الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جدل الخبرات وشروط التمكين .. (1)

أمل فؤاد عبيد

2009 / 4 / 11
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


بداية قد يعجزني المصطلح في حقيقة الأمر ولكن تبقى الغاية الواضحة قيد التحقيق في إيجاز المعنى وفرادة التجربة ..
ومن خلال هذه الصفحات نحاول أن نقدم قراءة معقولة لجدل الخبرات وقد حددت تسمية افتراضية لمختلف مستويات هذه الخبرات أو كيفية تحصيلها .. مابين خبرة ارتجالية منظمة نوعا ما او في احوال كثيرة ممنهجة حسب البيئة او المحيطين .. ثم خبرة منظمة واعية إرادوية يحصلها الفرد بإرادة منه .. وهناك افترضت خبرة فطرية هي المستوى المطلوب الوصول اليه واقصد بالفطرية .. هي تلك الخبرة التي نحصلها عن طريق يقينا الجديد .. والتي من خلالها سوف نشعر بالتمكين .. تمكين الارادة والايمان والحرية والقوة والاختيار .. لذا اقدم هذا التقديم لإدراك خط الكتابة والهدف منها ..
كان لابد بداية من قراءة متأنية للذات عبر مشاكلة نصية بين الفعل وتجريد الذات تجريد فعلي ( إما على مستوى النص / الإبداع بأنواعه أو على مستوى الواقع ) على أن يكون الغاية من ذلك هو الكشف عن معلولات الفعل وأيضا عن مسببات الكلمة / السلوك ظاهرا وباطنا .. والأهم ما هو باطنا .. على أن الظاهر وما يسهل قراءته ليس دائما دليلا واضحا على الباطن .. إلى جانب مبررات الكتابة / الفعل السلوك ليس بالضرورة أن يكون لها أسباب أو مسببات مباشرة لها / له .. فعلى مستوى الكتابة ليست بالضرورة تكون مباشرة عن مكنونات النفس أو لها مبررها الظاهر من خلال النص إنما هناك بالضرورة معاني خافية تعبر عن جودها بوعي من الكاتب أو دون وعي منه .. وقد لا تكون الكتابة سبيلا أو لتحقيق غاية بقدر ما تكون هي غاية بذاتها .. وقد تكون بهدف أو غاية أسمى بكثير من غاية الكتابة لذاتها .. إذا كان الكاتب يعرف توجهه وهدفه من الكتابة .. أما إذا كانت من النوع الأدبي الخالص الذي يعني بفكرة الكاتب ويحاول التعبير عنها لذاتها فهي هنا تثبت بوجودها كينونة منفصلة عن الكاتب ولكنها تضيف لنا شيئا بالضرورة وهو نوع من الكشف عن ذوات لا نراها بقدر ما نستشعرها من خلال ما تنصه من كتابة .. وعلى مستوى السلوك نجد مثلا أن حب الخير لذاته يختلف عن حب الخير لهدف هو في حد ذاته غاية من فعل الخير .. وفعل الشر والامتناع يدخل في نطاق السلوك المبرر أحيانا بوضوح لنا وللآخرين وقد لا يكون هناك مبررا واضحا له ..
ومن الجدير ذكره هنا إن الإنسان قد يشعر بحريته في الاختيار وقد يكون غير حر .. قد تحكمه مبررات غير واضحة وغير معلن عنها بالضرورة .. إن كان في حالة السلب أو الإيجاب .. من هنا سعينا في حقيقته هو البحث عن ممكنات التمكين في الفعل والسلوك .. وان بقي هناك حيز غير مفترض الانتصار عليه في الحقيقة وذلك انه لابد وأن يبقى هناك علامة استفهام للشخص ذاته تحركه نحو البحث وأيضا تدفع به للاستمرارية .. فلو تم الإجابة عن جميع علامات الاستفهام لن يكون هناك سعيا حقيقيا أو لن يكون هناك دافع له للمواصلة بل لن يكون هناك دافع للحياة والحركة والكشف والتمكين .. المهم في النهاية أن الشعور بالحرية في السلوك قوة في حد ذاته .. وعلى أن يكون اختيار الأفضل في ذاته ولذاته .. دون غاية أو لتحقيق حاجة أو لمنع في ذات الشخص .. وإذا بدأت من حيث المنتهى سوف أقول يأتي التوحيد في ذاته شرط لحياة حرة متحررة من النقص .. على أن التوحيد يبدأ منذ أن يختار الفرد منا فكرة ترتيب أوراقه الداخلية وقراءة ومعالجة في آن ضرورات وجوده لتحقيق مستوى الرشد المطلوب له بعدما وصل به المطاف إلى تحقيق مستوى من الخبرة اللازمة للتمييز وأيضا خبرة لازمة لتحقيق توازن حقيقي في السراء والضراء .. فعلى مستوى الفرد / الجماعة يمنحنا هذا نوعا من المساحة البينية التي تعطينا فرصة القراءة السوية للذات / الآخر .. على أن يكون هذا التوحيد حرا أيضا ليس لغاية سوى لذاته .. ولن يكون هذا إلا إذا استوى للإنسان التفكير في التصالح مع نفسه ومن ثم انتهاج توحيد التصرف علنا وخفية .. أي أنه يبدأ في التخلص من تلاوين الذات الباهتة ويوحد داخله توحيدا حقيقياً ويتجاوز أي انقسامات قد تبدو له في تصرفاته .. هو توحيد ولائه وانتمائه وقراره وشعوره .. بكلمة واحدة لن يعرف مغزى التوحيد إلا إذا بدأ من حيث تربته الداخلية .. يقلبها تقليب متبصر لكشف حقائق الأمور الخاصة به .. ومن خلال مرايا الرؤية والانعكاسات للآخرين سوف يعرف موقعه من إعراب وترجمة الفعل وردود الفعل .. ويجب أن يكون هذا الطلب لذاته غاية الغايات الحقة .. ليكون هناك مكانا لهذا التفكير .. لابد من أن يكون حال الفرد في قوته لا ضعفه .. بمعنى أن هذا الاختيار يكون اختيارا حرا .. لا لضرر .. وإذا افترضنا إن وجد هذا الضرر .. لن يكون هناك الفائدة القصوى من التجربة .. إنما أخاطب من يتخذ القرار بنفسه كرغبة ملحة في التغيير أو التطور أو النجاة عن عقل أدرك أخيرا محتواه وذاته .. وقد تكلمت سابقا عن العقل كيف يأتي عليه وقت أن يدرك ذاته ويفكر فيما يفكر فيه .. مثلما امتحن قدراته في التفكير فيما يتلقاه .. قد يشعر الفرد بنوع من القهر وأقصد هنا عند حالات البلاء المبين .. فقد أوجد الله هذا اللون من التعليم لحكمة ما فيها فائدة للفرد .. ولربما لتجاوز هذا القهر إذا وجد فلابد من تأكيد الإحساس بالراحة قياسا بالغير وما قد ينقصه أو وما قد ابتلاه الله من بلاء وما ينقصه نسبة لما ينقصه أيضاً ..
إنما هنا حديثي موجها لمن يشعر بنفسه القوة في الاختيار صراحة .. وتكون التوبة ليست لعقاب أو ثواب بقدر البحث عن طريق لاستمداد قوة حقيقية وثبات على صراط قويم يبعث الاطمئنان والإحساس بالكمال الحقيقي ..
ولن استخدم هنا مصطلح التوبة لأن الغاية من الطريق ليس توبة أو متاب .. إنما هو تصالح وفهم وتحقيق مستوى من الرشد الذي يبعث الشعور بالإنسانية الحقيقية .. وفي مرحلة لاحقة سوف يستشعر الفرد مدى قسوته على نفسه في السابق وكيف انه كان جاهلا بها وبنفسه وإمكاناته وجاهلا بضرورة وجوده في الحياة .. إنه يشعر بمشاركته في صنع الحقيقة .. حقيقة وجوده والكون من حوله ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تألق
عماد البابلي ( 2009 / 4 / 11 - 14:25 )
تصالح وفهم وتحقيق مستوى من الرشد الذي يبعث الشعور بالإنسانية الحقيقية )) .. كلمات رائعة ياسيدة أمل وتستحق التقديس
والمزيد من التألق ؟؟؟؟؟؟؟


2 - مهم جدا
علاء الدين فوزي ( 2009 / 4 / 11 - 15:21 )
بالتوفي و كل التحية لكي و مزيد من المقالات القيمة و المفيدة

اخر الافلام

.. روسيا والتلويح بالسلاح النووي التكتيكي


.. الاتحاد الأوروبي: أعضاء الجنائية الدولية ملزمون بتنفيذ قرارا




.. إيران تودّع رئيسي ومرافقيه وسط خطى متسارعة لملء الفراغ السيا


.. خريجة من جامعة هارفارد تواجه نانسي بيلوسي بحفل في سان فرانسي




.. لماذا حمّل مسؤولون إيرانيون مسؤولية حادث المروحية للولايات ا