الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفشل السيا سي وخطاب الهزيمة التحريضي, السيد صدر الديني القبنجي مثالا

شاكر النداف

2009 / 4 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد فترة من اعلان نتائج الانتخابات المحلية ، بدأت بعض قوى التيار الديني السياسي المهزومة في الانتخابات تروج لبضاعة فاسدة خبرها الشعب العراقي ، وهي عملية التخويف من القوى العلمانية والديمقراطية وربط في كثير من الاحيان وخاصة في خطب الجمعة في المساجد ، بين العلمانية وحزب البعث في محاولة يائسة من ابعاد الشعب العراقي عن اختيار القوى الديمقراطية والعلمانية كبديل سياسي يضمن حياة حرة كريمة بعيدة عن التقسيمات الطائفية المذلة ومحاولة تقسيم البلاد الى كانتونات فاسدة يتربعون على عروشها ، ومحاولة ربط هذه الكانتونات مع بعض الدول الاقليمية التي عاثت في ارض العراق فسادا ، ولكن بحكمة ونظرة الشعب العراقي الثاقبة ، اوقفت مثل هذه المخططات بالتراجع الكبير لهذه القوى وعلى رأسها المجلس الاعلى الاسلامي والمتمثل في قائمة شهيد المحراب.

ان مثل هذا الخطاب لايختلف في طبيعته وبعده الاستراتيجي عن اي خطاب ترهيبي آخر يراد منه االتشويش وتشويه سمعة القوى الديمقراطية العراقية التي بدأ الشعب يتجه نحوها لاختيارها كبديل سياسي بعد ان لاقى الامرين من الاداء السياسي الفاشل المبني على نهج التقسيم الطائفي واستخدام الدين للربح السياسي و الذي لم يجني منه الشعب الا مزيدا من الفساد والتدهور في اغلب مجالات الحياة ، حتى كاد ان يدخل الشعب العراقي بصراعات من شأنها ان تؤدي الى التشرذم وفقدان الامل بمستقبل يعزز من لحمة الوطن والمواطن. فبدلا من تحليل جذور اسباب الهزيمة الانتخابية ووضع حد للغلو الطائفي والاستخدام الهيستيري للشعائر الدينية كطريق فاشل للربح السياسي ، ذهبت بعض من قيادات ومنظمات هذا التيار تناصب العداء وتحاول نشر الذعر في نفوس الناس من ان الخطر هو القوى الديمقراطية والعلمانية التي باتت تتغلغل في صفوف افرا د المجتمع العراقي ، حسب تعبيرهم . فهذه القوى التي بدء فشلها السياسي يظهر الى العيان، تحاول بين الفينة والاخرى تذكير الناس بفتاوى ومقالات بائسة ليس عفى عليها الزمن فحسب وانما اثبتت فشلها وبطلانها ، حيث استخدمها حزب البعث كغطاء شرعي لمحاربة اعداءه الفكريين والسياسيين وتصفيتهم جسديا وخاصة في فترة مجيئهم المشؤوم و الاول الى السلطة عام 1963، محاولة منها في اداءها هذا الضغط على القوى الديمقراطية والعلمانية التي بات فكرها يستقطب جماهير واسعة من ابناء الشعب العراقي. ان هذه القوى تحاول يائسة تصوير النظام العلماني والديمقراطي ، بانه فكر ونظام مناوىء للدين والقييم الاجتماعية ، وهو خلاف لما نشاهده وما خبرته اغلب شعوب دول العالم الديمقراطي العلماني ، من ان هذا النظام ، اي الديمقراطي العلماني ، هو البديل الذي يعزز ويحترم الدين بدون تسويف او غلو ، كما ويضمن للانسان حقه في العيش الكريم بدون تميزا دينيا او طائفيا او عرقيا.
ان ما نلاحظه من تحريض وتنديد بفكر وتأريخ قوى سياسية لها تأريخ معروف وحضور في الساحة السياسية ، يشكل انطلاقة للهجوم على كل القوى الديمقراطية العراقية او اثارة المخاوف منها ،وبالتالي يشكل هذا الاسلوب المرفوض انتهاك للاعراف الديمقراطية ، وهو بعيد كل البعد عن احترام اسس العمل المشترك للعملية السياسية . لقد قام بعض من ممثيلي قوى التيار الاسلامي وفي مناسبات احتفالية وفي اماكن مختلفة ، في مدينة العمارة واخيرا في العاصمة الدنماركية الاساءة لهذه القوى ، ولا نعرف ان كانت هذه الاساءة هي زلة لسان ام عمل منسق.

ان خطاب السيد صدر الدين القبانجي (المجلس الاسلامي) في خطبة الجمعة الماضية من( ان الدين هو الاستراتيجية في الشأن السياسي, وهو الذي يقود العملية السياسية ، وهو الهاجس الحقيقي في قلوب العراقيين) ، محذرا من الفكر العلماني وتغلغله في افكار الناس ، ان هذا الخطاب له دلللات عديده ، اهمها اعلان الفشل السياسي لهذه القوى و بداية حملة انتخابية شرسة لاتخلو من الدعاية المفبركة ضد القوى الديمقراطية والعلمانية وبنفس الوقت نذير بخطر تقويض العملية السياسية الجارية و استخدام اساليب من شأنها فرض بديل الاسلام السياسي باساليب الترهيب التي مآلها الفشل المحتم على ايدي من يختارون شجرة الحياة الخضراء.

April 2009








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القبنجي كالحكيم وكالصغير
عبد العالي الحراك ( 2009 / 4 / 20 - 18:02 )
لا بيئة اجتماعية يخاطبون الا بيئة المساكين الذين يتعاطون مع الدين بعواطفهم البدائية..لو كان القبنجي صادقا في خطابه ومقتدرا في تحليل اسباب فشله السياسي لاعترف بطائفيته فهي سبب فشله في الانتخابات الماضية التي انتصر فيها المالكي لانه طرح خطابا وطنيا وليس بسبب تقدم العلماتية والديمقراطية..فلأنه لا خطاب له راح يداعب مشاعر الناس الدينية ولكن الفشل سيلازمه الى ان يسقط نهائيا مهماوصلته من اموال ومهما خزن في مخازنه من بطانيات

اخر الافلام

.. 114-Al-Baqarah


.. 120-Al-Baqarah




.. الرئيس #السيسي يستقبل سلطان البهرة ويشيد بدور الطائفة في ترم


.. 116-Al-Baqarah




.. 112-Al-Baqarah