الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الملحدون لا يقدمون إجابات

ايمن الحداد

2009 / 4 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


-هل أنا كل أم جزاء من كل ؟ وما هو الجزاء وما هو الكل ؟
- ما سبب وجود الكون ؟
- ما هو الوقت ؟ من هو الخالق ؟ لماذا وجدت الأخلاق والأديان والقوانين ؟

للأسف لا يستطيع الملحدون أن يقدمون الإجابات التي تجيب عن هذه الأسئلة وإذا ما قدمت الإجابات فان مذاقها لا يكون إلا كمذاق المعدن البارد , و لربما كان المؤمنون هم من يستطيع أن يجيب عن هذه الأسئلة بطريقة أفضل كونهم تمكنوا من اكتساب حكمة لا باس بها في مجال تقديم الإجابات وذالك ليس لأنهم يقدمون إجابات منطقية وحقيقة فلا احد يريد هراء المنطق والحقيقة .
في يوم من الأيام كان الإغريق يعتقدون إن العالم يحمله أطلس Atlas على كتفيه وكان الإغريق يعتقدون إن هذه هو عقاب أطلس الأبدي ,وكانت تلك المعتقدات لا تقبل النقاش كون النقاش فيها يعتبر نوع من التجديف في حق الآلهة ولتلك الأسباب رفضت الإغريق نظرية أرسطو التي كانت تنص على أن النجوم هي كرات عملاقة من النار معلقة في الفضاء الفارغ واتهم أرسطو إن أفكاره غريبة ومنحطة .
لكننا اليوم نعلم أن أرسطو كان مصيباً في أرائه .

نعم إن الملحدون لا يقدمون إجابات تعادل لذة النبيذ المعتق لأنهم يقدمون أفكار وليدة المنطق والفيزياء والكيمياء والبيلوجيا والفلسفة المادية وغيرهم ولكن هذه الأفكار تكون مرفوضة بينما لا يتم رفض أن يعيش شخص بدون ماء على جبل لمدة أسابيع ويأتيه الشيطان تم يأتيه الرب وكأننا هنا أمام مقولة مونتين Michel de Montaigne عندما قال (( ليس هناك من يقين معقول في صحة المعرفة الإنسانية )) .

الملحدون لا يقدمون إجابات لان من يطلب منهم الإجابات غالبا ما يؤمن بوجود اللوثيان ويؤمن بعوالم هادس ( الجحيم ) فعندما تؤمن بأن إنسان قد سافر من مكة إلى أورشليم وقابل الإله تم عاد ولم يبرد فراشه بعد وكل ذالك السفر ثم على ظهر كائن خرافي من الأساطير الإغريقية - مع اختلاف الاسم بين البراق و بيجاسوس – فأن السائل لن يتقبل الإجابات المتعارضة مع هذه الحكايات التي يعتبرها من المسلمات التي لا تقبل حتى النقاش فيها .

نعم إن الملحدون لا يستطيعون تقديم الإجابات هم لا يستطيعون أن يقولون من أين جاءت أول نوة لتشكل ما يعرف بعد ذالك باسم الانفجار العظيم لكن من يعلم قد يستطيعون أن يقولون لنا ذالك في يوم ما وان صح الاقتباس هنا فلا يوجد أفضل من اقتباس مقولة الفيلسوف الملحد فرانسيس بيكون Francis Bacon (( أن منتجات العقل واليد عديدة على ما يبدوا في الكتب والسلع . لكن هذه التنوع الرائع يكمن في دقة رائعة , واشتقاقات من أمور قليلة سبقت معرفتها وليس من عدد من البديهيات .

نعم أن الملحدون يقدمون تفسير العقل بينما السائل غالبا ما يريد إجابات ترضي مشاعره ترغب في تفسير يمنحه الأمل لكي يعيش اليوم و يستطيع أن يعيش الغد إجابات تمنحه جرعة من مخدر يدعى الوهم فلا احد يريد أن يعيش حياة بائسة تم يتحول بعد موته إلى كربون c وميثان CH4 , وبصرف النظر عن البهجة أو الغرور الذين تقدمهم لك الأديان في حالة تقبلك لإجاباتهم ونهيك عن المكافئات النهائية وهي الجنة والنعيم وجنات عدن – الوهمية – فإذا تقبلت هذه الإجابات فانك سوف تتقبل إجابات عقيمة ليس منها فائدة لكنك لن ترى ذالك بل سوف ترى أن الإجابات العلمية التي يقدمها لك هي العقيمة والتافهة لكن هناك أسئلة كثيرة تنسى أن تسألها نفسك وهي مثل
كم من الأعوام والقرون استدعى الأمر من الآلهة الظهور ؟
كم من القرون استدعى الأمر من أتباع تلك الآلهة ؟
أين ذهب حورس وزايوس وأيل وبعال وعشتروت وآمون وأتون وغيرهم ؟
نعم هذه الأسئلة لم تسألها لنفسك مهما كانت الأسباب , نعم فهذه هي احد أخطاء العقل الإنساني المستديمة , العقل الذي ببحث دائما وأبدا عن أعظم نتائج اللذة والسعادة .

نعم أن الملحدون لا يقدمون إجابات تريح العقل البشري الذي يحب الوهم وبقى الأمور في نصابها الجميل , العقل الذي يقول للحقيقة ارقدي في سلام , لان الملحدون يقدمون الإجابات فقط للعقول التي تجيد العمل والاستنتاج والتحليل وتعلم ما هي المعرفة اولائك الذين يبحثون عن الحقائق يجدونها واولائك هم من يجدون الإجابات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -السيد رئيسي قال أنه في حال استمرار الإبادة في غزة فإن على ا


.. 251-Al-Baqarah




.. 252-Al-Baqarah


.. 253-Al-Baqarah




.. 254-Al-Baqarah