الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العامل الأخلافي في تصرفات البشر

بطرس بيو

2009 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في المناظرة التي أجريت بين الكتورة وفاء سلطان و أحد شيوخ الإسلام في قناة الجزيرة قال فضيلته رداً على ماذكرته الدكتورة عن الإنتحاري الذي فجر نفسه في حافلة مليئة بالركاب أن بوش سبب قتل أضعاف الذين قتلوا في الحافلة في حربه على العراق الأمر الذي لا يمكن نكرانه. و قد بنى فضيلة الشيخ مقارنته على عدد الوفيات التي تسببت من الحادثتين و أهمل الدوافع التي كانت سبباً لتلك الوفيات. فالإنتحاري الذي فجر الحافلة كان يرمي إلى قتل أكبر عدد من الابرياء بينما الأبرياء الذين قتلوا في العراق لم يكونوا هم المستهدفون. فلو كان في حوزة بوش أسلحة متطورة بالإمكان تجنب قتل الأبرياء بواسطتها لما تردد في إستعمالها. فعندما وصل إلى علم السي آي أي أن صدام حسين سيتواجد في مزرعة قرب ديالى وأراد البنتاكون قصفها ثم قيل لبوش أن أحفاد صدام سيتواجدون معه رفض قصف المزرعة. و عندما أمر كلنتون ضرب مصنع الأدوية في السودان علق جومسكي على الحادث بقوله أن حادث الحادي عشر من سبتمبر يهون بالمقارنة مع ضرب المصنع مهملاً الدافع الذي كان وراء تفجيره و هوالأعتقاد كونه مصنع لأسلحة كيماوية بينما الإنتحاريين الذين فجروا ناطحات السحاب التومأتين كانت غايتهم قتل آلاف الأبرياء وهدم صرح مهم من صروح مدينة نيويورك.

ثم يتسائل فضيلة الشيخ عن من إستعمر بلاد الآخر الفرنسيين المسيحيين أم الجزائريين المسلمين و أغفل كيف أصبحت الجزائر إسلامية. فعندما غزا المسلمون الجزائرفرضوا دينهم على أهل البلاد الأصليين بينما لم يفعل الفرنسيون ذلك عندما إحتلوا الجزائر بل تركوا أهل البلاد التي إحتلوها ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. و هنا يتسارع بعضهم بالقول أن المسلمين لم يفرضوا دينهم فرضاً بل خيروا الناس أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا الجزية و يهملوا إعتيادياً الخيار الثالث و هو القتل. و الواقع أن الأغلبية الساحقة من اهل البلاد المحتلة معدمون و ليس بإمكانهم دفع الجزية فيبقى لديهم خيارين إما إعتناق الإسلام أو الموت.

هنا نأتي إلى العامل الأخلاقي الحضاري و أن الأمر المهم في أية عملية هو الغاية المرجوة من العملية و ليس نتائجها السلبية حيث ينطبق المثل العربي المعروف إنما الأعمال بالنيات.

أنا لست بصدد الدفاع عن بش أو كلنتون بالاعمال التي قاما بها أو بالفرنسيين في إستعمار الجزائر إذ هنا ناتي إلى موضوع مختلف يحتاج إلى بحث آخر و لكني أود أن أركز على العامل الأخلاقي في أية عملية. وهنا قد يتصدى لي أحدهم بالقول بأن الذي فجر الحافلة كان قصده تحرير بلده من الإحتلال الإسرائيلي و أن الذين قاموا بعملية الحادي عشر من سبتمبر كانت غايتهم أيذاء أميركا التي تساعد إسرائيل في إحتلال بلادهم. و جوابي على ذلك أن ركاب الحافلة ليس هم المسؤولون عن إحتلال فلسطين و اآلآلاف الذين فجروا في الحادي عشر من سبتمبر ليس هم المسؤولون عن سياسة أميركا الخارجية.

ثم نأتي ألى موضوع آخر له علاقة بالأخلاقيات و هو زرع الكراهية في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم. ففي موقع من مواقع الإنترنيت تجيب طفلة ذات الخمس سنوات على من هم اليهود بأنهم قردة و خنازير بينما إبنة وفاء سلطان ذات الست سنوات تقول عن مارتن لوثر كنك أنها لا تشك بأنه في الجنة لأنه كان يأمر أتباعه بمعاملة الناس باالمحبة و السلام و إني أتسائل كيف ستتصرفان هاتان الطفلتان عندما تكونان في سن تستطيعان فيه التأثير عى مجريات الأمور؟

مما لاشك فيه أن إهمال العامل الأخلاقي في تصرفات البشر يؤدي إلى بث الكراهية و التنازع بينهم و الرجوع إلى االعصور التي كان النزاع بين الأقوام هو القاعدة و الإستيلاء على ممتلكات الغيربالقوة هو العرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخلاق البــــــدو واخلاق الفرسان
كنعـــان ايرميا ( 2009 / 4 / 11 - 14:31 )
عندما يقتل البدوي رجلا من القبيلة س فانه من قيم القبيلة س العشائرية ان تقتل رجلا من قبيلة البدوي ولاعبرة في كونه بــــــريئ ومن الواضح ان هذه القيم همجية تتعارض بشكل مــــدوي مع قيم ومواثيق الامم المتحضرة الان ولعل البــــدو ومن على شاكلتهم ان يغسلوا ارواحهم من هذه الهمجيـــة ليقبلوا على موائد الامم المتحضرة تحية احترام للمقال الجميل والعقلاني والى الحوار المتمدن لتشجيع هذه الافكار التنويريــــــة


2 - اخلاق المتمدنين
Sinan AGAH ( 2009 / 4 / 11 - 16:50 )
عندما تتكلم عن الجزائر ارجو ان لاتنسى المليون شهيد الذين سقطوا باسلحة المتمدنين الفرنسيين

اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah