الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل و هتلر و عبد الناصر

بطرس بيو

2009 / 4 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لو كنت رئيساً لدولة إسرائيل لقمت بتشييد نصبين في وسط تل أفيف لرجلين كان لهما أثراً حاسماً في خلق الدولة الصهيونية في فلسطين و توسعها. هما أدولف هتلر و جمال عبد الناصر.

مما لا شك فيه ان المجزرة التي قام بها هتلر لليهود و التي تدعى بالهولوكوست كان لها أثراً بالغاً في جلب عطف الرأي العام العالمي و الغربي بصورة خاصة على اليهود في هذه المأساة الأمر الذي أدى إلى التعجيل بإقامة الدولة الصهيونية. و كان قد تم البدأ بما تدعى بالتصفية التهائية The Fianal Solution عام 1933 ويقال أن ضحايا “ عملية التصفية هذه بلغوا بالملايين مما أثار إستهجان الرأي العام في الدول الغربية وساهم في حصول التأييد القاطع لتأسيس وطنا ًمستقلاً لليهود. و مما يؤيد تأثير التصفية هذه على تأسيس الدولة الصهيونية أن هاري ترومان رئيس الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية أراد أن يحصل على قرار من الكونكريس بأن يسمح لليهود الذين هجروا من ألمانيا و البلاد التي إحتلتها أن يمنحوا اللجوء في أميريكا والجهة التي وقفت ضد تمرير هذا القرار كانوا اليهود أنفسهم. و سبب ذلك جلي. إذ لو سمح لقرار كهذا أن يصدرلأثر سلبياً على قضيتهم.

بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر و ذلك بسبب إشتداد التفرقة الدينية و العنصرية ضدهم في روسيا و أوربا الشرقية فكثير منهم هاجر من أوربا و اليمن و الجزائر و العراق و تركيا.

كان آرثر بلفور يعطف على اليهود و يفكر في إنشاء دولة لهم في شرق أفريقيا إلا أنه بعد بحث الموضوع مع لورد روثجايلد إقتنع أن اليهود لا يريدون بديلاً لفلسطين و هكذا تم القرار على إنشاء دولة لهم في فلسطين بالتصريح الذي أعلن في 2 نوفمبر 1917. و كان من أسباب صدور تصريح كهذا في حينه أن الحلفاء كانوا في حرب ضروس مع ألمانيا و النمسا و في حاجة ماسة إلى مساعدة اليهود.

و في نوفمبر 1946 صدر قرار من هيئة الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب و الصهاينة ثم تشكلت الدولة اليهودية رسمياً في 14 مايس 1948

و أعقب ذلك الحرب بين الجيوش العربية و الإسرائيليين عام 1948 عجزت فيها الجيوش العربية عن تحقيق النصر فوضعت على أثرها هيئة الأمم المتحدة قوة فاصلة على الحدود المصرية الإسرائيلية. و قد عهد إلى شرق الأردن ضم الضفة الشرقية من فلسطين إليها و ضم غزة إلى مصر. و في يونيو 1967 طلب جمال عبد الناصر من هيئة الأمم المتحدة سحب قواتها من الحدود المصرية فإغتنمت إسرائيل الفرصة للقيام بهجوم كاسح إحتلت فيه بعد ستة أيام سيناء من مصر و الضفة الشرقية من فلسطين و الجولان من سوريا.

و كما هو معروف أن عبد الناصر كان من الضباط الكبار في الجيش المصري و كان المفروض منه أن يعلم إمكانيات جيشه مقابل إمكانيات جيش العدو قبل أن يقوم بمغامرة خطرة كهذه. إذ كانت النتيجة أن العرب بعد أن كانوا يزمعون رمي إسرائيل في البحر و تحرير مجمل الأرض الفلسطينية من الصهاينة أصبحوا الآن يكتفون بالطلب بإعادة الضفة الغربية و سيناء إليهم. و لايسع المرأ إلا أن يتخيل أنه لو إستعمل عبد الناصر عقله و ليس عاطفته و تجنب حرب 1967 ماذا كان سيكون الوضع في فلسطين الآن. المفروض أن إسرائيل كانت ستكون محصورة في الحدود التي رسمتها لها الأمم المتحدة عام 1946 وتكون الأراضي التي إحتلتها إسرائيل في تلك الحرب تحت سيطرة الدول العربية سواء كان ذلك تحت سيطرة الأردن أو دولة فلسطينية تنشأ في حينه.

بعد كل ذلك اليس من المفروض أن يكونوا الصهاينة شاكرين لهتلر و عبدالناصر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشكر واجب
جحا القبطي ( 2009 / 4 / 12 - 22:32 )
وعليهم أيضا شكر بن هنية وبن نصرالله


2 - تعليق على وضع الجيش المصري في عام 1967
أمير ماركوس ( 2009 / 4 / 12 - 22:50 )
لم يكن جمال عبد الناصر ينوي الحرب ضد إسرائيل في يونيو حزيران 1967 بل كانت مظاهرة عسكرية للجيش المصري دون خطة حرب ودون إعداد وكان عبد الناصر يتصور أن إسرائيل ستتراجع أمامها دون حرب ويربح هو إعلاميا من ذلك لكن إسرائيل إنتهزت الفرصة لتدمير الجيش المصري وخصوصا سلاح الطيران المصري وإحتلال سيناء والضفة الغربية والجولان

لم يكن الجيش المصري في 1967 في حالة تسمح له بالحرب بل كان جيش إستعراضات ومظاهر ودعايات إعلامية

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ