الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ختان البنات ...

شامل عبد العزيز

2009 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الخبر الذي سنورده عن ختان البنات لم نكن على علم به لحين وصول رسالة من سيدة مُغتربة تعيش في أمريكا قبل أيام أطلعتنا على الموضوع وذكرت في رسالتها رابط الشبكة ..
بتاريخ 2/2/2009 نشرت شبكة طريق السلف موضوع ختان البنات على ضوء الخبر الذي أوردته ( قناة ألسي ان ان الإخبارية ) حول قصة الرجل الذي قام بختان فتاة .
تقول الشبكة : فقد قامت الدنيا ولم تقعد منذ إعلان القصة وكيف جار الرجل وتعدى مما أستلحق الفتاة بأذى ومضرة وكيف ارتفعت ألأصوات بمنع ختان النساء وتصفه بالرجعية وبالعادة السيئة المذمومة ..
ورغم حرج الموضوع فقد انبرت أقلام وأصوات نسائية تتكلم بكل جرأة في هذا الأمر الذي أتسم بالجماهيرية وصار الكل يُدلي بدلوه بطريقة الرأي والرأي الأخر .. فرأي شيخ الأزهر قد يعرض بجوار رأي الراقصة والممثلة والجمهور هو الحكم والفيصل في هذا النزاع .. وبالتالي يُحسم النزاع لصالح الراقصة وتضيع معالم الحق والحقيقة وسط هذا الصخب الإعلامي وهذا الضجيج الديمقراطي ..
هذه هي المقدمة المختصرة لما جاءت به الشبكة ( طريق السلف) لكي تدافع بعد ذلك عن رأيها في أن الختان من الدين .. وقد أوردت الشبكة عدة نقاط لإثبات صحة الرأي الذي تتبناه . قبل عرض الموضوع سوف نقول شيء بسيط بشأن السلفية :
السلفية : هي محاولة العودة إلى السلف السابقين وإلى حد أوائل التابعين ..
نحنُ نرى أن السلفية مفهوم فضفاض وليس هناك تعريف محدد لمفهوم السلفية وهي لا تنطبق على الدين فقط ولكن على الأفكار والعقائد الأخرى فكل من يحاول العودة إلى الوراء لاستقاء أفكاره ومحاولة تطبيقها على عصر ما فهو سلفي .. فهناك شيوعي سلفي وهناك قومي سلفي وهكذا . بمعنى أخر ليس هناك نظرة على الحاضر أو المستقبل إلا من خلال الماضي مهما كان هذا الماضي قريباً أو بعيداً..
الذي يعنينا من الأمر هنا هو العودة إلى السلف من باب الدين .. فكل ما جاء به السلف هو الأفضل ولا بد ومهما طال الزمن أو تطورت الحياة ومهما انتقلت من حال إلى حال أن نأخذ بما جاءوا به لأنه ببساطة هو الأصلح ولا ينصلح حالنا وحال غيرنا إلى إذا عدنا إليهم ..
أوردت الشبكة إحدى عشر نقطة حول موضوع الختان .. فيها تكرار للأحاديث وفيها استدلال بالآيات وكيفية الإتباع ولا يجوز الالتفات إلى رأي الأطباء حتى إذا أجمعوا على منع ختان الإناث فلا التفات إلى هذا الإجماع المتوهم وذلك لمصادمته لنصوص الشريعة .. وإذا ورد شرع الله بطل نهر معقل فهل من يعقل فالختان مشروع باتفاق العلماء .. احمد بن حنبل .. ابن القيم .. ابن تيمية وغيرهم ...
من النقاط التي يجب أن نلتفت إليها نقطة مهمة جداً وهي اعتبار الشبكة أن من يتكلم بموضوع الختان من النساء في وسائل الإعلام فانه إباحية لا تليق بهن ولا بعفافهن ولا حيائهن فالمرأة مأمورة بالصيانة والتحفظ والتحجب والتستر .
وما ترك النبي فتنة أضر على الرجال من النساء ...
سؤال ؟ أين الإباحية ؟ هل العلم إباحية ؟ أم الطب إباحية ؟ أم الحديث في وسائل الإعلام إباحية ؟
بالمقابل هل الجلوس في البيوت من العفاف ؟ أم ارتداء الحجاب من الفضيلة ؟ هل ارتداء الملابس العصرية فجور وإباحية ؟
إن غطاء الرأس الذي تضعه المرأة فوق رأسها ليس له علاقة لا بالشرف ولا بالعفاف .. وبالمقابل أيضا فلا علاقة للمرأة بارتدائها الملابس العصرية بالفجور والإباحية ...
هل هذه شبكة طريق ؟ طريق ماذا ؟ هل نحن بحاجة إلى إمراض أخرى ؟
إن هذه الأفكار أفيون العقول .. ما هي العلاقة بين الفجور وبين إعطاء الرأي في مواضيع علمية وتوعية وتحذير من المخاطر ؟
يقول الدكتور طارق حجي : إن مشكلتنا في الأتباع وليس في الدعاة ؟؟ كيف يقرأ الأتباع هكذا مواضيع ويصدقون بها ؟
تستمر الشبكة : لقد حورب الإسلام بيد أبنائه بعد أن كان يُحارب بيد أعدائه .. فالختان وغيره من القضايا يدور بين جهل الأبناء وكيد الأعداء ..
ونحنُ نقول ليس هناك أعداء لنا نحنُ المسلمين إلا هذه الشبكة وأمثالها ؟؟ أي بمعنى أخر نحنُ أعداء أنفسنا أما ما نطلق عليهم أعداءنا فهي الشماعة لكل ما نحن فيه ...
ثم تستمر : ونتيجته أننا نعيش حياة الهزيمة النفسية فبدلاً من أن نتعلم حكمه وحكمته ( أي الختان) نسارع وننكر مشروعيته ...
هل تعلمون ما هي حكمة الختان ؟؟ سوف نقول لكم ولكن قبل ذلك نقوم بتعريف الختان :
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية ؟ هل تختتن المرأة أم لا ؟ فأجاب الحمد لله : نعم تختتن وختانها أن تقطع أعلى الجلدة التي كعرف الديك ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للخافضة ( وهي الخاتنة) : أشمي ولا تنهكي فانه أبهى للوجه وأحظى لها عند الزوج ... سوف لن نعلق على هذا الحديث وتعارضه مع أحاديث أخرى مثل : أن لا يرى منها ولا ترى منه ( عند الجماع) .. ولكن سوف نعود إلى حكمه وحكمته :
إن المقصود بختان الرجل تطهيره من النجاسة المحتقنة في القلفة والمقصود بختان المرأة تعديل شهوتها فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة ولهذا يقال في المشاتمة : يا أبن القلفاء .. فان القلفاء تتطلع إلى الرجال أكثر ولهذا يوجد من الفواحش في نساء التتار ونساء الإفرنج ما لا يوجد في نساء المسلمين ..
هل رأيتم ؟ أي حكمة عظيمة في الختان ؟ عند شبكتنا العزيزة والتي تنصح نساءنا في التسابق على العملية ؟
تعديل الشهوة : أنا من العراق وعلى يقين أن عملية الختان بالنسبة للمرأة العراقية غير موجودة وسوف لن أتطرق إلى باقي البلاد العربية أو المسلمة باعتبار أنني لا أعلم شيئاً عن الموضوع ..
ما هو حكم المرأة العراقية في نظر شبكتنا العزيزة ؟ سوف أكتفي بهذا المثل وهو المرأة العراقية ..
هناك أشياء أتوقف عندها ولا أستطيع الخوض فيها ويمنعني من ذلك الكثير وخاصة الحياء بالنسبة للقراء .
هل هذه مقارنة ؟ تعديل الشهوة ؟ حتى نختلف عن نساء الغرب شديدات الشهوة ؟
لماذا يقضي الأثرياء العرب وحتى من غير الأثرياء نصف السنة تقريبا في بلاد المغتلمات ؟
ونستمر معكم : كان الأحرى بالقناة وغيرها من الجهات المشبوهة أن تشفق على نفسها فتكون دعوة لمعاني الإيمان والإسلام .. ولا ندري ما هي العلاقة بين القناة والإسلام حتى تطلب منها الشبكة أن تعرض دعوة العودة لمعاني الإيمان ؟
تركز الشبكة على الغرب الذي هو أس مصائبنا ؟ فتقول : من المعلوم ما عليه نساء الغرب من التهتك والفجور وأن الأمة تفسد بفساد نسائها فالمرأة هي البوابة والمدخل .. ما أعظم نظرتنا للمرأة سادتي الأفاضل ؟ هي الأم والزوجة والأخت والبنت .. أن تحرر المرأة وتخليصها من القيود لأيتم بأخذ العفن والنجاسات الموجودة عند الغرب .. فإذا تبرجت نساؤهم واختلطن بالرجال وتركن الختان فلتفعل ذلك نساء المسلمين وهذه هي حرية المرأة التي يتنادى بها البعض .. هذه دعوى للفجور وللتحلل والفجور وشيوع الرذيلة في الأمة كما شاعت في الغرب ..
في بلادنا ليس هناك أي تحلل أو فجور أو رذيلة ؟ هناك العابدات القانتات الصالحات الصائمات الراكعات الساجدات ؟ فقط .. لأغير ..
ما هو مفهوم الرذيلة عند فقهاء المسلمين بصورة خاصة وعند عامة المسلمين بصورة عامة ؟ هل الغرب أكثر رذيلة وكيف ؟ هل الرذيلة هي تمتع المرأة بكافة حقوقها ؟ بالمقابل هل الفضيلة هو ما تعيشه المرأة في بلاد المسلمين ؟ يجب أن نحدد معاني الألفاظ ثم بعد ذلك ننطلق لتشخيص الواقع .. إذا كان المقصود بالرذيلة هي الدعارة فلا أعتقد أن هناك فرق ؟ فهنا دعارة وهناك دعارة .. أي فضيلة تعيشها المرأة المسلمة في واقعنا المُعاش
الشبكات الإسلامية مثل بعض الأحزاب ترفع شعارات فقط وهي في حالة من التردي والبعد عن الواقع والعيش في الأوهام والخيال والحلم بالعودة إلى الماضي المجيد ..
تستدل الشبكة : إن الختان واجب وفرض على الذكور والإناث وهو مسنون في حقهما وليس بواجب وجوب الفرض ولكنه يأثم بتركه تاركه .. قال أبو حنيفة : فلو أجتمع أهل بلد على ترك الختان قاتلهم الإمام لأنه من شعائر الإسلام ومن خصائصه .. أما الشخص الذي يترك الختان فلا تجوز صلاته ولا شهادته ولا حجه ولا أكل ذبيحته حتى يتطهر أي تتم عملية الختان .. هذا رأي العلماء بالإجماع وكذلك لان الختان صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة فالختان للحنفاء بمنزلة الصبغ والتعميد ( لعباد الصليب) فهم يطهرون أولادهم بزعمهم حين يصبغونهم في المعمودية ويقولون ألان صار ( نصرانياً)..
وحقيقة لا ندري ما هو الربط بين التعميد عند المسيحية وبين الختان فليس هناك أي تشابه .
فالتعميد هو أن يُغمس المولود في الماء إيذانا بدخوله في الدين ويقال أن يوحنا ( يحيى) عليه السلام قد عَمد المسيح عليه السلام وأصبح ذلك سُنة مع وجود صلوات عند التعميد تطول وتقصر في عملية التعميد..
فكيف أتت الشبكة بالتعميد لكي تستدل على صحة الختان ؟
أخيراً :
أي زينة أحسن من أخذ ما طال وجاوز الحد من جلدة القلفة وشعر العانة وشعر الإبط وشعر الشارب وما طال من الظفر ... فان الشيطان يختبئ تحت ذلك كله ويألفه ويقطن فيه حتى أنه ينفخ في إحليل الاقلف وفرج القلفاء ما لا ينفخ في المختون ...
هل توضحت الصورة ألان ؟ إنه الشيطان ؟ ودائماً الشيطان مقروناً مع النساء .. آه من النساء ..
سؤال إلى الشبكة ؟ لماذا لا يختبئ الشيطان ويقطن ويألف في لحية الرجال وهي كثيفة وكثيرة وعظيمة وكبيرة بينما يختبئ ويألف ويقطن في الشارب ؟
هل أنتم من أصحاب العقول أيها السائرون على درب السلف ؟ هل فكرتم قبل أن تكتبوا ؟ لعلكم كذلك .. لا ندري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الجنس الجنس
ابراهيم علاء الدين ( 2009 / 4 / 10 - 21:11 )
لا يوجد في خيالهم غير الجنس اخي العزيز ولو دققت النظر بالسير التاريخية للكثير من الخلفاء والامراء وقادة الجيوش لوجتها حافلة بقصص الجنس والغرام والخيانة
وهناك الاف القصص عن الخيانة الزوجية ومؤامرات النساء في القصر ، وصراعات الاماء والجواري للفوز بحض سيد القصر
ومع ذلك وبخصوص الختان على وجه الخصوص فلاحظ انها عادة يهودية اساسا، واذا ما نظرت في الشرائع الاسلامية ستجد كثيرا من التشابه بينها وبين اليهودية.. فيما تبتعد الى حد اكبر مع المسيحية.. ولو اخذنا بعين الاعتبار العداء الذي كان مستفحلا بين اليهودية والمسيحية .. فهل تعني لك هذه المعلومة شيئا
تحياتي الحارة


2 - رائع
بشر ( 2009 / 4 / 10 - 21:17 )
رائع يا سيد شامل في كل مقالاتك. تحياتي


3 - الاستاذ إبراهيم علاء الدين
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 10 - 22:23 )
أنا على دراية تامة بان النصوص في الاسلام هي الاقرب إلى النصوص عند اليهودية وإذا كنت قريباً من خاطرتك فأقول لك أن سبب العداء بين اليهودية والمسيحية هي مخالفة كثير من النصوص في الديانة المسيحية عن اليهودية أي ان المسيحية ليست نسخة مُقربة عن اليهودية ولكن الاسلام هو الاقرب من ناحية صبغة النصوص؟ وإذا لم اؤفق في الاجابة ارجو أن توضح لنا وسوف نكون لك من الشاكرين . مع تقديري واحترامي


4 - مخلف الشمري... نجحنا في تربية الفحول وأخفقنا في تربية العقول
وائل الياس ( 2009 / 4 / 11 - 04:12 )
مقال رائع يا سيد شامل، و ما زلت لا أفهم كيف يرى الإنسان العربي المرأة كأداة للجنس فقط، تصور سيدي الكريم أني في نقاش لي مع سعودي متدين، قلت له أن هناك بعض الفتيات الزميلات حتى لو أصبحت معهم في غرفة مغلقة لوحدنا، لا يمكن أن أنظر لهم نظرة جنسية أبداً، فكان جوابه لي أنني يجب أن أتأكد من رجولتي عند طبيب مختص، فما كان مني إلا أن ضحكت بأعلى صوتي على تفكير هذا الذي للأسف يمثل غالبية شبابنا.

تحياتي لشخصكم الكريم


5 - يا أمة
مختار ( 2009 / 4 / 11 - 15:55 )
المدافعون عن هذه العادة المشينة لا يشعرون بالمآزق التي يتخبطون فيها.
من جهة يدعون أن الإسلام دين الفطرة ثم يحرصون على الإبقاء على عادة بغيضة تغير من الفطرة التي خلق إلههم بها عباده من البنات وكأن الله لم يكن بوسعه خلق البنات مختنات ليكن أكثر عفة ونظافة.
ومن جهة أخرى يدعون أن الختان فيه حكم كبيرة أهمها خفض الشهوة عند المرأة وتجنيب المجتمع مخاطر تلك الشهوة رغم أن مجتمعات أخرى في العالم الإسلامي لا تمارس الختان ومع ذلك لم يقم أي دليل على أنها أسوأ في هذه الناحية من مجتمعات الختان.
ونفس الشيء يمكن قوله بالنسبة لختان الذكور فليس هناك دليل على أن المسلمين المختونين أكثر صحة جنسية ونظافة من المسيحيين أو البوذيين أو غيرهم من غير المختونين. لعل العكس هو الصحيح.
إن الحرص على الدفاع عن هكذا عادات مؤسف ومضحك ويكشف عن مدى الهوس الجنسي الذي يستبد بالمسلمين الذين يحرص دينهم منذ الطفولة على تلقينهم تربية جنسية مرضية تجعل من الآخرة (المرأة بالنسبة للرجل والعكس) ذلك المجهول المخيف ويكشف عن أمه ضحكت من جهلها الأمم ولا تزال


6 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 11 - 17:21 )
بدون ألقاب إبراهيم وبشر ووائل ومختار .مع وافر الاحترام والتقدير.أتمنى لكم التواصل

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني