الظهيرة




.. أصوات من غزة| البحر المتنفس الوحيد للفلسطينيين رغم المخاطر ا