الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الخبرات وشروط التمكين .. (2)

أمل فؤاد عبيد

2009 / 4 / 13
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


على قد المستطاع أرغب في لغة بسيطة تتيح الفهم والتفكر .. في مراحل سابقة كنت سجلت التجربة مستقاة من الذات والآخر معا .. على اختلاف المواضع والحالات والقدرة على التحمل ومراحل التحول والتقدم .. وأيضا على اختلاف حالة التبصر الأولى المبتدأة من ذات فعل رغبة التوحيد ومن ثم الكشف عن عورات النفس ونقاط الضعف و أوزان الثقل والقوة فيها .. وبقيت التجربة معلقة الخلاص حتى مرحلة الصوم الطوعي .. وثبت لي أن الصيام يسبقه الكثير من مراحل الغسل والتطهر بأكثر مما كنت أظن .. ذلك أن عورات النفس وطياتها بدأت وكأنها حالات من الكهوف المغلقة .. والتي تسرب بعضها على بعض .. أو تفتح بعضها على بعض .. ليس السر هنا في فراسة شخصية بقدر ما هو فعل التوازي مع خط الكشف وأيضا تيسير الله نفسه .. ورعايته لهذه التجربة .. ومراده لها .. لقد انتهيت في الكتابة السابقة عند محاولة الصوم الطوعي / الحر .. هنا وجدت أن بداية الصوم لا تبدأ من حيث ظهور القوة بل عند نهاية التمكين ..واكتشفت أن التمكين ليس سهلا أو ميسراً بطريقة مباشرة .. فهو يحتاج لجهد وبلاء أو شعور بالبلاء والحصار .. لذا عند الدخول في مرحلة الكشف والتمكين في آن نشعر انه حالات متقلبة .. وأيضا آلام قد تعترينا .. وهذا ليس ببلاء مهين بقدر ما هو محتاج لصبر قوي وأيضا تحملا عن وعي ليتأسس الرشد المطلوب .. والرد ملازم بالضرورة مع الصبر .. فكلما ازداد رشدنا ازداد وعينا وإدراكنا ومن ثم تحقق لدينا القدر المطلوب من الصبر .. ولذلك كان الصيام الطوعي هو اختيار حر يتطلب صبر ورشد أيضا .. لأنك اليوم تصوم ليس عن الطعام .. إنما هو إرادة جديدة .. تخلق من العدم العدم .. وإن كنت تصوم من قبل .. فليس المقصود هو الصيام الفرضي / رمضان أو السنة .. إنما هو اختيار حر بإرادة تخلق فيك أنوار جديدة .. تبصرك أكثر بحقائق الأمور وتقربك أكثر من التوحيد المطلوب .. هنا يتحقق توحيد الإرادة .. والتي سوف تفرض نفسها بنفسها وتفرض قانونها الخاص بها .. وستجد كل الاحترام لها .. أما فيما يخص العبادة لن يعود الشعور بها مجرد طقوس دينية .. تتوجب على الفرد من حيث ينتظرها .. إنما هو اختيار محبة وتوجه صريح لله دون شروط مسبقة أو زمن مقيد به .. ولكن هذا لا ينفي مركزية الشرائع وثبوتها ووقتها وأيضا شروطها .. ولكني أتحدث عن مرونة مختلفة وتسليم طيع مرن وطيب يضفي على فاعله شعور بالنشوة والحميمية .. وتكون جاهزيته اكبر وأكثر حضورا وتكون البصيرة أكثر كشفا وحرصا .. بعدما تحققت إرادة حرة رشيدة ..
فإذا ما حاولت أن استفيد من شروط هذا الكشف وهذه التجربة أقول لقد وجدت هناك بعضا من المفاتيح التي وإن صعب في الوقت نفسه ترجمتها بلغة واضحة كل الوضوح ولكن .. قد يتيسر الأمر بعض الشئ في فتح مغاليق معينة .. تسعف من يهمه الأمر ..
وهو شئ لا يدخل فقط في صلب العبادات أو شروط هذه التجربة بالذات .. إنما يدخل في سياق بحثي عن الديمقراطية والتعليم وأيضا في سياق مجمل العمل الجمعي والمجتمعي إن أمكن هذا .. ففي سياق التعليم قد تكون لهذه التجربة فائدة في تنظيم عملية الفهم والتفهم .. وإن كان على مستوى السياسة أيضا .. أو العمل السياسي فهو كذلك يخدم مراسم تفعيل الفكرة / المفهوم على محك من الاختيار الحر الصريح دون قهر أو استلاب .. ولربما ما يغلبني فقط تحديد المصطلح تحديدا شفافا يفي بغرض المعنى وتوصيله توصيلا سليما أو تحديد منجزه الفعلي ومجاله ومفاعيله الحقيقية ..
الاختيار هو محك التجربة بالفعل والانطلاقة الأولى .. حيث صوتك أو اختيارك كما في الانتخابات يحدد مصيرك .. فيمن تختار ومع من ترابط .. خندق الاختيار وشروط تواجدك فيه لا يأتي من فراغ .. بل عن وعي حقيقي بطلبك لشروط جديدة في الحياة وللحياة .. حان الوقت لأن تختار هذه الشروط بموجب عقلانية تدرك محددات وعيك ورشدك بعدما جربت الانفتاح على كافة المشاريع الموجبة لك في هذه الحياة .. هي مشاريع لربما كانت في وقت ما مفروضة عليك أو هي من اختيارك حسبما دعتك إليه حاجتك واحتياجك .. ولكن الآن ترتيب الأوراق وتحديد أولويات الولاء الحقيقي تبدأ من حيث نقطة الانطلاق الأولى .. من فكرة التصميم لبناء جديد تشرف عليه بذاتك دون قهر أو افتراضات المنفعة المباشرة السريعة .. لقد كنت حرا في السابق حرية غير مشروطة بتعيين افتراضات تعينك على تحديد مصير أرقى شأنا وأكثر مصداقية .. تصنعه أنت بعقلك وتوجهك .. وبقدر ابتعادك كنت قريبا من فكرة تسكنك هي الفلاح الحقيقي لتدرج من جديد في سياق حياتك مبعدات عن تفكيرك السابق مثل الله بمنطق الشعور به كما يليق به وبقوته وبحضوره كمهين أول وكخالق أحق بالتمكين من قلبك وسلوكك .. ومتروك لك حيز من الحرية للتصرف بموجب اختيارات أنت تضع شروطها من حيث انسجامها معك ومع عقلك .. أو انسجامك معها .. لا قهر في الإيمان .. خارج ذاتك .. فقد كان المتاح أمامك تجرب فيه قدراتك كما تفهم وكما تريد .. واليوم قرارك أيضا بمحض اختيارك .. هي القوة وليس القهر .. شريك في صنع حقيقة جديدة تعيشها وتشعر بها .. البارحة كنت تشعر بالعالم الكوني وكأنه غريب عنك .. منفصل عنك .. خارج عنك .. يشاركك الوجود دون أن تشعر به على حقيقته بألوانه وأطيافه .. تقرر اليوم أن تستحضر كينونات جديدة تحيط بك .. كانت أو كنت غريبا عنها .. اليوم تصلك بها علاقات تحليل وتدبر وعلاقات شعور تثير في نفسك التوحيد وأيضا تثير في نفسك مسارب غريبة تقربك منها وتحاكي فيها سر الحياة والنبض والحركة والتجدد والفناء والخلود .. ما يثير شهوة الكشف والتدبر .. أنت والعالم المحيط .. كون كامل .. يكمل الواحد الآخر من حيث لا يعلم .. تجد حضور المهيمن مهيمنا .. وتشعر بقوة القوي قويا .. وتدرك إبهار المبدع مبدعا .. ماعاد العالم حولك مسمطا وصامتا .. إنه يقول لك سره باطنا وظاهراً .. بداية من هنا يتغير حال الكشف .. تثري نفسك بالأكثر والأجمل وتثبت جوارحك بالأكثر ديمومة والأرقى .. ولكنه يمثل بداية لشق غبار العتمة والخروج من براثن الظلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ganentiny ya amal
samy ( 2009 / 4 / 12 - 19:51 )
nefsy yiigy elyum elly ashoof amal betktob logha mafhooma ,lia we le kol elnas....laken esloobik da ya amal me7tag motagrgem 3arby 3arby

kol el7ob we eltatkdir

اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا