الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإختلاط بين الجنسين في جميع المراحل التعليمية .

ناهده محمد علي

2009 / 4 / 13
التربية والتعليم والبحث العلمي


إن كل المجتمعات تتكامل بالذكور والإناث , وتتكامل ايضا حركة المجتمع فى كل المجالات بحركة الإناث والذكور, ولقد اصبحت حركة الإناث جزء مهما من اجزاء حركة المجتمع فى العالم , فى كل مهنة وكل عمل حتى تتكامل حركة المجتمع , لذا كان من اللازم ان يختلط الذكور والإناث سوية فى الدراسة منذ السنة الاولى وحتى التخرج فى الجامعة وليس هذا شعاراً أسياسياً مرفوعا, بل هو ضرورة إجتماعية ونفسية للذكور والإناث, إذ أن الفصل ما بينهما خلق الكثير من الحواجز النفسية والكثير من المصاعب فى التعامل البيتى والمدرسى.
ان الدراسة المختلطة المبكرة تذيب الحواجز والمخاوف ما بين الذكور والإناث فتلعب الانثى مع الذكر وكأنها تلعب مع صديقتها فتتحدث وتضحك بحرية وبدون حواجز تغريبية تجعل الذكر من كوكب مارس والفتاة من كوكب فينوس ويصبح التعامل اسهل مابين الاخوة فى البيت ايضا رغم ان طبيعة الذكور اكثر ميلا للخشونة فى اللعب إلا انهما سينسجمان فى النهاية وتقلل الانثى من هشاشتها ويقلل الذكر ايضا من خشونته باستمرار التعامل اليومى المرن ومع وجود الإدارة الذكية والمدرسين ذوى الكفاءة المهنية تستطيع المدرسة التغلب على الكثير من المشاكسين , علما ان الاختلاط فى جميع مراحله يحتاج الى رقابة مدرسية وبيتية منعا لمشاكل الاعتداء والميل الى العنف ثم تتزامن هذه المراقبة مع الصعود نحو المراحل الدراسية الاخرى حيث تلعب المراقبة والإرشاد المدرسى دورا كبيرا فى منع حالات التحرش والإعتداء الجنسى وكلما كان الدور التربوى فاعلا فى المدرسة كلما قلت نسب الخشونة والتحرش بالفتيات وايضا تقل نسبة تعاطى المخدرات والمهدئات وحوادث العنف بين الذكور والاناث , ومن الضرورى ان بستخدم العامل التربوى كاداة وقاية اكثر من كونه علاجا إذ أن اجادة استخدام هذا الدور يمنع الكثير من الحوادث التى تنتشر حاليا فى المدارس
الثانوية فى اوربا كحوادث العنف والادمان والانتقام من الهيئة التدريسية والطلاب ومن الواضح ان هذا الانتقام لا يكون فى الحقيقة من المدرسين
بل من المجتع ككل متمثلا بالمدرسين والطلاب الزملاء وغالبا ما يعانى ممارس العنف والادمان من الطلبة من مشاكل اجتماعية جمة تبدأ من علاقتهم بالوالدين والاسرة بشكل عام وتنتهى بمشاكل الطلاق والخيانة الزوجية والعائلة المدمنة والعاطلة مع وجود المشاكل الحسية والعاطفية
والتي هى من اهم الأسباب لحالات العنف والانتقام الطلابي من مجتمع المدرسة. ان للإختلاط جوانب ايجابية كثيرة تتمثل بمحو الحاجز النفسى والاجتماعى الوهمى مابين الذكر والانثى وخاصة فى الدول العربية والشرق اوسطية والتى من الضرورى ان تدرك اهمية الاختلاط فى المدرسة
اذ ان الطالب سيدخل ضمن اطار الاختلاط فى الشارع وفى المحلات والمنتديات وفى العمل فما المانع من ان يبدأ الاختلاط المبرمج لا العشوائى والاختلاط المرسوم ضمن اطر علمية لا خيالية أو رومانسية توقع الطلاب من الجنسين فى مطبات خطيرة فلا يعود الطالب متصوراً الانثى مخلوقا
اسطوريا بل مخلوقا ارضيا يمكن التعامل اليومى معه على مقاعد الدراسة وخارجها له نفس الاتجاهات والميول وقد تتغاير وقد تكمل بعضها بعضا
كما تختلف ميول الطلاب من الذكور أو الاناث مع بعضهم البعض .
ان للاختلاط فضل كبير فى اذابة الكثير من المشاكل التى تحدث بين الأزواج الشباب اذ ان الكثير من الدراسات قد اثبتت على ان الزوجين اللذين
عاشا جوا من الاختلاط فى حياتهما المبكرة يسهل بينهما التعامل والتفاهم حول المشاكل البيتية والعائلية وترتفع نسبة الاحترام بينهما وتقل حساسية الرجل والمراة حول نواقص بعضهما البعض ويصبح الرجل اكثر وعياً لحرية المراة فى ملبسها ونوع عملها واتساع علاقاتها الإجتماعية البريئة وخاصة مع الجنس الاخر فى مجال العمل.
لقد سار المجتمع العربى على مسار الاختلاط مرغما فى جميع مجالات الحياة خاصة في الدراسة الجامعية ومحيط العمل لكن هذه الحدود ليست كافية لخلق العلاقة الطبيعية ما بين الذكور والاناث واذابة الحواجز الوهمية وليس القيمية,ويمكن للمجتمع العربى ان يحافظ على مبدأ الشفافية للفتاة العربية ونقائها مع وجودها المستمر فى مجتمع مختلط وليس احادى الجنس اذ ان الوضع الطبيعى لكل مجتمع هو ان يشرك الذكور والإناث في مراحل البناء الاجتماعى والاقتصادى مع بقاء الشخصية الجديدة الغير متشنجة والمتوازنة لذا يجب ان يبدأ الاختلاط فى المراحل المبكرة من عمر الطالب لكى يكون ترتيب السلوك الاجتماعى سليما .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جيد
النيل حابي ( 2009 / 4 / 13 - 08:13 )
مقال جيد لقضية حيوية وحساسة
شكرا للكاتبة الفاضلة

اخر الافلام

.. شركة ناشئة في أبوظبي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدة المصابي


.. -مشروب الضفادع- ??في #بيرو كعلاج للربو، كان مجاورا للـ #باجة




.. وسط تكثيفِ الهجمات الروسية.. بوتين يؤكد أن بلاده تعمل على إن


.. صحف: كيم جونغ أون يستعد للحرب وقد يجرّ أميركا لحرب قبل الانت




.. قراءة عسكرية.. قوات الاحتلال تدمر دبابة لم تتمكن من سحبها من