الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشايخنا يصلحون ؟؟؟

سيد القمنى

2009 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن لكل لفظة في أى لغة مدلول محدد، يتصوره الذهن ويعرف معناه، لكن في عصر بذاته محدد زمنياً ومكانياً أيضاً بذاته له سماته المميزة. لأن اللفظ يكتسب مدلوله من الخبرة بالمكان والزمان والبيئة ودرجة التحضر ومكونات المجتمع وأنماطه الإقتصادية. فإذا تغير المكان والزمان واستمرت اللفظة قائمة لم تندثر فإنها لابد وأن تكتسب مدلولاً جديداً يليق بهذه المتغيرات، فاللفظة حقيبة نضع فيها ما نشاء وما نحتاج إليه من أفكار ومعان ودلالات ومفاهيم، ويمكنا الإضافة إليها وكذلك يمكنا الحذف منها وفق أليات المتغير الموضوعي، وربما تستمر اللفظة هي هي لكن مضمونها لابد أن يتغير، كذلك دلالاتها وما نفهمه منها، كذلك يمكن أن تختفي هذه الحقيبة بالمرة وأن تظهر حقائب أخري جديدة. وعليه فإن أى نص تم تدوينه في زمن ومكان بعينه، فقد تمت صياغته وصبه في قالب زمكانه، فينطبع بطابع ثقافة مجتمعه، وتقاليده، وعاداته، وسلوكيات أهل زمانه وقيمهم وقواعدهم الحقوقية.
ولا يمكن إدراك الفهم الحقيقي لدلالات أى نص بإستخدام ثقافة مختلفة عادة ما تؤدي إلى نتائج زائفة ومضللة، لأن النص هو حفرية لغوية تحمل صورة حية لمجتمعها الذي صاغها ومحيطها البيئي وزمانها.
ومع التطور تظهر ألفاظ وتعابير جديدة، مع ظهور الجديد دائماً في حياة البشر من كشوف ومخترعات وعلوم طبيعية وإنسانية وقيمية وقانونية وأخلاقية.. إلخ. وتحمل هذه الألفاظ الجديدة تاريخ ميلادها بدلالات زمن نحتها أو تخليقها، لتضاف من بعد إلى المعجم اللغوي لأصحابها ومخزونهم المعرفي. وتظل مستمرة لتحمل دلالات جديدة او تتغير أو تختفي من اللغة.
مع التسارع الهائل في الكشوف والمتغير التطوري الصاعد للبشرية، حدث ذات التسارع على مستوى اللغة ميلاداً وموتاً وتطوراً.ففي مصر كانت هناك ألفاظ أساسية يعرفها الجميع لارتباطها بطبيعة البلد الزراعية زماناً ومكاناً وبيئة، ظلت معلومة حتى لأبناء جيلي، لتختفي من بعد مع ظهور الميكنة الزراعية المتطورة، وذلك مثل كلمات الشادوف والطنبور والنورج، لن تجد من يعرفها من أبناء القرية المصرية اليوم، فقد اختفى اللفظ باختفاء الشيئ، فكان الشادوف والطنبور لرفع المياه اعتمادا على القوة العضلية وهو ما لم تعد له حاجة مع اخنراع مكائن الرفع، واختفت كلمة النورج باختفاء النورج الذى كان ألة بدائية تفصل القشور عن الحبوب، لكن زمن النورج والشادوف والطنبور لم يكن أحد يعلم معنى كلمة تليفزيون او كمبيوتر أو ريموت كنترول أو تليفون محمول لأنها لم تكن قد وجدت بعد.
وغير أسماءالأشياء هناك التعبيرات ذات الدلالات المعنوية المفهومية ، وذلك مثل (علاقة شريفة) بين ذكر وأنثى، فهى عندنا تعنى عقد نكاح علني بين الزوج (الذي عليه دفع أجر المرأة مهراً مفروض شرعاً) وبين ولي المرأة. بينما ذات التعبير في مكان آخر بالغرب في ذات الزمان يحمل دلالة مختلفة تماماً، فهو تراض بين ذكر وأنثى ولا دور للمجتمع ولاللدين بالمنع أو بالسماح أو لتشريف العلاقة أو لتبخيسها، لأن الدلالة الجديدة ليست حلالاً أو حراماً بقدر ما هى شأن شخصي لا دخل للدين أو المجتمع بها، بل إن مهمة المجتمع حمايتها ورعايتها، فدلالة العلاقة الشريفة في الغرب تقوم علي حرية الاختيار والتراضي التي هي عندهم قدس الأقداس.
و قياساً علي ما سلف لا يعود هناك أى معنى للقاعدة الفقهية التي تقول: (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب)، والتي ربما جازت في التعميم علي زمانها، لكنها لا تصح بالتعميم علي كل مكان حتى في زمنها.
وطالما أن الإسلام قد ظهر في جزيرة العرب وبلغتهم في القرن السابع الميلادي، وحتى نفهم مقاصده الحقيقية، فلابد أن نتعامل مع الألفاظ بدلالات زمنها، كما كان يفهمها أهل مكانها البيئي وظرفهم الإجتماعي والاقتصادي وليس كما يشرحها لنا وعاظ أيامنا ليحملوها بدلالات لم يقصدها السلف ولا أرادته اللغة بل ولم تعرفه اللفظة أصلاً.
لمزيد من التدقيق نضرب أمثلة أخرى، فكلمة الناس الواردة على تكرار في القرآن والحديث والرسائل المدونة والنصوص الأخرى المختلفة لأهل ذلك الزمان، كانت تعنى بالناس العرب وحدهم. ومع ازدياد عدد المسلمين أصبحت تخص العرب المسلمين وحدهم، وهو موقف نفسي ينعكس في اللفظ، وشأن مكرر ومعلوم حتى عند أقدم الشعوب المتحضرة، فالمصري القديم مثلاً كان يقصد بلفظ الناس المصريين وحدهم، وما عداهم أنواع أدنى من الكائنات الشبه إنسانية، وفي زمن الإمبراطورية المصرية تم السماح للأجانب بالتجارة في مصر والسكنى فيها مما دفع الحكيم، نفررحو، وهو يتنبأ بنهاية العالم ومجئ يوم الدينونة للقول: "انظروا إن نهاية الأيام تقترب، ألا ترون الأجانب في مصر قد أصبحوا من الناس ؟!".
وهو نفس الموقف الذي تبناه الرومان فكانوا هم الناس وما عداهم برابرة، اعتزازاً بتطورهم الحقوقي والقانوني، وهو ما كان يدفعهم لرؤية المجتمعات التي بلا قانون دستورى في حكم التجمعات الحيواني المتوحشة.
وكلمة مثل (الأرض) كانت تستخدم في بلاد العرب الوعرة للدلالة علي جزيرة العرب بالذات، وأحياناً تتم إضافة دول العالم المعروف لبدو الجزيرة، وفي هذا الحال كان يفضل العربي لفظ (العالم والعالمين). لكنه لم يكن يعلم ما يعلمه تلميذ الإبتدائي اليوم، وما تستحضره لفظة الأرض من دلالات ومعان، فهي اليوم تستدعي النظام الكوكبي مقارناً بالنظام النجمي الشمسي، مقارناً بنظام المجرات النجمية، وخصائص كل منها، وأن الأرض ضمن تسع كواكب هي المجموعةالشمسية، وأن للأرض خصائص أخرى فهي تتكون من خمسة قارات وست محيطات و.. إلخ... إلخ.
مثال أخر من لون المعاني المجردة، لفظ (القدرة)، كانت تعبر عند العربي عن القوة المادية البدنية بإطلاق، ففي رسالة الغفران التي وصلتنى بعد إعلان توقفي عن كتابة كفرياتي في روزاليوسف تحت التهديد بالقتل، جاء القول: "وحسبك أنك نجوت من قتل محقق، أى والله، بعد أن أعددنا البيان الذي كنا سننشره علي الأنترنت بعد قتلك. وقد اعترض بعض الأخوة علي إيقاف العملية، علي اعتبار أن الزنديق لا تقبل توبته وإن تاب، ولكن الأمير حفظه الله حسم هذا الخلاف بترجيح أن المرتد إن تاب قبل القدرة عليه و تقبل توبته، لقوله سبحانه: إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم" انتهى ..... وهو ما يقوم علي عدم قبول الله إيمان فرعون عند الغرق وهو تحت القدرة، والمعنى أني قد تبت قبل أن يصل السلاح إلي عنقي، أو علي الأقل قبل خطفي.
كانت القدرة هى القوة المادية بإطلاق، بينما اليوم أصبحت القدرة مخزناً لقوانين العلم وإصطلاحاته، فهي الفولت في الكهرباء، وهى الحصان أو الطن في المحركات، وهى الأمبير، وهى الأوم والوات في الصوتيات، وهى الريختر في الزلزال، وهى الأوزان الذرية... إلخ، لكن أصحاب التهديد الإرهابى الذين ردوا علي توقفي عن النشربرسالة الغفران، يحفظون اللفظ في لفائف دلالاته القديمة ليحمل ذات الدلالات القديمة، وهو إسلوب مفهوم متسق، لا يعمد للتزوير والخداع والمراوغة اللفظية، وهو خطاب يقف في مكانه الطبيعي داخل منظومته دون تناقض، لأنه يحدد إدراكه وفق ما تمت كتابته بفكر وعقل من كتبه يوم كتبه.
المشكلة فيمن يزورون علينا وعلي المسلمين كذباً ونفاقاً، ويقدمون لنا ألفاظاً وتعابيرا من الماضي محملة بدلالات من فكر وعلم وتقاليد وعادات وقوانين اليوم. المثير للرعب أن هذا الخطاب المخاتل يجد صدى لدى من يملكون القوة في العالم اليوم من دول عظمى، وتنطلي عليهم خديعته لأنهم خارج كل تعقيدات الفرق الفقهية المتراكمة عبر الزمن، ومن ثم لا يملكون أدوات النفاذ للدلالات الحقيقة لما يطرحه الإسلام السياسي علي عالمنا اليوم، فيتصورون ذلك إعتدالاً بعكس التطرف الدموي، ويفهمون عنهم أنهم قوم وسطيون يدعون للمحبة والتسامح والمساواة، ويتلهفون علي الديموقراطية تلهفاً، بينما شاعرهم الأمجد يشرح شأن العرب قائلاً:
نحن أناس لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
لكن هذا الفريق المعتدل الوسطي الديموقراطي هو نفسه من يحدثنا عن المقاومة الشريفة في العراق الحزين، المقاومة بتفجير الأجساد، سواء كان الجسد جسد المفجر، أو جسد الأم الممزق وجسد طفلها الرضيع في حضنها يرضع ثدياً ممزقا، سواء كان يهودياً أو مسلماً أو من أى ملة أو أى لون. ويقول لنا المعتدلون أن هذه المقاومة دفاع شرعي عن الوطن ؟! فأى وطن يقصدون؟! يقولون إنهم يفعلون فى العراق فعل فرنسا (مقاومة وطنية) عندما إحتلها النازي؟ ولكن هل في الإسلام أى مفهوم عن الوطن كما هو حال فرنسا؟!
إن الإسلام لم يكن فيه معنى للوطن كما نفهمه اليوم، ولا حتى كما فهمه العراقي القديم، أو الشامي أو المصري القديم، لأن الإسلام هو الوطن ولا يعترف بالأوطان لأنه إنما المسلمون أمة لا اله إلا الله أينما كانوا بدون حدود وطنية. وحتى هذه اللحظة الراهنة لا يعترف هؤلاء بالوطن والمواطنة جميعاً علي إتفاق، من ابن قرضاوي إلي ابن عاكف إلي ابن هويدي إلي ابن باز، قلماذا إذن المقاومة؟! أم الصواب أن يتم الإعتراف أولاً بالوطن وإعلاء شأن الوطنية علي بقية القيم أرضية كانت أم سماوية حتى يمكن الحديث بعد ذلك عن المقاومة الوطنية. ورغم ذلك يستخدمون اللفظ المستحدث (المقاومة) للدلالة علي جرائم حرب وإبادة جماعية بكل معنى الكلمة. فهى حرب بربرية يخوضها الإسلام السياسي والوهابي والشيعي ضد كل الدنيا بمنطق ما وراء ألف واربعمائة عام مضت, علي أرض العراق ضد العراقيين جميعاً. ويمارسة الشيشان فى قتل اطفال أوستيا ، ويستخدمة الإسلام البدوى ضد الإسلام الزراعى فى دارفور .
الملحظ الطريف أنهم وهم يتحدثون عن المقاومة في العراق لا يصفونها أبداً بالوطنية، إنما هي المقاومة الشريفة، هى المقاومة الباسلة، هى المقاومة الإستشهادية، هم أسود الله، أما المتكرر المعتاد فهو المقاومة الإسلامية، وهو ما يعني فورا أن الموتى من المسلمين علي أيدي هذه المقاومة الإسلامية هم من غير المسلمين.. هذا قول المعتدلين.
أما الأكثر طرافة هبتهم هبة رجلٍ واحد للحديث عن الحريات وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والمساواة والديموقراطية والعدل، وترديدهم ذلك من باب التأكيد أنهم قد آمنوا بهذه القيم الإنسانية الراقية، وأنهم سيشاركون في عملية الإصلاح، وهو ما يعني أن هناك فساداً يعرفه الجميع، لأن الجميع يدعون إلي الأصلاح، نحن، وهم، والدول الأجنبية، وحتى حكوماتنا تدعو للإصلاح؛ ولا نفهم لمن نوجه دعوتنا بالإصلاح، العالم كله يدعونا للإصلاح، وهذه الدعوة المخجلة المهينة موجهة للمسلمين دون شعوب العالم. والملاحظ أن المشايخ أو الكهنة والدولة التي هى الحكومة، والحكومة التى هى الدولة (هذا حظ بلادنا)، والإخوان المسلمين، وجميع الأحزاب والهيئات يطلبون جميعاً الإصلاح، كما لو أن أحداً قد منعهم قبل ذلك من الإصلاح عبر زمننا الطويل الأسود من قرن الخروب، كما لو أن هناك من أعترض محاولة تطبيق أياً من تلك الألفاظ المحترمة التى يلوكونها منذ فجر الخلافة، وحتى يومنا الهباب الحالي، ولو مرة يتيمة واحدة.
مشكلتنا إذن هى مع فريق النصابين المشتغلين بالدين علينا، الذين يقومون بإستحضار الألفاظ من أكفان 1425عاما مضت ثم يحملونها بدلالات ومفاهيم زماننا، رغم أن دلالات لفظنا الحفري لا علاقة لها بدلالات اليوم، بل يصل التباعد بينهما إلي درجة النقيض الكامل. إنهم يعيدون فرش بيت أجدادنا المهجور العتيق ، الذي تسكنه العناكب والخفافيش والجن والسعالي والغيلان والبراق وناقة صالح ونملة سليمان وصاحب الصيحة ومصاصى الدماء ، يعيدون فرشة من أرقى بيوت الخبرة الفرنسية .....من بيت ديكارت, وبيت روسو, وبيت فوليتر، ومن كبريات دور الحقوق والأمريكية المؤسسية كديكور حداثي متفوق، تقف جميعاً في خدمة حرية المواطن الفرد. ثم يقولون لنا أن هذا هو ميراث أجدادنا. يقول الغرب: ديموقراطية نقول: عندنا شورى, يقول الغرب: إنتخابات حرة نقول: عندنا بيعة، يكتشفوا فاكسينات للقضاء علي معظم الأمراض القاتلة، نعيد نحن اكتشاف بول الناقة كسبق علمي لأنه فاكسين لكل ما اكتشف وما لم يكتشف بعد، فاكسين رباني...لم يصنعه بشر.
هذا رغم أن المسلم زمن الدعوة لم يفهم من الشورى ما نفهمه اليوم من الديوقراطية، لأن الديوقراطية بمعناها المعاصر هي شأن معاصر لم تكن له دلالات معلومة من المخزون الثقافي البشري قبل اكتشاف العقد الإجتماعي والمبادئ الحقوقية ثم الديموقراطية المعاصرة، نعم كان لها جذورها الأولي عند الرومان وقبلهم عند اليونان، إلا أن الإسلام ونصوصه لم يأتيا بذكر لهذه الديموقراطيات الأولى بالمرة.
وضمن هذا الفريق المتفلسف مجموعة لا تملك معها إلا الشعور بإحتقار وإزدراء حقيقيين، وهم من يطلعون علينا كل يوم بتفسير عصري جديد للقرآن والحديث، مع كل إضافة علمية أو مع أى كشف جديد. يريدون تكريس وهم سار مسرى الحقائق بين المسلمين وهو صلاحية مأثورهم للعمل فى كل زمان ومكان. بينما ما يفعلونه هو إعادة ترجمة اللفظ القديم وتحميله بثقافة ومعارف زماننا، التى لم تكن موجودة في مخزون المسلمين الثقافي قبل تلك الترجمة. الغريب والمثير للدهشة والحزن والقرف والغثيان فى آن معاً، هو أنهم مثل الجميع يؤمنون بحقيقة التخلف الذي آلت إليه أمة محمد في قاع العالم، وأنهم مثل الجميع يؤمنون بضرورة إجراء إصلاحات تحديثية لمجتمعتنا علي كل المستويات، حتي يمكن لبعض أمة محمد أن يلحقوا بأخر قاطرة في قطار الحضارة.
وهو ما يعني أننا نعاني من تخلف علنيّ مهين مروع لم يعد بالإمكان تزيينه بمساحيق التجميل لشدة قبحه. وصلنا معه إلي مرحلة لم تعد حتى تثير شفقة الضمير العالمي التى تثيرها لديه الحيوانات حتي غير الأليفة منها حرصاً على بقاء نوعها، لقد هبطنا عن ذلك الدرك مسافات. هبطنا لدرجة السطو علي المنجز الإنساني بكل علمائه ومعاهده وأبحاثه والأموال المصروفة والجهود البشرية المبذولة بكل بساطه، بإعادة ترجمة اللفظ وتحميله بثقافات ومعارف زماننا غير الموجود من الأصل في مخزوننا الثقافي المتضمن في اللفظة القديمة. وهو تزوير مفضوح يبذلون فيه جهوداً جمة دون أى عائد أو ناتج يعود علي المواطن أو الوطن، سوى مزيد من غيابه في غياهب جهله المركب وليلة البهيم الطويل .
انظروا معي لفريق رجال الدين الذين قرروا دخول مباراة الإصلاح فاكتشفوا أن الديموقراطية ليست شيئاً سوى الشورى الإسلامية. وهو ما يستدعي التساؤل الساذج: إذا كانت الديموقراطية هي الشورى ؛ وكانت مبادئ الديموقراطية وقيمها ومؤسساتها معلومة لدى الصحابة، فلماذا لم يفعلوها ؟! لماذا لم يقيموا مجتمعاً يقوم علي العقد الإجتماعي ويقنن للإنسان حقوقاً ويقيم لتلك الحقوق دستوراً وقانوناً ومؤسسات تحميها، ويقيم هيئة أمم متحدة ومحكمة عدل دولية كناتج ضروري للديموقراطية قبل أن يكتشفها أهل الطاغوت بخمسة عشر قرناً.
لماذا لم يفعلوها وينقلوا مجتمعهم وزمنهم كله نقلة عظيمة كانت كفيلة بجعل أمة المسلمين سيدة أمم العالم حتى اليوم؟ وكنا علمناها للغرب كما سبق وعلمناه الاسطرلاب والسيمياء والخوارزميات وبقية أشيائنا العجيبة ، ولتقدمت البشرية إلى مسافات لا تدركها المخيلة عما هى عليه اليوم. لماذا لم يفعلها الصحابة إذن؟
العجيب أن دعاة الإصلاح من مشايخنا يرون ان الإصلاح يكون بالعودة إلي ما كان سبباً في حاجتنا للإصلاح؛ بالعودة لخير القرون إلي زمن وإلى ناس قتلوا بعضهم بعضاً علي الدنيا، ولم يعرفوا كيف يصلحون مجتمعهم ومعهم رب السماء والصحابة والمبشرين بالجنة وأمهات المؤمنين بعد ذلك ظهيراً بدلاً من قتل بعضهم بعضاً . لو كانت معلومة لديهم لفعلوها ولتفتحت أمام الإنسانية أفاق خقوق إنسانية وعلم عظيم مبكر، ولما لجأوا بصلاة الغيث لإنزال المطر حتي اليوم، بل لأنزلوه بالعلم قسراً وجبراً وبالكمية المطلوبة وفى المكان المطلوب كما فعل الكافرون. ولما لجأوا لحل مشاكلهم بالصلاة والأدعية والقنوت والتهجد وتحريض رب السماء ليخرب لنا بيوتهم وتيتيم أطفالهم ويغنم المسلمين أموالهم كما هو حالنا حتي تاريخه.
ولو قلنا أن الديموقراطية كانت معلومة لديهم وأنها كانت من صلب دينهم ولم يطبقوها ، فسيكون ذلك ظلماً عظيماً لهم، وظلما عظيماً لديننا لمطالبته بما ليس فيه فنضعه أمام حائط المستحيل، خاصة مع فشل التطبيق المعلوم بدون تزويق في كتبنا التراثية على مدى القرون الماضية، ومع هذا الفشل يكمن السبب هو أنهم ما كانوا يعلمون معنى التعددية والحرية والحقوق، فأختفت كل الفرق الإسلامية لأن سادة الدين وسدنته حلفاء السلطان رفضوا أى فرقة ناجية حبيبة للة سواهم؛ لأنهم ببساطة لم يعرفوا معنى الحرية والتعدد الديموقراطي بالمرة. وهذا أيضاً ظلم لعقولنا وإهانة لإنسانيتنا عندما يطلبون لنا تجربة أثبتت فشلها على مدار أربعة عشر قرناً ، فشلاً تاماً وكاملاً وذريعاً ومتواصلا بكل ألوان الفشل وتفاصيله ومعانيه، إنه ليس ظلماً لعقولنا فقط بل هو إهانة علنية لها.
وحتى عشية حضور العم سام إلى المنطقة مباركاً؛ كان الإسلاميون يصرون على الخلافة والقوة المجردة لاحتلال العالم. لكن بعد حضورخليفة العالم الحقيقي بما يملك من مؤهلات الخلافة، واحتلاله مقر الخلافة الإسلامية في بغداد، قام الإسلاميون يعيدون تنسيق ما بقي بأيديهم من أوراق لتتنفق ومطاليب سيد العالم الجديد . فقاموا يعلنون أنهم هم أهل الإصلاح بل هم الإصلاح نفسه، وأصبحوا يحدثونا عن الديموقراطية كحل إسلامي مؤكد ؛ كما لو أن أحداً قد حاول منعهم من إقامتها، وهم رقود علي أنفاسنا عبر القرون المظلمة الماضية. الغريب أنهم يهتفون بطلب اليوم الحرية لإنشاء أحزابهم الدينية وممارسة دعوتهم لكراهية الغير وقتلة كلما أمكن ، ويصادرون الحرية علناً، إنهم يطلبون الحرية لأنفسهم فقط دون بقية المواطنين، لأنهم لو كانوا أهلاً للحرية لأصدروا أبسط قررارت الحرية، بالأفراج عن الكتب والأفلام والمقالات والمجلات الممنوعة حتى الآن. إنهم أكتر ضعفاً من مواجهة الكلمة، فتراهم كيف سيجعلون حياتنا فى ضوء فهمهم لمعنى الحرية إذا امتلكوا أقدارنا ؟ .

يتلقى الكاتب المكالمات التليفونبة من الخامسة مساء إلى السابعة مساء بتوقيت القاهرة على تليفون رقم 0020189914505 عدا يومى الخميس والجمعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - The King
tk ( 2009 / 4 / 15 - 21:29 )
You are the king of arabic clture.

great article.

please keep feeding us with your researches.

we are waiting your next research.

thx
al


2 - نعم .. بحجة المقاومة غير الشريفه ، شرعوا بقتلنا نحن العراقيي
حامد حمودي عباس ( 2009 / 4 / 15 - 22:30 )
مع انك شامل في حربك ضد دعاة التخلف واستحضار تاريخه البالي غير أنني وجدتني ميال لان ادلو بدلوي فيما يخص بلدي العراق ، حيث أجدت كعادتك في تشخيص مكامن الخلل المنطقي لدا من ساهم في تفجير اطفالنا وخرب مدننا وزاد في بلوانا نحن العراقيين ممن حمل لنا على كتفيه شحنات الموت ليقول لنا أن أعبدوا ربي أنا وليس ربكم .. لقد أذاقوا شعبنا مرارة العيش بلا قانون حاضر ينظم له حياته كبقية شعوب الارض ، وسنوا لنا قوانينهم الخاصه حيث زنوا بنساء ابناء دينهم بحجة تطبيق سنن الشريعة ، وقتلوا الابرياء بحجة ضمان تطبيق العدل ومحاربة الرذيله ، وخربوا بيوت الآمنين من الناس بحجة تهجير الكفر عن مواضعه .. وما ساهم في حربهم علينا هو ذلك الاستنفار المشين من قبل ابناء عمومتنا اذ تهادوا علينا فرادى ومجاميع من خارج الحدود ، لا يردعهم عن غيهم رادع ..ولا يفتيهم صاحب فتوى من أزلامهم أن أرعووا فالتاريخ له في النهاية لسان سينطق به معلنا سخف دعواكم . دمت سيدي لقول كلمة الحق ، والخزي والعار سيبقيان من حصة دعاة قتل الحياة


3 - استبشرت خيرا
maron ( 2009 / 4 / 16 - 03:06 )
عند السطر الاول استبشرت خيرا سينهدم القران فوق رؤوسنا, من هذا البحث اللغوي الجاد والقيم, ولكن خيب املنا السيد, وراح يدور ويلف والسياسه والتطييقات البعيده عن
الهدف المنشود.؟
يا استاذ الناس في القران هم الناس في كل زمان ومكان.(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكرا وانثى وحعلناكم شعوبا وقبائل ان اكرمكم عند الله اتقاكم)؟


4 - خرافة الفكر الديني
احمد المهاجر ( 2009 / 4 / 16 - 09:02 )
نُبلغك امتناننا الكبير ، انا شخصيا تتلمذت على عدد من الكتب المستنسخة التي كنا نتداولها في العراق قبل الاحتلال،كنا نخاطر بكل شئ من اجل ان نقراء لك وانا غير نادم على ذلك، شكرا لك جهودك في تعزيز منطق العقل ، ومواجهة الفكر الديني المبني على الخرافة


5 - شكر وامتنان
عبد العظيم ( 2009 / 4 / 16 - 09:12 )
كل الشكر والامتنان على كل ما في مقالته أعلاه وخاصة على اللغة الأحفورية


6 - تعليق
نادر قريط ( 2009 / 4 / 16 - 09:32 )
أول مرة أكتب فيها للدكتور القمني، رغم قراءتي لمعظم كتبه وسجالاته إبتداء بكتبه القديمة عن النبي إبراهيم ورب الزمان وغيرها وصولا إلى كتبه المتأخرة مثل شكرا بن لادن، أهل الدين والديمقراطية وأخر أيام تل العمارنة....ولا أنكر أني أعجبت بكتبه وبروحه الدمثة وإيمانه العميق بروح التمدن وتمسكه بقيم المواطنة والحرية ..
لهذا وتقديرا لشخصه الكريم أود توجيه بعض النقد لكتاباته الأخيرة وأغتنم وجود هذا النص كمثال حيوي يمكن للقارئ تتبعه بسهولة :
أولا: إستهلك الكاتب حوالي 30سطرا ليقدم لنا فكرة مفادها: أن دلالة اللغة ـ اللفظ ـ تتحول عبر الزمكان؟؟ مع أنها فكرة بسيطة تكاد تكون معروفة حتى لأنصاف المتعلمين؟ فما بالك بنخبة القراء الذين يعرفون شيئا عن علم اللسانيات وأركيولوجيا المعرفة ؟؟ هل يُعقل أن يحتاج ـ القمني لكل هذه الأمثلة (التي تفسر الماء بعد الجهد بالماء)، ليصل أخيرا إلى مفهوم -القدرة- وقصة تهديده من قبل الإسلاميين ؟؟ وكيف له أن يؤكد هذه التهديدات ونسبتها للإسلاميين ( أي شخص يمكن أن ينتحل إسما ويرسل إيميلا، وليس بالضرورة أن يكون مسلما)
ثانيا: أما حديثه على -المقاومة- وربطها بعمليات تفجير الأجساد ثم توظيف ذلك لإقناعنا بأن الإسلاميين لايعترفون بوجود -وطن- فهذا إحتيال رخيص على الأفكار. ول


7 - تعقيب على صاحب التعليق رقم 3 (maron)
علي ( 2009 / 4 / 16 - 09:35 )
السيد الكريم
القرآن تماما كما قال عنه الدكتور المصري صلاح الدين :- سوبرماركت-
تجد فيه مايقوله السيد القمني وماتقوله أنت ومايقوله القرضاوي ومايتوهمه زغلول النجار .... وهكذا ، وهذا الأمر يحيرني بشدة فلا أدري إن كان هذا ميزة فيه تعكس المعنى الإلهي أم أنه يعكس حدة ذكاء محمد أو أنه عيب متوقع لمثله
ولذلك كم أتمنى على أي من السادة المتنورين المهتمين كاكامل النجار أوفراس السواح أو شامل عبدالعزيز أن يفسروا لنا هذه المفارقة في القرآن
تركتك بخير


8 - رد على التعليق رقم 3
جميل ( 2009 / 4 / 16 - 10:32 )
ياعم انت زعلان من الكاتب ليه
دا راجل بيشغل عقله
وحلوة الآية اللى استشهدت بيها دى
-أحب أقولك أية أحسن منها -يا أيها النبى حرض المؤمنين على ............-
تعرف تكمل الآية
السلام لا
العلم لا
المحبة لا
إجابات خطأ
إله محمد يطلب من رسوله تحريض المؤمنين على القتال !!!!!
هنيئاً لك بهذه الإله وهذا الرسول
تحياتى لكاتب المقال وكل المشاركين


9 - رائع كالعاده
Masry ( 2009 / 4 / 16 - 11:55 )
تعليقى فقط على المداخله باسم مارون رقم 3 يبدوا ان السيد(ه) مارون لم يقرأ المقال جيدا أو لم يفهمه, ما أوردته لا يعنى أكثر مما تفضل الاستاذ القمنى بشرحه فاذا تمعنت معنى الايه التى أوردتها بمفهوم زمنها ستجد المعنى واضح جدا ففى الباديه التى عاش بها محمد كانت -الناس- أي العرب قبائل وهذا المفهوم واضح ومعروف ولكنك تأخذ معنى الشعوب بما نعنيه اليوم فى عصرنا الحديث ولكن المعنى القديم للشعوب هو من اصل شعبه أي جزء فأظن المعنى يصبح واضحا وهذا تماما ما قاله الكاتب, وبالمناسبه فحتى فى الجزء الاول من الايه -خلقناكم من ذكر وأنثى- هذا ليس صحيحا علميا حيث أن الخنثى فى البشر موجودا وكذا فى كثير من الكائنات, فلماذا لم تقل الايه -انا خلقناكم من ذكر وانثى وكذا من خنثى؟


10 - رائع كالعاده
Masry ( 2009 / 4 / 16 - 11:56 )
تعليقى فقط على المداخله باسم مارون رقم 3 يبدوا ان السيد(ه) مارون لم يقرأ المقال جيدا أو لم يفهمه, ما أوردته لا يعنى أكثر مما تفضل الاستاذ القمنى بشرحه فاذا تمعنت معنى الايه التى أوردتها بمفهوم زمنها ستجد المعنى واضح جدا ففى الباديه التى عاش بها محمد كانت -الناس- أي العرب قبائل وهذا المفهوم واضح ومعروف ولكنك تأخذ معنى الشعوب بما نعنيه اليوم فى عصرنا الحديث ولكن المعنى القديم للشعوب هو من اصل شعبه أي جزء فأظن المعنى يصبح واضحا وهذا تماما ما قاله الكاتب, وبالمناسبه فحتى فى الجزء الاول من الايه -خلقناكم من ذكر وأنثى- هذا ليس صحيحا علميا حيث أن الخنثى فى البشر موجودا وكذا فى كثير من الكائنات, فلماذا لم تقل الايه -انا خلقناكم من ذكر وانثى وكذا من خنثى؟


11 - ينصر دينكم يا عبقري
sara ( 2009 / 4 / 16 - 11:58 )
الله يحفظك من كيد المتاسلمين
امييييين


12 - المراوغة والاحتيال
مختار ( 2009 / 4 / 16 - 12:14 )
قرأت مؤخرا مقالا حول موقف القرضاوي من الديمقراطية تحت عنوان (القرضاوي: جوهر الديمقراطية من روح الإسلام)
جاء في المقال أن الإصلاح في العالم العربي( -فريضة يوجبها الدين، وضرورة يحتمها الواقع-، وأوضح أن الديمقراطية -من روح الإسلام وتعاليمه-، منددا ببدعة -توريث الرئاسة- للأبناء والأحفاد في ظل النظم الجمهورية).
نعم هاجم بدعة توريث الحكم في الجمهوريات العربية ولكنه تحاشى بخبث ماكر التعرض للملكيات الاستبدادية في المنطقة حتى لا يغضب أولياء نعمته في المنطقة من الملوك والأمراء الاستبداديين، قائلا (إذا كانت الملكية تورث الحكم؛ فإنها تعلن ذلك، ولها نظامها الخاص وحدودها وقوانينها المعروفة والمعلنة، لكن الغريب هو الجمهوريات الدائمة، والأصل في النظام الجمهوري تداول السلطات وتداول الرؤساء، لكن عندنا الرئيس مخلد ولا يزول عن ملكه أبدا!!-).
إنه السم في الدسم، فيكفي أن تكون هذه الملكية المستبدة بالسلطة لها (نظامها الخاص وحدودها وقوانينها المعروفة والمعلنة)، لتكون مقبولة، متحاشيا التعرض إلى أن الملكيات في البلدان الغربية قد أصبحت تملك ولا تحكم، أي مجرد ديكور أو فولكلور للسياحة. دون أن يتطرق إلى جوهر هذا النظام وتلك الحدود. بينما يقول في حق الديمقراطية (المهم هو جوهر الديمقراطية وحقيقتها، وليس ش


13 - رد على السيد نادر قريط
Masry ( 2009 / 4 / 16 - 14:51 )
ليس لى حق او قدره للدفاع عن صرح شامخ مثل الاستاذ القمنى فهو قادر على قرع الحجه بالحجه وكن استفزنى ان تبدأ بما يبدو كما لو كان تقديرا للكاتب وأنك تود توجيه بعض النقد ثم تنثنى كعاده الثعبان وتلدغ فلا المدح مدح ولا النقد نقد, وتحاول لي الحقائق تماما كعاده ثعابين العرب والاسلام, أولا تسأل من أين لك التأكد أن من بعث الايميل -الغفران- هم من الاسلاميين الذيين كفروا الاستاذ وهددوه بالقتل أساسا ؟ هل تمزح مزحه ثقيله سوداء؟ هناك مثل انجليزى يقول( اذا بدت كالبطه و مشت كما البطه وصاحت كالبطه فهي بطه
If it looks like a duck, walks like a duck and quacks like a duck then it is a duck
, ثم تشطح وتتكلم عن العلمانيين ويبدو أن كلمه علماني فى مخيلتك تختلف تماما عما هو مصطلح عليه, فتقول أن العلمانيون اخترعوا العمليات الانتحاريه بدأ من المسيحي جول جمال ؟ من قال لك أنه كان علمانيا؟ أم بما انه غير مسلم فهو كافر وبما ان العلمانيين فى نظركم كفار اذا فهو علمانى؟ وأخيرا تنحدر الى مستوى لا يليق باتهامك للاستاذ بالتجاره اي تجاره هذه؟ هل وجدت أن رقم الهاتف من نوعيه 0900 والا فما الضير من أن الكاتب جعل من الممكن التواصل والنقاش معه مباشر وعلى مستوى شخصى؟ على العكس تماما هى ميزه تدل على التواضع وعدم الاختف


14 - نادر.. أنت نادر
مختار ( 2009 / 4 / 16 - 16:39 )
أنت نادر في خرجاتك الغريبة.
كيف يعقل (كما تقول) أن تشك في التهديدات التي وجهت للسيد القمني وقد سبق أن أعطانا الإسلاميون الدليل بعشرات الأمثلة حول إمكانية لجوئهم إلى هذا الأسلوب الرخيص (كما تقول) لحسم اختلافهم مع المختلفين عنهم؟ هل نسيت أن الغزالي نفسه برر هذا النوع من المآثر؟ هل نسيت حسين مروة، فرج فودة، مهدي عامل، أما في الجزائر بلدي فالقائمة طويلة طويلة وكانت وسيلتهم المفضلة هي الذبح يا سي نادر، بينما كانت ضحاياهم تفضل أن تموت رميا بالرصاص. وقد طال ذلك صبايا ومعلمات في عمر الزهور رفضن ارتداء الحجاب، أو تأخرن في تنفيذ تعاليمهم يا سي نادر.
لعلمك العمليات الانتحارية المعاصرة بدأت قبل التاريخ الذي أشرت إليه لحاجة في نفس يعقوب بكثير، مع الكاميكاز اليابانيين ومع المقاومين الشيوعيين في الحرب العالمية الثانية ضد النازية.
لكن هؤلاء وأولئك ممن ذكرت، كانوا جنودا وطنيين في جيوش تحارب جيوشا مسلحة ومدرعة ومستعدة وليس عبارة عن متطرفين مندسين يقومون بتفجير أحزمتهم الناسفة في المساجد والكنائس والأسواق والمطارات وهي تعج بالمدنيين، أطفالا ونساء وشيوخا آمنين مطمئنين.
مشكلتنا أو عقدتك هي مع اللبرالية، التي يعتبر عداؤك لها بمثابة الخيط الناظم لكل مواقفك ولو على حساب قضايا أنت أصلا معها وهذا


15 - رجاء التعليق بأسماء حقيقية
سردار أمد ( 2009 / 4 / 16 - 16:59 )
اولاً أشكر الأستاذ الكبير على قلمه الذي يخدم الإنسان والإنسانية، حبذا لو أستبدلنا ثقافة السيف بثقافة القلم، عندها نكون قد أصبحنا بشراً.
ثانياً أرجو من المعلقين ذكر الأسماء الحقيقية او أسماء متعارف عليها كاملة ليس فقط الأسم الأول، سيكون ذلك أثر مصداقية.

مع شكري الخالص لكتاب وقراء ومعلقي ومشرفي الحوار المتمدن


16 - الاستاذ مختار
شامل عبد العزيز ( 2009 / 4 / 16 - 17:46 )
في إحدى مقالات السيد نادر قريط تم توجيه سؤال له من قبل الاخوة وأعتقد اسمه بشار حول مقالته تعلم الليبرالية في ثلاثة ايام ولكن للاسف الشديد لم يرد عليه والسؤال كان : هناك مثل انكليزي يقول إذا اردت أن تختبر إنسان فاعطه سلطة أو مال وعند ذلك سوف نجد هل يكتب مثل ما يكتب وهو جالس وراء الكمبيوتر يتناول طعامه . وانا اقول .. ما أصعب الفعل لمن رامه وأسهل القول على من أراد


17 - هل نضب معينك
الزنجى ( 2009 / 4 / 16 - 18:51 )

كان بامكان الدكتور اختصار المقال بدلا من الاسترسال فى توضيح ماهو معلوم وبدهى ..ربع المقال توضيح لمفهوم بقاء اللفظ مع تغير الدلالة والباقى حديث مكرر و معاد لاكته افواه عدة اين الفكر اين الفكر الاحفورى اذا جاز التعبير


18 - الكاتب الرائع سيد القمني
sara ( 2009 / 4 / 16 - 19:05 )
انا اتابع ما تكتبه من مقالات يعني كشفت المستور--
نعم كشفت تاريخ السلف الدامي
من كل قلبي ادعو لك --يرحم البطن لجاباتك هكذا نقول في تونس
لا تبخل علينا بالحوار عبر الفضائيات خاصة في الجزيرة المخونجة
تكون رائعا مع فيصل قاسم -و-احد مقلدي السلف
نحن نعتز فعلا و نفتخر بك انت مفك عربي مصرير قدير
بارك الله تعالى فيك وفي اهلك ودمت لنا تنور شعوبنا المضللة
حفظك الله تعالى من كل مكروه وحفظ الله تعالى مصر المحروسة مصر الادب والفن مصر النيل مصر التعايش بين جميع الملل
وشكرا


19 - ردا على نادرقريط
أحمد السيد علي ( 2009 / 4 / 16 - 19:56 )
الحقائق لا يحجبها الغربال,ان اكثر العمليات الانتحارية دمويا هي التي وقعت في الاماكن ذات الاغلبية الشيعية وعلى سبيل الحصر سوق الصدرية سوق الشورجة اغتيال محمد باقر الحكيم وناحية تلعفر وشارع المتنبي وقد ذهب بها مئات الضحايا فضلا عن مدينة الثورة الصدر حاليل
مع محبتي للاستاذ سيد القمني


20 - الأخوة الأعزاء
نادر قريط ( 2009 / 4 / 16 - 20:26 )
الأستاذة شامل ومختار ومصري : أشكر لكم مداخلاتكم ..ولتوضيح الصورة أكرر بأني من المعجبين بالأستاذ القمني وأثمن وقوفه بوجه الأرثودكسية الدينية .. لكن أميز بين المراحل .. فالقمني المفكر والمقاوم ومنتج المعرفة يختلف عن القمني المطبل الذي كتب هذا النص ، وأجد حرصا شديدا لنقد الأصدقاء قبل الخصوم وإن لم أجد أحدا للنقد أقوم بهجاء نفسي كما فعل الحطيئة وشكرا

اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa