الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسه الاتاتوركيه الطورانيه العثمانيه الداخليه والخارجيه وتخبطاتها . الحلقه الثالثه .

جوزيف شلال
(Schale Uoseif)

2009 / 4 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سنتكلم هنا عن بعض التناقضات والتخبطات في السياسه التركيه على المستويين الداخلي والخارجي , وما تطرحه وتعلنه في مزايدات علنيه وصارت مكشوفه تلك , لكل من عرف ويعرف تاريخ الدوله العثمانيه , الاعيب وممارسات من يحكم تركيا الان لا تختلف بمضامينها واهدافها وغاياتها عن سابقاتها .

لا يوجد شعب على وجه الكره الارضيه في الوقت الحاضر من يكره الشعوب والقوميات والاديان الاخرى مثل هذا الشعب الطوراني القومي العنصري , وهذا ما لمسه العالم من خلال مجازره ضد الاكراد المسلمين والارمن والاشوريين واليونانيين والقبارصه وغيرهم .

سلعة فلسطين وغزة ومؤتمر دافوس في مزادات اردوكان العلنيه !
................................................................. بعد ان تخلت اغلب او جميع الدول العربيه وانظمتها وشعوبها عن القضيه الفلسطينيه , وتركت الحل والمشكله لمنظمة التحرير وحكومتها المنتخبه , ولشعب فلسطين ان يقرر مصيره بنفسه وكيفية حلى مشاكله دون تدخلات خارجيه .

وبعد ان ايقنت وشعرت اغلب الدول العربيه وانظمتها , بان الاستمرار في استخدام واستعمال الشعارات الثوريه القديمه الرجعيه لا فائدة وطائلة منها وفيها , لانها كانت السبب الاول في تدمير وتخريب العقول وتاخر شعوبها عن باقي دول العالم .
من اهم تلك الشعارات المزيفه , / لا صوت يعلو فوق صوت البندقيه / , الدفاع اولا, عن القضيه المركزيه الفلسطينيه , واستخدامها كحصان طرواده وقميص عثمان للسيطره والهيمنه والابقاء على انظمه دكتاتوريه وقمعيه وعسكريه , ورئيس واحد الى الابد وحزب واحد , او نظام قبلي وعشائري وديني من الخليج العربي الى دول شمال افريقيا , انتهاءا بنظام القذافي الهزلي الذي يدعو الى انشاء دولة موحدة من اسرائيل وفلسطين باسم / اسراطين / ! .

المستغرب اليوم , ان ياتي من خارج مجموعة التخلف العربي والاسلامي من يزايد ويستخدم / القضيه الفلسطينيه / مرة اخرى في المزادات كسلعه ليس الا ! لتحقيق غايات واهداف ومصالح شخصيه ومحليه .
نحن لا نصدق ان ياتي هذا اليوم الذي يصبح ويصير فيه / الجلاد / ضحية ! , وكيف لمستعمر دام ظلمه لمئات الاعوام من السيطره والهيمنه والاستحواذ واستخدم حتى / سياسة التتريك / اي القضاء على اللغه العربيه , عندما كان يستعمر اغلب الدول العربيه والاسلاميه ! ان يدافع ويطالب بحقوق شعوب هذه الدول ومن بينها / القضيه الفلسطينيه / ? .

ان دموع التماسيح التي تنهمر من عيون اردوكان , وتصرفاته وكلامه عن / غزة / لايمكن ان يصدق ويؤمن بها عاقلا ! .
ان اقوى العلاقات العسكريه واعمقها هي مع اسرائيل منذ عشرات الاعوام وفي تزايد مستمر دائما . هل اردوكان كان متعاطفا فعلا مع غزة , ام مع حركة حماس الارهابيه الانفصاليه ? .

اردوكان وتلك التمثيليه الرائعه في 29 / 01 / 2009 في مؤتمر دافوس , لا تخرج كذلك عن نطاع الخداع والمراوغه وارسال اشارات هنا وهناك .
هذا التصرف على انه مدافع وحريص للقضيه الفلسطينيه , ما هي الا رسالة موجهة الى اوربا مرة اخرى وتذكيرها بالمخاطر التي سوف تلحق بها , فيما اذا استمر هذا الجفاء واستبعاد تركيا من النادي الاوربي , وبنفس الوقت موجهة ايضا الى الدول العربيه والاسلاميه على اننا حريصون ومدافعون عنكم وعن قضاياكم الخاسره .

هناك راي يقول , الاسلاميين في كل بلد عندما تقوى شوكتهم , ويتصلب عودهم , وبعد ان تتم عملية سيطرتهم على زمام الامور بكاملها , يبداؤن ويقومون ويحاولون التملص ونقض كل ما اتفق عليه مع غيرهم في الحكم .
من ابرز الشواهد , ما يحصل الان في تركيا , انقلاب حركة حماس في غزة وتقسيم فلسطين الى دولتين , والان يطالبون المجتمع الدولي بقيام / الكونفدراليه / وليس حتى الفيدراليه , مع حكومة الضفه الغربيه في فلسطين ! , هناك في السودان ما حصل , وموريتانيا والصومال وايران ولبنان - حزب الله الارهابي - ودول عديده اخرى .
ما يجري هذه الايام في تركيا وسيطرة الاسلاميين على سدة رئاسة الدوله والوزارة ومرافق الحياة في الدوله التركيه خير دليل اخر على ما نقوله .
الشارع التركي انقسم الى نصفين , لم تشهد تركيا مثل هذا الانقسام في تاريخها الطويل . ان من جلب وساعد وساند , وايد انشاء الاحزاب الاسلاميه سرا في تركيا , بدا اليوم يشعر بخطر وخطورة هؤلاء وسيطرتهم الكاملة على كل مؤسسات ودوائر ومرافق الدوله بما فيها الجيش والعسكر .

نحن نعرف هناك اليوم في تركيا من يدفع باتجاه التخلص من الاسلاميين وبسرعه , والدليل على هذا كانت المحاوله الانقلابيه الاخيره ضد الحكومه الاسلاميه , مخطط لها من قبل تلك الجهات والجماعات نفسها التي اتت بالاسلاميين لاستخدامهم كاوراق مع الغرب والدول العربيه والاسلاميه .
اذن النصف الاسلامي الاخر في تركيا بدا يتحرك مع اردوكان , ليس فقط حبا بما قاله عن غزة وفلسطين , بل خوفا من فقدانهم السيطره والحكم , وهذا ما حصل في استقبال اردوكان بعد عودته من مؤتمر دافوس .

والسبب الاخر والمهم , الا وهو استغلال تلك وهذه المواقف من قبل اردوكان ومن يقف معه من الشعب التركي في الانتخابات القادمه , وتجميع اكبر عدد اخر في الداخل والخارج تاييدا لهم .
اذن استقبل طيب رجب اردوكان استقبال ابطال الفاتحين الاسلاميين , كما كان يحدث في ايام الخلافه الاسلاميه سابقا . هذا الاستقبال على ارض الوطن بعد خوضه حربا عنيفا وانتصر على عدوه الغاشم واللدود وهي اسرائيل ! , فكيف لا يقال له من قبل مؤيديه / اهلا وسهلا بقائد العالم الجديد , وزعيم العالم الاسلامي الفاتح / ! .

المزاد الاخر العلني كان في عقر دار الغرب , واراد ان يبرهن لهم ولغيرهم , عن مدى غيرته وحرسه ودفاعه ومحافظته واخلاصه على القيم الاسلاميه .
الرساله ايضا موجهة الى الدول العربيه والاسلاميه . تركيا الضائعه التي لا تعرف ما ذا تريد واين تستقر , هي بنفس الوقت عضو فعال في حلف شمال الاطلسي - الناتو- .
اعترضت في هذا المزاد العلني , على انتخاب وترشيح الدانمركي / اندرسن فوغ راسموسين / لمنصب الامين العام لحلف شمال الاطلسي .
هل تعلمون ما هو االسبب ? السبب وبكل بساطه , قضية الرسوم الكاريكاتيريه التي قام بها احد الصحفيين الدانماركيين ! .
اردوكان اراد هو كذلك استخدام واستغلال هذه الحادثه لمصالحه الشخصيه والحزبيه وفي الانتخابات , ومع الدول العربيه والاسلاميه وضد الغرب الاوربي الذي يرفض تركيا بالانظمام اليه .

نعتقد , هناك سبب اخر اقوى من هذه العوامل الا وهو , الحقد الدفين والعنصريه ضد القوميات والاديان والشعوب الاخرى التي تعيش في تركيا .
منذ عشرات الاعوام هناك معارضه من الاكراد تعيش على ارض الدانمارك , ولديهم وسائل اعلاميه للتعبير عن معاناتهم من انظمة الحكم التركيه المتعاقبه التي قتلت واجرمت وانتهكت حقوقهم .
اردوكان طلب شخصيا غلق محطه تلفزيونيه كرديه تعمل منذ سنوات في الدانمارك !
هل كانت دعوته بعدم الموافقه على ترشيح شخصيه من الدانمارك , حرصا على الاسلام وقيمه , ام لحقده على القوميه الكرديه المسلمه , ويمنع عنها من استخدام حتى لغتها في التخاطب , ناهيك عن اعتبارهم مواطنون من الدرجه الاخيره في تركيا ? .

اين الحقيقه في مواقف وتصرفات رئيس الحكومه الاسلاميه الطورانيه القوميه العثمانيه التركيه ? .
الحقيقه , ان اردوكان الذي سوف يصبح / قائد العالم الجديد / كما وصفوه الاسلاميين في تركيا وخارج تركيا , يقال , انه اتته رسائل من تحت الكواليس , قيل فيها بانك تجاوزت حدودك ! .
بعد ان هدات العاصفه , وتلك التحذيرات السريه , اعلن فورا بانه مستعد لاستئناف الوساطه بين حليف تركيا التقليدي والنظام السوري , الخصم القديم .
تركيا كانت قد قامت برعاية اربع جولات من المباحثات غير المباشره بين سوريا واسرائيل عام 2008 .

وشدد اردوكان ايضا , على ان تركيا هي الحليف الرئيسي لاسرائيل في المنطقه , وتربطها علاقات استراتيجيه وعسكريه واقتصاديه واتفاقيات بين البلدين , كالاتفاقيه التي ابرمت بين اسرائيل وتركيا المهمه عام 1996 .

تصريح اخر للقائد الجديد اردوكان , انا لا استهدف باي شكل من الاشكال الشعب الاسرائيلي واليهودي عموما , هذا ما قاله شخصيا .
اخيرا , حركة حماس الاسلاميه الارهابيه المنافقه , اعتبرت مواقف تركيا واردوكان هي انتصارات // للشهداء الفلسطينيين // ! .

في هذه الوصفه والحاله , لا نعرف اين ستضع حركة حماس الانفصاليه الكونفدراليه المستقله الاسلاميه , شهداء الدول العربيه الذين سقطوا وهم بالملايين من اجل فلسطين منذ 1948 والى الان ? .
وان لله في خلقه شؤون .

الى اللقاء في الحلقه الاخيره / علاقات تركيا الحميمه , والاخويه الصادقه مع دولة اسرائيل / .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق إيهود أولمرت: نتنياهو لا يري


.. 166-An-Nisa




.. موكب الطرق الصوفية يصل مسجد الحسين احتفالا برا?س السنة الهجر


.. 165-An-Nisa




.. مشاهد توثّق مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة في المسجد الحرام