الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء مع طبيب تخصص أنف وأذن و....إرهاب !!

شامل عبد العزيز

2009 / 4 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سيداتي .. آنساتي .. سادتي .. أصل المقالة للاستاذ سامي بحيري .. أحببت أن أنشرها دون تعليق .. أتمنى أن تنال رضى بعض القراء الاعزاء...

كنت أجلس في صالة الترانزيت بمطار فرانكفورت وكنت متعبا بعد سفر طويل، وأثناء الإنتظار الممل غفوت قليلا وأنا أحتضن حقيبتي الصغيرة، ثم فتحت عيني وأنا بين النوم واليقظة ففوجئت بذقن طويلة جدا كثيفة سوداء تجلس بجواري وفي أعلاها وجه نحيف وبجانب الذقن جلست خيمة سوداء بدون أي شبابيك، وكانا يحملان أكياسا عديدة من البلاستيك تحمل علامات محلات السوق الحرة لمطار فرانكفورت، ولما صحوت تماما إكتشفت أن الذقن الطويلة ماهي إلا لشخص يرتدي الزي الأفغاني وكان يمسك بيده عصاة صغيرة أصغر قليلا من قلم رصاص يضعها في فمه بين الحين والآخر، وكانت رائحة فمه كمن صحا من النوم وفي فمه فأر ميت، أما ماكان داخل الخيمة السوداء فتوقعت أن تكون أمرأته، وكانت تجلس بجانبه مستكينة ومستسلمة، وخرجت عجيزتها خارج المقعد الذي لم يتسع لمحيط تلك العجيزة الهائلة، وكان صاحب الذقن ينظر يمنة ويسرة إلي النساء والبنات الخواجات (اللاتي طلعن من هدومهن في عز شهر يوليو) وأخذ ينظر بشبق إلي اللحم الأبيض (المتوسط) ويتمتم ببعض الكلمات وأرهفت السمع وعرفت أنه يقول: أستغر الله ، ولكن إستمرار الإستغفار لم يمنعه من الإستمرار في البحلقة والتطلع إلي ذوات اللحم الأبيض (المتوسط)، ولا حظ أنني أراقبه فأخذ يغض البصر بصعوبة، وكلما رفع بصره للتطلع إلي الخواجات (القشطة) كنت أرمقه بنظرة قوية معناها (غض البصر ياحاج)، وأحيانا كان ينظر إلي الخيمة الجالسه بجواره وينظر إلي اللحم الأبيض (المتوسط)، ولسان حاله يقول: جتنا نيلة في حظنا الهباب ، ورأيت الخيمة تميل إليه ويبدو أنها همست له بشيء، وفوجئت به يقول بصوت عال باللغة العربية:

وأنا حأجيب لك حمام منين دلوقت؟

ومالت عليه وهمست مرة أخرى، وبدا أن الأمر مستعجل، فوجدته يقول وقد بدا أنه قد فقد صبره:

طيب إستني لما أسأل. ووجه كلامه إلي بإنجليزية مكسرة، يسأل عن حمام:

Toilet Blease for Madam?

وفوجئ بأنني أجيبه بالعربية (وأنا أستعبط):

ـ وفين هي المدام دي؟

فأشار إلي الخيمة بجواره، وهو يقول بعصبية، وكأنه يكشف عن شخصية زوجته:

ـ ماهي قاعدة جنبي أهي!!

فأشرت له إلي مكان حمام السيدات، فأشار بدوره إلى زوجته، والتي قامت مسرعة إلى الحمام. وشكرني، ثم سألني:

ـ وحضرتك عايش في أوروبا؟

ـ لأ أنا عايش في أمريكا؟ أنا هنا ترانزيت بس.

ـ وحضرتك مسلم؟

ـ أيوه، وبتسأل ليه؟

ـ علشان مش مربي ذقنك؟

ـ وهو ضروري المسلم يربي ذقنه؟

ـ أيوه طبعا دي سنة؟

ـ طيب ما أبو لهب كان مربي ذقنه برضه؟

وبدا أنه لم يسعد بإجاباتي، وقال:

ـ ضروري نقتدي بكل حاجة الرسول كان بيعملها.

ـ فقلت له: طيب الرسول كان بيقعد على الأرض وعمره ما قعد على كرسي، وأنا شايف حضرتك قاعد على كرسي.

ـ لأ.. للضرورة أحكام.

وسألته:

ـ وحضرتك رايح فين؟

ـ أنا مسافر الدانمارك؟

ـ وحتسافر إزاي؟

ـ على طيارة لوفتهانزا؟

ـ طيب الرسول عمره ما ركب طيارة لوفتهانزا، كان يركب حصان أو جمل، ياريت حضرتك (إقتداء بالرسول) تخرج من المطار وتاخد أول جمل يقابلك في الشارع على كوبنهاجن عدل، ولا حتقوللي للضرورة أحكام كمان.

ـ إنت الظاهر بتحب الجدال، ولا جدال في الدين.

ـ طيب عاوز أسألك إيه القلم الرصاص إللي إيدك ده، إللي بتحطه في بقك كل شوية؟

ـ ده مسواك علشان نظافة الأسنان، إنت عمرك ما شفت مسواك؟

ـ طيب ليه ما عملتش سنانك قبل ما تخرج الصبح بالفرشاة ومعجون الأسنان؟

ـ المسواك سنة، والرسول عمره ما إستعمل فرشة أسنان أو معجون أسنان.

ـ يعني المسواك سنة، لكن الفرشاة مش سنة، والطيارة سنة و لأ، والموبايل ياتري سنة هو كمان، أنا لسة شايفك كنت بتتكلم في الموبايال.

وبدا أنه قد ضاق صدره من (الجدال)، وخفت أن (ينفجر) في أي وقت ولكن ما طمئني هو أننا كنا داخل صالة الترانزيت بعد التفتيش الدقيق، وكذلك كان بالقرب منا ضابط أمن ألماني محترم وكنت أحييه بإبتسامة من وقت لآخر لكي ياخد باله مني لو حدث لي مكروه!!

ورأيت أن أغير الموضوع:

ـ وحضرتك رايح الدانمارك فسحة مع المدام (التي كانت قد عادت من الحمام ولم أستدل إن كانت قد شعرت بالراحة أم لا بعد دخول بيت الراحة، لأنك لا تستطيع أن تشاهد وجهها).

ـ فسحة إيه ياحضرة، أنا رايح بعثة أكمل دراستي.

ـ وحتكمل دراسة أيه؟

ـ أنا حآخد دكتوراه في الطب.

ـ ما شاء الله، بالتوفيق أن شاء الله، وياترى إيه تخصصك؟

ـ أنا تخصص أنف وإذن وحنجرة.

ـ طيب لما تكون في المستشفي في الدانمارك ويطلبوا منك أثناء التدريب تكشف على سيدات وكمان يمكن تختلي بالممرضات أثناء الليل في غرفة لوحدكم، حتتصرف إزاي؟

ـ الله هو العاصم من الخطايا.

ـ طيب ليه إخترت الدانمارك بالذات، مش كان أفضل إنك تكمل الدكتوراه في بلدك، يعني كمان يكون أفضل لك وللمدام.

ـ ما لكش دعوة بالمدام، وأنا ليّ هدف تاني غير الدراسة.

ـ ياترى إيه هو؟

ـ الجهاد

ـ يعني إيه مش فاهم، هو إنت رايح تدرس ولا تحارب؟

ـ إنت باين عليك علماني وما فيش فايدة من الكلام معاك، الدعاية الصهيونية والأمريكية لوثت مخك.

ـ معلهش.. خدني بس على قد مخي الملوث ، إنت رايح تدرس ولا رايح علشان الجهاد، وبعدين إنت حتدرس على حساب مين؟

ـ أنا مسافر بعثة على حساب الحكومة الدانماركية، وبعدين أنا قلت لك أنا أساسا رايح أجاهد.

ـ إيه إللي ممكن تعمله في الدانمارك كنوع من الجهاد؟

ـ أدعو الشعب الدانماركي الكافر إلي الدخول في الإسلام، لأن الدانمارك تظل دار حرب لحين دخولها في الإسلام بعد ذلك تصبح دار سلام

ـ وإذا رفض الشعب الدانماركي الدخول في الإسلام؟ حتعمل إيه؟

ـ أمامهم ثلاث خيارات: إما الدخول في الإسلام، أو الحرب، أو أداء الجزية.

ـ يعني رايح الدانمارك لتحصيل الجزية بقى ؟ !! وياترى بعد ما تجمع الجزية حتديها لمين؟

ـ حأديها للأخوة المجاهدين.

ـ وإذا رفضوا دخول الإسلام ورفضوا أداء الجزية، حتعمل إيه؟

ـ إذن فهي الحرب!!

ذهلت من إجابته الواضحة والصريحة والحاسمة، وسألته:

يعني الناس يدفعوا لك ثمن البعثة ويستضيفوك عندهم إنت والمدام ويكون هو ده رد الجميل؟

ـ قلت لك ما لكش دعوة بالمدام، أموالهم ونسائهم ومتاعهم حلال لنا!!

ـ يعني فاكر إنك تقدر تهزم الدانمارك لوحدك؟

ـ طبعا فيه كثير من الأخوة المجاهدين في العالم كله معايا، والواحد مننا بألف، إنت شفت إزاي العالم كله مرعوب من الإخوة الشهداء والذين يقفون صفوفا طويلة في انتظار دورهم في الإسشهاد، نهاية كفار الغرب حيكون علي إيدينا بإذن الله، وسننشر لواء الإسلام في كل مكان، الغرب يحب الحياة ويخاف من الموت، أما نحن فنرحب بالشهادة ولا نخشي الموت في سبيل الله، ولا يمكن لأي جيش أن يتنصر على المؤمنين الذين لا يهابون الموت، ولما الناس كلها تدخل في الإسلام يكون ده نهاية الجهاد، ونهاية ما يطلقون عليه لفظ الإرهاب .

ـ طيب نسيت الآيات الكثيرة إللي بتقول: أدع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا إكراه في الدين، لكم دينكم ولي ديني، لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء، إلي آخر هذه الآيات.

ـ تلك آيات منسوخة بآيات القتال والجهاد.

ـ مين قال لك كده؟ حتخترعوا دين جديد؟!! حتودونا في داهية الله يخرب بيوتكم.

(قلتها وأنا أقترب أكثر في حماية ضابط الأمن الألماني )، وكنت على وشك أن أجري وأقول بأعلى صوتي:

إمسك إرهابي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - متظلمش الطبيب
جميل ( 2009 / 4 / 12 - 18:48 )
اشكر أ/ شامل على هذا الاقتباس الرائع
بس ياريت منظلمش الطبيب
فالطبيب هنا يمثل محمد بذاته وأقل منه كمان
تعالوا نلوم مؤسس الاسلام ونتمنى الشفاء والراحة لأخوتنا المسلمين
حتى يعيشوا عيشة طبيعية جميلة
تقبلوا تحياتى


2 - ياكلوا ف الزبدية وعينهم ف الرزية
جحا القبطي ( 2009 / 4 / 12 - 19:07 )
وللأسف هذا الفكر العفن يسيطر علي الاغلبية العظمي من مهاجري خير أمة وعلي رأي المثل المصري ياكلوا في الزبدية وعينهم ف الرزية


3 - سرطان العصر
وائل الياس ( 2009 / 4 / 13 - 04:17 )
الله عليك يا سيد شامل، لقاء رائع جداً، و أكد أموت من الضحك و أنا أتخيل منظر هذا المريض من اجاباتك الساخرة، لافكاره البالية، و لكن الغرب ما زال عن قصد أو غير قصد يستقبل هؤلاء المتخلفين و يرفض في الوقت نفسه الناس المتحررين، فما هو القصد من وراء هذا التصرف ، الذي قد يجلب الخراب لدول الغرب و العالم كله.ما هو رأيك ؟؟؟

تحياتي لشخصكم الكريم


4 - نعم ياسيدي
عيسى ( 2009 / 4 / 13 - 12:27 )
هذا الذي أفحمته ورددته ليس مسلما وانما ارهابيا تكفيريا خارج عن الأسلام وانما لبس ثوب ابليس مدعيا انه مسلم ,وانما المسلم الحقيقي هو الذي يؤمن بأن الأيات التي ذكرها حضرتك من دعوة الأسلام الى الحكمة والموعظة الحسنة وحب السلام وعدم الأكراه في الدين هي الأصل الصحيح في الأسلام وهي القاعدة وأما القتال فهو طاريء ومفروض للدفاع فقط وان استطعت تجنبه فهو الخير كله.هذا هو الأسلام الحقيقي ومايفعله التكفيريون ليس اسلام
الأسلام هو دين محبة وتسامح وتواصل مع الأخرين واحترام لباقي الديانات .الأسلام هو رحمة وحب ومن يقل لك غيره فلا..


5 - The Silence Of The Majority
Alim Phoenix Hannoura ( 2009 / 4 / 13 - 14:40 )
While I am of the opinion that Islam as I understand it is as stated by Eissa, “الأسلام هو دين محبة وتسامح وتواصل مع الأخرين واحترام لباقي الديانات .الأسلام هو رحمة وحب ومن يقل لك غيره فلا.. “ I see and hear the words of that MD from lots of Moslems.

If “Islam is a Religion of Peace;” then the only logical explanation is either those hardliners are the true Islam or the Majority is a silent partner.

I don’t like to believe that the majority of Moslems is a partner in the hate; I am one of them. Yet, Why we don’t hear a strong reaction from the Moslems when acts of terrorism strike innocent people worldwide?


6 - شكراً جزيلاً سادتي الافاضل
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 13 - 18:09 )
إلى كافة السادة الذين شاركوا في التعليق على الموضوع مزيداً من الاحترام والتقدير وأتمنى لكم جميعاً التواصل . أما بالنسبة للسيد عيسى فنقول لقد ذهبت بعيداً في تصوراتك وكم أتمنى أن ما تقوله هو الصحيح أو هو الذي يؤمن به غالبية المسلمين ولكن الواقع غير ذلك.. مع وافر الاحترام والتقدير

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني